محمد بوتخريط - هولندا
ذات صيف ..حار ...وجاف..
مرحبا بك ...استـرح قليلا... في بلدك ...فانت متعب...!!!
اخذ يسابق الطريق ..
-على مهلك ...استرح قليلاً لقد تعبت ...
-لا باس لم يبقى الا قليلاً ونصل .. والوقت ليس بصالحنا ...
هكذا .. وهو يلهث من التعب ويرد بصوت متقطع ..
بدا عليه التعب والاعياء ... تذكر إعلانا كان قد شاهده على "التلفاز" سمعه اكثر من مليون مرة .. (...وفتحت مؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ انطلاق عملية العبور عدة باحات للاستراحة على طول نقط العبور...منها باحة الاستراحة للمهاجرين برأس الماء )
تذكر الباحـة اياها... تلك التي كان يطبل لها المطبلون في البلاد منذ انطلاق ما يسمونه "بموسم العبور" .!!!!
باحة الاستراحة «رأس الماء» ، الواقعة على الطريق الرابطة بين الناظور والسعيدية ، على مساحة11 ألف مترا مربعا بتكلفة بلغت أربعة ملايين درهم. قيل عنها وقت انجازها انها "تتوفر على موقف للسيارات يتسع لحوالي108 سيارة وعدة فضاءات منها مرافق للاستقبال وإدارة وقاعة للتمريض وقاعة للصلاة ومصالح الأمن وكشك ومرافق صحية وفضاء للأطفال علاوة على فضاءات خضراء...."
فكر ان يتـوقف ليلتقط انفاسـه ويبلل ريقه بشربة ماء .. كما فكر من معه خلفه في السيارة ان يغسلوا وجوههم ويشربون هم كذلك قليلاً من الماء ... ويرتاحوا قليلا..
وصلوا باحة الاستراحة ... اتجه يمينا بسيارته نحو مدخل الباحة ... فلم يجد شيئا لا موقف سيارات ولا فضاءات ولا مرافق ولا إدارة ولا قاعة تمريض ولا قاعة صلاة ولا مصالح أمن ولا كشك ولا مرفق صحي ولا فضاء للأطفال ولا فضاءات خضراء...."... لا شيء سوى سلاسل وحبال وعلامة "ممنوع الدخول " ...
ممنوع الدخول إلى الباحة التي نُصبت في مدخلها ذات الإشارة...
نظر الى مدخل الباحة ..ونظر الى الإشارة ، تنهد بخيبة امل وانزل رأسه.. نظر الى اطفاله خلفه في السيارة سمع صوت مسموع من خلفه في السيارة يقول :"بابا ..هناك علامة ممنوع الدخول ..."
تنهد الأب ثانية بصـوت مسموع وهو يقول :"هذه ليست علامة ممنوع الدخول يا ولدي ... هذه علامات اسمها علامات فساد الضمير وفساد الذمم ... واستهتار وغياب المسئولية ..."
نظر الى الطريق الطويل امامه..
مسح العرق من على جبينه ، وهو ينظر بعينين شبه مغمضتين من التعب إلى العلامة اياها " ممنوع الدخول"!!! ،
ارتفع بصره إلى الشمـس، وهي تتأجج بالحرارة ، وتلقي أكواما منها على الأرض ، فأخذ يسب حظه العاثر الذي جعله يصدق "مسؤولي بلاده" ويمر من هذا المكان ...
فممنوع الدخول إلى الباحـة التي نُصبت في مدخلها ذات الإشارة…" :ممنوع الدخـول"
ذات صيف ..حار ...وجاف..
مرحبا بك ...استـرح قليلا... في بلدك ...فانت متعب...!!!
اخذ يسابق الطريق ..
-على مهلك ...استرح قليلاً لقد تعبت ...
-لا باس لم يبقى الا قليلاً ونصل .. والوقت ليس بصالحنا ...
هكذا .. وهو يلهث من التعب ويرد بصوت متقطع ..
بدا عليه التعب والاعياء ... تذكر إعلانا كان قد شاهده على "التلفاز" سمعه اكثر من مليون مرة .. (...وفتحت مؤسسة محمد الخامس للتضامن منذ انطلاق عملية العبور عدة باحات للاستراحة على طول نقط العبور...منها باحة الاستراحة للمهاجرين برأس الماء )
تذكر الباحـة اياها... تلك التي كان يطبل لها المطبلون في البلاد منذ انطلاق ما يسمونه "بموسم العبور" .!!!!
باحة الاستراحة «رأس الماء» ، الواقعة على الطريق الرابطة بين الناظور والسعيدية ، على مساحة11 ألف مترا مربعا بتكلفة بلغت أربعة ملايين درهم. قيل عنها وقت انجازها انها "تتوفر على موقف للسيارات يتسع لحوالي108 سيارة وعدة فضاءات منها مرافق للاستقبال وإدارة وقاعة للتمريض وقاعة للصلاة ومصالح الأمن وكشك ومرافق صحية وفضاء للأطفال علاوة على فضاءات خضراء...."
فكر ان يتـوقف ليلتقط انفاسـه ويبلل ريقه بشربة ماء .. كما فكر من معه خلفه في السيارة ان يغسلوا وجوههم ويشربون هم كذلك قليلاً من الماء ... ويرتاحوا قليلا..
وصلوا باحة الاستراحة ... اتجه يمينا بسيارته نحو مدخل الباحة ... فلم يجد شيئا لا موقف سيارات ولا فضاءات ولا مرافق ولا إدارة ولا قاعة تمريض ولا قاعة صلاة ولا مصالح أمن ولا كشك ولا مرفق صحي ولا فضاء للأطفال ولا فضاءات خضراء...."... لا شيء سوى سلاسل وحبال وعلامة "ممنوع الدخول " ...
ممنوع الدخول إلى الباحة التي نُصبت في مدخلها ذات الإشارة...
نظر الى مدخل الباحة ..ونظر الى الإشارة ، تنهد بخيبة امل وانزل رأسه.. نظر الى اطفاله خلفه في السيارة سمع صوت مسموع من خلفه في السيارة يقول :"بابا ..هناك علامة ممنوع الدخول ..."
تنهد الأب ثانية بصـوت مسموع وهو يقول :"هذه ليست علامة ممنوع الدخول يا ولدي ... هذه علامات اسمها علامات فساد الضمير وفساد الذمم ... واستهتار وغياب المسئولية ..."
نظر الى الطريق الطويل امامه..
مسح العرق من على جبينه ، وهو ينظر بعينين شبه مغمضتين من التعب إلى العلامة اياها " ممنوع الدخول"!!! ،
ارتفع بصره إلى الشمـس، وهي تتأجج بالحرارة ، وتلقي أكواما منها على الأرض ، فأخذ يسب حظه العاثر الذي جعله يصدق "مسؤولي بلاده" ويمر من هذا المكان ...
فممنوع الدخول إلى الباحـة التي نُصبت في مدخلها ذات الإشارة…" :ممنوع الدخـول"