ناظورسيتي/ خاص
لا يمكن إنكار، ومنذ ظهور الشبكات الاجتماعية وخصوصا الفايس بوك، أنه تغيرت عدة قواعد وأصبح هذا الفضاء، مكان ينقل فيه البعض الحالة اليومية بتفاصيلها إلى العالم الافتراضي، حيث أصبح مرآة للمجتمع، لنجد صفحات متنوعة ومختلفة تتناول العديد من المواضيع. ومع الثورات التي عرفتها شمال إفريقيا والشرق الأوسط، اتضح جليا أن الفايس بوك بإمكانه أن يلعب دور محرك للمسيرات والاحتجاجات حيث تنتقل من الفضاء الافتراضي إلى الواقع. ناظورسيتي ستحاول الإجابة عن سؤال: بين النضال الفايسبوكي والنضال الواقعي؟
لا استغناء عن الفايس بوك في النضال
من الصعب أن يتقبل البعض أنه بدون وجود الشبكات الاجتماعية يمكن القيام بمعارك نضالية، حيث يراه هؤلاء ضروريا بشكل كبير. وقد يكون له تأثير أكثر من وسائل أخرى كان يعتمد عليها المناضلون. فؤاد إبراهيمي، وهو ناشط سياسي ينتمي للتيار الديني، يعتبر أنه لا يمكن بتاتا الاستغناء عن الفايس بوك، مبررا ذلك بقوة الشبكات الاجتماعية على التعبئة والتواصل والتنسيق في فترة قياسية كانت تحتاج في السابق لأشهر وسنوات حتى تبني قاعدة نضالية ليستعان بها لخوض معارك نضالية سياسية، حقوقية، جمعوية على حد تعبيره.
من جهة أخرى، هناك وجهات نظر أخرى تعتبر أن الشبكات الاجتماعية ليست أساسية في النضالات، وهذا ما عبر عنه الناشط الأمازيغي عابد العنكوري حيث أقر بأن الفايس بوك أداة للتواصل الاجتماعي وتبادل وجهات النظر وتعميم الحدث، ولكن بشرط حسن الاستخدام. فيما يرى صبحي بوديحي وهو الناشط السياسي، أن الشبكات الاجتماعية ومن بينها الفايسبوك تحولت إلى وسيلة سريعة وفعالة للتأطير والاستقطاب وتوجيه الرأي العام، لأن الفايس بوك يوفر "السرعة في التواصل" حتى وإن بعدت المسافات والفئات المستهدفة من شكل نضالي معين، ويعتبر أن حسن استعماله يمكن أن يوحد رأيا عاما متفق عليه فكريا لكنه متباعد مكانيا. ورغم التباين الموجود حول مدى أهمية الشبكات الاجتماعية في الحياة النضالية، إلاّ أن الجميع يعترف اليوم بأنه لا يمكن الاستغناء عن الفايس بوك في النضالات.
لا يمكن إنكار، ومنذ ظهور الشبكات الاجتماعية وخصوصا الفايس بوك، أنه تغيرت عدة قواعد وأصبح هذا الفضاء، مكان ينقل فيه البعض الحالة اليومية بتفاصيلها إلى العالم الافتراضي، حيث أصبح مرآة للمجتمع، لنجد صفحات متنوعة ومختلفة تتناول العديد من المواضيع. ومع الثورات التي عرفتها شمال إفريقيا والشرق الأوسط، اتضح جليا أن الفايس بوك بإمكانه أن يلعب دور محرك للمسيرات والاحتجاجات حيث تنتقل من الفضاء الافتراضي إلى الواقع. ناظورسيتي ستحاول الإجابة عن سؤال: بين النضال الفايسبوكي والنضال الواقعي؟
لا استغناء عن الفايس بوك في النضال
من الصعب أن يتقبل البعض أنه بدون وجود الشبكات الاجتماعية يمكن القيام بمعارك نضالية، حيث يراه هؤلاء ضروريا بشكل كبير. وقد يكون له تأثير أكثر من وسائل أخرى كان يعتمد عليها المناضلون. فؤاد إبراهيمي، وهو ناشط سياسي ينتمي للتيار الديني، يعتبر أنه لا يمكن بتاتا الاستغناء عن الفايس بوك، مبررا ذلك بقوة الشبكات الاجتماعية على التعبئة والتواصل والتنسيق في فترة قياسية كانت تحتاج في السابق لأشهر وسنوات حتى تبني قاعدة نضالية ليستعان بها لخوض معارك نضالية سياسية، حقوقية، جمعوية على حد تعبيره.
من جهة أخرى، هناك وجهات نظر أخرى تعتبر أن الشبكات الاجتماعية ليست أساسية في النضالات، وهذا ما عبر عنه الناشط الأمازيغي عابد العنكوري حيث أقر بأن الفايس بوك أداة للتواصل الاجتماعي وتبادل وجهات النظر وتعميم الحدث، ولكن بشرط حسن الاستخدام. فيما يرى صبحي بوديحي وهو الناشط السياسي، أن الشبكات الاجتماعية ومن بينها الفايسبوك تحولت إلى وسيلة سريعة وفعالة للتأطير والاستقطاب وتوجيه الرأي العام، لأن الفايس بوك يوفر "السرعة في التواصل" حتى وإن بعدت المسافات والفئات المستهدفة من شكل نضالي معين، ويعتبر أن حسن استعماله يمكن أن يوحد رأيا عاما متفق عليه فكريا لكنه متباعد مكانيا. ورغم التباين الموجود حول مدى أهمية الشبكات الاجتماعية في الحياة النضالية، إلاّ أن الجميع يعترف اليوم بأنه لا يمكن الاستغناء عن الفايس بوك في النضالات.
الواقع ليس هو الشبكات الإجتماعية
تبقى الشبكات الاجتماعية مجرد مجال افتراضي، وتختلف عن الواقع بشكل كبير، فبإمكان أن يجتمع الآلاف على فكرة في الفايس بوك، وعند القرار بالخروج للشارع للمطالبة بما تم الاتفاق عليه لا يتعدى الملبين للنداء رؤوس الأصابع. عابد العنكوري، وفي إجابته على سؤال ما الفرق بين النضال الفايسبوكي والنضال الواقعي، أجابنا على أنه لا يوجد نضال فايسبوكي بقدر ما هو تعميم للحدث على نطاق واسع في الزمان والمكان بمعنى استثماري للحدث على حد هامش الحرية المتاح التعميم بها. ويذهب في نفس الطرح صبحي بوديحي معتبرا أنه لا وجود لنضال فايسبوكي وهو نقيض للنضال الواقعي، بل كل ما هناك أن الشبكات الاجتماعية هامش أكبر للتعبير ومجال أوسع للتعبير عن كل "المكبوتات" الفكرية المناقضة أو التي ترفضها العقلية المجتمعية، مبرزا أن العالم الافتراضي مجالا مريحا للمفكر فيه والذي لا يمكن التصريح به في العالم الواقعي، كما أن مختلف التدوينات التي يتم تحريرها على الفايسبوك موجهة لشريحة اجتماعية تتوفر على المؤهلات التقنية والعلمية وليس كل الشرائح الاجتماعية، فيما اعتبر فؤاد إبراهيمي أن السقف النضالي في الفايس بوك دائما ما يكون مرتفعا وغير قابل للتحقيق على أرض الواقع على اعتبار أن أغلب المطالب يحكمها الطابع "الرد فعلي" ما إن تقع مشكلة أو حدث حتى نجد الفايس بوك يضج بالصفحات والهاشتاكات الطالبة بإقالة المسؤول وإعلان إضراب والتي لا تجد طريقها للواقع. أما النضال في الواقع فيعتبره عابد خريج التنظيم بعد أفكار وتصورات نظرية للأحداث ومناقشتها برزانة ومسؤولية تنظيمية وسياسية، فيما يرى الإبراهيمي أن المناضل الفايس بوكي لا يتحمل المسؤولية القانونية حيث غالبا ما يستعمل الأسماء المستعارة عكس مناضل الواقع فهو مطالب باحترام القانون المؤطر للحريات العامة. فيما يذهب صبحي بوديحي للتأكيد على أن النضال الواقعي يحتاج إلى أفراد متمرسين تنظيما وفكريا أي فرد ومجموعة تمتلك قواسم مشتركة وتكوينا نظريا يدافع عن تصور معين ولا يمكن تسويق تصورهم هذا إلى عبر التحرك الميداني والانتقال المكاني وامتلاك وسائل الإقناع لكل الشرائح الاجتماعية على اختلاف انتماءاتها الطبقة وتكويها الأكاديمي إن وجد، مبرزا أن النضال الواقعي ممارسة مباشرة مع الجمهور وتفاعل يومي مع الأحداث.
