ناظورسيتي - متابعة
الإعلام اليميني الإسباني بوابة الإمارات العربية المتحدة في الحرب ضد المغرب.
سيكون من الصعب المرور على الإتهامات الخطيرة التي حملها المقال المنشور في الجريدة الإسبانية اليمينية “إل موندو”، يوم الأحد التاسع من يونيو، دون ربطها بالتقارب الجاري بين اليمين الإسباني المتطرف ودولة الإمارات العربية المتحدة ،و بسياق أحداث حرب تجري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا تشنها دولة الإمارات العربية المتحدة ضد توابث مبدئية في السياسة الخارجية المغربية من قضايا عربية وإسلامية، ويبدو من خلال الإشارات الواردة في مقال “إل موندو” أن الأمر لم يعد يقف عند حدود خلاف مغربي إماراتي حول الحرب في اليمن والحصار المضروب على دولة قطر و دفع حفتر للإنقلاب على اتفاق الصخيرات في ليبيا و رفض المغرب لصفقة القرن وصعود العدالة والتنمية المغربي للحكم في إنتخابات نزيهة لاتريدها دولة الإمارات العربية المتحدة، بقدر ما بات الأمر خطيرا لكونه يتعلق بحرب يقودها أحد رجال المخابرات الإماراتية المدعوم بمغاربة القدافي في الساحة الأوروبية ضد المذهب المالكي والشأن الديني لمغاربة الخارج ومؤسسات دستورية مغربية وضد التعاون الأمني المغربي الإسباني في مثلث خطير بين أوروبا وشمال إفريقيا ظل ناجحا في محاربة الجماعات الإرهابية لحد الأن.
لذلك ، لم يكن اختيار صحفي معادي للمغرب من داخل جريدة يمينية إسبانية مرتبطة بشعبة الاستخبارات الإسبانية للهجوم على مؤسسة دستورية مغربية ،مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة أمنية مغربية ، صدفة بقدر ما يفسره سياق صراع يجري في الشهور الأخيرة ويتطور ضمن حرب غير أخلاقية مفتوحة ضد المغرب تستعمل فيها أسماء مؤسسات وشخصيات لم تسمح للمخابرات الإماراتية بالوصول إلى المساجد والمراكز الدينية المرتبطة بالشأن الديني للجالية المغربية في دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا ،فالمجلس التابع للمخابرات الإمارتية و المغلف بثوب يسمى “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” ،الذي يقوده علي راشد النعيمي بمساعدة مغاربة القدافي ،فتح أول أبواب الحرب على المؤسسات والشخصيات المغربية من داخل الأراضي الاسبانية باستعمال الإعلام اليميني .
مقال “إل موندو” تعبير عن صراع إماراتي مغربي حول الشأن الديني للجاليات المسلمة في اوروبا:
لقد عملت سلطات أبوظبي على الدفع بعلي راشد النعيمي ،أحد القيادات القديمة لجماعة الإخوان المسلمين ،قبل انقلابه على الجماعة واستيعابه من طرف سلطات أبوظبي ،على التأسيس في سنة 2018”، ل”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي جاء لضرب نواة “ صحيفة المدينة “ في إعلان مراكش التي أسسها علماء مغاربة مع الشيخ الموريتاني عبدالله بن بية ، ليشرع راشد النعيمي في التسويق داخل أوروبا لخطاب يقوم على مقولة أن الإمارات العربية المتحدة هي “ الدولة الوحيدة التي تملك الوصفة الصحية لمحاربة التطرف” ،وذهب قادة “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” في منحى خطير لما انتقلوا من محاربة جماعة الإخوان المسلمين إلى محاربة المذهب المالكي الأكثر انتشارا في المنطقة المغاربية ولدى الجالية المغاربية بأوروبا ، متهمين هذا المذهب بكونه سبب في صعود الأصولية.
