NadorCity.Com
 


قناة الجزيرة بين ديماغوجية دولة وتشكيل وعي أمة


قناة الجزيرة بين ديماغوجية دولة وتشكيل وعي أمة
بقلم : مصطفى الحمداوي

بعد مرور أكثر من عشر سنوات عن ولادة مؤسسة الجزيرة كقناة إخبارية متخصصة ، وبعد أن أحدثت في الفضاء الإعلامي العربي رجة من حيث طريقة تناول ونقل وتبليغ الخبر ، وبعد أن اختلفنا طويلا وكثيرا حول توجهاتها والجهات التي تتحكم فيها ، إلا أن حقيقة واحدة كانت واضحة وغير قابلة للتشكيك . القناة الجديدة فتحت في وجه المشاهد والمتلقي العربي آفاقا واسعة لاعلام يساير تطلعاته ويبعده عن نمطية القنوات المحلية التي تنتج نوعا واحدا ووحيدا من خطاب رديء لا يستجيب لمعايير الإعلام الحر
النزيه .

الجزيرة التي ولجت عالم الإعلام العربي بخطاب وخط تحرير جديد يلامس وعي ومشاعر المشاهدين في كل أقطار الوطن العربي ، كان لها هدف ، أو ربما أهداف مسطرة لتتحكم من خلال هذه المؤسسة العملاقة في تشكيل رأي عام عربي موحد . لن أستطيع هنا الجزم بنوعية هذه الأهداف والنوايا التي تقف خلفها ، ولكن من المؤكد أن أجندة السياسة القطرية ، الدولة الصغيرة ، استعملت القناة كذراع طويلة لضرب أي هدف أو جهة تراها لا تساير السياسة التي تنتهجها هذه الإمارة الخليجية المجهرية .
ولعلها بهذا تكون ( الجزيرة – قطر ) تحاول لعب نفس الدور الذي لعبه قبلها راديو صوت العرب ، المنبر السمعي المصري المثير الذي كان يجمع حوله أسماع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج . إلا أن ظروف تلك المرحلة تختلف عن ظروف هذه المرحلة بدرجة جد متباينة ، حينها كان التيار القومي هو المهيمن ، وكانت الدعاية لهذا التيار تتم بوسائل شتى لعل أهمها خطب الزعيم الملهم عبد الناصر من خلال راديو صوت العرب الذي كان يوظفه كأداة لهذا الغرض . جمال عبد الناصر ، الرجل القوي الذي كان يحكم دولة قوية وكبيرة لها صوتها المسموع في منظمة عدم الانحياز ، المنظمة التي كانت تشكل معادلة الوسط خلال الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي في القرن الماضي ، مصر لم تكن مشيخة انبثقت من قاعدة إنجليزية مهملة على حدود المملكة العربية السعودية لتحولها إنجلترا إلى إمارة كما هو شأن قطر .
مصر في شخصها المعنوي آنذاك تجاوز دورها السياسي الفعال عالميا لتخوض حروبا استنزافية ضد الكيان الإسرائيلي . إلى جانب طبعا الدور النبيل الذي وظف فيه عبد الناصر راديو صوت العرب كناطق بلسان القضية الفلسطينية ومناصرا لها ولبقية القضايا الأخرى كحرب التحرير الجزائرية الطاحنة التي كانت تدور آنذاك .

قناة الجزيرة ذراع قطر الطويلة التي غيرت الكثير من المعادلات في الواقع الجيوسياسي العربي وعلى مستويات عدة ، بدأ خطابها في البداية جديدا على المشاهد العربي الذي ألف قنواته المحلية المدجنة المسخرة لخدمة الحاكم وأزلامه الذين يعيثون في البلد فسادا ونهبا لا مثيل له . ومع انتشار الساطل و إمكانية التقاط القنوات الفضائية بسهولة ، فان الجزيرة استطاعت بجدارة أن تدخل كل البيوت العربية من أبوابها الواسعة . لكنها في المقابل أدخلت معها جنرالات الحرب الصهاينة لأول مرة في تاريخ الإعلام العربي إلى بيوتنا ، ولأول مرة أصبحنا نسمع صوت الناطق باسم وزارة حرب الكيان الصهيوني يطل علينا بلسانه السليط ليشتم المقاومة ولينثر في وجوهنا خطابا مسموما يصدم حسنا القومي نحو أشقاءنا في فلسطين المحتلة .

لم تتوقف الجزيرة عند هذا الحد ، بل عمدت إبان العدوان الأمريكي على العراق ، رغم التغطية الرائعة ، ورغم المتابعة الدقيقة للأوضاع خلال الحرب غير المتكافئة ، ورغم دفعها الثمن غاليا بإزهاق أرواح بعض صحفييها ، إلا أنها استمرت تصفعنا كل مساء بالبيان اليومي للناطق باسم البنتاغون . أكثر من ذلك كانت لا تفلت أي خطاب مشبوه ومشوه للوقائع والأحداث لديك تشيني أو وزير الدفاع رامسفيلد أو الرئيس سيئ الذكر جورج بوش . طبعا لم يكن الأمر مصادفة ، ولكنها كانت صفقة تم فرضها من قبل الولايات المتحدة على إمارة الغاز التي تتمركز فوق أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ، وبالضبط في منطقة السيلية ، هذه القاعدة التي يفوق عدد الجنود الأمريكيين فيها عدد سكان قطر قاطبة . أكيد كانت هناك عملية مقايضة سرية في الخفاء ، والمتتبع لوثائق ويكيليكس لاشك قرأ شيئا حول وثيقة تشير إلى مدير القناة السابق وضاح خنفر مع الأمريكيين ، وكيف أنه كان ينسق مع السفارة الأمريكية قبل تمرير كل ما يتعلق بالأخبار الحساسة المتعلقة بالإدارة الأمريكية . ولعل استقالة وضاح خنفر مباشرة بعد انتشار الخبر ، لهو في الواقع مؤشر على صحة الخبر ، أو جزءا منه على الأقل حتى لا نظلم الرجل .

