الأسبوعية الجهوية
إذا كانت ثقافة الأسواق الأسبوعية قد عرفت طريقها إلى الانقراض في العديد من مدن المملكة كما هو الشأن بالنسبة لمدينتي الناظور و بني انصار بعد اجتياح التمدن لكثير من الحواضر، فان سوق الأحد بالعروي يعد بحق اكبر مهرجان أو معرض لسلع "الخوردة"
في الإقليم بحيث تتحول شوارع المدينة القريبة والبعيدة من السوق الأسبوعي الذي ورثته البلدية عن الاستعمار الاسباني إلى معرض ضخم لشتى أنواع السلع المستعملة من ملابس جاهزة وأجهزة إلكترونية و أواني المطبخ وقطع غيار السيارات وباقي العربات وأغطية وأفرشة من كل الأنواع والأحجام والهواتف والحواسيب النقالة وأدوات الحدادة والسباكة والبناء و....وكل ما يستطيع عقل الإنسان تصوره ،لكن القاسم المشترك بين كل هذه البضائع هو كونها مستعملة و جلب اغلبها من مليلية المحتلة أو استقدمت من طرف المهاجرين المغاربة العاملين بالخارج الذين اعتادوا شجن سياراتهم بسلع من كل الأصناف والأوزان خلال عودتهم إلى ارض الوطن ليعمدوا الى عرضها "جملة" للبيع بطريقة المزايدة العلنية غير أن الغريب في هذا النوع من التجارة هو أن المهاجر المعني يمنع منعا باتا على المشتري تفحص السلع المتواجدة داخل سيارته لكي يبقى أمرها مستورا وغامضا بما يشبه المقامرة على المحتوى .
و يبدو من خلال تجوال أفراد الشرطة ورجال القوات المساعدة بين التجار أو العارضين دون أن يشاكسوهم كما تعودنا في مدينة الناظور و أزغنغان مثلا أن المجلس البلدي للعروي يتعامل بمرونة ملحوظة مع هؤلاء الباعة الذي يحتلون الأرصفة وحتى عتبات المنازل .فيما ينتمي المتبضعون إلى مختلف طبقات المجتمع حيث عاينت الأسبوعية الجهوية تواجد رؤساء جماعات محلية ومستشارون جماعيون و موظفون من مختلف السلالم الإدارية وكذا أطباء و وصحفيين وشخصيات معروفة على صعيد إقليم الناظور بالإضافة طبعا إلى عامة الشعب القادمين من مختلف مدن وقرى الافليم حتى البعيدة منها ،كل يتأبط سلعته التي تجشم من اجل الحصول عليها عناء قطع عشرات الكيلومترات من الطريق والتي غالبا ما تكون من النوع النادر والرخيص الثمن كما هو الشأن بالنسبة لقطع غيار السيارات والأجهزة الالكترونية وغيرها أو لا زال يبحث عنها بين الأكوام كمن يبحث عن الإبرة وسط القش...
"نحن ندفع أثاوات لجباة البلدية كل صباح فور إنزالنا السلع ووضعها في المكان الذي نجده فارغا ...الأمور معروفة وواضحة جدا ولا أحد من السلطة يزعجنا بسبب عرضنا للسلع على الرصيف "يقول أحد باعة قطع الغيار الخاصة بالسيارات للأسبوعية الجهوية مشهرا وصلا يسمى لديهم ب"العشور"يثبت أداءه ل 50 درهم كمقابل لاحتلاله لحيز مكاني يصل طوله إلى أربعة أمتار وعرضه حوالي المترين ونصف خلال مدة قدرها في الوقت الفاصل بين الصباح الباكر وأذان العصر، نفس الأقوال تكررت على لسان العديد من الباعة الذين استقرأت الأسبوعية الجهوية آراءهم بخصوص تعامل السلطات المحلية معهم مما ولد القناعة بأن احتلال الملك العمومي في العروي تؤخذ فيه الجوانب الاجتماعية والثقافية بعين الاعتبار بشكل كبير.