وبذلك تكون دولة الإمارات العربية المتحدة قد دخلت من فوق الأراضي الفرنسية والإسبانية في حرب مفتوحة ضد المغرب ،مدعية أنها بصدد التأسيس لزعامة إسلامية جديدة في أوروبا، وذلك عبر القيام بمحاولات النفاذ إلى عضوية إدارة الرابطة الثقافية للمسلمين في فرنسا ،ومحاولات الاستحواد على إدارة شبكة المساجد بفرنسا وإسبانيا ،وتنظيم لقاءات مفتوحة ،أخرها لقاءات تم تنظيمها بحضور علي راشد النعيمي منذ شهرين بالعاصمة الإسبانية مدريد لم يتجاوز عدد الحضور فيها مجتمعة حوالي 800 شخص أغلبهم مغاربة، رغم الاغراءات المالية الكبيرة المخصصة لهذا اللقاء.
ويبدو أن مخابرات ابوظبي أدركت الدور الكبير للمغرب في إدارة الشأن الديني لدى الجالية المغربية باتفاق مع السلطات الإسبانية والفرنسية واصطدمت بقوة المذهب المالكي وحقل إمارة المؤمنين ،حيث تشير الأرقام المالية إلى مبلغ يصل إلى مايفوق 470 مليون دولار صرفته دولة الإمارات العربية المتحدة في محاولة لاختراق الشأن الديني للجاليات المسلمة ومنها المغربية في إوروبا دون الوصول إلى نتيجة.
ولم يكن من الممكن لرجالات مخابرات أبوظبي ومغاربة القدافي في “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” استعمال أدوات الإعلام الفرنسي الذي يدرك جيدا خطورة الحرب الجارية ضد النموذج الإسلامي المغربي.
المعتدل ومؤسساته، فتم اختيار الإعلام الإسباني في شخص جريدة “ال موندو” اليمينية في توقيت دقيق يصادف تقارب دولة الإمارات العربية المتحدة مع اليمين المتطرف الأوروبي، بما فيه اليمين المتطرف الإسباني ، فعودة جريدة “ال موندو “ إلى بناء وتركيب رواية تم فيها اختيار الهجوم على مجلس الجالية المغربية بالخارج والسلطات الأمنية المغربية لا يمكن أن تفكر فيه الجريدة اليمينية المحسوبة على المخابرات الإسبانية دون استحضار التقارب الحاصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليمين الإسباني ،و الدليل على ذلك الاجتماعات التي أجراها رئيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ في مقرات الدفاع الإسبانية مرة بحجة مركز هداية ومرة بحجة المجلس الجديد بحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بإسبانيا.
مقال “إل موندو” رسالة حرب إماراتية ضد أذرع السياسة الخارجية المغربية:
ومن المفارقات المثيرة أن يصدر مقال “إل موندو “ في نفس توقيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمغرب وتلاوة البيان الفرنسي المغربي الذي يعبر عن تطابق فرنسي مغربي حول خطورة مايجري في ليبيا، فتخلي فرنسا عن حفتر وعودتها لاتفاق الصخيرات يبدو أنه أزعج سلطات أبوظبي لتحرك نيابة عنها اليمين الإعلامي الإسباني في هجوم على مؤسسات تعد أدرع السياسة الخارجية المغربية، وبذلك تكون صحيفة “إل موندو” واليمين الإسباني يخوضان حربا بالنيابة ضد المغرب، فدولة الإمارات العربية المتحدة تشن حربا ضد المغرب الذي انسحب من الحرب غير الأخلاقية في اليمن لما تبين له أن الأمر لا يتعلق بدفاع شرعي عن أراضي السعودية والإمارات، ورفض الإصطفاف في الحصار الجائر المضروب على دولة قطر، وبنى محورا جديدا للتنسيق داخل العالم العربي الإسلامي يضم الى جانب المغرب دول الأردن وتركيا وقطر، وأعلن رفضه للمشروع الذي تدافع عنه سلطات أبوظبي المتمثل في صفقة القرن، ووقف إلى جانب الليبيين ضد مليشيات حفتر المدعومة من طرف دولة الإمارات العربية، وتوَجَس من محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة الوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي بمحاولة إبرام اتفاق مع الرئيس الموريتاني في أخر أنفاس ولايته لإقامة قاعدة عسكرية فوق الأراضي الموريتانية في وقت تدخل فيه موريتانيا انتخابات رئاسية مصيرية ، هذه القاعدة العسكرية التي يبدو أنها تأتي مقابل قاعدة عسكرية ثانية أقامتها دولة الإمارات العربية المتحدة فوق أراضي دولة النيجر التي لايبدو أنها تهدف إلى مراقبة الجنوب الليبي بقدرما هي إعداد لحدث ما قادم في شريط منطقة الساحل الممتدة من البحر الأحمر الى الشواطئ الأطلسية لدولة موريتانيا.
