بقَلَم : بَـدر أَعرَاب
لكي تكُون كائناً ليليـاً، يلزمك أنْ تحرِق بالسَّهـر أحزَانَك، كمـا تحرق لَفائِـفَ السَّجائِر التّي تَبـثُّ سُمومَها بِـكْ.
لكَي تَكون شاعـرًا، سيَكُون لزامـاً عليكَ أنْ تتوَّفـرَ على رَصيدٍ وافرٍ مِـن الألَم والألَـم وحـدَهْ.
لكيْ تكُون كَاتباً ومُثقفاً شريفـا، يَتعيَّن عليكَ أنْ تكون مُستعّـدا لِلعيشِ بـ"فيستة" باليةٍ دُون رَبْطة عُنـق، ونظّاراتٍ طبيّةٍ سَميكة كقاعِ كَـأس، وذِقنٍ كَثيفةٍ غير حليقـة، وتِبغٍ جـافٍّ أسْودَ مِـن النّوعِ الرّدِيء، مُستقبــلاً.
لكي تكُون إنْساناً طيّبـا فِي نظرِ الآخَرِين، يَجـب عليكَ أنْ تَنسَى بِالمرَّة أنَّك إنسَان! بَل سَاعَـة كَبيرة لاَ تتوَّقّف، يَضْبطُها الكلُّ على هَـواه، لِكيْ تُرضي الجَميـع.
لكَي تكونَ ودُوداً يُحبّك النّـاس، يجِب عَليك أنْ تكون كَقطعةِ الإسْفَنـجِ لإمتصاصِ ألمِهِم وأحْزَانِهم عَلى الـدَّوام.
لِكي تكونَ مُنضبطاً في مَسِيرة رِحلـة حَياتِك، عَليك أن تأخُذَ لَـكَ "مَحطّات"، تَضرب فيها مَـع نَفسكَ مَوعـدًا، لِجلـدِ الذَّات.
لكيْ تكُون رجُـل قانونٍ مُحترَم، عليكَ ألاَّ تَكون مُغفّـلاً! "فالقانُون لاَ يَحْمِـي المُغفّلين" تقُول القَاعِدة، ولكنَّ المُغفلين لَهُـم الله وَحدهُ يَحميهِـم.
لكيْ تكون لكَ مُعجبَـات، عليكَ أنْ تقتنِع بأنّ الحبَّ هـذِهِ الأيّام هُـو عملةٌ نـادِرة، لاَ تَعثُر عليهَا إلاّ فِي جُيـوبِ "الحَازقين".
لِكَي تَكون رجُـلاً شَامخاً، علَيْك أنْ تَسْتَخلص الـدَّرس مِـن الشّجرة التّي لاَ تمُوت إلاّ واقفـةً.
لكيْ تَكون مُناضلاً حقيقيًا فِي هـذا اللاَّوَطن، عَلَيك أنْ تكفُرَ بجَميع الإيديولُوجيات! مُقابِـل أنْ تُـؤمن بِأيديولوجيةٍ واحدة فَقط، وهِيَ إيديولوجية تَوفير الخُبـز لأبنائِك لاَ غَيـر.
لكي تكُون طالباً جامعيا مِن فئة أبنَاء الشَّعب، عليكَ أن تَكتسبَ بالضّرُورة قُدرةَ غير مسبوقةٍ على مُقاومةِ الأحْلك من الأيّام التي لا ينجُو مِنها طالبٌ، وأنّ أجْدى الدُّروس التي تلقّيتَها داخِل هذا الوسَط ولا يُمكنك نِسيانها ما حييّتَ، هِي كيفية إحْترافِ "الرّقص" فوقَ أسْلاك الأعصَاب، عِندما يَستدعِيك "صاحِب الكِراء والبقّالة والمَكتبة ومُول الكرّوسَة والدِّيطاي..، لإحداثِ ثقبٍ في ميزانيتكَ الصّغِيرة المثقُوبة أصلاً.
لكي تكونَ مُميَّـزاً عَـن بَقيـةِ الآخَرين، عليكَ أن تتمَّسك بأبسطِ مَبادئِ الرّجُولة على الأقّــل.
لكيْ تَكُون صَديقـاً للجمٍيع، يلزِمكَ أن تُقيـم عـلاقة "صداقـة" حَميميةٍ مَع ذاتِك أولاً، وألاَّ تُخاصـم نَفسك أبـدًا.
لكي تكونَ مرحًـا، عليك أن تُشـاركَ الطّفلَ المجنُون الذي يَسكُن داخِلـك، اللَّعِـب.
لكي تكُون حَمـلاً وَديعًا، عليك أن تَكون بَارعـاً فِي اِلتقاطِ الإشَارات الضّوْئية التي تَحدُثُ بينَ عُيُـون الذّئابِ قبلَ أن يَفترسُـوك.
لكي تكونَ بَيْن أقرَانِك وَسيمًا، عليك أن تبتسِم حِيناً، وتصْمتَ أحيانـًا طَويلـة.
لكي تكونَ حِراكيـاً صِنديـداً، علَيك أنْ تَمتلكَ خِصيتيْن مِنْ فُـولاذٍ أو نُحاس، تماماً كالتّي يَمتلكها الأشَاوس القَابعون وَراء القُضبان في غياهِبِ الزَّنـازِن.
لكي تكونَ مُواطناً ينتمِـي إلى دولِ العَالم المُتخلّف، عليكَ أن تكُون إنسَاناً مَمْسُوخا يعيشُ بـ"رِئتين"، حتّى تُقـاوم الرَّبـوَ والاِختناقَ المُزمنيْـن.
لكي تكون شخصيةً قياديـة، عليك أن تتخذ من جمجمة رأسك "مقراً" للقيادة المركزية للتخطيط والبرمجة، دُون إنشاء فروعٍ لها خارجـاً.
لكي تكون زعيماً ثائـرًا في طليعة الصفُوف الأمامية، عليك أن تكون كالبطارية باعثـاً للشحنات المُوجبة، كنظامِ تواصل أسراب الأسماك تماماً، لأن النّاس مثـل الهواتف النقّالة، فهُـم باستمرار في حاجة إلى شحنِ طاقـةٍ متجددة يستمدونها من مُلهـمٍ.
لِكَي تَكون مُحامياً وكيـل مَظلُوم، عليكَ أولاً قبل أن تكُون مُرافعًـا، أنْ يكُون لَديكَ في معَاني الظُلمِ دُروسا وتَجَارب، حتّى تَكـون مُستخدمًا جيِّدا لأحبَالكَ الصوتية وتُصبح صرَخاتُك بذلكَ حَـادّةً في مُستوى منسُوبِ الوَجَـع.
لكيْ تكونَ حِزبـا جماهيريًا واسِع الاِنتشـار، عليكَ أن تُكثِـر مِـن الوَلائِـم والبسْكويـتْ.
لكيْ تكُونَ راجعاً لتـوِّك إلى رُشدكَ وجادّةِ الصّواب، يلزمكَ أنْ تُدرك لحظَـة الاِحتِضار، لتَضرِب كلّ الإيديُولوجيات التّي آمنْتَ بهَا آنفـاً في الصِّفـر، حتّى لا يَبقى مِنها سِوى الإيمَان بالله وحدَه.
لِكي تَكون نِزار قبّانِي وَأحمَد مَطـر وَ دَرويش والمَاغُوط، عليكَ أنْ تكونَ "كائناً شعريًا" يـأكلُ الطّعَام ويَمشِي في الأسْـواق، وأنْ تبْحثَ فِي زحْمَتِهم "عَنْـك".
وأخيراً، لكيْ تكُون مَـا شِئتَـه أنْت، عليكَ أنْ تكُون نَفسكَ أوّلاً وأخيـراً.
لكي تكُون كائناً ليليـاً، يلزمك أنْ تحرِق بالسَّهـر أحزَانَك، كمـا تحرق لَفائِـفَ السَّجائِر التّي تَبـثُّ سُمومَها بِـكْ.
لكَي تَكون شاعـرًا، سيَكُون لزامـاً عليكَ أنْ تتوَّفـرَ على رَصيدٍ وافرٍ مِـن الألَم والألَـم وحـدَهْ.
لكيْ تكُون كَاتباً ومُثقفاً شريفـا، يَتعيَّن عليكَ أنْ تكون مُستعّـدا لِلعيشِ بـ"فيستة" باليةٍ دُون رَبْطة عُنـق، ونظّاراتٍ طبيّةٍ سَميكة كقاعِ كَـأس، وذِقنٍ كَثيفةٍ غير حليقـة، وتِبغٍ جـافٍّ أسْودَ مِـن النّوعِ الرّدِيء، مُستقبــلاً.
لكي تكُون إنْساناً طيّبـا فِي نظرِ الآخَرِين، يَجـب عليكَ أنْ تَنسَى بِالمرَّة أنَّك إنسَان! بَل سَاعَـة كَبيرة لاَ تتوَّقّف، يَضْبطُها الكلُّ على هَـواه، لِكيْ تُرضي الجَميـع.
لكَي تكونَ ودُوداً يُحبّك النّـاس، يجِب عَليك أنْ تكون كَقطعةِ الإسْفَنـجِ لإمتصاصِ ألمِهِم وأحْزَانِهم عَلى الـدَّوام.
لِكي تكونَ مُنضبطاً في مَسِيرة رِحلـة حَياتِك، عَليك أن تأخُذَ لَـكَ "مَحطّات"، تَضرب فيها مَـع نَفسكَ مَوعـدًا، لِجلـدِ الذَّات.
لكيْ تكُون رجُـل قانونٍ مُحترَم، عليكَ ألاَّ تَكون مُغفّـلاً! "فالقانُون لاَ يَحْمِـي المُغفّلين" تقُول القَاعِدة، ولكنَّ المُغفلين لَهُـم الله وَحدهُ يَحميهِـم.
لكيْ تكون لكَ مُعجبَـات، عليكَ أنْ تقتنِع بأنّ الحبَّ هـذِهِ الأيّام هُـو عملةٌ نـادِرة، لاَ تَعثُر عليهَا إلاّ فِي جُيـوبِ "الحَازقين".
لِكَي تَكون رجُـلاً شَامخاً، علَيْك أنْ تَسْتَخلص الـدَّرس مِـن الشّجرة التّي لاَ تمُوت إلاّ واقفـةً.
لكيْ تَكون مُناضلاً حقيقيًا فِي هـذا اللاَّوَطن، عَلَيك أنْ تكفُرَ بجَميع الإيديولُوجيات! مُقابِـل أنْ تُـؤمن بِأيديولوجيةٍ واحدة فَقط، وهِيَ إيديولوجية تَوفير الخُبـز لأبنائِك لاَ غَيـر.
لكي تكُون طالباً جامعيا مِن فئة أبنَاء الشَّعب، عليكَ أن تَكتسبَ بالضّرُورة قُدرةَ غير مسبوقةٍ على مُقاومةِ الأحْلك من الأيّام التي لا ينجُو مِنها طالبٌ، وأنّ أجْدى الدُّروس التي تلقّيتَها داخِل هذا الوسَط ولا يُمكنك نِسيانها ما حييّتَ، هِي كيفية إحْترافِ "الرّقص" فوقَ أسْلاك الأعصَاب، عِندما يَستدعِيك "صاحِب الكِراء والبقّالة والمَكتبة ومُول الكرّوسَة والدِّيطاي..، لإحداثِ ثقبٍ في ميزانيتكَ الصّغِيرة المثقُوبة أصلاً.