ولكن ليس هذا هو وجه الجزيرة الوحيد فقط ، قناة الجزيرة الإخبارية لعبت دورا هاما في تشكيل الوعي لدى المواطن العربي العادي . طيلة هذه الأكثر من عشرة سنوات بعد ميلاد القناة وهي تعبئ الشارع وتبلور فكر الشباب العربي بمفاهيم لم تكن في متناوله . أكيد كلنا نعرف أن إعلام الصورة والصوت أقوى وأكثر جدوى من نظيره المكتوب . وبالتالي حين بدأت تتحدث الجزيرة عن قضايا الاستبداد والفساد والديموقراطية ودولة الحق والقانون ، فان هذا الأمر كان بالنسبة للمشاهد أمرا جديدا فتح له آفاقا واسعة لفهم وضعيته وسط مجتمع تغيب فيه كل هذه القيم التي ذكرنا . كخلاصة نستطيع القول أن الجزيرة الإخبارية ربت جيلا كاملا وشحنته بمفاهيم لم يكن يعرف عنها إلا الشيء القليل . من منا لم يتابع برنامج الاتجاه المعاكس وتلك المشاحنات التي كانت تصل أحيانا درجة بالغة الإثارة والتشويق الذي لا بد منه طبعا ، بالإضافة إلى برامج أخرى كثيرة لا تقل حدة في نبرة ولهجة المواضيع التي كان يتلقفها المشاهد بإعجاب وتجاوب شديدين وهو يرى لأول مرة الآراء تختلف بتلك الطريقة التي لم تكن تعبر في الواقع إلا عن اختراق لطابو سياسي كان يحكم ويلجم وعي المشاهد لعقود طويلة .

وبناءا على ما ذكرنا فان الربيع العربي لم يأت صدفة أو انطلق بمحض إرادة غضب شاب اسمه البوعزيزي حرق في نفسه القهر و الاستبداد الذي عاناه في دولة بوليسية قد تكون أحد أكثر الدول العربية طغيانا وديكتاتورية . كان يمكن للبوعزيزي أن يحرق نفسه ولا يسمع به أي شخص في العالم بسبب التعتيم الإعلامي وعصا القمع الغليظة ، لكن ولأن الشعب التونسي تشرب قيم الديموقراطية وحقوق الإنسان ، ولأنه أصبح يعرف ما معنى أن تعيش في دولة ديكتاتورية يحرم فيها الفرد من أبسط حقوقه المدنية ، فان هذا الشعب انتفض فجأة ورفض القبضة الحديدية التي كانت تطوق عنقه ، وتخلص بشكل نهائي من الخوف الذي كان يسكنه ، وبالتالي تخلص من بنعلي . وهنا مرة أخرى نذكر أن قناة الجزيرة لعبت دورا حاسما في تشكيل وعي جيل من الشباب العربي التواق إلى الحرية والانعتاق من سلاسل العبودية . طبعا هناك حتمية تاريخية ، وأن الشعب العربي لم يكن ليستمر في وضعية العيش كعبد تحت وصاية شرذمة من الحكام والجنرالات الذين لا يهمهم إلا نهب ثروات البلد وتكميم أصوات النخب الحرة التي تحاول فتح فمها لمواجهة الظلم والطغيان ، ولكن ربما كان الأمر سيحتاج لوقت أطول بكثير من الوقت الذي توالت به الأحداث .

قناة الجزيرة بنظري لم تتعمد صنع تاريخ عربي جديد ولم تخطط لذلك أصلا ، وربما لم يكن في صالحها . ولكن النهج الذي وظفته القناة كخط تحرير لابتزاز بعض الدول العربية الأخرى كجارتها الكبيرة المملكة العربية السعودية ، بتعرية ديكتاتوريتها والفساد المستشري داخلها ، ومحاولة خطف مبادرة الريادة التاريخية من مصر ، وبخلقها لنقاش داخل المجتمع العربي ( بغير وعي غالبا ) جعلت المواطن من المحيط للخليج يفهم حقوقه ويرفض أن يكون أداة طيعة في يد طغمة حاكمة تفعل فيه وبه ما تشاء . وبذلك انطلقت الشرارة من تونس لتستمر في مسيرتها نحو مصر ثم ليبيا واليمن وسوريا ، بحيث أطاحت هذه - الشرارة الثورة - في الأخير بثلاثة رؤساء ، والبقية تأتي ....ربما .


elhamdaoui.m@hotmail.nl*



1.أرسلت من قبل benabid BAA'AHFIR في 24/12/2011 20:31
..ايها ألشاب ألكريم ) إبحث في هذا ألإتجاه.) إلى ألشاب ..مصطفى الحمداوي.)
..............بنعبيد باآحفير شكراً
.
.
الصين يجعل التهطال نسبة 10 في المائة بحلول عام 2015
14/12 "الحكومة الصينية" بدء تشغيل أربعة برامج جديدة لإنشاء صورة مصطنعة من التهطال نسبة 10 في المائة في البلد، جيدة ل 230 مليار متر مكعب من المياه سنوياً أكثر. المقدرة لكل سنة يجذب 3,000 مليار متر مكعب من المياه... 5