ويبدو أن استعمال اليمين الإسباني ودعايته الإعلامية ضد المغرب في القضية المرتبطة بالشأن الديني تأتي بعد نجاح زيارة البابا فرنسيس للمغرب التي جاءت مباشرة بعد زيارة البابا نفسه لأبوظبي ،فالبيان المشترك بين البابا فرنسيس وأمير المؤمنين بالمغرب يمحو وراءه زيارة البابا فرنسيس للإمارات العربية المتحدة التي سعت فيها إلى التقريب بين البابا والأزهر المصري فوق الأراضي الإماراتية في صراع ديني واضح مع الإسلام المغربي المعتدل وبتنسيق من مغاربة القدافي.
استعمال مغاربة القدافي في حرب غير أخلاقية ضد المغرب
ويبدو أن الحرب ضد المغرب ومؤسساته الدستورية والأمنية تستعمل فيها أدوات قديمة باللجوء الى مغاربة القدافى الذين يروجون لفكرة درايتهم بالشأن الديني في أوروبا و غرب إفريقيا ،فالقدافي اعتمد على نفس الأشخاص الذين تعتمد عليهم سلطات ابوظبي اليوم في محاربة الإخوان المسلمين ،ذلك أن القدافي حارب الإخوان بمستشارين منهم مغاربة موجدين في قيادة “ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “،ومغاربة القدافي هم من أشار على معمر القدافي بتسمية “ملك ملوك إفريقيا”،وعن طريق مغاربة القدافي تريد الإمارات العربية المتحدة الوصول الى أوروبا وغرب افريقيا ،ومغاربة القدافي هم من يشير اليوم على دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها ستقود زعامة إسلام عالمي ، هؤلاء تجمعهم فكرة العداء للإخوان المسلمين رغم انتسابهم لجماعة الإخوان في الماضي ،فالأمر يتعلق ب”مجلس عالمي للمجتمعات المسلمة “ تقوده قيادات من الإخوان المسلمين انقلبت على جماعة الإخوان المسلمين لما شرعت أبوظبي في محاربة هذه الجماعة.
هل يدرك الإسبان خطورة تحويل المساجد الى مراكز أمنية إماراتية ؟
وتختفي وراء مقال “ إل موندو” معطيات تشير الى انقسام في المخابرات الإسبانية، قد يخرج للعلن خلال الأسابيع المقبلة ، حول العلاقات مع مكونات “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ سواء الإماراتية أو مغاربة القدافي ،فجزء من المخابرات الإسبانية يشعر ببداية الاختراق الإماراتي مقابل خوض البعض الأخر لحرب بالنيابة ضد المغرب ومؤسساته وأشخاصه دون التفكير في مخاطرها، ولايمكن للسلطات الإسبانية إخفاء أنها تقود منذ سنوات تعاونا أمنيا نموذجيا مع المدرسة الإستخباراتية المغربية في مكافحة الإرهاب في منطقة خطيرة لم تحدث فيها لحد الآن التقائية بين داعش أوروبا وداعش منطقة الساحل والصحراء ،فالوثائق التي ضبطت عند أعضاء تنظيم داعش تشير إلى هذه المنطقة بين المغرب وإسبانيا لازالت تستعصي على الاختراق نتيجة التعاون المشترك القائم بين السلطات الأمنية المغربية والأسبانية في تفكيك الخلايا الإرهابية والقدرة الكبيرة على تبادل المعلومات ، وقد يكون جزء من المخابرات الإسبانية بصدد ارتكاب خطإ كبير باستمالته من طرف علي راشد النعيمي رئيس مايسمى ب”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ ومغاربة القدافي ،فالصراع على المساجد الهادف الى محاربة المذهب المالكي والنموذج الإسلامي المغربي لا يهدف الى بناء إسلام جديد كما يدعي رئيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ لأن دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها تضطر إلى استلهام النموذج المصري ،وإنما يهدف الى تحويل المساجد في أوروبا لمقرات أمنية ،وهي محاولة خطيرة من شأنها أن تُحدث انزلاقا كبيرا في الشأن الديني يبدأ من إسبانيا ويمتد لكافة أطراف أوروبا.
وبذلك، يؤشر اليوم مقال “ال موندو“ على حرب جديدة ضد المغرب تأتي من تحالف بين دولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة ذراعيها “ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ ومغاربة القدافي ،تحالف مع اليمين المتطرف الإسباني يقوم مضمونه على حرب الصورة ضد المؤسسات المغربية، ويأتي ذلك، بعد فشل إماراتي في التدخل في الإنتخابات التشريعية المغربية التي حملت حزب العدالة والتنمية الى الحكومة بعد الفشل في تونس ، وبعد فشل اختراق داخلي عن طريق مؤسسة مؤمنين بلاحدود التي عملت على مهاجمة المذهب المالكي من داخل المغرب ،وهي المؤسسة التي باتت الذراع الفكري ل”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة“.
ويبدو أن على المؤسسات المغربية المرتبطة بالشأن الديني الإستعداد لهذه الحرب الجديدة التي بدأت من إسبانيا باستهداف مؤسسات دستورية وأمنية بمقال “ال موندو” نيابة عن مجلس إماراتي يسمى“ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ بدعم من مغاربة القدافي .
الإعلام اليميني الإسباني بوابة الإمارات العربية المتحدة في الحرب ضد المغرب.
سيكون من الصعب المرور على الإتهامات الخطيرة التي حملها المقال المنشور في الجريدة الإسبانية اليمينية “إل موندو”، يوم الأحد التاسع من يونيو، دون ربطها بالتقارب الجاري بين اليمين الإسباني المتطرف ودولة الإمارات العربية المتحدة ،و بسياق أحداث حرب تجري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا تشنها دولة الإمارات العربية المتحدة ضد توابث مبدئية في السياسة الخارجية المغربية من قضايا عربية وإسلامية، ويبدو من خلال الإشارات الواردة في مقال “إل موندو” أن الأمر لم يعد يقف عند حدود خلاف مغربي إماراتي حول الحرب في اليمن والحصار المضروب على دولة قطر و دفع حفتر للإنقلاب على اتفاق الصخيرات في ليبيا و رفض المغرب لصفقة القرن وصعود العدالة والتنمية المغربي للحكم في إنتخابات نزيهة لاتريدها دولة الإمارات العربية المتحدة، بقدر ما بات الأمر خطيرا لكونه يتعلق بحرب يقودها أحد رجال المخابرات الإماراتية المدعوم بمغاربة القدافي في الساحة الأوروبية ضد المذهب المالكي والشأن الديني لمغاربة الخارج ومؤسسات دستورية مغربية وضد التعاون الأمني المغربي الإسباني في مثلث خطير بين أوروبا وشمال إفريقيا ظل ناجحا في محاربة الجماعات الإرهابية لحد الأن.
لذلك ، لم يكن اختيار صحفي معادي للمغرب من داخل جريدة يمينية إسبانية مرتبطة بشعبة الاستخبارات الإسبانية للهجوم على مؤسسة دستورية مغربية ،مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة أمنية مغربية ، صدفة بقدر ما يفسره سياق صراع يجري في الشهور الأخيرة ويتطور ضمن حرب غير أخلاقية مفتوحة ضد المغرب تستعمل فيها أسماء مؤسسات وشخصيات لم تسمح للمخابرات الإماراتية بالوصول إلى المساجد والمراكز الدينية المرتبطة بالشأن الديني للجالية المغربية في دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا ،فالمجلس التابع للمخابرات الإمارتية و المغلف بثوب يسمى “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” ،الذي يقوده علي راشد النعيمي بمساعدة مغاربة القدافي ،فتح أول أبواب الحرب على المؤسسات والشخصيات المغربية من داخل الأراضي الاسبانية باستعمال الإعلام اليميني .
مقال “إل موندو” تعبير عن صراع إماراتي مغربي حول الشأن الديني للجاليات المسلمة في اوروبا:
لقد عملت سلطات أبوظبي على الدفع بعلي راشد النعيمي ،أحد القيادات القديمة لجماعة الإخوان المسلمين ،قبل انقلابه على الجماعة واستيعابه من طرف سلطات أبوظبي ،على التأسيس في سنة 2018”، ل”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي جاء لضرب نواة “ صحيفة المدينة “ في إعلان مراكش التي أسسها علماء مغاربة مع الشيخ الموريتاني عبدالله بن بية ، ليشرع راشد النعيمي في التسويق داخل أوروبا لخطاب يقوم على مقولة أن الإمارات العربية المتحدة هي “ الدولة الوحيدة التي تملك الوصفة الصحية لمحاربة التطرف” ،وذهب قادة “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” في منحى خطير لما انتقلوا من محاربة جماعة الإخوان المسلمين إلى محاربة المذهب المالكي الأكثر انتشارا في المنطقة المغاربية ولدى الجالية المغاربية بأوروبا ، متهمين هذا المذهب بكونه سبب في صعود الأصولية.
وبذلك تكون دولة الإمارات العربية المتحدة قد دخلت من فوق الأراضي الفرنسية والإسبانية في حرب مفتوحة ضد المغرب ،مدعية أنها بصدد التأسيس لزعامة إسلامية جديدة في أوروبا، وذلك عبر القيام بمحاولات النفاذ إلى عضوية إدارة الرابطة الثقافية للمسلمين في فرنسا ،ومحاولات الاستحواد على إدارة شبكة المساجد بفرنسا وإسبانيا ،وتنظيم لقاءات مفتوحة ،أخرها لقاءات تم تنظيمها بحضور علي راشد النعيمي منذ شهرين بالعاصمة الإسبانية مدريد لم يتجاوز عدد الحضور فيها مجتمعة حوالي 800 شخص أغلبهم مغاربة، رغم الاغراءات المالية الكبيرة المخصصة لهذا اللقاء.
ويبدو أن مخابرات ابوظبي أدركت الدور الكبير للمغرب في إدارة الشأن الديني لدى الجالية المغربية باتفاق مع السلطات الإسبانية والفرنسية واصطدمت بقوة المذهب المالكي وحقل إمارة المؤمنين ،حيث تشير الأرقام المالية إلى مبلغ يصل إلى مايفوق 470 مليون دولار صرفته دولة الإمارات العربية المتحدة في محاولة لاختراق الشأن الديني للجاليات المسلمة ومنها المغربية في إوروبا دون الوصول إلى نتيجة.
ولم يكن من الممكن لرجالات مخابرات أبوظبي ومغاربة القدافي في “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة” استعمال أدوات الإعلام الفرنسي الذي يدرك جيدا خطورة الحرب الجارية ضد النموذج الإسلامي المغربي.
المعتدل ومؤسساته، فتم اختيار الإعلام الإسباني في شخص جريدة “ال موندو” اليمينية في توقيت دقيق يصادف تقارب دولة الإمارات العربية المتحدة مع اليمين المتطرف الأوروبي، بما فيه اليمين المتطرف الإسباني ، فعودة جريدة “ال موندو “ إلى بناء وتركيب رواية تم فيها اختيار الهجوم على مجلس الجالية المغربية بالخارج والسلطات الأمنية المغربية لا يمكن أن تفكر فيه الجريدة اليمينية المحسوبة على المخابرات الإسبانية دون استحضار التقارب الحاصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليمين الإسباني ،و الدليل على ذلك الاجتماعات التي أجراها رئيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ في مقرات الدفاع الإسبانية مرة بحجة مركز هداية ومرة بحجة المجلس الجديد بحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بإسبانيا.
مقال “إل موندو” رسالة حرب إماراتية ضد أذرع السياسة الخارجية المغربية:
ومن المفارقات المثيرة أن يصدر مقال “إل موندو “ في نفس توقيت زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمغرب وتلاوة البيان الفرنسي المغربي الذي يعبر عن تطابق فرنسي مغربي حول خطورة مايجري في ليبيا، فتخلي فرنسا عن حفتر وعودتها لاتفاق الصخيرات يبدو أنه أزعج سلطات أبوظبي لتحرك نيابة عنها اليمين الإعلامي الإسباني في هجوم على مؤسسات تعد أدرع السياسة الخارجية المغربية، وبذلك تكون صحيفة “إل موندو” واليمين الإسباني يخوضان حربا بالنيابة ضد المغرب، فدولة الإمارات العربية المتحدة تشن حربا ضد المغرب الذي انسحب من الحرب غير الأخلاقية في اليمن لما تبين له أن الأمر لا يتعلق بدفاع شرعي عن أراضي السعودية والإمارات، ورفض الإصطفاف في الحصار الجائر المضروب على دولة قطر، وبنى محورا جديدا للتنسيق داخل العالم العربي الإسلامي يضم الى جانب المغرب دول الأردن وتركيا وقطر، وأعلن رفضه للمشروع الذي تدافع عنه سلطات أبوظبي المتمثل في صفقة القرن، ووقف إلى جانب الليبيين ضد مليشيات حفتر المدعومة من طرف دولة الإمارات العربية، وتوَجَس من محاولة دولة الإمارات العربية المتحدة الوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي بمحاولة إبرام اتفاق مع الرئيس الموريتاني في أخر أنفاس ولايته لإقامة قاعدة عسكرية فوق الأراضي الموريتانية في وقت تدخل فيه موريتانيا انتخابات رئاسية مصيرية ، هذه القاعدة العسكرية التي يبدو أنها تأتي مقابل قاعدة عسكرية ثانية أقامتها دولة الإمارات العربية المتحدة فوق أراضي دولة النيجر التي لايبدو أنها تهدف إلى مراقبة الجنوب الليبي بقدرما هي إعداد لحدث ما قادم في شريط منطقة الساحل الممتدة من البحر الأحمر الى الشواطئ الأطلسية لدولة موريتانيا.
ويبدو أن استعمال اليمين الإسباني ودعايته الإعلامية ضد المغرب في القضية المرتبطة بالشأن الديني تأتي بعد نجاح زيارة البابا فرنسيس للمغرب التي جاءت مباشرة بعد زيارة البابا نفسه لأبوظبي ،فالبيان المشترك بين البابا فرنسيس وأمير المؤمنين بالمغرب يمحو وراءه زيارة البابا فرنسيس للإمارات العربية المتحدة التي سعت فيها إلى التقريب بين البابا والأزهر المصري فوق الأراضي الإماراتية في صراع ديني واضح مع الإسلام المغربي المعتدل وبتنسيق من مغاربة القدافي.
استعمال مغاربة القدافي في حرب غير أخلاقية ضد المغرب
ويبدو أن الحرب ضد المغرب ومؤسساته الدستورية والأمنية تستعمل فيها أدوات قديمة باللجوء الى مغاربة القدافى الذين يروجون لفكرة درايتهم بالشأن الديني في أوروبا و غرب إفريقيا ،فالقدافي اعتمد على نفس الأشخاص الذين تعتمد عليهم سلطات ابوظبي اليوم في محاربة الإخوان المسلمين ،ذلك أن القدافي حارب الإخوان بمستشارين منهم مغاربة موجدين في قيادة “ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “،ومغاربة القدافي هم من أشار على معمر القدافي بتسمية “ملك ملوك إفريقيا”،وعن طريق مغاربة القدافي تريد الإمارات العربية المتحدة الوصول الى أوروبا وغرب افريقيا ،ومغاربة القدافي هم من يشير اليوم على دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها ستقود زعامة إسلام عالمي ، هؤلاء تجمعهم فكرة العداء للإخوان المسلمين رغم انتسابهم لجماعة الإخوان في الماضي ،فالأمر يتعلق ب”مجلس عالمي للمجتمعات المسلمة “ تقوده قيادات من الإخوان المسلمين انقلبت على جماعة الإخوان المسلمين لما شرعت أبوظبي في محاربة هذه الجماعة.
هل يدرك الإسبان خطورة تحويل المساجد الى مراكز أمنية إماراتية ؟
وتختفي وراء مقال “ إل موندو” معطيات تشير الى انقسام في المخابرات الإسبانية، قد يخرج للعلن خلال الأسابيع المقبلة ، حول العلاقات مع مكونات “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ سواء الإماراتية أو مغاربة القدافي ،فجزء من المخابرات الإسبانية يشعر ببداية الاختراق الإماراتي مقابل خوض البعض الأخر لحرب بالنيابة ضد المغرب ومؤسساته وأشخاصه دون التفكير في مخاطرها، ولايمكن للسلطات الإسبانية إخفاء أنها تقود منذ سنوات تعاونا أمنيا نموذجيا مع المدرسة الإستخباراتية المغربية في مكافحة الإرهاب في منطقة خطيرة لم تحدث فيها لحد الآن التقائية بين داعش أوروبا وداعش منطقة الساحل والصحراء ،فالوثائق التي ضبطت عند أعضاء تنظيم داعش تشير إلى هذه المنطقة بين المغرب وإسبانيا لازالت تستعصي على الاختراق نتيجة التعاون المشترك القائم بين السلطات الأمنية المغربية والأسبانية في تفكيك الخلايا الإرهابية والقدرة الكبيرة على تبادل المعلومات ، وقد يكون جزء من المخابرات الإسبانية بصدد ارتكاب خطإ كبير باستمالته من طرف علي راشد النعيمي رئيس مايسمى ب”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ ومغاربة القدافي ،فالصراع على المساجد الهادف الى محاربة المذهب المالكي والنموذج الإسلامي المغربي لا يهدف الى بناء إسلام جديد كما يدعي رئيس “المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ لأن دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها تضطر إلى استلهام النموذج المصري ،وإنما يهدف الى تحويل المساجد في أوروبا لمقرات أمنية ،وهي محاولة خطيرة من شأنها أن تُحدث انزلاقا كبيرا في الشأن الديني يبدأ من إسبانيا ويمتد لكافة أطراف أوروبا.
وبذلك، يؤشر اليوم مقال “ال موندو“ على حرب جديدة ضد المغرب تأتي من تحالف بين دولة الإمارات العربية المتحدة بواسطة ذراعيها “ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ ومغاربة القدافي ،تحالف مع اليمين المتطرف الإسباني يقوم مضمونه على حرب الصورة ضد المؤسسات المغربية، ويأتي ذلك، بعد فشل إماراتي في التدخل في الإنتخابات التشريعية المغربية التي حملت حزب العدالة والتنمية الى الحكومة بعد الفشل في تونس ، وبعد فشل اختراق داخلي عن طريق مؤسسة مؤمنين بلاحدود التي عملت على مهاجمة المذهب المالكي من داخل المغرب ،وهي المؤسسة التي باتت الذراع الفكري ل”المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة“.
ويبدو أن على المؤسسات المغربية المرتبطة بالشأن الديني الإستعداد لهذه الحرب الجديدة التي بدأت من إسبانيا باستهداف مؤسسات دستورية وأمنية بمقال “ال موندو” نيابة عن مجلس إماراتي يسمى“ المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة “ بدعم من مغاربة القدافي .