كمال قروع / أمين القادري
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة نظم المجلس العلمي المحلي يوم السبت 13 مارس الجاري ندوة تناول فيها السيد ميمون بريسول رئيس المجلس قضية العنف ضد المرأة ،معززا المحاضرة بإحصائيات دقيقة لكل الجوانب المرتبطة بالموضوع
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم ،تناول الكلمة الأستاذ المحاضر ،رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور في محاضرة شملها مجموعة من المحاور ،قبل أن يؤكد أن العنف ظاهرة قديمة منذ الأزل حيث بدأت بين أبناء أدم عليه السلام ،حين قتل قابيل أخاه هابيل ،كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته
وفي تعريفه للعنف أكد الأستاذ المحاضر أنه سلوك أو فعل موجّه إلى المرأة والرجل على حد سواء يقوم على القوة والشّدة والإكراه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، والذي يتخذ أشكالاً نفسية وجسدية متنوعة في الأضرار.
ويتنوع العنف ضد المرأة بين ما هو فردي (العنف الأنوي) ويتجسد بالإيذاء المباشر وغير المباشر للمرأة باليد أو اللسان أو الفعل أياً كان، وحينما تقع المرأة ضحية الاضرار المتعمد جرّاء منهج العنف فإنها تفقد إنسانيتها التي هي هبة الله، وبفقدانها لإنسانيتها ينتفي أي دور بنّاءٍ لها في حركة الحياة. إنَّ من حق كل إنسان ألا يتعرض للعنف وأن يُعامل على قدم المواساة مع غيره من بني البشر باعتبار ذلك من حقوق الإنسان الأساسية التي تمثل حقيقة الوجود الإنساني وجوهره الذي به ومن خلاله يتكامل ويرقى، وعندما تُهدر هذه الحقوق فإنَّ الدور الإنساني سيؤول إلى السقوط والاضمحلال، والمرأة صنو الرجل في بناء الحياة وإتحافها بالإعمار والتقدم، ولن تستقيم الحياة وتُؤتي أُكلها فيما لو تم التضحية بحقوق المرأة الأساسية وفي الطليعة حقها في الحياة والأمن والكرامة، والعنف أو التهديد به يقتل الإبداع من خلال خلقه لمناخات الخوف والرعب الذي يُلاحق المرأة في كل مكان. كما عرج على أن العنف يطال من الجهة المقابلة حتى الرجال، وأعطى أمثلة على ذلك، كالتي تتخذ السحر والدجل في حق زوجها لأغراض مختلفة، وبالنسبة للأمثلة الواقعية ما حدث" لسيبويه "العالم النحوي المشهور حينما أقدمت زوجته وأحرقت له خزانته المنزلية والتي كانت تشمل مؤلفاته، وقد أكد أن المغرب يشهد 950 جريمة يوميا أي ما يعادل 27777 جريمة كل شهر مما يدل على أن العنف مسلطا من كلا الجانبين، وعد الإنفاق الأسري والطرد التعسفي من بيت الزوجية والضرب عنفا ضد المرأة
و قد أكد أن العنف هو من أكثر العوامل المسببة للوفيات للفئة العمرية ما بين 15 و 44 عاماً، وتتفاوت النسب بين الذكور والإناث حيث تبلغ لدى الذكور 14% أما الإناث فتبلغ 7%. كما توضّح بعض الدراسات أنَّ الذكور عادة ما يتم قتلهم بواسطة أشخاص غرباء، أما النساء فغالباً ما يتعرضنَّ للقتل على أيدي أزواجهن أو شركائهن. تسجل 600 ألف حالة وفاة كل دقيقة بسب مضاعفات الحمل في العالم ككل و70 ألف إمرأة تموت بسبب عمليات الإجهاض، كما أشار إلى أن التكاليف الطبية والقانونية والقضائية والأمنية باهظة التكاليف بالإضافة إلى الأضرار النفسية وفقدان القدرة على الإنتاج
وبخصوص أسباب العنف أكد الأستاذ المحاضر أنها تتنوع بين ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي ،ليركز على السبب الأخير نظرا لذيوعه في الغالب وعده من بين أهم الأسباب فيما يتعلق بالأمية خاصة بالنسبة للمرأة حيث تشكل الأمية في وسط النساء بالمغرب 50 في المائة، وإعتبر حرمان المرأة من التمدرس عنفا ضدها وتقليلا لكرامتها
ليختم المحاضر ندوته بالحديث عن مكانة المرأة قبل الإسلام، ليقارنها بما حباها بعد ذلك، وخير دليل على هذا كله حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "يكرمهن كريم ويبغضهن بغيض "كما أن المرأة في الإسلام مشمولة في التكاليف مع الرجل من حيث الأمور الدينية والإجتماعية وغيرها
وفي نهاية الندوة فتح المجال لبعض المداخلات و التساؤلات ليجيب عنها الأستاذ المحاضر، كما عبرت مجموعة من نساء المنطقة على إستحسانهم لمثل هاته المحاضرات خاصة وأنها مصحوبة بإحصائيات دقيقة ومتقنة
المزيد من الفيديو بعد قليل
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن مارس من كل سنة نظم المجلس العلمي المحلي يوم السبت 13 مارس الجاري ندوة تناول فيها السيد ميمون بريسول رئيس المجلس قضية العنف ضد المرأة ،معززا المحاضرة بإحصائيات دقيقة لكل الجوانب المرتبطة بالموضوع
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم ،تناول الكلمة الأستاذ المحاضر ،رئيس المجلس العلمي المحلي بالناظور في محاضرة شملها مجموعة من المحاور ،قبل أن يؤكد أن العنف ظاهرة قديمة منذ الأزل حيث بدأت بين أبناء أدم عليه السلام ،حين قتل قابيل أخاه هابيل ،كما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته
وفي تعريفه للعنف أكد الأستاذ المحاضر أنه سلوك أو فعل موجّه إلى المرأة والرجل على حد سواء يقوم على القوة والشّدة والإكراه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، والذي يتخذ أشكالاً نفسية وجسدية متنوعة في الأضرار.
