NadorCity.Com
 


عبد السلام بوطيب يكشف الخطوط العريضة للمهرجان المتوسطي للحسيمة في نسخته الثامنة


عبد السلام بوطيب يكشف الخطوط العريضة للمهرجان المتوسطي للحسيمة في نسخته الثامنة
حاوره: عمر شملالي

ستحتضن مدينة الحسيمة من 12 غشت الجاري الى 17 منه، فعاليات المهرجان المتوسطي للحسيمة، في نسخته الثامنة. في هذا السياق، أجرت ناظور سيتي حواراً مع مدير المهرجان المتوسطي للحسيمة، الدكتور عبد السلام بوطيب، والذي كشف عن الخطوط العريضة للمهرجان، وجاء الحوار على الشكل التالي:

تؤطرون مهرجان هذه السنة تحت شعار "الثقافة رافعة للتنمية" هل هو انخراط جمعيتكم في الجدل القائم في بلدنا حول العلاقة القائمة بين الثقافة والسياسة والتنمية؟ وكيف تعولون ايصال الافكار الكبرى "لفلسفة" هذه السنة الى جمهوركم؟

بطبيعة الحال، جمعية "أريد" كانت دائما منخرطة في الاشكالات التنموية الكبرى المطروحة على بلدنا ومنطقة الريف بالخصوص، وما المهرجان إلا مناسبة متجددة لإشراك الناس للتفكير في التفكير الجماعي في هذه الاشكالات عبر النقاشات التي قد تبدو للبعض هامشية والتي تصل أحيانا الى التساؤل حول جدوائية مثل هذه الأنشطة الثقافية في منطقة ما تزال تجر سنوات الحرمان الاقتصادي ورائها. وارتباطا بسؤالك، فيمكن أن يتفق معي القراء على أن العهد الذي كانت تقاس فيه التنمية عبر مؤشرات رقمية بحتة فقط قد ولى، وأضحى مفهوم التنمية اليوم أكثر عمقا وشمولية، تتداخل فيه عوامل كثيرة ومتعددة ومختلفة، ويقاس بمدى قدرة أية استراتيجية على النهوض والتقدم بكافة المناحي الاجتماعية. فلقد أضحى محور العملية التنموية وهدفها المركزي في مفهومها المعاصر، الإنسان والجماعات البشرية، وتبعا لذلك ظهرت مفاهيم جديدة مثل مفهوم "التنمية المستدامة" ومفهوم "التنمية المندمجة" و"التنمية البشرية و"التنمية المجالية" التي تربط العملية التنموية بالمجال والمحيط وكذا مفهوم " التنمية الثقافية" التي تؤكد على الدور المحوري للثقافة في تحقيق تنمية متكاملة وشاملة للإنسان وللمجموعات البشرية.

وفي الوقت الذي عرف فيه مفهوم التنمية قفزة نوعية جديدة، عرف مفهوم الثقافة نفسه تطورا هائلا، ولم يعد يحيل إلى المعارف التي يتم تلقينها في المدارس العصرية. بل أصبحت مرادفا للرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات، ونظرية في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، وهي الوجوه المميزة للمقومات التي تميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب. وفي جملة واحدة فإن الثقافة هي الكل المركب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات .نريد أن نجعل هدا الكل مدخلا للرقي الاقتصادي لمنطقتنا، والامر غاية في البساطة وفي نفس الوقت غاية في التعقيد ويتطلب نوعا من التكوين العميق لفهم ما نصبو اليه، لذا لا تجدنا نحن نرد على "السطحيين" من قومنا الذين ينتقدون ما نقوم به لاغراض صغيرة بما فيها الايديولوجية منها.

هل يمكن اعتبار هذا استراتيجية جديدة لجمعية "أريد"، أو لنقل نوع من التفكير الجديد في الافاق الإستراتيجية لتنمية المنطقة ؟؟

نعم، نريد أن نقنع اصحاب القرار السياسي أن الثقافة يمكن أن تكون مدخلا لتنمية المنطقة، بمعني نريد أن نجعل من الريف وبالخصوص مناطق الحسيمة والدريوش والناضور، مناطق تعول على الثاقفة بالأساس في عملية التنمية – مع تسجيل بعض التفاوتات في واقع هذه المناطق – ومرجعنا في ذلك التجارب الدولية في هدا المجال، وأعمال ومؤتمرات مؤتمرات " اليونسكو " العديدة في العقدين الماضيين التي أكدت على أهمية الاعتراف بالبعد الثقافي ضمن منوال التنمية والتأكيد على الهويات الثقافية، وفتح آفاق المشاركة في الحياة الثقافية مع دعم التعاون الثقافي الدولي. ولذلك، فإنه من الضروري اعتماد القيم الكونية، وفي آن واحد التعددية الثقافية، حيث تصبح مهمة السياسات الثقافية، المحافظة على تعددية المبادرات الثقافية وحمايتها قصد دعم التفاهم والاعتبار والاحترام بين الأفراد والأوطان في مجابهة مخاطر الصراعات والتغلب عليها، هذا ما جعل الثقافة بالمنظور الكوني الجديد في قلب عملية الوجود البشري، وعملية التنمية الإنسانية من منطلق أن الثقافة – كما سبق الذكر - هي مجمل الخطوط المميزة روحانيا أو ماديا وفكريا وحسيا، وهي التي تميز مجتمعا ما أو مجموعة اجتماعية وتعني الفنون والآداب وطرائق الحياة ومنظومة القيم والتقاليد والمعتقدات.