إذا كانت ثقافة الأسواق الأسبوعية قد عرفت طريقها إلى الانقراض في العديد من مدن المملكة كما هو الشأن بالنسبة لمدينتي الناظور و بني انصار بعد اجتياح التمدن لكثير من الحواضر، فان سوق الأحد بالعروي يعد بحق اكبر مهرجان أو معرض لسلع "الخوردة"
في الإقليم بحيث تتحول شوارع المدينة القريبة والبعيدة من السوق الأسبوعي الذي ورثته البلدية عن الاستعمار الاسباني إلى معرض ضخم لشتى أنواع السلع المستعملة من ملابس جاهزة وأجهزة إلكترونية و أواني المطبخ وقطع غيار السيارات وباقي العربات وأغطية وأفرشة من كل الأنواع والأحجام والهواتف والحواسيب النقالة وأدوات الحدادة والسباكة والبناء و....وكل ما يستطيع عقل الإنسان تصوره ،لكن القاسم المشترك بين كل هذه البضائع هو كونها مستعملة و جلب اغلبها من مليلية المحتلة أو استقدمت من طرف المهاجرين المغاربة العاملين بالخارج الذين اعتادوا شجن سياراتهم بسلع من كل الأصناف والأوزان خلال عودتهم إلى ارض الوطن ليعمدوا الى عرضها "جملة" للبيع بطريقة المزايدة العلنية غير أن الغريب في هذا النوع من التجارة هو أن المهاجر المعني يمنع منعا باتا على المشتري تفحص السلع المتواجدة داخل سيارته لكي يبقى أمرها مستورا وغامضا بما يشبه المقامرة على المحتوى .
و يبدو من خلال تجوال أفراد الشرطة ورجال القوات المساعدة بين التجار أو العارضين دون أن يشاكسوهم كما تعودنا في مدينة الناظور و أزغنغان مثلا أن المجلس البلدي للعروي يتعامل بمرونة ملحوظة مع هؤلاء الباعة الذي يحتلون الأرصفة وحتى عتبات المنازل .فيما ينتمي المتبضعون إلى مختلف طبقات المجتمع حيث عاينت الأسبوعية الجهوية تواجد رؤساء جماعات محلية ومستشارون جماعيون و موظفون من مختلف السلالم الإدارية وكذا أطباء و وصحفيين وشخصيات معروفة على صعيد إقليم الناظور بالإضافة طبعا إلى عامة الشعب القادمين من مختلف مدن وقرى الافليم حتى البعيدة منها ،كل يتأبط سلعته التي تجشم من اجل الحصول عليها عناء قطع عشرات الكيلومترات من الطريق والتي غالبا ما تكون من النوع النادر والرخيص الثمن كما هو الشأن بالنسبة لقطع غيار السيارات والأجهزة الالكترونية وغيرها أو لا زال يبحث عنها بين الأكوام كمن يبحث عن الإبرة وسط القش...
"نحن ندفع أثاوات لجباة البلدية كل صباح فور إنزالنا السلع ووضعها في المكان الذي نجده فارغا ...الأمور معروفة وواضحة جدا ولا أحد من السلطة يزعجنا بسبب عرضنا للسلع على الرصيف "يقول أحد باعة قطع الغيار الخاصة بالسيارات للأسبوعية الجهوية مشهرا وصلا يسمى لديهم ب"العشور"يثبت أداءه ل 50 درهم كمقابل لاحتلاله لحيز مكاني يصل طوله إلى أربعة أمتار وعرضه حوالي المترين ونصف خلال مدة قدرها في الوقت الفاصل بين الصباح الباكر وأذان العصر، نفس الأقوال تكررت على لسان العديد من الباعة الذين استقرأت الأسبوعية الجهوية آراءهم بخصوص تعامل السلطات المحلية معهم مما ولد القناعة بأن احتلال الملك العمومي في العروي تؤخذ فيه الجوانب الاجتماعية والثقافية بعين الاعتبار بشكل كبير.