عبد الناصر الكواي
قطعت سيدة حامل وعائلتها ليلة الخميس الماضي، أكثر من عشرة كيلومترات وسط طريق وعرة غير معبدة، لتصل على تمام التاسعة ليلا إلى دار الولادة في مستوصف تابع لقيادة باب تازة بإقليم شفشاون. ليفاجأوا بمسؤولة المركز الصحي بجماعة “فيفي” تمتنع عن استقبالها أو إسعافها بذريعة انعدام المداومة الطبية في المستوصف.
30 ألف نسمة بدون طبيب
والأدهى من ذلك يقول أحد أفراد عائلة السيدة الحامل “أن الممرضة أسمعتهم كلاما قاسيا، وعلقت بالقول “إن ساعات العمل معروفة عند الجميع.. فلماذا تأتون الآن ؟! مضيفا أن “ممرضة المستوصف الذي يغطي جماعتين تعداد سكانهما أزيد من 30 ألف نسمة، والذي لا يتوفر على طبيب لمدة تزيد عن عامين، لم تراع الحال الصحية ولا النفسية للسيدة الحامل. و”هذا يعطي مرة أخرى الدليل القاطع على أن عالم الصحة والتطبيب في بلادنا مريض ومبتلى بأناس لهم حساباتهم الخاصة، والتي تجعل مصلحة المواطن آخر ما يهمها أو تفكر فيه” على حد تعبيره.
ولادة في الطبيعة
وأضاف نفس المصدر أنه “ولولا تدخلات بعض الجهات، وتفهم إحدى الممرضات للوضعية الصعبة للسيدة الحبلى في مستوصف آخر على بعد خمسة وعشرين كلم من “فيفي” حيث تقطن”، لكان مصيرها المحتوم هو أن “تضع مولودها في الطبيعة في وسط جبال الريف، بكل ما يشكله ذلك من خطر عليها وعلى المولود كما لو كنا نعيش في الغاب والكهوف في مرحلة ما قبل التاريخ وليس في القرن الحادي والعشرين”. مضيفا أن “القصة نفسها تقع مرارا وسط تستر وتكتم العائلات، لا لشيء سوى لأنهم يخشون ما قد يجره عليهم الخوض في الموضوع، من مضايقات بسبب تجارة “الكيف”.د
ضمير وأخلاق
وفي تاصال هاتفي مع “بوابة صوت بلادي” حول هذه القضية، تساءل عبد الله الجوط مستشار جماعي بباب برد إقليم شفشاون، “أين هي الأخلاق والضمير المهني لدى هؤلاء؟ وما موقع أسطوانة حقوق المرأة والمواطن من الإعراب في المغرب؟
وأكد الجوط على “أن حالة هذه السيدة لا تمثل استثناء بل هي القاعدة هناك في الجبال، حيث تُسجل حالات متعددة تقع كلها في أقل من شهر في مستوصفات أخرى في هذا الإقليم المنسي، الذين استولى عليه اللصوص غزاه “الشفارة” ، والذي طالما طالب سكانه من مختلف الجماعات بحل هذا المشكل تحديدا، ومشاكل صحية أخرى تراكمت على مدى سنوات بالمراكز الصحية الجماعية بالإقليم. لكن المسألة كما يقال: “لقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي”.
وأضاف، “فهل آن للمسؤولون أن يسمعوا صراخ النساء في ظلمات جبال الريف وهن يلدن بين منعرجات خطرة، أم أنه كتب على النساء المسكينات ألا تسمعن تلك سوى جواب صدى صراخهن في الجبال المجاورة ليذكرهن أنهن في عزلة تامة …
قطعت سيدة حامل وعائلتها ليلة الخميس الماضي، أكثر من عشرة كيلومترات وسط طريق وعرة غير معبدة، لتصل على تمام التاسعة ليلا إلى دار الولادة في مستوصف تابع لقيادة باب تازة بإقليم شفشاون. ليفاجأوا بمسؤولة المركز الصحي بجماعة “فيفي” تمتنع عن استقبالها أو إسعافها بذريعة انعدام المداومة الطبية في المستوصف.
30 ألف نسمة بدون طبيب
والأدهى من ذلك يقول أحد أفراد عائلة السيدة الحامل “أن الممرضة أسمعتهم كلاما قاسيا، وعلقت بالقول “إن ساعات العمل معروفة عند الجميع.. فلماذا تأتون الآن ؟! مضيفا أن “ممرضة المستوصف الذي يغطي جماعتين تعداد سكانهما أزيد من 30 ألف نسمة، والذي لا يتوفر على طبيب لمدة تزيد عن عامين، لم تراع الحال الصحية ولا النفسية للسيدة الحامل. و”هذا يعطي مرة أخرى الدليل القاطع على أن عالم الصحة والتطبيب في بلادنا مريض ومبتلى بأناس لهم حساباتهم الخاصة، والتي تجعل مصلحة المواطن آخر ما يهمها أو تفكر فيه” على حد تعبيره.
ولادة في الطبيعة
وأضاف نفس المصدر أنه “ولولا تدخلات بعض الجهات، وتفهم إحدى الممرضات للوضعية الصعبة للسيدة الحبلى في مستوصف آخر على بعد خمسة وعشرين كلم من “فيفي” حيث تقطن”، لكان مصيرها المحتوم هو أن “تضع مولودها في الطبيعة في وسط جبال الريف، بكل ما يشكله ذلك من خطر عليها وعلى المولود كما لو كنا نعيش في الغاب والكهوف في مرحلة ما قبل التاريخ وليس في القرن الحادي والعشرين”. مضيفا أن “القصة نفسها تقع مرارا وسط تستر وتكتم العائلات، لا لشيء سوى لأنهم يخشون ما قد يجره عليهم الخوض في الموضوع، من مضايقات بسبب تجارة “الكيف”.د
ضمير وأخلاق
وفي تاصال هاتفي مع “بوابة صوت بلادي” حول هذه القضية، تساءل عبد الله الجوط مستشار جماعي بباب برد إقليم شفشاون، “أين هي الأخلاق والضمير المهني لدى هؤلاء؟ وما موقع أسطوانة حقوق المرأة والمواطن من الإعراب في المغرب؟
وأكد الجوط على “أن حالة هذه السيدة لا تمثل استثناء بل هي القاعدة هناك في الجبال، حيث تُسجل حالات متعددة تقع كلها في أقل من شهر في مستوصفات أخرى في هذا الإقليم المنسي، الذين استولى عليه اللصوص غزاه “الشفارة” ، والذي طالما طالب سكانه من مختلف الجماعات بحل هذا المشكل تحديدا، ومشاكل صحية أخرى تراكمت على مدى سنوات بالمراكز الصحية الجماعية بالإقليم. لكن المسألة كما يقال: “لقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي”.
وأضاف، “فهل آن للمسؤولون أن يسمعوا صراخ النساء في ظلمات جبال الريف وهن يلدن بين منعرجات خطرة، أم أنه كتب على النساء المسكينات ألا تسمعن تلك سوى جواب صدى صراخهن في الجبال المجاورة ليذكرهن أنهن في عزلة تامة …