NadorCity.Com
 


الَعطف والمعطف


الَعطف والمعطف
أرغم محمد

إستأذنت عمي الغير الشقيق، صاحب الفراسة، أن أطرح عليه بعض الأسئلة من قبيل: ما مآل الحكومة الحالية؟ ما حكمها وهي تستجمع أنفاسها بين الوفاق والشقاق؟ هل خيطت على مقاس الساق بالساق مع الدستور المعدل؟ كيف تستجيب لنداء الطوفان وهي تترنح بين العطف والمعطف ذي الألوان الزاهية المعلق بين المشاجب المعلقة؟ هل بإمكانها مسايرة الوقت وعقارب الساعة قاب قوسين من السكتة القلبية؟ ترى- وأنت صاحب الرؤية الثاقبة- أبإمكان فسيفساء من خرق بالية من الغرب، وأخرى من خرق مرتقة من الشرق، أن تصنع شراعا متينا تقود به سفينة النجاة الى بر الأمان؟ بعد أن دعك عمي خرز المسبحة وهو يدمدم، أجاب، وهو ينتزع ابتسامة باهتة لكي يرسمها على وجهه المتجعد:

(" صغنا الدستور، بعد شد ومد، صوت عليه جمع من الجمع، بعيدا عن كل ما قيل عن نسبة المشاركة، ومن خرج عن الإجماع، هرع لاهثا، وهو يبحث عن شرعية خارج صناديق الاقتراع...، بين الشرعية والمشروعية تبخرت الحركة المضادة بين أرجاء قواعد اللعبة، وهي الآن- ربما- بين مسخ الشعب وفسخ عقد الزهو والاستعلاء، خرجت الى المعارضة، وفي نيتها استرجاع أسهمها "الهابطة/المتهاوية في السوق الراكدة للسياسة المغشوشة...، لتحرق بذلك آخر ما تبقى لها من الأوراق... . أمورنا – والله أعلم- تدبر بين الحد والحد، وبين الفتق والرتق...، أما خارج الحدود وداخل المد، نجانا الله من كل الفتن الممتدة الممدودة، فثورتنا فتية وتدبر عبر جهاز التحكم...، ثورة حضارية بجميع مقاييس "ريشتر" الزئبقية،هذا ما أشاد به العالم من المشرق الى المغرب...، الكل يحسدنا عن ثورتنا الهادئة... فالحمد لله، شعبنا دأب، ومنذ أزمان العيش بين الكفاف والعفاف، واع بما يكفي لما للسلطة/الثروة/الغنيمة/ من جاذبية قد تستهويه أو لا تستهويه، شعب لبس دربلة الفقراء، حكومة لبست المعطف الواقي من كل الصدمات، بين الصدمات والكدمات على الحكومة ان تكشف مواطن الألغام، ألغام مفروشة على كل عتبات القطاعات....هل لها – يابن عمي- ما يكفي من كاسحات الألغام، كاسحات/ كاشفات للألغام المكشوفة...لا أظن أن لها القدرة والجرأة للقيام بهذا المسح الطوبوغرافي...الشامل...، الأحزاب المشاركة في الحكومة قطعت على نفسها العهد- أثناء حملاتها الانتخابية- ان تطبق برنامجها بالحرف، أو على الأقل يطبق مناصفة بمعية حلفائها، أعداء الأمس أشقاء اليوم...لا ثقة في السياسة!!

بين الأمس واليوم، وبين البرنامج والواقع، جسر ممتد وممدود على طول أكتاف أبناء هذا الشعب الصبور، شعب مطالبه عدت- وقدت- على أصابع اليد الواحدة: كرامة، حرية، خبز، ديمقراطية، صحة...، من هذه الأصول تتفرع عنها أقسام قابلة للنقاش إذا حسم أمر تطبيق أمهات هذه الضروريات...ترى هل يمهل الشعب الحكومة، مرة أخرى، ليرى مدى تطبيقها لبرنامجها الذي يتماشى والدستور بنصوصه المائة والثمانين، أم أن الحكومة سوف تدور- كما دارت حكومات من قبل- في مكانها بدرجة مائة وثمانين درجة، تكتمل- إذا جمعت نصوص الدستور وحركة الحكومة- دورة/دائرة بدرجتها (°360 ) المعروفة في علم الفلك؟... هل سوف تبقى الحكومة تدور بين طواحين الإكراهات وأعاصير الأزمة المدوية؟ نعم، دورة فلكية قد تستغرق عمر الولاية بأكملها، والشعب ينتظر على مدار دورة العمر...، وهو يئن تحت الثورة السلمية البطيئة، ويستشرف- بامتعاض- ثورة قد تفجر جميع الألغام المنصوبة عبر أرجاء هذا الوطن الجريح...).

- قلت وأنا أحك مؤخرة رأسي: والله ما فهمت شيئا- ياعمي- من كلامك الطويل، الشيق، الملغوم....

