صبحي بوديح
ونحن نخلد الذكرى الثلاثين لانتفاضة 84 الخالدة،وفي خضم استحضار أرواح شهدائنا الطاهرة،وجميع من ذاقوا ويلات السجن والتعذيب والاختفاء والاعتقال التعسفي التي مارسها النظام المغربي وبأشكال بشعة جدا.
أتقاسم معكم صورة لرسالة تسربت من داخل المقر الإقليمي للأمني الوطني بالناظور (commissariat central)،بخط والدي رحمه الله أثناء اعتقاله بسبب نشاطه السياسي من داخل أحد الأحزاب اليسارية في تلك الفترة ودوره في إنجاح إضراب المخابز بمدينة العروي التي كان يقطنها آنذاك ردا على قرارات الدولة في الزيادة في أسعار الدقيق في تلك الفترة،وتأطيره للعديد من الأنشطة السياسية.
توصلت والدتي بالرسالة يوم 09فبراير 1984،أي بعد مرور ثلاثة أسابيع على اختطاف والدي من أمام مقر عمله في ساعة مبكرة من صباح 21/01/1984،حيث لم نكن نعلم بالضبط مكان تواجده،وقد أحضر الرسالة إلى منزلنا في ساعة متأخرة من الليل شرطي كان يعمل بكوميسارية الناظور وابن نفس بلدتنا كان تجمعه علاقة مع جدي،حيث غامر هذا الرجل بمنصبه الوظيفي لتعاطفه مع المعتقلين.
تلاحظون أن الرسالة مكتوبة بقلم الرصاص على ورقة غلاف أحد أنواع الشوكولاطة الاسبانية (maruja )حيث أن أحد المعتقلين نسي في جيبه قلم رصاص يستعمله من يلعبون"الكارطة"لتقييد النتائج، وعندما رَآه والدي عنده قام بتخبئته في الزنزانة،وفي أحد أيام الإعتقال وبعد أن سُمِحَ للمعتقلين للخروج الى باحة موجودة بالمعتقل حملة الرياح تلك الورقة التي كتبت عليها الرسالة فخبأها والدي وقام بكتابة هذه الرسالة ليبلغنا فيها بمكان تواجده.(حسب ما حكاه لي رحمه الله)
نص الرسالة:
تحياتي إليك من الأعماق مقرونة بالوفاء والمحبة الخالصة.
عزيزتي مرة أخرى أكتب إليك هذه السطور لأطمئنك على صحتي،إنني بخير والحمد لله،وإياك أن تستمعي إلى الإشاعات التي تروج في مثل هذه الحالات،إنها مجرد خرافات يروجها خصومنا لنشر الرعب،أما الحقيقة فهي ما أقول لك يا عزيزتي إنني على خير منذ اعتقالنا لم يمسونا ولم يعذبونا.
حبيبتي:إنني قلق من ناحية صحتك أنصحك ألا تغضبي مع صبحي وطارق وكوني شجاعة،سيفرج علينا قريبا إن شاء الله.إنهم أطلقوا كثيرا من المعتقلين السياسيين الذين كانوا معنا.
سلامي لزبيدة وجمال وقبلاتي لابنيَّ صبحي وطارق.
الأمين
ونحن نخلد الذكرى الثلاثين لانتفاضة 84 الخالدة،وفي خضم استحضار أرواح شهدائنا الطاهرة،وجميع من ذاقوا ويلات السجن والتعذيب والاختفاء والاعتقال التعسفي التي مارسها النظام المغربي وبأشكال بشعة جدا.
أتقاسم معكم صورة لرسالة تسربت من داخل المقر الإقليمي للأمني الوطني بالناظور (commissariat central)،بخط والدي رحمه الله أثناء اعتقاله بسبب نشاطه السياسي من داخل أحد الأحزاب اليسارية في تلك الفترة ودوره في إنجاح إضراب المخابز بمدينة العروي التي كان يقطنها آنذاك ردا على قرارات الدولة في الزيادة في أسعار الدقيق في تلك الفترة،وتأطيره للعديد من الأنشطة السياسية.
توصلت والدتي بالرسالة يوم 09فبراير 1984،أي بعد مرور ثلاثة أسابيع على اختطاف والدي من أمام مقر عمله في ساعة مبكرة من صباح 21/01/1984،حيث لم نكن نعلم بالضبط مكان تواجده،وقد أحضر الرسالة إلى منزلنا في ساعة متأخرة من الليل شرطي كان يعمل بكوميسارية الناظور وابن نفس بلدتنا كان تجمعه علاقة مع جدي،حيث غامر هذا الرجل بمنصبه الوظيفي لتعاطفه مع المعتقلين.
تلاحظون أن الرسالة مكتوبة بقلم الرصاص على ورقة غلاف أحد أنواع الشوكولاطة الاسبانية (maruja )حيث أن أحد المعتقلين نسي في جيبه قلم رصاص يستعمله من يلعبون"الكارطة"لتقييد النتائج، وعندما رَآه والدي عنده قام بتخبئته في الزنزانة،وفي أحد أيام الإعتقال وبعد أن سُمِحَ للمعتقلين للخروج الى باحة موجودة بالمعتقل حملة الرياح تلك الورقة التي كتبت عليها الرسالة فخبأها والدي وقام بكتابة هذه الرسالة ليبلغنا فيها بمكان تواجده.(حسب ما حكاه لي رحمه الله)
نص الرسالة:
تحياتي إليك من الأعماق مقرونة بالوفاء والمحبة الخالصة.
عزيزتي مرة أخرى أكتب إليك هذه السطور لأطمئنك على صحتي،إنني بخير والحمد لله،وإياك أن تستمعي إلى الإشاعات التي تروج في مثل هذه الحالات،إنها مجرد خرافات يروجها خصومنا لنشر الرعب،أما الحقيقة فهي ما أقول لك يا عزيزتي إنني على خير منذ اعتقالنا لم يمسونا ولم يعذبونا.
حبيبتي:إنني قلق من ناحية صحتك أنصحك ألا تغضبي مع صبحي وطارق وكوني شجاعة،سيفرج علينا قريبا إن شاء الله.إنهم أطلقوا كثيرا من المعتقلين السياسيين الذين كانوا معنا.
سلامي لزبيدة وجمال وقبلاتي لابنيَّ صبحي وطارق.
الأمين