ويتنوع العنف ضد المرأة بين ما هو فردي (العنف الأنوي) ويتجسد بالإيذاء المباشر وغير المباشر للمرأة باليد أو اللسان أو الفعل أياً كان، وحينما تقع المرأة ضحية الاضرار المتعمد جرّاء منهج العنف فإنها تفقد إنسانيتها التي هي هبة الله، وبفقدانها لإنسانيتها ينتفي أي دور بنّاءٍ لها في حركة الحياة. إنَّ من حق كل إنسان ألا يتعرض للعنف وأن يُعامل على قدم المواساة مع غيره من بني البشر باعتبار ذلك من حقوق الإنسان الأساسية التي تمثل حقيقة الوجود الإنساني وجوهره الذي به ومن خلاله يتكامل ويرقى، وعندما تُهدر هذه الحقوق فإنَّ الدور الإنساني سيؤول إلى السقوط والاضمحلال، والمرأة صنو الرجل في بناء الحياة وإتحافها بالإعمار والتقدم، ولن تستقيم الحياة وتُؤتي أُكلها فيما لو تم التضحية بحقوق المرأة الأساسية وفي الطليعة حقها في الحياة والأمن والكرامة، والعنف أو التهديد به يقتل الإبداع من خلال خلقه لمناخات الخوف والرعب الذي يُلاحق المرأة في كل مكان. كما عرج على أن العنف يطال من الجهة المقابلة حتى الرجال، وأعطى أمثلة على ذلك، كالتي تتخذ السحر والدجل في حق زوجها لأغراض مختلفة، وبالنسبة للأمثلة الواقعية ما حدث" لسيبويه "العالم النحوي المشهور حينما أقدمت زوجته وأحرقت له خزانته المنزلية والتي كانت تشمل مؤلفاته، وقد أكد أن المغرب يشهد 950 جريمة يوميا أي ما يعادل 27777 جريمة كل شهر مما يدل على أن العنف مسلطا من كلا الجانبين، وعد الإنفاق الأسري والطرد التعسفي من بيت الزوجية والضرب عنفا ضد المرأة
و قد أكد أن العنف هو من أكثر العوامل المسببة للوفيات للفئة العمرية ما بين 15 و 44 عاماً، وتتفاوت النسب بين الذكور والإناث حيث تبلغ لدى الذكور 14% أما الإناث فتبلغ 7%. كما توضّح بعض الدراسات أنَّ الذكور عادة ما يتم قتلهم بواسطة أشخاص غرباء، أما النساء فغالباً ما يتعرضنَّ للقتل على أيدي أزواجهن أو شركائهن. تسجل 600 ألف حالة وفاة كل دقيقة بسب مضاعفات الحمل في العالم ككل و70 ألف إمرأة تموت بسبب عمليات الإجهاض، كما أشار إلى أن التكاليف الطبية والقانونية والقضائية والأمنية باهظة التكاليف بالإضافة إلى الأضرار النفسية وفقدان القدرة على الإنتاج
وبخصوص أسباب العنف أكد الأستاذ المحاضر أنها تتنوع بين ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي ،ليركز على السبب الأخير نظرا لذيوعه في الغالب وعده من بين أهم الأسباب فيما يتعلق بالأمية خاصة بالنسبة للمرأة حيث تشكل الأمية في وسط النساء بالمغرب 50 في المائة، وإعتبر حرمان المرأة من التمدرس عنفا ضدها وتقليلا لكرامتها
ليختم المحاضر ندوته بالحديث عن مكانة المرأة قبل الإسلام، ليقارنها بما حباها بعد ذلك، وخير دليل على هذا كله حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "يكرمهن كريم ويبغضهن بغيض "كما أن المرأة في الإسلام مشمولة في التكاليف مع الرجل من حيث الأمور الدينية والإجتماعية وغيرها
وفي نهاية الندوة فتح المجال لبعض المداخلات و التساؤلات ليجيب عنها الأستاذ المحاضر، كما عبرت مجموعة من نساء المنطقة على إستحسانهم لمثل هاته المحاضرات خاصة وأنها مصحوبة بإحصائيات دقيقة ومتقنة
المزيد من الفيديو بعد قليل