بقلم : محمد بوتخريط
مع مرور الأيام الأولى بل والان الاسابيع الاولى من شهر رمضان ، بدأت تتّضح ملامح بعض الأعمال الدرامية و"الكوميدية" الامازيغية الناطقة بأمازيغية الريف والتي خلّفت ردود أفعال متباينة بين الجمهور الامازيغي الريفي .
وفي هذا السياق، حرص بعض الزملاء على التعبير والإدلاء بآرائهم وإن كان جلها قد ركز على مسلسل " النيكرو".
ورغم أن الوقت لا زال مبكرا على الحكم على الاعمال المُقدمة حاليا ، إلا أن ذلك لا يمنع من الوقوف عند مواقف و محطاتٍ تستوقفنا عندها بعض الوجوه التي ألفناها هذا الموسم.
وان سألني أحد عن عنوان عريض يمكن الحديث عنه هنا و وضعه لتدخلي هذا فسيكون هو كسر بعض الممثلين للنمطية في الادوار.
وأخص بالذكر هنا الممثل علاء بن حدو ، والذي دخل في مغامرة جديدة مختلفة لتُبني له ذاكرة جديدة لدى الناس ، من خلال السلسلة الفكاهية “شعيب ذ رمضان” لمخرجها يونس الركاب،ومنتجها عبد الرحيم هربال.
ويتقاسم علاء أدوار البطولة فيها مع كل من محمد كمال مخلوفي (بوزيان)، هيام لمسيسي ، فاروق أزنابط، بالإضافة إلى فنانين آخرين بلال الصدقاوي ، لبنى اجبيلو، ومريم السالمي.
وأنا لا أناقش هنا العمل ككل ، ربما يكون من الأوفق أن ننتظر الى غاية الحلقة الاخيرة .. و لا أناقش محتوى الفيلم، هنا، ولا أعبّر عن موقف ما . وإنّما أنا أقيّم فقط من وجهة نظري كمتتبع وكمشاهد وضعاً استوقفني .
استوقني دور الممثل علاء بنحدو لما يحمله من خروج عن الادوار التي عُرف بها في اعمال سابقة ( على قلتها طبعا) وإن كان قد يبدوا للبعض عكس ذلك تماما حيث رأيناه سابقا يتقمص دور البدوي القادم من البادية الى المدينة.
لكني هنا اتحدث عن تلك النمطية التي تضع الممثل احيانا في خانة ثابتة من الادوار و تمنعه من الخروج منها ربما بحكم 'نجاحه' بها أو بحكم بداياته التي انطلق بها ومعها وبالتالي شهرته بها ، أو ربما أيضا بطلب بعض المخرجين وكتاب السيناريو أو وأحيانا حتى شركات الانتاج له و حصره في تلك الخانة ... وهو تصنيف "خاطئ" وظالم ، تصنيف قد يضيع من جهة على الممثل الكثير من الفرص لإبداء وتفجير طاقاته وامكانياته وقد يضيع علينا نخن كمشاهدين ومتتبعين من جهة اخرى الكثير من المواهب التي تعد بالكثير من المتعة علي الشاشة ،او حتى في السينما.
لكن الملاحظ أن البعض لا زال يقع في فخ التكرار، وربما من دون أن يدرك خطورة الأمر والذي قد ينتهي بالفشل بعد نجاح ما ومسيرة ما، وهو الأخطر في الامور كلها ، فالفشل هنا أصعب من الفشل في بداية المشوار، باعتبار ان الإستمرارية هي الأهم . وقد لاحظنا هذا الامر في اعمال كثيرة ، لدى الكثير من الممثلين فإما تراهم يُكررون أنفسهم بنوعية مُعينة من الأدوار وإستمرار تقديمها في كل عمل أو بتقديم شخصيات وأدوار سبق وأن قدمها آخرون قبلهم. وأن يسجن الممثل نفسه في خانة الدور الواحد هو قتل له ، (هذا رأيي طبعا ولا أوصي به أحدا.. ) وقد يختلف الامر في حالة واحدة كأن يكون للممثل النمطي مشروعا يشتغل عليه وأن تكون النمطية مشروعاًَ.. كما نرى ذلك عند حسن الفذ في شخصية " كبور" مثلا أو كما شارلي شابلن. أما أن يجسد ممثل ما أدواراً نمطية متشابهة دون أن يكون لديه مشروع ما فهذا ليس ممثلاً مبدعا.
سلسلة " شعيب ذ رمضان " وبغض النظر عن كل القيل والقال، وبغض النظر عن نجاح العمل من عدمه. فهي تحمل كما كل الأعمال الاخرى شخصيات من ورق، وعلى الممثل الجيد ان يعرف كيف يسكب فيها الروح و الحياة .. عبر الأداء الجيد ،السلس والعفوي الذي يلعب الدور الحاسم في ذلك التوهج في الأداء.. وعلاء بنحدو واحدا من من عرفوا الى حد كبير كيف يطور أدوات تعبيره كممثل في سبيل وضعنا في شخصية "رمضان" ، بدءاً من التعبير عبر الوجه والعينين وصولاً إلى حركات الجسد ككل. وكان في أحيان كثيرة جدا بعيداً عن المبالغة والارتجال الزائد ، وظف جيدا تلونات صوته وتقمصه الحالة ليوصل رسالة صادقة ولافتة.عكس ما عرفناه عنه في بعض الاعمال السابقة وفي مسلسل "الوريث الوحيد" الذي افرز فيه بعض قدراته كممثل، كما استطاع أن يلفت الانتباه عبر بعض اعمال «الوان مان شو» على الثامنة ..
وبالإشتغال على نفسه أكثر واكثر، ستُفتح امامه لا محالة ابواب ومجالات وفرص أخرى كثيرة ،فالموهبة وحدها لا تكفي بل يجب تنميتها وتطويرها.. والا فستخلق نوعا من الثقة الزائدة بالنفس وتجعل الممثل يعتقد ان المشاهد يمكن ان يتقبله في اي شيء يقدمه ، وهو امر غير صحيح .. والجمهور الريفي كما نعلم ليس ذاك الجمهور الذي يقبل كل شيء.
وعلى علاء أن يتحسس موضع قدمه جيدا ليخطو باتجاه المستقبل و بقدر كبير من البساطة والتلقائية نفسها التي يظهر بها في الشارع ، أن يتعلم "ألا يُمثل" ، أن يكون بسيطا صادقا حتى يصدقه الجمهور، فذلك أهم شيء بالنسبة للممثل، ثم بعد ذلك تأتي كيفية قراءة النص وكيفية التحضير للشخصية..
"رمْضان" و شخصيات أخرى حاول متقمصوها من ممثلينا في الريف أن ينجحوا في ذلك ، وهناك من نجح وهناك من أخفق، لكن يتعين علينا كمشاهدين استحضار حقيقة ثابتة ووضعها نصب أعيننا ان هذه الكفاءات من ممتهني التمثيل في الريف صنعوا أنفسهم بأنفسهم ، معتمدين في ذلك على إمكانيات ذاتية...بحتة .. دون مراكز تكوين ولا معاهد للدراسة واحيانا دون حتى إدارة الممثل أثناء التصوير وهذا في حد ذاته كفيل لتشجيعهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم.
أخيرا .. يمكنني أن أقول مثلا ، وليس تحيزا بأن الفنان علاء استطاع و بغض النظر عن الانتقادات الساخنة الموجهة إلى العمل ككل، أن يثبت للمشاهد مدى قدرته على تقمص دوره .. والأقدار لا تمضِ صُدفة، وقُدرته على تقمص أدوار صغيرة ، ستلفت انتباه آخرين ليرَشحوه في أعمال أخرى ولأدوار كبيرة.
