حمزة بن عبد العالي شيغنو الناظوري المحكوم في قضية بلييرج ب 15 سنة سجنا نافذا، لناظورسيتي:
أذكر القاضي بنشقرون برسالة الملك الراحل الحسن الثاني وأملنا ،كبير في إنصافنا من طرف الملك محمد السادس
حاوره : محمد العلالي
س : تم الحسم مؤخرا، قضائيا في ملف مايعرف بشبكة بلييرج، ماهو تعليقك على الحكم الصادر في حق والدك عبد الغاني شيغنو ؟
ج : كانت بداية الصدمة مع تصريحات وزارة الداخلية ، ووزارة الإتصال لتصل ذروتها وتكتمل مع القاضي بنشقرون حين أصدر حكما ب 15 سنة سجنا نافذا بحق والدي ، القاضي الذي أحببت أن أذكره بالرسالة الملكية التي سبق أن وجهها الملك الحسن الثاني رحمه الله ، عندما إجتمع بكبار رجال القضاء والمحاماة والعدول بالقصر الملكي بالرباط يوم الأربعاء 31 مارس 1982 . رسالة بالغة الوقع عميقة المضمون ، لم تكن إلا نتاج وعي مولوي نادر قل نظيره ، يقول رحمه الله ، مخاطبا القضاة : " أنتم لديكم مسؤولية أكثر مما لدي ، أنتم يمكنكم أن تفقروا عائلة ، يمكنكم تشريد ورثة وأيتام ومحاجر ، يمكنكم أن تحرموا فردا من المجتمع من حريته ، خمس عشرة أو عشرين سنة …." ويضيف رحمه الله : " تعلمون أن الأحكام التي تصدر عنكم ، تصدر باسم جلالة الملك ، معنى هذا أن المسؤولية الملقاة على عاتقكم هي مسؤولة مزدوجة ، فإذا كان الحكم الذي أصدرتموه حكما مستقيما ، فلكم أجره وأجر من عمل به وأجر من صدر الحكم بإسمه لأنني فوضت لكم ، ولكن إذا كان الحكم جائرا وأصدرتموه بإسم جلالة الملك فعليكم إثمه وإثم من عمل به وإثم من أصدر الحكم بإسمه ، وأنا شخصيا لوكنت قاضيا لن أتحمل لاإثم المظلوم ولاإثم أمير المؤمنين ." " فإذن الحلال نتقاسم أجره ولكن الحرام لا يتعلق بذمم أو بذمتين ، الحرام معلق بكل قاض قاض " العدد 131 من مجلة " القضاء والقانون " الصادرة عن وزارة العدل .
س : إستمر ملف القضية بين دهاليزالأجهزة الأمنية والقضاء لما يناهز سنة ونصف ، تميزت بإنعقاد 60 جلسة بالقاعة رقم 1 بمحكمة الإستئناف بسلا ، بحكم قربك من الملف ، ماهو رأيك في مجريات القضية طيلة المدة التي سبقت النطق بالحكم ؟
ج : لا شك أن المتتبع لأطوار المحاكمة بل للمراحل التي مرت بها القضية إنطلاقا من مرحلة التفكيك وصولا إلى مرحلة النطق بالحكم ، كما أكد بذلك رجال القانون ، فالقضية شهدت تعطيلا صارخا لمبادئ القانون وأحكامه حيث كانت القاعدة القانونية هي الغائب الأكبر بإجماع الدفاع في هذه القضية ، حيث تجلى ذلك أساسا في طريقة عرض الأسلحة إذ اخترقت المادة 59 من قانون المسطرة الجنائية المحددة للإجراءات الواجب اتباعها عند الإحتفاظ بالمحجوز .