لكي تكونَ مُميَّـزاً عَـن بَقيـةِ الآخَرين، عليكَ أن تتمَّسك بأبسطِ مَبادئِ الرّجُولة على الأقّــل.
لكيْ تَكُون صَديقـاً للجمٍيع، يلزِمكَ أن تُقيـم عـلاقة "صداقـة" حَميميةٍ مَع ذاتِك أولاً، وألاَّ تُخاصـم نَفسك أبـدًا.
لكي تكونَ مرحًـا، عليك أن تُشـاركَ الطّفلَ المجنُون الذي يَسكُن داخِلـك، اللَّعِـب.
لكي تكُون حَمـلاً وَديعًا، عليك أن تَكون بَارعـاً فِي اِلتقاطِ الإشَارات الضّوْئية التي تَحدُثُ بينَ عُيُـون الذّئابِ قبلَ أن يَفترسُـوك.
لكي تكونَ بَيْن أقرَانِك وَسيمًا، عليك أن تبتسِم حِيناً، وتصْمتَ أحيانـًا طَويلـة.
لكي تكونَ حِراكيـاً صِنديـداً، علَيك أنْ تَمتلكَ خِصيتيْن مِنْ فُـولاذٍ أو نُحاس، تماماً كالتّي يَمتلكها الأشَاوس القَابعون وَراء القُضبان في غياهِبِ الزَّنـازِن.
لكي تكونَ مُواطناً ينتمِـي إلى دولِ العَالم المُتخلّف، عليكَ أن تكُون إنسَاناً مَمْسُوخا يعيشُ بـ"رِئتين"، حتّى تُقـاوم الرَّبـوَ والاِختناقَ المُزمنيْـن.
لكي تكون شخصيةً قياديـة، عليك أن تتخذ من جمجمة رأسك "مقراً" للقيادة المركزية للتخطيط والبرمجة، دُون إنشاء فروعٍ لها خارجـاً.
لكي تكون زعيماً ثائـرًا في طليعة الصفُوف الأمامية، عليك أن تكون كالبطارية باعثـاً للشحنات المُوجبة، كنظامِ تواصل أسراب الأسماك تماماً، لأن النّاس مثـل الهواتف النقّالة، فهُـم باستمرار في حاجة إلى شحنِ طاقـةٍ متجددة يستمدونها من مُلهـمٍ.
لِكَي تَكون مُحامياً وكيـل مَظلُوم، عليكَ أولاً قبل أن تكُون مُرافعًـا، أنْ يكُون لَديكَ في معَاني الظُلمِ دُروسا وتَجَارب، حتّى تَكـون مُستخدمًا جيِّدا لأحبَالكَ الصوتية وتُصبح صرَخاتُك بذلكَ حَـادّةً في مُستوى منسُوبِ الوَجَـع.
لكيْ تكونَ حِزبـا جماهيريًا واسِع الاِنتشـار، عليكَ أن تُكثِـر مِـن الوَلائِـم والبسْكويـتْ.
لكيْ تكُونَ راجعاً لتـوِّك إلى رُشدكَ وجادّةِ الصّواب، يلزمكَ أنْ تُدرك لحظَـة الاِحتِضار، لتَضرِب كلّ الإيديُولوجيات التّي آمنْتَ بهَا آنفـاً في الصِّفـر، حتّى لا يَبقى مِنها سِوى الإيمَان بالله وحدَه.
لِكي تَكون نِزار قبّانِي وَأحمَد مَطـر وَ دَرويش والمَاغُوط، عليكَ أنْ تكونَ "كائناً شعريًا" يـأكلُ الطّعَام ويَمشِي في الأسْـواق، وأنْ تبْحثَ فِي زحْمَتِهم "عَنْـك".
وأخيراً، لكيْ تكُون مَـا شِئتَـه أنْت، عليكَ أنْ تكُون نَفسكَ أوّلاً وأخيـراً.