من هنا- مرة أخرى - فتنظيمنا للمهرجان المتوسطي في دورته الثامنة تحت شعار " الثقافة رافعة للتنمية " ليس رغبة في تغيير شعار المهرجان من دورة إلى أخرى ، بل أن الأمر يؤكد على استمرارية عملنا الذي تم تدشينه منذ سنة 2005، حيث استطعنا أن نجعل من كل الدروات السابقة فضاء مفتوحا وخصبا للفرجة الخلاقة والاحتفال الجماعي الإيجابي، والتواصل بين الشعوب، والحوار بين الثقافات والحضارات. خاصة وأن المنطقة تستحق أن تلعب دورا رياديا في هذا المجال. لذا فهذه الدورة نريدها إطارا ملائما لإثراء الفكر والحوار حول قضايا التنوع والتبادل الثقافيين وأبعادهما الإيجابية في التنمية المستدامة. وذلك – كما لن أمل من التأكيد - وعيا منا بالدور الاستراتيجي و المحوري للعامل الثقافي في التنمية بل وجزءا لا يتجزأ من العملية التنموية باعتبارها عملية / صيرورة مركبة، شاملة ومندمجة .

ما هي مرتكزات هده "الفلسفة" الجديدة لمهرجان جمعية أريد في الدورة الثامنة ؟

من أجل بلورة رؤية استراتيجية لدور الثقافة في تنمية مندمجة ومستدامة للريف لا بد من الانطلاق من مرتكزات واضحة من حيث المنهج والأهداف، وهي المرتكزات التالية :
1 - الأخذ بعين الاعتبار عامل الخصوصية الثقافية للمنطقة، وإدماجها في أية استراتيجيه تنموية محلية. ولا شك أن التقدم المحرز في السنين الأخيرة - والذي كرسه دستور 2011 - في مجال الاعتراف بالخصوصيات الثقافية واللغوية الأمازيغية ، يشكل رافعة مثلى لبلورة استراتيجية تنموية محلية.
2 - وفي نفس السياق فإن إطار الجهوية الموسعة المكرسة دستوريا تشكل الفضاء الاستراتيجي الرحب الذي بإمكانه إعطاء دفعة قوية لتنمية مستدامة إن تم تفعيلها من طرف كافة المتدخلين.
3 - وحتى تلعب الثقافة المحلية دورها المركزي في التنمية، لا بد من تخصيبها بالمكتسبات الكونية مما يطرح انفتاحا دائما ومستمرا .
4 - إن دور المجتمع المدني ومساهمته في التنمية، يشكل أحد أهم الأعمدة في النهوض التنموي، كما يعكس في أهم جوانب مساهمته المتنوعة، فاعلا ثقافيا بامتياز ( التحسيس ، التوعية......) .

لاحظ معي أن المهرجان ليس الا محطة من بين المحطات الكثيرة التي نشتغل فيها على تنمية منطقتنان باعتبار ان العملية صيرورة جد معقدة و تتطلب استعمال العقل بعمق و بوضوح، لدا فهو محطة فقط لفتح التفكير في الموضوع الاتية و التي سوف نشتغل عليها لمدة سنة كاملة خلال المهرجان و مباشرة بعد المهرجان، و أهم هده المحاور هي :
1- الثقافة و التنمية – تجارب دولية
2- تقييم مسلسل تنمية منطقة الريف الاوسط
3- دور مؤسسات المجتمع المدني في النهوض بالتنمية المستدامة
4- الجهوية الموسعة ودور العامل الثقافي في التنمية المستدامة

بعيدا عن فلسفة المهرجان وأهدافه الاستراتيجية، على ارض الواقع هل تعدون الجمهور الحسيمي والزوار بالفرجة كما كانت خلال السنوات السابقة، وما جديد هده السنة ؟

نعم سنجعل من الحسيمة كما قلت لك سابقا فضاء مفتوحا وخصبا للفرجة الخلاقة والاحتفال الجماعي الإيجابي، والتواصل بين الشعوب، والحوار بين الثقافات والحضارات. فالحسيمة مؤهلة أن تلعب دورا رياديا في هذا المجال. لذا فهذه الدورة نريدها إطارا ملائما لإثراء الفكر والحوار حول قضايا التنوع والتبادل الثقافيين وأبعادهما الإيجابية في التنمية المستدامة. لدا فالفرجة الهادفة و الخلاقة مضمونة، وما عليكم إلا الاطلاع على البرنامج العام على الرابط الاتي:

https://www.facebook.com/FestivalMediterraneenDAlHoceima

ما هي ميزانية هذه الدورة:

المهرجان بالنسبة لنا ليس هو ايام الاحتفال به فقط، بل هو صيرورة تتطلب وقتا يصل الى سنة واستعدادات تتطلب تمويلا مهما، لذا فأموال المهرجان مرتبطة بمالية الجمعية التي نقدم بها تقريرا سنويا الى من يلزمنا القانون كمكتب أن نطلعه علي حسابات الجمعية وجميع المصاريف التي صادق عليها المكتب الاداري.












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما