إستحضروا في مؤتمرهم الثاني آلام الماضي وتوعدوا
بتصعيد إحتجاجي
بتصعيد إحتجاجي
محمد العلالي :
على مدار يومي فاتح وثاني غشت الجاري ، إحتضن فضاء المركب الثقافي بالناظور، فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر الذي جرى تحت شعار "إصرارنا على نيل حقوقنا" ، بحضور أعضاء المكتب الوطني ، ورئيسة فرع الجمعية ببلجيكا البرلمانية بمدينة بروكسل فتيحة السعيدي ورئيس فرع الجمعية بالعاصمة الفرنسية باريس الدكتور محمد الشرفاوي وممثل الجمعية بالولايات المتحدة الأمريكية ، وممثلي مجموعة من فروع الجمعية على الصعيد الوطني ، إضافة إلى حضور العديد من ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر .
وقد إفتتحت أشغال المؤتمر بكلمة رئيس المجلس الوطني للجمعية محمد الهرواشي الذي أكد من خلالها ، دواعي تنظيم المؤتمر في الظرفية الحالية لإعتبارات عدة أهمها إستثمار فرصة التواجد المكثف لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالمهجر ، قصد فتح قنوات التواصل المباشر بين الضحايا المغاربة بالمهجر وإخوانهم داخل أرض الوطن ، وأبرز رئيس الجمعية خلال كلمته حصيلة عمل الجمعية منذ تأسيسها ، والعمل الذي تم إنجازه طيلة الفترة ، إلى جانب الأهداف التي إستطاعت الجمعية بكل مكوناتها من تحقيقها على المستوى الحقوقي للضحايا بعيدا عن كل ديماغوجة سياسية أو أهداف مادية ،مضيفا أنه آن الأوان لإيجاد الحلول الناجعة لملف ظل يكتنفه الغبار، وأسير مكاتب أكثر من جهة مسؤولة لم تكلف نفسها عناء الإجابة فقط على عشرات المراسلات الموجهة في الموضوع من طرف الجمعية ، مؤكدا أن إستراتيجية العمل الجديدة ستنصب حول الحروج الميداني إلى ساحة الإحتجاج بعد أن نالت القضية الحيز الهام لدى شتى مشارب وسائل الإعلام الوطنية والدولية ، مطالبا في الآن ذاته من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالمهجر ، بضرورة الضغط بمختلف دول إقامتهم بوسائل إحتجاجية أمام السفارات الجزائرية حول تعنت النظام الجزائري ، المسؤول عن الجرائم والإنتهاك الصارخ لحقوق المغاربة الذين هجروا في ظروف تتنافى مع أبسط شروط كرامة الإنسان وحقوقه المشروعة .
ومن جانبها أبرزت رئيسة فرع الجمعية ببروكسل البرلمانية فتيحة السعيدي ، إمتنانها الكبير لأعضاء الجمعية وكل الملتفين حول القضية العادلة لضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر ، كما تطرقت إلى أجندة الأنشطة التي تم تنظيمها على صعيد التراب البلجيكي ، والتي حضيت بمتابعة إعلامية هامة ، كان لها تأثير إيجابي حول ملف القضية .
وقد إستعرض رئيس فرع الجمعية بباريس الدكتور محمد الشرفاوي خلال مداخلته ، أبرز معانات الضحايا طيلة حقبة زمنية عمرت 34 سنة كلها ترقب وإنتظار المصير المجهول ، مؤكدا أن المرحلة التي تلت تأسيس الجمعية تميزت بتكسير الصمت الذي ظل جاثما على ملف الضحايا لعقود خلت ، وأعتبر المؤتمر بمثابة محطة لطرح ثلاث نقط أساسية أولاها تقييم مرحلة العمل طيلة أربع سنوات من عمر الجمعية وتحديد معالم إستراتيجية عمل المستقبل ، إضافة إلى تقوية الهياكل التنظيمية لبلوغ الأهداف المتوخاة .
ومن جانبه ثمن عمر الإدريسي ممثل الجمعية بالولايات المتحدة الأمريكية ، العمل المتميز الذي قامت به الجمعية ، معربا عن أمله ، لإتخاذ الأمم المتحدة مراسلة الجمعية كامل الإهتمام التي تستحق ، مضيفا أن التفكير منصب حول تنظيم زيارة بعد شهر رمضان الأبرك إلى البيت الأبيض ، إلى جانب شراء بقعة أرضية بالنقطة الحدودية المغربية الجزائرية لوضع نصب تذكاري ، قصد إستحضار قضية الضحايا على مر الأزمنة والعصور ، مؤكدا أن الملف سيتخذ قريبا بعدا فنيا بتناول الفنان حميد بوشناق القضية في شريط فني في القريب العاجل .
وقد ثمن البيان الختامي للجمعية على هامش تنظيم المؤتمر ، مضامين نص الخطاب الملكي الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة عيد العرش المجيد والداعي إلى فتح الحدود بين الجارين الشقيقين المغرب والجزائر وطالب البيان ذاته بضرورة وقف سباق التسلح بين البلدين وتخصيص الميزانيات الهامة لمجال التنمية الإجتماعية خاصة بالمناطق الحدودية ، وعرض ملف الحدود بين المغرب والجزائر على محكمة العدل الدولية للفصل فيه .
وخلص المشاركون في المؤتمر عقب نقاش مستفيض إلى مجموعة من النقط ، متمثلة في ضرورة التعجيل بفتح الحدود المغربية الجزائرية وإرجاع الدولة الجزائرية الممتلكات التي سلبت للضحايا المرحلين من الجزائر مع حرية التصرف فيها من طرف أصحابها ، وتعويض الدولة الجزائرية ضحاياها من المغاربة عن المعاناة المادية والمعنوية خلال فترة ترحيلهم من الجزائر ، وتقديم إعتذار رسمي بإسم الدولة الجزائرية لضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر ، ومطالبة الدولة المغربية بإيجاد حلول للعائلات المطرودة من الجزائر والمهددة بالإفراغ من السكن الوظيفي الذي تقطن فيه ، والمطالبة من الدولة المغربية ضرورة التعاطي الإيجابي مع ملف ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر وتبنيه مع طرحه في المنتديات الدولية