2.أرسلت من قبل najim في 25/12/2011 11:38
Certaines notions sont à revoir : le peuple arabe est une notion qui ne renvoie a rien. Il y a autant de peuples que de pays. Le Maroc n’est pas l’Algérie, ni la Tunisie. La Libye n’est pas l’Egypte. Oman n’est pas le Yémen etc etc.
Dire qu’ al Jazeera a réuni tous ces peuples pour qu’ ils s intéressent aux mêmes affaires et aux mêmes causes constitue le nœud du problème. Les gens qui se sont mis a regarder ce qui se passait dans les autres pays Arabes se sont progressivement désintéressés de ce qui se passait dans leurs propres pays. Quand ils ont vu les journaux d al Jazeera, les téléspectateurs ont l impression d être rassasies, repus, d être au courant de tout, ils n ont plus envie de regarder autre ou d être informes sur quoi que ce soit, et surtout pas sur ce qui se autour d eux, parce qu’ ils estiment que ces affaires ne sont pas importantes. Et aussi parce que cette chaine leur a dit de ne pas faire confiance aux chaines nationales. En définitive, les citoyens des pays arabes sont devenus des gens déconnectés de leur propre actualité pour s accrocher a une actualité qui leur semble plus importante.

3.أرسلت من قبل najim في 25/12/2011 14:46
Al JAzeera n’a rien créé. Elle a tout détruit. dire qu’elle a créé une opinion publique, c’est une bêtise. Une énorme bêtise. Dire qu’elle a contribué à éveiller et conscientiser les peuples arabes, c’est de la bêtise pure a 100 pour cent. Il est temps qu’elle rende les comptes et nous die qui en est le vrai propriétaire. Est-ce les états unis, les frères musulmans, Israël? Personne ne sait. Ce qui est sûr, c’est que cette chaine à donner de la force et du pouvoir au Qatar et aux islamiques de toutes les catégories.

Certaines notions sont à revoir : le peuple arabe est une notion qui ne renvoie a rien. Il y a autant de peuples que de pays. Le Maroc n’est pas l’Algérie, ni la Tunisie. La Libye n’est pas l’Egypte. Oman n’est pas le Yémen etc etc.
Dire qu’ al Jazeera a réuni tous ces peuples pour qu’ ils s intéressent aux mêmes affaires et aux mêmes causes constitue le nœud du problème. Les gens qui se sont mis a regarder ce qui se passait dans les autres pays Arabes se sont progressivement désintéressés de ce qui se passait dans leurs propres pays. Quand ils ont vu les journaux d al Jazeera, les téléspectateurs ont l impression d être rassasies, repus, d être au courant de tout, ils n ont plus envie de regarder autre ou d être informes sur quoi que ce soit, et surtout pas sur ce qui se autour d eux, parce qu’ ils estiment que ces affaires ne sont pas importantes. Et aussi parce que cette chaine leur a dit de ne pas faire confiance aux chaines nationales. En définitive, les citoyens des pays arabes sont devenus des gens déconnectés de leur propre actualité pour s accrocher a une actualité qui leur semble plus importante.


4.أرسلت من قبل ميس نتمـــورث في 27/12/2011 22:03
وبالتالي حين بدأت تتحدث الجزيرة عن قضايا الاستبداد والفساد والديموقراطية ودولة الحق والقانون ، فان هذا الأمر كان بالنسبة للمشاهد أمرا جديدا فتح له آفاقا واسعة لفهم وضعيته وسط مجتمع تغيب فيه كل هذه القيم التي ذكرنا . كخلاصة نستطيع القول أن الجزيرة الإخبارية ربت جيلا كاملا وشحنته بمفاهيم لم يكن يعرف عنها إلا الشيء القليل


أرى أن مثل هذه الخلاصات الهمبرغرية تحتاج لإعادة نظر فدور الجزيرة ومستوى التأثير يحتاج لدراسة علمية وليس مقالا.. ثم كيف لقناة مثل الجزيرة أن يعطى لها هذا الدور في تشكيل ما تسميه بالوعي العربي؟ على ماذا اعتمدت؟
ما دور الجزيرة في الثورة المصرية مثلا وهي أصلا كانت على الدوام غائبة ؟ ألم يكن دور الشبكات الإجتماعية والإعلام الرقمي أكثر أهمية بكثير من دور الجزيرة؟ هذه أسئلة موضوعية تحتاج لأجوبة موضوعية..
على ذكر المقارنة مع إذاعة صوت العرب.. هل كنت تسمتع لها مثلا؟

5.أرسلت من قبل صَفِيِّ الدينِ في 28/12/2011 18:24
ثاومات ميس نتمـــورث

ضربتَ أخماسا بأسداس وكتبتَ تعليقا أقل ما يقال عنه أنه لا يليق بمستواك

كتبتَ "كيف لقناة مثل الجزيرة أن يعطى لها هذا الدور في تشكيل ما تسميه بالوعي العربي؟ على ماذا اعتمدت؟ "

لم أفهم كيف لإنسان في مستوى وعيك أن يطرح هذا السؤال!!! من البديهيات التي يعرفها الجميع أن الإعلام يصنع الرأي ليس منذ زمن غوبلز فقط بل حتى منذعهد الإغريق (فن الخطابة).إذن لهذا ـ ولأن إعلام من صنع عربي موجه للعرب ويخاطبهم كأمة واحدة وليس كأقطار وشعوم مختلفةـ ولأن كل العرب أصبحوا يشاهدون نفس البرامج بنفس الخطاب والرسالة تم تشكيل ما سماه الكاتب "وعي أمة"
لصياغة وعي آخر رأينا تنافسا على المشاهد العربي، فكانت "العربية" و"الحرة" و "فرانس 24 العربية" و "ب ب س العربية" إلى آخره

كما تقول "ما دور الجزيرة في الثورة المصرية مثلا وهي أصلا كانت على الدوام غائبة ؟ ألم يكن دور الشبكات الإجتماعية والإعلام الرقمي أكثر أهمية بكثير من دور الجزيرة؟"

وهل ادعى الكاتب أن الجزيرة كانت حاضرة والشبكات الإجتماعية والإعلام الرقمي غائب؟

إذا قلنا مثلا كتابات ماركس شكلت وعي الطبقة العاملة، هل يعني هذا أن ماركس هو من قاد الثورة الكوبية؟ أو هو الذي كان يلهم حماس رفاق كاسترو بخطاباته وكتاباته؟

الجزيرة كسرت إحتكار الإعلام من طرف الأنظمة فأصبح المشاهد العربي أكثر وعيا بوضعه (الذي لا يحسد عليه)، وهذا ما ساهم في تكسير حاجز الخوف وساعد على قيام الربيع العربي. هكذا قرأ الكاتب دور الجزيرة على ما أظن، وأنا أرى أنه تحليل جد منطقي وواقعي جدا

وتنهي تعليقك ب "على ذكر المقارنة مع إذاعة صوت العرب.. هل كنت تسمتع لها مثلا؟ "
ما محل هذه الجملة من الإعراب؟

تعليقك هذا أراه مأدلجا وبعيدا عن الموضوعية، لذا ظهر بمستوى تلميذ الثانوي وليس لشخص يدعي أنه باحث في الرباط

نعلم أن مصطلحات من قبيل العرب والعالم العربي ووعي أمة يغيضك، لكن أن يفقدك هذا الموضوعية وتصبح متحاملا لدرجة أنك تقول أشياءا تظهرك وكأنك نصف متعلم، فهذا شيئ يؤسف له

6.أرسلت من قبل ميس نتمـــورث في 30/12/2011 00:54
إلى الأخ صفي الدين

سألدأ من حيث انتهبت..
حبذا لو تتجاوز عقدة التشخيص فيصير الأمر أفضل.. المشكلة لاترتبط بأشخاص بقدر ارتباطها بما يقدمه الشخص. وكونك تحسب انك تذمنى بكوني نصف متعلم لا ينفي كوني بالفعل أقل من نصف متعلم !! فكل الناس أنصاف متعلمون والله تعالى هو العالم العليم وفوق كل ذي علم عليم..
الفقرة التي علقت عليها كان حول ما وضعته في أول التعليق.. هناك فكرتين رئيسيتين: الأولى أن الجزيرة ام تكن أول من تحدث عن الديمقراطية والفساد وقضايا الإستبداد وغيرها... الفكرة الثانية أن مستوى تأثير الجزيرة يحتاج لدراسات أجتماعية على مدى سنوات.. سأقول لك شيئا.. إذاعات البي البي سي كانت لديها محطات إذاعية بكل لغات العالم الكبيرة تقريبا. قبل أشهر اضطرت لغلق العديد من هذه الإذاعات وبشكل خاص الروسية والصينية.. أعطيت لك مثالين فقط للغتين عالميتين.. السؤال ليس لماذا أغلقت البي البي سي تلك الإذاعات فالأمر معروف لكن السؤال كيف وصلت لهذا القرار؟ لقد احتاج الأمر لعشرات السنين من التقييم المستمر والدراسة للوصول لنتيجة أن هذه الإذاعات لم تعد تخدم الهدف الذي أنشئت من أجله.. لم يأت الأمر عبر موقف من الحكومة أو مجرد تخمين.. الأمر احتاج لتقييم طويل المدي..
نفس الأمر ينطبق على كل جهاز إعلامي يكون من وراءه هدف التأثير السياسي وتكوين رأي عام وليس مؤسسة إعلامية ربحية.
نفس المنطق ينطبق على الجزيرة فهي قناة سياسية ذات أهداف سياسية وليس قناة ذات هدف تجاري.. وبالتالي فتقييم الجزيرة وبالضبط في مستوى تأثيرها في تشكيل ما يسميه الكاتب بالوعي العربي مسألة تحتاج لسنواااات من التقييم المبني على الدراسة وأضع خطا غليظا على كلمة الدراسة. كون الجزيرة فتحت المشهد الإعلامي العربي فهذا أمر لا تتناطحان فيه عنزتان.. المسألة ترتبط بمنهج في المقال وليس الفكرة في حد ذاتها.
عندما اطرح السؤال عن دور الجزيرة في الثورة المصرية مثلا فهو سؤال يساير نفس النهج أي التساؤل عن مستوى التأثير وليس التأثير ذاته وفي الحالة المصرية بالضبط ليس ثمة شك في قوة عامل الشبكات الإجتماعية والإعلام الموازي وما تكريم وائل غنيم إلا دليل.
السؤال الذي وجهته في التعليق هو على ماذا اعتمد الكاتب في صياغة أن الجزيرة لعبت مثلا دوار كبيرا في تغيير ما أسماه الواقع الجيوسياسي العربي.. يا أخي هذا الكلام مرسل هو ليس باطل كله وليس صحيح كله إنما الأمر يلزمه دراسة.
نفس الخطأ المنهجي يقع فيه الكاتب حينما يتحدث عن المجتمع التونسي وقد تشرب قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان!!! هل أتجنى على مثل هكذا كلام المرسل؟!! الشعب التونسي لم يقم بأي ثورة او انتفاضة في عهد بورقيبة إلا مرة واحدة وكان عنوانها ثورة الجياع او الخبز في 1984 فقط.. ثورة من أجل الخبز فأين هذا التشبع بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وبورقيبة كان ديكتاتورا ناعما؟ في عهد بنعلي الثورة الوحيدة كانت في الحوض المنجمي ومطالبها كانت عمالية صرفة ولم يكن لها علاقة لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان. عندما كانت جمعية السيدة راضية نصراوي تقوم باعتصام داخل مقرها كانت المعتصمون يحسبون على اصابع اليد الواحدة.. والسيدة نصراوي تعرضت مرات ومرات للضرب في الشارع العام من طرف الشرطة التونسية ولم نسمع بأن هذا الشعب التونسي المشبع بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان انتفض ولو مرة..
هذا ليس كلاما مرسلا وخزعبلات أو لعب على الكلمات.. فلماذا انتفضت سيدي بوزيد إذن؟
هناك ثلاث كلمات سحرية قد تجيب على هكذا سؤال.. الرباط القبلي للمنطقة والغبن الإقتصادي للداخل التونسي بالمقارنة مع الساحل وهشاشة النظام التونسي نفسه.
عندما تقارن دور الجزيرة مع دور الماركسية في صنع ما تسميه وعي الطبقة العاملة فالأمر مضحك مبكي.. هناك قاعدة أصولية تقول إنه لا قياس مع وجود الفارق ومثل هذه المقارنات تبدو غابة في السطحية - عذرا على الكلمة!!- فكيف تقارن بين الإثنين إذا علمنا بأن الماركسية استهدفت جزءا من الشعب أي البروليتاريا التي ستشكل ديكتاريتها بينما الجزيرة تستهدف - مما تستهدفه- خدمة أربابها وسياساتهم اكثر بكثير من استهدافها لإعادة تشكيل هذا الوعي العربي !! ثم إني أتساءل ومعك الكاتب هل تشكيل هذا الوعي العربي تضم وعي الشعب القطري مثلا؟ الذي أعرفه ان الشعب القطري في أمس الحاجة لرسالة الجزيرة العظيمة واهل الدار أولى بالنعمة أولا.. الذي أعرفه انه في قطر لا برلمان ولا انتخابات ولا ديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا تلك الخاصة بالحيوان ولا يحزنون...
قديما قيل من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب...
وفي الأخير اود ان اهمس في أذنك أيها الأخ الكريم أنه لا يغيضني سوى البهتان..سلام

ملاحظة.. بما أنك ملم بترحالي وتجوالي فإني أود أن أسدي لك معروفا وهو أن تقوم يتحيين مفكرتك فلم أعد باحثا في الرباط

7.أرسلت من قبل صَفِيِّ الدينِ في 30/12/2011 15:19
الأخ ميس نتمـــورث،

اكتبتَ "مستوى تأثير الجزيرة يحتاج لدراسات أجتماعية على مدى سنوات". كلام معقول لن يختلف عليه إثنين. لكن المسألة هي أن الكاتب لم يقم بدراسة إجتماعية ولم يدعي أن تحليله يحل محل دراسة اجتماعية. هو قام بتحليل مبني على آستقراء لواقع معين وعلى أساسه بلور رأيا معينا. قد نختلف معه وهذا شيئ عادي كذلك فهو لا يدعي أن تحليله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأن وببساطة لا يوجد محلل يملك كنه الحقيقة.

هذا لاينفي أن تحليل الكاتب كان موضوعيا ومقنعا. تشكيل الوعي العربي مسألة لا أظن أن أحدا يستطيع نكران ذلك، فأي إعلام يشكل وعي المتلقي. ومادامت الجزيرة لها مشاهدين أوفياء في العالم العربي بعشرات الملايين، فشيئ بديهي أن تؤثر في مشاهديها. السؤال فقط هو إلى أي حد هو هذا التأثير.

إذا عدنا مثل إلى الوراء بعض الشيئ فسنلاحض التالي:
ظاهرة الجزيرة متميزة في عالم الإعلام المعاصر بما أحدثته من رد فعل. رد الفعل هذه تفصح عن الأهمية التي تُولى للإعلام لتشكيل الوعي في هذه المنطقة. فكانت "العالم" الإيرانية ، و"العربية " السعودية، و "الحرة" الإمريكية ، و "فراس 24" ، و"ب ب س "، و "التركية"، و "الروسية". كل هذه القنوات الغرض منها هو كسب أفئدة وعقول العرب.
الثابت هو أن كل هذه القنوات لم تنجح في استقطاب المشاهد العربي إلا بشكل هامشي جدا وبشكل متفاوت بطبيعة الحال.

لم يبق على الساحة الإ الجزيرة والعربية.

العربية ليبرالية وقريبة من وجهة النظر الأمريكية لدرجة أن أعداءها يطلقون عليها "العبرية".
الجزيرة حملت على عاتقها تعبئة الرأي العام العربي بتبنيها لوجهات النظر المعادية للهيمنة الأمريكية والإعتداءأت الصهيونية. فكانت تنقل كل خطابات بن لادن مثلا.

الحقل الإعلامي العربي هو حقل عابر للأقطار العربية، وهذا يؤدي للمنافسة بين هذه الأقطار على الريادة في هذه المنطقة. فبعد انتهاء الناصرية في مصر والبعث في العراق خلت الساحة لدول الخليج نظرا لإمكانياتهم المادية. في البدء كانت السعودية هي المحتكرة لهذا المجال، بتعاون مع الصحافة الليبرالية المسيحية اللبنانية.
تأسيس الجزيرة في 1996 من طرف قطر كانت ضربة قاصمة لآحتكار السعودية.

الخط التحريري للجزيرة ساعدها على جذب المشاهد العربي:
أولا: صحافيوها يمثلون كل الأقطار العربية وليس لبنان فقط كما هو الحال مع"العربية"
ثانيا: الموازنة بين التوجه القومي العربي والتوجه الإسلامي كمثال عزمي بشارة والقرضاوي.
ثالثا: تفتحها على المعارضة العربية وإعطائها كل المجال لآنتقاد الحكام.

هذه الأسباب أدت لنجاح الجزيرة وجعلتها رائدة في مجال بلورة وعي عربي، وهذا تحصيل حاصل.

لا الأعداء ولا الإصدقاء بمستطاعهم أن يحددوا مدى تأثير الجزيرة في تغيير الواقع الجيوسياسي العربي، لكن الأكيد هو أن للجزيرة دور في ذلك.

تقول: "فلماذا انتفضت سيدي بوزيد إذن؟هناك ثلاث كلمات سحرية قد تجيب على هكذا سؤال.. الرباط القبلي للمنطقة والغبن الإقتصادي للداخل التونسي بالمقارنة مع الساحل وهشاشة النظام التونسي نفسه".

هذه العوامل أو "الكلمات السحرية " توجد في الجنوب التونسي كما توجد في كل العالم العربي، إذن لماذا سيدي بوزيد؟

الثورات لايستطيع أحد التكهن بمكان وزمان حدوثها. من كان يتكهن بأن الثورة الشيوعية ستقع في روسيا وليس في ألمانيا الصناعية؟ ومن كان يتكهن بقيام الثورة الإيرانية؟ ومن كان يتكهن بثورات الربيع العربي؟

تقول:"عندما تقارن دور الجزيرة مع دور الماركسية في صنع ما تسميه وعي الطبقة العاملة فالأمر مضحك مبكي ".
أيها الأخ الكريم: كتابات ماركس صاغت وعي الطبقة العاملة، كتابات الخميني قبل الثورة شكلت وعي المسلم الشيعي و....، والجزيرة كان لها دورها في التأثير على وعي المشاهد العربي. الجزيرة عملت على نشر وتقوية خطاب إسلامي وقومي وبالتالي شكلت وعي المشاهد العربي. أن تعتبر هذا الكلام مضحك مبكي وغاية في السطحية ذاك شأنك.

أم في ما يخص قطر، من قال أو كتب أن هدف الجزيرة تغيير قطر؟.شيخ قطر يريد بالجزيرة إدامة سلطانه وحماية إمارته وتوسيع نفوذه، والكاتب ذكر ذلك في العنوان "قناة الجزيرة بين ديماغوجية دولة وتشكيل وعي أمة".

وختمتَ ب "قديما قيل من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب... ". آتينا أنتَ بدررك الحكيمة لنستفيد منك. فأنا أكون شاكرا لكل من علمني حرفا.

وأخيرا: شكرا للفت آنتباهنا أنك لم تعد باحثا في الرباط. وسنكون شاكرينا لك إن ذكرتَ لنا ماذا يجب علي أن أكتب في مذكرتي بدل "باحث في الرباط"