س : خلال أولى مراحل قضية " بلييرج " تفجر نبأ عثور عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ،على أسلحة بقبو مجاور لمنزلكم ، هل لكم أن تعيدوننا إلى الشريط الكامل للحدث ؟
ج : إبتدأ ، هذا الشريط يوم 26 يناير عكس 18 فبراير ، حسب وزارة الداخلية ، حيث قدم عدد مهم من رجال الأجهزة الأمنية بزي مدني إلى بيتنا حيث تم إختطاف والدي في أجواء كان الغموض سيدها الكل كان يتحدث عن العثور على أسلحة بقبو مجاور لمنزلنا ، وقد إستعرضت أمام المغاربة طبعا أسلحة تشع بعد مرور 23 يوما من اختطاف والدي في هذا اليوم 18 فبراير تهدمت رغبتي في الإطلاع على محضر أبي ، فعندما تتيقن من كون التاريخ مغالطا للحقيقة ، فماذا تصدق بعد ذلك ؟
س : بصفتك الإبن البكر ، لعبد الغالي شيغنو ، ماهي شهادتك عن شخصية والدك ، خاصة من الناحية الفكرية ولإيديولوجية ، وهل كانت تربطه علاقة ما ، بعبد القادر بلييرج ؟
ج : لازلت أتذكر ذلك اليوم حين جيئ بوالدي رفقة العناصر الأمنية ، اليوم الذي رأيته بعد 23 يوما من المجهول ـ تصور معي ياأخي 23 يوما من المجهول ـ في ذلك اليوم بالضبط تأكدت وقطعت كل الشكوك حول وطنية والدي وبرائته ، فقبل أن أسأله بادرني بالسؤال عن جارة مسنة انهارت بعد إختطافه ولاتزال طريحة الفراش إلى يومنا هذا وحيدة كان هو من يعتني بها ، في هذه اللحظة أحسست به كعادته كبيرا حريصا على أرواح الناس ، وأبي لمن لايعرفه شخص تجاوز الخمسين من العمر مغربي معتنق لإسلام المغربي البسيط ، تكوينه الدراسي ضعيف لايفقه في اللغة العربية شيئا ، متصوف وملكي حتى النخاع ، وحين أقول إنه ملكي ، فإنما ذلك من خلفية صوفية مغربية ، أساسها السلالة النبوية الشريفة أي الإيمان بالملكية كامتداد لرسول الله ، هذه هي الخلفية الثقافية لعبد الغالي شيغنو الذي لطالما دعا ويدعو لجلالة الملك حفظه الله وأعزه ، يعتز بالمشاريع التي يطلقها جلالته بشتى ربوع المملكة ، ولم يغير نظرته حتى بتواجده بالسجن ، أما عن علاقته ببليرج فقد نفى لي والدي ذلك باستثناء الحسن برغيغش الذي كان يعرفه بحكم كونه من أبناء القبيلة وأبناء العمومة .
س : كيف تنظر إلى ملف عبد القادر بلييرج بشكل عام ؟
ج : أعتقد أنه في الوقت الحالي لايمكن تحديد ملامح هذه القضية وبالتالي يصعب بل يستحيل بناء رؤية سليمة حولها ، إن ماأستطيع أن أستوعبه أساسا في هذا الملف ، هو تلك النقطة التي تحدثت فيها الرواية الرسمية عن عبد القادر بليرج ، وإلتقائه بأسامة بن لادن ، وعلاقته مع حزب الله ، هنا يكمن ذلك الإشكال العميق، فكما هو معلوم عند أهل الفكر ،أننا حينما نتحدث عن أسامة بن لادن وعن حزب الله، فإننا نكون بصدد الحديث عن إديولوجيتين مختلفتين ،أكثر من كونهما تيارين عقائديين متعاكسين، ومنه فإن ربط عبد القادر بلييرج هذا، لعلاقات مع حزب الله والقاعدة في آن واحد ،هو بمثابة السير في إتجاهين متعاكسين في نفس الآن، وهذا ما لا يمكن أن يستوعبه المنطق السليم .
س : ماهي الخطوات التي تعتزمون القيام بها ، بعد إنهاء القضاء لكامل مراحل الملف والحسم فيه بالنطق بالحكم ؟
ج : الحقيقة أنه ليست هناك خطوات نعتزم القيام بها غير مايلح علي به بعض أفراد قبيلتي وجميع أفراد عائلتي وعلى رأسهم جدتي التي لاتريد من هذه الدنيا غير رؤية فلذة كبدها قبل رحيلها عن هذه الدنيا ، إلحاح بكتابة رسالة استعطاف لجلالة الملك قصد تمتيع والدي بالعفو الملكي ، الذي عُرف به أسلافه المنعمين ويكفينا بذلك موقف رسول الله " إذهبوا فأنتم الطلقاء " ونحن نعلق أملا كبيرا على الإستئناف . وحتى إذا لم تنصفهم المحكمة فإن أملنا سيكون أكبر في أن ينصفهم جلالة الملك ، ملكنا الذي ناشدته بالنيابة عن أسرتي بتاريخ 19 فبراير 2008 تاريخ زيارة القناة الثانية ، التي اكتشفت أنها تعاملت مع تصريحاتنا بإنتقائية عالية ، حيث بثت ما يزكي الرواية الرسمية وأغفلت استنجادنا بمولانا أمير المؤمنين .