محمد التوزاني
إن فكرة تحويل المصانع القديمة الى متاحف وحدائق ومنتزهات خلابة تعطي رونقا جماليا للمدينة، هي فكرة وتصور لمهندسين وخبراء الألمان بتعاون مع الهيآت المعمارية المحلية.
تجعل الزائر أو الناظر يسلط القوى الفكرية والمعرفية تجاه هذه التحف حيث إن الدارس أو الناظر لهذه الفكرة يجمع بين الماضي والحاضر ويتمعن في تطور الإنسان لمهاراته العلمية وتوضيفها في المصلحة العامة للبلاد.
عندما نتحدث عن علماء وخبراء الألمان نستحضر عظمتهم في التفكير والتنظيم وانشغالهم ليل نهار بالصالح العام، وساهمت هذه الطاقات في بناء حضارتها المنتظمة على جميع المستويات الإدارية الصناعية والثقافية ....
بدأت ألمانيا منذ 1600 ميلاديا في تنمية وتقوية أحد أعظم المنظمات السرية والمجتمعات العلمية المتفوقة وجعلتها من طبقات السلطة والنفوذ بقوتها وقدراتها بل ودعمت كل مشروعاتها الإجتماعية والمالية للوصول من وراء ذلك لقدراتها الفائقة علميا وتكنلوجيا في مختلف علوم الإنسان وذلك لأن أغلب هذه المنظمات السرية تعتمد في علومها وتطورها على ثقافات قادمة من حضارات الأهرام القديمة من منظمات اتباع حورس المصرية القديمة التي اشتركت هي ومنظمات الثعبان المصرية الفرعونية في احتواء ومعرفة اعظم الثقافات الفوق أرضية وتسمى (ثقافات العلم النهائي)، لتحقيق أهدافهم العليا في توحيد العالم كله في نظام واحد وتصور واحد وطموح واحد فيما يسمى عندهم صحوة انسانية حقيقية قبل النهاية لتكن تلك البداية.
بدأت المجتمعات الألمانية تشتهر وتحظي بقوة طاعة عالمية من أغلب مجتمعات العالم لأنها صاحبة أكبر القدرات الكوكبية العالمية ماليا واقتصاديا بل وتخطيطيا لكل مختلف ونواحي الحياة الإجتماعية، فكانت لقدراتهم الفذة على خلق مجتمع النجاح والناجحين حول العالم أكبر دليل على واجبية طاعتهم وطاعة رغاباتهم التي كانت تبدو في كثير من الأحيان غير مفهومة الا أنها طقوس خيرية أو أنفال اجتماعية لجلب الحظ ورغم غرابتها في بعض الأحيان الا أنها كانت تنفذ وذلك لإرضاء هؤلاء الأفراد ليكملو اقامتهم ويقوموا بصنع النجاح في هذه البلاد والمجتمعات.
إن هذه العبقرية في التسيير والتنظيم جعلت ألمانيا تتحكم في اقتصادها الداخلي والخارجي مما جعلتها تحتل رتبا متقدمة وبالتالي اكتساب الثقة والسمعة لدى الرأي العالمي.
فمثلا مدينة دوسبورغ الواقعة في شمال غرب ألمانيا، منطقة كانت مشهورة بالمناجم لاستخراج المعادن الخامة كالحديد والفحم الحجري، كانت هذه المدينة نموذجا لمجموعة من أساتذة ووعاظ مغاربة في زيارة ميدانية لمصنع الحديد والصلب تحول إلى مناظر وحدائق تجعل الزائر يستمتع بالجانب التاريخي للصناعة الألمانية وبالجانب التجوالي للمناظر الخلابة .
رافق الأساتذة في هذه الزيارة مهندس ألماني مسلم بصفته إبنا لهذه المدينة حيث ترعرع فيها وعاش في مناخ الثورة الصناعية، لقد كشفنا معه عن الحياة اليومية للمصنع وكيفية استخلاص المعادن، مرورا بمجموعة من مراحل العمل حتى يصبح الحديد جاهزا للإستعمال .
كما أن للأساتذة عبر وذكريات ترسخت في أذهانهم فهي بمثابة دراسة ميدانية للكشف عن سر ومدى خبرة الألمان في الإبداع والتخطيط ، وربما أخذ الفكرة والعمل بها...! أنشئ المصنع للحديد والصلب في بداية القرن التاسع عشر ولم يعد يزاول نشاطه حتى الوقت الراهن، فبرزت الفكرة بتحويل المصنع الي منتزه ومتحف في آن واحد، مما أعطى لوحة تذكارية للزوار يربط فيها الماضي بالمستقبل حيث زاد من رونق وجمال المدينة.
وخلاصة القول إن المحافظة على المآثر والتحف التاريخية ماهي إلا الحفاظ عن التراث والثقافة الإنسانية وعن تطوره العلمي والمعرفي في كل مجالات الحياة . ولعل الصور تعبر عن ذلك ....