ومني لك كذلك سلام

8.أرسلت من قبل ميس نتمـــورث في 31/12/2011 15:49
الأخ الكريم صفي الدين
شكرا لك على تحمل عناء الرد وشكرا على رحابة صدرك في تقبل النقد وشكرا لك على عدم الحديث عن الأخماس والأسداس التي أضربها.
.ولكني اسف أن أقول لك بان ردك بعيد كل البعد عن الرد المقنع لسبب بسيط هو أن ردك عبارة عن كلام يعرفه الداني والقاصي وهو أصلا ليس محل خلاف.
الخلاف يا سيدي هو في السؤال ما مدى التأثير وإن كنت تقر بأن الجواب عن مثل هكذا موضوع يحتاج بالفعل لدراسات وليس مجرد مقال. في هذه أتفق معك ولا خلاف في الامر. مشكلة مثل هذه المقالات انها ليست مدعمة لا بدراسات ولا مراجع لمن هم اهل الأختصاص
هناك لحد الآن الكثير مما كتب عن الجزيرة سواء مع او ضد لكن على الأقل تسمح بإعطاء صورة أكثر قربا من حقيقة الجزيرة وبما أنه منطقيا لن نأخذ شيئا .عن حقيقة من نمدح بمقالات مداحة فأن المنطق يفترض أن تقرأ من يكتب إما بحيادية أو بتهجم
كون الجزيرة تخدم أجندة سياسية للممول هذا شيء بديهي وطبيعي وكونها تحاول تشكليل وعي عربي معين يتناغم مع أهداف القطر المعلنة وغير المعلنة فالأمر ليس مشكلة فهي اولا وأخيرا وسيلة دعاية سياسية. هل نجحت الجزيرة في خدمة قطر.. بالطبع!! وهل الجزيرة وسيلة إعلامية فقط.. لا وهل استطاعت التأثير في مشاهديها..؟ نعم. هل تشكل وعي مشاهديها؟ نعم.. بالضرورة كأي قناة ووسيلة إعلامية أخرى ومامدي تأثير الجزيرة.؟. الله
أعلم!!
في غياب دراسات موضوعية وغير ممولة يبقى هناك تساؤل والحديث بقطعية عن تأثير بالشكل الذي يشير إليه المقال هو - وأككرها - شيء بعيد عن العلمية والحيادية.
أتمنى ان تكون فد فهمت فيما نختلف فيه.
أما عن سيدي بوزيد فالعوامل التي تحدثت عنها في ردي لا تمت بصلة لما تحدث عنه الكاتب وما أسماه بتشبع الشعب التونسي بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وما دام انك أفردت للدفاع عن مقاله كاملا فليتك ترد وتتحدث عن مظاهر هذا التشبع التونسي. الثورة مثلها مثل العجينة قد تختمر ولا قد لا تفعل وحتى فعلت فالامر يحتاج لمن يخبزها وهو الأمر الذي يحدث بصيغة شخصية ملهمة كما في إيران او حزب كما في روسيا أو شباب كما في ربيع العرب..
وفي مقولة من تكلم في غير فنه فلا أرى فيه ذم فالسيد الحمداوي يكتب أدبا جميلا بلغة جميلة لكن في السياسة فالأمر يحتمل ليس كذلك .. هذا رأيي فيه كقارئ منذ مدة لما يكتبه وأتمنى صادقا أن اكون على خطأ.
وفي ردك الأول قلت بأن ردي مؤدلج.. انا لا أنكر بانني متمزغ لكن أن تغيضني مصطلحات من قبيل الأمة العربية أو هذا الوعي العربي فاعتقد أن في الأمر مبالغة من طرفك أو مماحكة. حدود معرفتي الشخصية بتاريخ القومية العربية لا يمنح لي سوى إمكانية الإبتسام في وجه هذا المصطلح الجميل.
على كل تحياتي لك على متعة النقاش..
وفي الأخير أنا أخاطبك بصيغة المفرد نفيا للتكلفة وعلى أساس أنني أكتب لشخص واحد بينما تتحدت عن نفسك بصيغة الجمع في الحديث عن لقت الإنتباه.. على العموم من الأفضل لمفكرتك أن تبقى لما هو أهم من ما يتعلق بالأشخاص.. دع الموضوع بلا شخصنة.
مرة أخرى تحياتي

9.أرسلت من قبل elmahi في 31/12/2011 20:08
la jazeera wala 3rabia tilka ayato llahi tata7a9a9 waman yourudo taakod fal ya9rae a7adita nabie salla llaho 3alayhi wasalam 3an akhiri zaman

10.أرسلت من قبل صَفِيِّ الدينِ في 01/01/2012 18:56
أخي ميس نتمـــورث،

عندما أرد فليس هدفي من ذلك أن أقنع أيا كان. فقط يغيظني أن يتكلم أو يكتب أحدهم وكأنه يملك كنه الحقيقة. أعني إن آختلفتُ أنا وأياك أومع الكاتب في وجهة نظر ما، فكل مايعنيه بالنسبة إلي هو أن الزاوية التي تناول كل واحد منا، منها الموضوع مختلفة، لا أقل ولا أكثر.

لا أخفيك القول أن ردك الأول أغاظني، لأنني فسرته كتحامل على الكاتب وليس كنقد موضوعي (الخلاصات الهمبرغرية ـ هل كنت تسمتع لها مثلا؟).

في موضوع نقاشنا هذا لايوجد آختلاف كبير في وجهات النظر. تقول: "وما دام انك أفردت للدفاع عن مقاله كاملا فليتك ترد وتتحدث عن مظاهر هذا التشبع التونسي.".

يا سيدي الفاضل، الشعب التونسي هو من أفضل الدول العربية تعلما وآنفتاحا عن الثقافة الغربية، كما أن المجتمع المدني بتونس أكثر تطورا. أجمل ثورة عربية كانت في تونس تعود في نظري لهذه الأسباب. حتى إسلاميوها أكثر تفتحا حيث قدموا للرئاسة يساريا علمانيا. كما أن كتابات زعيم النهضة تعكس هذا التشبع بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث لايرى أي ضير مثلا في أن يكون رئيس دولة إسلامية مسيحي أو امرأة (شيئ لاتقبله حتى الدول الغربية العريقة في الديمقراطية ،وأعني به رئيس مسلم في دولهم العلمانية).

تقول: "في غياب دراسات موضوعية وغير ممولة يبقى هناك تساؤل والحديث بقطعية عن تأثير بالشكل الذي يشير إليه المقال هو ـ وأككرها ـ شيء بعيد عن العلمية والحيادية".

ياسيدي، الكلام بقطعية في إطار العلوم الإجتماعية لايجرأ الكلام عليه حتى باحثي علماء الإجتماع أنفسهم، حيث تبقى أبحاثهم إجتهادات في آنتظار بحث جديد يفند جزئيا أو كليا نتائج أبحاثهم. لذا فاستنتاجات الكاتب تبقى تأويلا لأحداث جرت وتجري حولنا لدور الجزيرة فيها وليس بحثا إجتماعيا، وهو أصلا لم يصبغ على آرائه صفة البحث العلمي، فكيف تطالبه بشيئ لم يدعيه أصلا؟

وتختم ردك ب "وفي الأخير أنا أخاطبك بصيغة المفرد نفيا للتكلفة وعلى أساس أنني أكتب لشخص واحد بينما تتحدت عن نفسك بصيغة الجمع في الحديث عن لقت الإنتباه".
سيدي الفاضل، أنت تعرف أكثر مني أن ردودك لها عشاق كثيرون، بل هناك من صرح لك بشغفه بكتاباتك. فعندما أكتب بصيغة الجمع فلا أعني به شخصي المتواضع وإنما أعني " نحن قراء ردودك".

وفي الأخير لايسعني إلا أن أشكرك على التفضل بالرد، وردودك تبقى دائما تستحق القراءة والتأمل.

وتقبل تقديري واحترامي

11.أرسلت من قبل ميس نتمـــورث في 02/01/2012 18:29
بداية أتمنى للجميع سنة ملؤها الغبطة والسعادة وتحقيق الأمنيات صغرت أم كبرت.
إذا كان من حقي أن اخرج بخلاصة من هذا الحوار مع الاخ صفي الدين هو أننا -بشكل عام- نربط ردود الفعل بلحظة الإنفعال. فالأخ العزيز لم يحتمل أن يجد تعليقا مني يحمل بين ثناياه كلمات قد تؤول بشكل فيه تشكيك في قدرة صاحب المقال الذي قد يكون له صديقا أو زميلا أو حتى اخا ويعرفه أكثر مما اعرفه ويعرف قدرته أكثر مما أعرفه لذلك فهو لم يحتمل هذا التشكيك من قبلي في صياغة طريقة النقد. دعني أعترف للاخ الكريم أن أسلوبي في النقد يكون أحيانا جارحا لكن في حالة هذا المقال بالضبط فاستعمال عبارة الخلاصات الهمبرغرية لا تحمل - بالنسبة- اكثر من معنى انها سريعة الإعداد وبدون مجهود كبير. بالنسبة للاخ صفي الدين يفهما على أساس جارح وهو معذور. فمن طبيعة الناس انها تفهم الامور بطريقة مختلفة وهو شيء رباني بالأساس. طبعا سيكون من نافلة القول ان أعيد ان رد الفعل على هذه العبارة قد جاء في إطار رد على إيديولوجية معينة من خلال الصراع بين التمزيغ والتعريب وهو ما ظهر من خلال اتهامي الاخ صفي الدين لي بالأدلجة. هذا النوع من رد الفعل يبدو طبيعيا بالنسبة لي على الأقل من منطلق انني كقارئ أقف في الصف المعادي لكل ما يمت للعروبة بصلة وهو موقف فيه فسحة من التجني. لذلك فلم أعر الأمر كثير اهتمام وكل همي أن اجعل للنقاش أسسا يكون الإحترام المتبادل ركيزة فيها واحترام أراء الأخرين عنوانا لها.
لذلك فأرى أن الأخ صفي الدين قد تحلى بما يكفي من الأحترام في النقاش وهو شيء يحمد له ويؤكد أن ثمة أشخاص من الطرف يمكن تبادل الرؤى معهم في جو من الإحترام.
لذلك أجد علي واجب تقديم الشكر له أما للسيد كاتب المقال فأقول له ان رأيي فيه لم يتغير وهو رأي يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب وهو ان تموقعه داخل الصف الآخر لا يمنعني من قول أنه قاص جيد وشاعر جيد جدا ولكن في مقالاته ذات الحمولة السياسية ثمة أشياء أراها في غير المحل الذي يراها هو ولكن باعتباره من الأدب خرج وفي الأدب يكتب وللناس من مشارب مختلفة يخاطب فانا على يقين بان صدره واسع وسع المحيط الذي منه يغرف ومن عادة الأدباء أن يسمعوا للنقد فيبتسمون ولذلك فانا مطمئن ان عبارة مثل الخلاصات الهمبرغرية لن يفهمها إلا في السياق الذي قيلت فيه ومن أجله.
أما التساؤل الذي تساءلته إن كان يستمع لإذاعة صوت العرب الناصرية فهي فقط غمزة للتلميح ان في المنهج مشكلة وهو أن المقارنة بين الجزيرة وبين صوت العرت تفترض الإستماع لفيصل القاسم والمرحوم أحمد سعيد.. هذا مبدئي وفهمي للأمور وهي مسألة منهجية عزيزة علي.
هذا كل ما في الأمر هو رد بطريقة على مقال صيغ بطريقة وطريقتي كانت حسب الأخ صفي الدين ضربا للأخماس بالأسداس وطريقة تلميذ بمستوى ثانوي. وعلى ذكر الثانوي أود أن أهمس للأخ صفي الدين انني استعمت لتلاميذ في الثانوية أرى انهم أفضل من العشرات ممن يؤلمون طبلة الأذن لمستمعيهم وهم ممن يحسبون على النخبة..
في الأخيرأتمنى الخير للجميع وشكرا على متعة النقاش..
تقبلوا تحياتي وسلامي

12.أرسلت من قبل صَفِيِّ الدينِ في 03/01/2012 23:38
الأخ الفاضل ميس نتمورث

سنتك أنت كذلك سعيدة ملؤها الخير والبركات وتحقيق الأمنيات

أشكرك أنا بدوري علي تعاليقك الجميلة أبدا. أما فيما يخص الكاتب فما هو بالصديق ولا الزميل. ننحدر فعلا من نفس المنطقة، لكن لاعلاقة شخصية لي به.
وأعود وأؤكد لك، إنه لم يساورني أبدا وهم أن أقنعك برأيي، فأنا غالبا عندما أدخل النقاش فبنية تبادل الرأي ومحاولة تسليط الضوء على زاوية أخرى من الموضوع.

فيما يخص الأخماس والأسداس وتلاميذ الثانوية فهذا يدخل في إطار كلام عاطفي ذاتي لاموضوعي، فأرجو أن تتغاضى عنه.

وشكرا لك












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما