ناظورسيتي: بدر أعراب / علاء بنحدو
طفلٌ متشرّدٌ في عمر الزهور، وُجد ليلة البارحة غاطاً في نـومٍ عميق والى جانبهِ لعبة، وسط العراء، وتحديداً في شارع المسيرة بحيّ الكندي بالناظور، متكوِّمـاً داخل لِحافٍ لعلّ أحداً من ذوي الذَّائقة الأريحية مَن جـادَ عليهِ بـه ذات لحظةٍ فارقة، مفترشاً كرتوناً لا يقيـهِ حتماً مِنْ برودة الأرصفة، متوسدّاً الـأرض فـي غفـوةٍ أسدل فيها جفونـه عن كابوس الحياة ولربّمـا تمنّـى صادقاً ألـاَّ يستفيـق حتّى لا يتجرّع مرارة علقمها، ومن يعلـم؟ طالما أنَّ أحلامـه الملّونة بالأسود والأسود القاتم غير أحلامنا الملونة بجميع ألوان الطيف، أن حساباته الصغيرة غير حساباتنا الكبيرة، أن أرصدة أملنـا السمينة غير أرصدة ألمـه المنتفخة، أن الدِّفء الـذي نستمده من أفرشتنا الوثيرة لحظة بلحظة غير الصقيع الذي يمتص دماءه قطرة قطرة، أن الحبّ الذي ننعم به في بيوتنا غير الوحدة التي تقذف به بين دروب التِّيـه، أن الابتسامة التي ما تزال تسلك طريقها إلى شفاهنا صفراءَ غير الدمعة التي تنزل من عيونه حارة، وأخيراً، إنَّ الغد المُشرق الذي ينتظرنـا غير غـدِه المُفزع الذي يفتح أمامه الأبواب على جميع احتمالات الضياع...
طفلٌ متشرّدٌ في عمر الزهور، وُجد ليلة البارحة غاطاً في نـومٍ عميق والى جانبهِ لعبة، وسط العراء، وتحديداً في شارع المسيرة بحيّ الكندي بالناظور، متكوِّمـاً داخل لِحافٍ لعلّ أحداً من ذوي الذَّائقة الأريحية مَن جـادَ عليهِ بـه ذات لحظةٍ فارقة، مفترشاً كرتوناً لا يقيـهِ حتماً مِنْ برودة الأرصفة، متوسدّاً الـأرض فـي غفـوةٍ أسدل فيها جفونـه عن كابوس الحياة ولربّمـا تمنّـى صادقاً ألـاَّ يستفيـق حتّى لا يتجرّع مرارة علقمها، ومن يعلـم؟ طالما أنَّ أحلامـه الملّونة بالأسود والأسود القاتم غير أحلامنا الملونة بجميع ألوان الطيف، أن حساباته الصغيرة غير حساباتنا الكبيرة، أن أرصدة أملنـا السمينة غير أرصدة ألمـه المنتفخة، أن الدِّفء الـذي نستمده من أفرشتنا الوثيرة لحظة بلحظة غير الصقيع الذي يمتص دماءه قطرة قطرة، أن الحبّ الذي ننعم به في بيوتنا غير الوحدة التي تقذف به بين دروب التِّيـه، أن الابتسامة التي ما تزال تسلك طريقها إلى شفاهنا صفراءَ غير الدمعة التي تنزل من عيونه حارة، وأخيراً، إنَّ الغد المُشرق الذي ينتظرنـا غير غـدِه المُفزع الذي يفتح أمامه الأبواب على جميع احتمالات الضياع...