ناظورسيتي:
نزلت بسرعة في الدرج المظلم، ودققت في باب غرفة اخي.. أيقظته بالدقات العنيفة.. افاق مرعوبا، واثر النوم يغلف عينيه، لا يدري ما يحدث من حوله.. صرخت في وجهه: الأرض ترتج وتميد من تحت فراشكما.. وانتما نائمان، الم تحسا ما يحدث، الناس كلها في الشوارع.. لم يستوعب بعد كلامي.. اضافت.. زلزال.. زلزال.. واخذ يفرك عيناه حتي يفهم كلامي جيدا.. وكان اخي الاخر ينفرد بغرفة اخري في المنزل.. لم اقم بإيقاظه، بل افاق على صرخاتي الحادة. قلت له:. اسرع، غير ملابسك.. غير ملابسه، بعد ان اشعل البوتان.. وخرجنا الي الخارج... وبدأنا نسمع اخبار ترد تباعا من امزرون ومناطق أخرى، ونسمع زعيق سيارات الإسعاف يخدش سكون الليل.. قلت له: اتصل بسرعة بياسين. وياسين اخي الوحيد الذي بقي مع ابوينا.. ولم اكن في تلك الفترة املك الهاتف النقال.. اتصل بياسين، ورد عليه انه بات في البلدة.. لم يبيت في البيت.. وانه في الطريق الي البيت لتفقد اثار الضربة.. ولا يعرف ماذا حصل بالضبط.. لكن اخبار تقول ان هناك كارثة حقيقة وقعت في الدوار. . وكنا في جمهرة من الجيران في الحي.. عدنا مسرعين الى البيت، انتعلنا. الأحذية، وانطلقنا الي المحطة.. كنت في البداية اجاري اخي في العدو، لكن عندما وصلنا، الي مبني المحكمة.. تلقي اتصال من اخي ياسين.. والتقطت شهقته القوية.. احدث طنين مرعب في اذني.. هناك سقطت الي الأرض، انهارت قواي نهائيا، لم استطيع.. الاستمرار.. يحرضني ان استمر معه في الجري حتى نصل الي المحطة، مع انين له، ينزع اللحم عن العظم.. صرخت بصوت عالي، '' اياماحنو yamahno, اباباحنو babahno ،.. لم يقل لي شيئا ، ولكن التقطت ذلك من الهاتف في الليل الساكن، وكان الصوت واضحا من الجهة الأخرى.. اخي ينزف ألما.. ان الجدران انهارت علي ابوينا. وهما تحت الأنقاض...لا يستطيع فعل شيئا لإنقاذهما بسرعة
اكتفي بهذا القدر.. لا استطيع ان اكمل. لقد عادت تلك الغيمة السوداء من جديد، لتربض علي صدري.. لا استطيع الاحتمال. كنت اتجنب الكتابة عن الفاجعة.. لكن هذه الهزات (يقصد الهزات الارضية التي يعيشها الريف هذه السنة منذ شهر يناير الماضي) اعادتها الي الواجهة.
يتبع
نزلت بسرعة في الدرج المظلم، ودققت في باب غرفة اخي.. أيقظته بالدقات العنيفة.. افاق مرعوبا، واثر النوم يغلف عينيه، لا يدري ما يحدث من حوله.. صرخت في وجهه: الأرض ترتج وتميد من تحت فراشكما.. وانتما نائمان، الم تحسا ما يحدث، الناس كلها في الشوارع.. لم يستوعب بعد كلامي.. اضافت.. زلزال.. زلزال.. واخذ يفرك عيناه حتي يفهم كلامي جيدا.. وكان اخي الاخر ينفرد بغرفة اخري في المنزل.. لم اقم بإيقاظه، بل افاق على صرخاتي الحادة. قلت له:. اسرع، غير ملابسك.. غير ملابسه، بعد ان اشعل البوتان.. وخرجنا الي الخارج... وبدأنا نسمع اخبار ترد تباعا من امزرون ومناطق أخرى، ونسمع زعيق سيارات الإسعاف يخدش سكون الليل.. قلت له: اتصل بسرعة بياسين. وياسين اخي الوحيد الذي بقي مع ابوينا.. ولم اكن في تلك الفترة املك الهاتف النقال.. اتصل بياسين، ورد عليه انه بات في البلدة.. لم يبيت في البيت.. وانه في الطريق الي البيت لتفقد اثار الضربة.. ولا يعرف ماذا حصل بالضبط.. لكن اخبار تقول ان هناك كارثة حقيقة وقعت في الدوار. . وكنا في جمهرة من الجيران في الحي.. عدنا مسرعين الى البيت، انتعلنا. الأحذية، وانطلقنا الي المحطة.. كنت في البداية اجاري اخي في العدو، لكن عندما وصلنا، الي مبني المحكمة.. تلقي اتصال من اخي ياسين.. والتقطت شهقته القوية.. احدث طنين مرعب في اذني.. هناك سقطت الي الأرض، انهارت قواي نهائيا، لم استطيع.. الاستمرار.. يحرضني ان استمر معه في الجري حتى نصل الي المحطة، مع انين له، ينزع اللحم عن العظم.. صرخت بصوت عالي، '' اياماحنو yamahno, اباباحنو babahno ،.. لم يقل لي شيئا ، ولكن التقطت ذلك من الهاتف في الليل الساكن، وكان الصوت واضحا من الجهة الأخرى.. اخي ينزف ألما.. ان الجدران انهارت علي ابوينا. وهما تحت الأنقاض...لا يستطيع فعل شيئا لإنقاذهما بسرعة
اكتفي بهذا القدر.. لا استطيع ان اكمل. لقد عادت تلك الغيمة السوداء من جديد، لتربض علي صدري.. لا استطيع الاحتمال. كنت اتجنب الكتابة عن الفاجعة.. لكن هذه الهزات (يقصد الهزات الارضية التي يعيشها الريف هذه السنة منذ شهر يناير الماضي) اعادتها الي الواجهة.
يتبع