تأثير النضال الافتراضي على الواقعي
رغم أن الشبكات الاجتماعية أصبحت لها أهمية كبيرة في النضالات وتأثير بشكل إيجابي على تعميم الأحداث، إلا أن لها سلبيات كذلك، وفي هذا الإطار يرى عابد العنكوري أن في واقعنا اليوم من يناضل في الفايسبوك كالجالس في ركن المقهى والقابض على قلم أحمر ويصنف كل شيء حسب هواه دون أن يكلف نفسه عناء أو تقديم بديل يذكر بمعنى تمييع مجهودات الأخر. فيما يرى صبحي أن النضال الافتراضي يمكنه استقطاب أفراد جدد ويجمع حول تصور فكري مشترك، وأن النضال الافتراضي يتيح إمكانية توحيد فكرة ما والوصول إلى حدود دنيا بين هؤلاء الأفراد بتبادل وجهات النظر بينهم.
تبقى الشبكات الاجتماعية مجرد مجال افتراضي، وتختلف عن الواقع بشكل كبير، فبإمكان أن يجتمع الآلاف على فكرة في الفايس بوك، وعند القرار بالخروج للشارع للمطالبة بما تم الاتفاق عليه لا يتعدى الملبين للنداء رؤوس الأصابع. عابد العنكوري، وفي إجابته على سؤال ما الفرق بين النضال الفايسبوكي والنضال الواقعي، أجابنا على أنه لا يوجد نضال فايسبوكي بقدر ما هو تعميم للحدث على نطاق واسع في الزمان والمكان بمعنى استثماري للحدث على حد هامش الحرية المتاح التعميم بها. ويذهب في نفس الطرح صبحي بوديحي معتبرا أنه لا وجود لنضال فايسبوكي وهو نقيض للنضال الواقعي، بل كل ما هناك أن الشبكات الاجتماعية هامش أكبر للتعبير ومجال أوسع للتعبير عن كل "المكبوتات" الفكرية المناقضة أو التي ترفضها العقلية المجتمعية، مبرزا أن العالم الافتراضي مجالا مريحا للمفكر فيه والذي لا يمكن التصريح به في العالم الواقعي، كما أن مختلف التدوينات التي يتم تحريرها على الفايسبوك موجهة لشريحة اجتماعية تتوفر على المؤهلات التقنية والعلمية وليس كل الشرائح الاجتماعية، فيما اعتبر فؤاد إبراهيمي أن السقف النضالي في الفايس بوك دائما ما يكون مرتفعا وغير قابل للتحقيق على أرض الواقع على اعتبار أن أغلب المطالب يحكمها الطابع "الرد فعلي" ما إن تقع مشكلة أو حدث حتى نجد الفايس بوك يضج بالصفحات والهاشتاكات الطالبة بإقالة المسؤول وإعلان إضراب والتي لا تجد طريقها للواقع. أما النضال في الواقع فيعتبره عابد خريج التنظيم بعد أفكار وتصورات نظرية للأحداث ومناقشتها برزانة ومسؤولية تنظيمية وسياسية، فيما يرى الإبراهيمي أن المناضل الفايس بوكي لا يتحمل المسؤولية القانونية حيث غالبا ما يستعمل الأسماء المستعارة عكس مناضل الواقع فهو مطالب باحترام القانون المؤطر للحريات العامة. فيما يذهب صبحي بوديحي للتأكيد على أن النضال الواقعي يحتاج إلى أفراد متمرسين تنظيما وفكريا أي فرد ومجموعة تمتلك قواسم مشتركة وتكوينا نظريا يدافع عن تصور معين ولا يمكن تسويق تصورهم هذا إلى عبر التحرك الميداني والانتقال المكاني وامتلاك وسائل الإقناع لكل الشرائح الاجتماعية على اختلاف انتماءاتها الطبقة وتكويها الأكاديمي إن وجد، مبرزا أن النضال الواقعي ممارسة مباشرة مع الجمهور وتفاعل يومي مع الأحداث.
تأثير النضال الافتراضي على الواقعي
رغم أن الشبكات الاجتماعية أصبحت لها أهمية كبيرة في النضالات وتأثير بشكل إيجابي على تعميم الأحداث، إلا أن لها سلبيات كذلك، وفي هذا الإطار يرى عابد العنكوري أن في واقعنا اليوم من يناضل في الفايسبوك كالجالس في ركن المقهى والقابض على قلم أحمر ويصنف كل شيء حسب هواه دون أن يكلف نفسه عناء أو تقديم بديل يذكر بمعنى تمييع مجهودات الأخر. فيما يرى صبحي أن النضال الافتراضي يمكنه استقطاب أفراد جدد ويجمع حول تصور فكري مشترك، وأن النضال الافتراضي يتيح إمكانية توحيد فكرة ما والوصول إلى حدود دنيا بين هؤلاء الأفراد بتبادل وجهات النظر بينهم.