- قال وهو يتنهد: ما هو الغامض والملتبس في فقه اللغة، عفوا فقه السياسة؟

- قلت: ما معنى الكلمات التالية: ( العطف، المعطف، الدربلة، الحركة، الألغام).

- أجاب وقد بح من كثرة الكلام ( العطف: عند النحاة معروف ويتبعه المعطوف عليه في الإعراب، بمعنى حكومتنا الحالية سوف تشبه أخواتها في التنكير وفي الجر.../، المعطف: الدستور الحالي منع تغيير المعطف للبرلماني ما دام يكتسي هذه الصفة.../، الدربلة: لباس الفقراء.../، الحركة: في كل حركة بركة، إذا لم يتحرك المرء فانه سوف يموت.../، الألغام: نوع من الأسلحة تزرع تحت الأرض كالفخاخ، والمراد بها الفساد، فساد في: الأخلاق، السياسة، الاقتصاد،...).

قال هذا بصوت يكاد يختنق تحسرا، بينما في عينيه الجاحظتين تتحفز دمعتان حارتان لمغادرة موقعهما نحو الأهداب، نصحني من الاحتراز والإبتعاد عن الميادين الموبوءة بحساسية السوسة المدسوسة وهي تنفث سمومها عبر أجنحة: ساس، ويسوس.....مسح على رأسي..، غاب في وجوم، وهو محفوف بتواضع العلماء العظام!!!.



1.أرسلت من قبل ميس نتمــورث في 01/01/2012 16:49
وإن كنت لم افهم المقال إلا أني أحب أن أثير إنتباه الأخ الكريم أن غير ليست هي الغير. فالأولى لا تقبل إضافة الألف واللام وإلا اتخذت معنى الغير وهو مفرد الأغيار. فغير ليست بإسم بل مضاف والتعريف لا يدخل على المضاف فتقول..إستأذنت عمي غير الشقيق وليس الغير الشقيق. وربنا بقول في كتابه الكريم.."غير المغضوب عليهم ولا الضاليــــــــــــــــــــــن" . صدق الله العظيم

2.أرسلت من قبل le petit prince في 03/01/2012 10:21
اود ان اهنئ الاستاذ.ارغم على هذا المقال الذي يتسم اسلوبه بالتشويق والعمق ، وفهم و ادراك لما يجري حولنا في هذا البلد "غير" السعيد،(كما علمنا الاخ صاحب التعليق الاول الذي لم يفهم شيئا من المقال سوى الفرق بين غير و الغير،فاجعلنا اللهم من ."غير المغضوب عليهم ولا الضاليــــــــــــــــــــــن"

3.أرسلت من قبل wald laqbila في 07/01/2012 13:29

اننا حقا امام منعطف تاريخي...منعطف الحسم النهائي...لقد ضاقت المعاطف علي اصحابها وتشاكلت علينا الوانها..
وتواتر على المشاجب تعليقها..وتعب الخياطون في رتقها وترقيعها...فلا العاطف يعطف ولا المعطوف عليه يكل من استجداء العطف...تسلح بكل ما لديك من عاطفة وقم بانعطافة اخيرة واشهر في وجوههم هذه اليافطة:حرية...حرية..حرية..مع تحياتي ومتمنياتي لك بالتوفيق

4.أرسلت من قبل miloud arbaz في 08/01/2012 17:12
بسم الله الرحمن الرحيم. أشكر الآستاد أرغم على هذه الإلتفاتة القيمة‘َأعني:محاولتك تناول موضوع ذي قيمة واقعية مستعملا حينا لغة رمزية وتارة أخرى لغة واقعية معهودة لدى المواطن البسيط والمركب.لكن أسجل ملاحظة قد تبدو مهمة في عالم الكتابة النقدية هو إغفالك إعطاء الحل أي التركيب النقدي بدل النقد فقط حتى تكتمل الموازنة النقدية. كما أتمنى أن تكون الحكومة الحالية بردا وسلاما على هذا المواطن العزيز الذي سئم انتظار الذي سيأتي و قد لا يأتي. َ

5.أرسلت من قبل soumia في 10/01/2012 21:29
لا الدستور الجديد المفبرك و لا الانتخبات المتحكم فيها و لا الحكومة الشبه الملتحية توقف الموجة العارمة للربيع المغربي الاتي

6.أرسلت من قبل Fakiro llah في 16/01/2012 23:25
موضوع متوسط اعادة النظر في الاخطاء واصل

7.أرسلت من قبل mask llil في 18/01/2012 18:46
هو بان بالصورة والمقال اما انت يا جبان مخبي في السلهام وترشق اهلك بالنيران . استغرب الى لقيت الجمل فوق السطح اما القط فهذه عوايدو . شجع خوك يا الجبان واتصنط ليه الله يهدينا او يهديك .












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما