ناظورسيتي: مهدي عزاوي
لا يزال البعض في القارة العجوز، يشتغلون بمنطلق وهم التفوق والتعالي على الجميع، وأنهم وحدهم من يملكون الحقيقة الكاملة، ويعطون لأنفسهم الحق في إعطاء الدروس لغيرهم، كأنهم ملائكة في هذه الأرض والبقية شياطين، فيما أن الحقيقة تثبت يوم بعد أخر أن العكس هو الصحيح، وليس كما يريدون إقناعنا.
ومنذ مدة ومجموعة من الأعضاء في البرلمان الأوربي، يحاولون بشتى الطرق استفزاز المملكة المغربية، وذلك بعدما حقق هذا الأخير نقلة نوعية في عدة مجالات، وخصوصا عندما قرر التخلص من سلطوية الأوربيين التي ليست بغريبة عنهم، كما اشتغل على المستوى الديبلوماسي بطريقة مغايرة وربطه علاقات جيدة مع دول في أمريكا الجنوبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والتقارب في بعض الأحيان مع روسيا، والعمل على إعادة النظر في اشتغاله بإفريقيا جعلته يكسب قوة أكبر في القارة السمراء، بمنطلق التعاون جنوب جنوب، وهذا الأمر بالتحديد ما جعلهم يثورون غضبا، لكونهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على هذه القارة، ويعلمون جيدا أن أي تحالف بين دوله والتي يعمل المغرب جاهدا على بلورتها، سيشكل بالأساس مشكلة لهم وتضرب في مصالحهم الاقتصادية والسياسية، والنابعة دائما من عقلية المستعمر.
ولعل القرار الأخير الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي بخصوص حقوق الإنسان وحرية الصحافة بالمغرب، يدخل في إطار هذا "الإبتزاز" المستمر الذي يقوم به الأوربيون للمغرب، من أجل التراجع عن بعض سياسته بالخصوص الخارجية منه، ومحاولة إرضاخه وترويضه، ليتحول إلى حديقة خلفية لهم، بغية تمرير قرارتهم وسياستهم التي تناسبهم، وهنا بإمكننا طرح سؤال جوهري وموضوعي، أين كان هؤلاء منذ مدة؟ ليظهروا الأن ويلبسوا جلباب العفة والغيرة والدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب؟، فأين هؤلاء من حقوق الإنسان بالجزائر والتي سجن بها عشرات السياسيين والصحفيين بسبب معارضتهم؟ وأينهم من الوضع الحقوقي في تونس؟ وعن الإنتهاكات الجسيمة التي يقوم بها الإسرائليين في فلسطين؟ وأينهم مما حدث ويحدث في مصر؟، وأمثلة كثيرة أخرى.
ولكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الأمور قد تغيرت، ولم يبقى كل ما يأتي من أوروبا يخيف ويؤثر، وأن الجميع يعرف هذه المضايقات وأسبابها، والكل أصبح يعلم أنها مجرد محاولات، يبحثون من خلالها عن مصالحهم الذاتية أكثر من مصلحة الشعوب، وعليهم أن يعيدوا النظر في سياساتهم، فنحن فعلا كمغاربة، نعلم جيدا أننا لسنا جنة حقوقية، ونعلم أننا في الطريق لبناء دولة ديمقراطية، وأن لدينا الكثير من النقائص سواء على المستوى الاجتماعي والإقتصادي، ونعلم كذلك أن هذا المسار الذي انطلقنا فيه منذ مدة لا يزال ينقصه الكثير، للوصول إلى ما نطمح له، والأهم من ذلك أننا واعون بأن إختلافتنا ندبرها داخليا وفيما بيننا، وقد نصل في بعض الأحيان إلى حد الاختلاف الجذري والكلي في مجموعة من القضايا، وأننا نعبر على ذلك، دون الإلتجاء لقوى خارجية نعلم أهدافها ونعلم ما تصبوا إليه.
وحتى نذكر الجيران الأوربيين، إن كانوا قد نسوا بعض ما اقترفوه من خروقات جسيمة لحقوق الإنسان، دون الرجوع إلى الماضي البعيد الأسود بكل تفاصيل ولا يزال التاريخ والدول التي اقترفوا فيها جرائمهم شاهدة على ذلك، ونكتفي بتذكيركم بأمور جديدة فعلا لم يمضي عنها وقت طويل ، ففرنسا التي تتبجح بحقوق الإنسان هي نفسها من منعت مجموعة من الفرق الغنائية وممثلين كومديين والتضييق عليهم بمجرد التعبير عن أراءهم، وهي نفسها التي قمعت أصحاب السترات الصفراء، وزد على ذلك تنامي العنصرية بشكل كبير، وكذلك اقتراف بعضهم لجرائم قتل في حق المهاجرين دون أن ينالوا العقاب الذي يستحقونه، والتمييز في التوظيف، دون الحديث عن بعض المنابر الإعلامية التي تغذي الحقد والكراهية بدعم من السلطات والسياسيين، وهذا ينطبق بشكل كبير على دول أخرى في الإتحاد الأوربي.
إن الأوروبيين اليوم وللدفاع عن مصالحهم الاقتصادية بالخصوص، قادرين على فعل كل شيء، وليس في المغرب فقط، بل في مجموعة من الدولة التي أصبحت تدرك جيدا ما يريده هؤلاء، وتتخذ القرارات بإستقلالية دون الرجوع لسفاراتهم وحكامهم، لكن ومع كل ذلك سيفشل هؤلاء المستعمرون الجدد، لأن العالم يتغير...
لا يزال البعض في القارة العجوز، يشتغلون بمنطلق وهم التفوق والتعالي على الجميع، وأنهم وحدهم من يملكون الحقيقة الكاملة، ويعطون لأنفسهم الحق في إعطاء الدروس لغيرهم، كأنهم ملائكة في هذه الأرض والبقية شياطين، فيما أن الحقيقة تثبت يوم بعد أخر أن العكس هو الصحيح، وليس كما يريدون إقناعنا.
ومنذ مدة ومجموعة من الأعضاء في البرلمان الأوربي، يحاولون بشتى الطرق استفزاز المملكة المغربية، وذلك بعدما حقق هذا الأخير نقلة نوعية في عدة مجالات، وخصوصا عندما قرر التخلص من سلطوية الأوربيين التي ليست بغريبة عنهم، كما اشتغل على المستوى الديبلوماسي بطريقة مغايرة وربطه علاقات جيدة مع دول في أمريكا الجنوبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، والتقارب في بعض الأحيان مع روسيا، والعمل على إعادة النظر في اشتغاله بإفريقيا جعلته يكسب قوة أكبر في القارة السمراء، بمنطلق التعاون جنوب جنوب، وهذا الأمر بالتحديد ما جعلهم يثورون غضبا، لكونهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على هذه القارة، ويعلمون جيدا أن أي تحالف بين دوله والتي يعمل المغرب جاهدا على بلورتها، سيشكل بالأساس مشكلة لهم وتضرب في مصالحهم الاقتصادية والسياسية، والنابعة دائما من عقلية المستعمر.
ولعل القرار الأخير الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي بخصوص حقوق الإنسان وحرية الصحافة بالمغرب، يدخل في إطار هذا "الإبتزاز" المستمر الذي يقوم به الأوربيون للمغرب، من أجل التراجع عن بعض سياسته بالخصوص الخارجية منه، ومحاولة إرضاخه وترويضه، ليتحول إلى حديقة خلفية لهم، بغية تمرير قرارتهم وسياستهم التي تناسبهم، وهنا بإمكننا طرح سؤال جوهري وموضوعي، أين كان هؤلاء منذ مدة؟ ليظهروا الأن ويلبسوا جلباب العفة والغيرة والدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب؟، فأين هؤلاء من حقوق الإنسان بالجزائر والتي سجن بها عشرات السياسيين والصحفيين بسبب معارضتهم؟ وأينهم من الوضع الحقوقي في تونس؟ وعن الإنتهاكات الجسيمة التي يقوم بها الإسرائليين في فلسطين؟ وأينهم مما حدث ويحدث في مصر؟، وأمثلة كثيرة أخرى.
ولكن ما لا يعلمه هؤلاء أن الأمور قد تغيرت، ولم يبقى كل ما يأتي من أوروبا يخيف ويؤثر، وأن الجميع يعرف هذه المضايقات وأسبابها، والكل أصبح يعلم أنها مجرد محاولات، يبحثون من خلالها عن مصالحهم الذاتية أكثر من مصلحة الشعوب، وعليهم أن يعيدوا النظر في سياساتهم، فنحن فعلا كمغاربة، نعلم جيدا أننا لسنا جنة حقوقية، ونعلم أننا في الطريق لبناء دولة ديمقراطية، وأن لدينا الكثير من النقائص سواء على المستوى الاجتماعي والإقتصادي، ونعلم كذلك أن هذا المسار الذي انطلقنا فيه منذ مدة لا يزال ينقصه الكثير، للوصول إلى ما نطمح له، والأهم من ذلك أننا واعون بأن إختلافتنا ندبرها داخليا وفيما بيننا، وقد نصل في بعض الأحيان إلى حد الاختلاف الجذري والكلي في مجموعة من القضايا، وأننا نعبر على ذلك، دون الإلتجاء لقوى خارجية نعلم أهدافها ونعلم ما تصبوا إليه.
وحتى نذكر الجيران الأوربيين، إن كانوا قد نسوا بعض ما اقترفوه من خروقات جسيمة لحقوق الإنسان، دون الرجوع إلى الماضي البعيد الأسود بكل تفاصيل ولا يزال التاريخ والدول التي اقترفوا فيها جرائمهم شاهدة على ذلك، ونكتفي بتذكيركم بأمور جديدة فعلا لم يمضي عنها وقت طويل ، ففرنسا التي تتبجح بحقوق الإنسان هي نفسها من منعت مجموعة من الفرق الغنائية وممثلين كومديين والتضييق عليهم بمجرد التعبير عن أراءهم، وهي نفسها التي قمعت أصحاب السترات الصفراء، وزد على ذلك تنامي العنصرية بشكل كبير، وكذلك اقتراف بعضهم لجرائم قتل في حق المهاجرين دون أن ينالوا العقاب الذي يستحقونه، والتمييز في التوظيف، دون الحديث عن بعض المنابر الإعلامية التي تغذي الحقد والكراهية بدعم من السلطات والسياسيين، وهذا ينطبق بشكل كبير على دول أخرى في الإتحاد الأوربي.
إن الأوروبيين اليوم وللدفاع عن مصالحهم الاقتصادية بالخصوص، قادرين على فعل كل شيء، وليس في المغرب فقط، بل في مجموعة من الدولة التي أصبحت تدرك جيدا ما يريده هؤلاء، وتتخذ القرارات بإستقلالية دون الرجوع لسفاراتهم وحكامهم، لكن ومع كل ذلك سيفشل هؤلاء المستعمرون الجدد، لأن العالم يتغير...