دورة ثانية أُقيمت لتكريس الاستمرارية والتعريف بتجارب السينما البديلة
طارق العاطفي:
اختتم ليل أمس الأحد فعاليات المهرجان الثاني لمبدعي الفيلم القصير ـ هواة، المُنظم من لدن النادي السينمائي "آكْشْنْ" بدعم من وزارة الثقافة عبر مندوبيتها بالنّاظور وإشراف للمندوبية الإقليمية لوزارة الشباب بالمنطقة ذاتها، وهو الذي امتدّت أنشطته ليومين بقاعة المركب الثقافي بالنّاظور، وهو الموعد الذي عرف تتويج فيلم "أنفاس" لمُخرجه بوشتى مشروح بالجائزة الكُبرى للمهرجان، وهو التتويج الذي جاء من بين عشر أفلام قصيرة هاوية أوكلت مهمّة تقييمها للجنة فنّية خُماسية مُكونة من جميل جمداوي وأحمد زاهد وفخر الدين العمراني ومحمّد بوزكو وطارق الشامي، حيث أفرزت النتائج النهائية، زيادة على تتويج فيلم "أنفاس" من مدينة فاس، تحصّل ادريس فيلالي على جائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم "صْرْفْلُو" لمُخرجه نورالدين الشاوني من فاس، فيما تحصّلت فاطمة زيطان على جائزة أحسن دور نسائي عن دورها في فيلم "دموع الشمس" لمُخرجه حميد عزيزي من شفشاون، ونال محمّد أغروض من الصويرة جائزة السيناريو عن فيلم "سعيد" قبل أن تحمل جائزة الإخراج اسم بوشتى مشروح عن فيلم "أنفاس".
وقد ارتأت لجنة التحكيم، حين تداولها بشأن الجوائز الجماعية للمهرجان، منح تنويه خاص لفيلم "اغتصاب الصمت"، وجائزة المهرجان لفيلم "سعيد"، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم "دموع الشمس". وهو القرار الذي أُتبع بتصريح خلال حفل الاختتام من لدن فخر الدين العمراني بصفته عضوا للجنة التحكيم، مُعتبرا أنّ الدورة الثانية لمهرجان مبدعي الفيلم القصير هواة قد عرفت تقاربا في المُستويات، عكس دورة السنة الماضية، وهو ما جعل لجنة التحكيم ترشّح أزيد من ثلاث أفلام لكل جائزة قبل أن يتمّ الحسم النهائي في اسم المُتوّج، إذ أنّ دورة هذه السّنة عرفت انفتاحا أكبر على تجارب بتيمات مُختلفة حُدّد التميّز بينها بمُستوى الخبرة والتمكّن من الحبكة بفعل تعميق البحث.
وصرّح بوشتى مشروح، مُخرج فيلم "أنفاس" المُتوّج في ثاني دورات مبدعي الفيلم القصير ـ هواة، بأنّه يشعر بفخر لتمكّنه من الحفاظ على لقب التتويج نفسه الذي كان قد تحصّل عليه ضمن أولى دورات هذا الموعد السينمائي المُخصّص للأفلام السينمائية الهاوية بفيلم "نور"، مؤكّدا أنّ فكرة فيلم "أنفاس" كانت قد شرعت في الاختمار بنفس المهرجان الفنّي قبل سنة كاملة، فكرة أذكاها حوار جاد مع ثلّة من الفاعلين السينمائيين من أبرزهم السيناريست عبد القادر منصوري، قبل أن تتبلور الفكرة في شاكلة منتوج فيلمي ببصمة نالت استحسان جلّ من تتبّعوا العرض.
وكان فيلم "أنفاس" قد نال الجائزة الثالثة ضمن فعاليات مهرجان أفلام العالم العربي الذي احتضنته مدينة إيفران نهاية يوليوز الفارط وراء الفيلم الإماراتي "بنت مريم" والفيلم اللبناني "صلاة طفل".
إدارة مهرجان مبدعي الفيلم القصير ـ هواة، في شخص المدير سعيد عبيد، ارتأت أنّ دورة السنة الماضية كانت دورة تأسيس قبل أن تكون الدورة الثانية دورة تكريس، على أمل أن تكون دورة السنة المقبلة دورة حُكم على هذه التجربة التي أُقيمت وما زالت تُقام بمجهودات ذاتية من لدن نادي "آكْشْن" السينمائي بدعم رمزي من مندوبية وزارة الثقافة بالنّاظور وإشراف مندوبية وزارة الشبيبة والرياضة بالمدينة نفسها، ومُساهمة المُتعاطفين مع الفكرة، حيث ما زالت التجربة لم تلق التجاوب الكافي ضمن مُختلف مناحي الالتفاف المادّي من لدن المؤسّسات الاقتصادية والرّسمية التي من المُمكن أن تُقدّم قيمة مُضافة لهذا الموعد. مؤكّدا أنّ الموعد حاول الانفتاح على تجارب مُختلفة للسينما البديلة باحتضان أفلام روائية بامتياز خلال هذه السنة مع عرض تجارب ضمن سينما التحريك التي خُصّصت لها دورة هذه السّنة، كما كان حفل الاختتام مُناسبة لتسليم شواهد مُشاركة للمُستفيد من أوراش التكوين السينمائي التي تُنظّمها مندوبية وزارة الثقافة بالنّاظور ودأب على تأطيرها السيناريست عبد القادر منصوري منذ أزيد من سبع سنوات.