فليس من الضروري على الممثل المبتدء أن ينتظر عقدا من الزمن كي يُعترف به على أنه ممثل .. علينا بالاعتراف والدعم والتشجيع، وعليه هو أن يزيد من سرعة الانتقال بكده واشتغاله و اجتهاده لكي يلحق بالركب و قافلة من سبقوه .
مع مرور الأيام الأولى بل والان الاسابيع الاولى من شهر رمضان ، بدأت تتّضح ملامح بعض الأعمال الدرامية و"الكوميدية" الامازيغية الناطقة بأمازيغية الريف والتي خلّفت ردود أفعال متباينة بين الجمهور الامازيغي الريفي .
وفي هذا السياق، حرص بعض الزملاء على التعبير والإدلاء بآرائهم وإن كان جلها قد ركز على مسلسل " النيكرو".
ورغم أن الوقت لا زال مبكرا على الحكم على الاعمال المُقدمة حاليا ، إلا أن ذلك لا يمنع من الوقوف عند مواقف و محطاتٍ تستوقفنا عندها بعض الوجوه التي ألفناها هذا الموسم.
وان سألني أحد عن عنوان عريض يمكن الحديث عنه هنا و وضعه لتدخلي هذا فسيكون هو كسر بعض الممثلين للنمطية في الادوار.
وأخص بالذكر هنا الممثل علاء بن حدو ، والذي دخل في مغامرة جديدة مختلفة لتُبني له ذاكرة جديدة لدى الناس ، من خلال السلسلة الفكاهية “شعيب ذ رمضان” لمخرجها يونس الركاب،ومنتجها عبد الرحيم هربال.
ويتقاسم علاء أدوار البطولة فيها مع كل من محمد كمال مخلوفي (بوزيان)، هيام لمسيسي ، فاروق أزنابط، بالإضافة إلى فنانين آخرين بلال الصدقاوي ، لبنى اجبيلو، ومريم السالمي.
وأنا لا أناقش هنا العمل ككل ، ربما يكون من الأوفق أن ننتظر الى غاية الحلقة الاخيرة .. و لا أناقش محتوى الفيلم، هنا، ولا أعبّر عن موقف ما . وإنّما أنا أقيّم فقط من وجهة نظري كمتتبع وكمشاهد وضعاً استوقفني .
استوقني دور الممثل علاء بنحدو لما يحمله من خروج عن الادوار التي عُرف بها في اعمال سابقة ( على قلتها طبعا) وإن كان قد يبدوا للبعض عكس ذلك تماما حيث رأيناه سابقا يتقمص دور البدوي القادم من البادية الى المدينة.
لكني هنا اتحدث عن تلك النمطية التي تضع الممثل احيانا في خانة ثابتة من الادوار و تمنعه من الخروج منها ربما بحكم 'نجاحه' بها أو بحكم بداياته التي انطلق بها ومعها وبالتالي شهرته بها ، أو ربما أيضا بطلب بعض المخرجين وكتاب السيناريو أو وأحيانا حتى شركات الانتاج له و حصره في تلك الخانة ... وهو تصنيف "خاطئ" وظالم ، تصنيف قد يضيع من جهة على الممثل الكثير من الفرص لإبداء وتفجير طاقاته وامكانياته وقد يضيع علينا نخن كمشاهدين ومتتبعين من جهة اخرى الكثير من المواهب التي تعد بالكثير من المتعة علي الشاشة ،او حتى في السينما.
لكن الملاحظ أن البعض لا زال يقع في فخ التكرار، وربما من دون أن يدرك خطورة الأمر والذي قد ينتهي بالفشل بعد نجاح ما ومسيرة ما، وهو الأخطر في الامور كلها ، فالفشل هنا أصعب من الفشل في بداية المشوار، باعتبار ان الإستمرارية هي الأهم . وقد لاحظنا هذا الامر في اعمال كثيرة ، لدى الكثير من الممثلين فإما تراهم يُكررون أنفسهم بنوعية مُعينة من الأدوار وإستمرار تقديمها في كل عمل أو بتقديم شخصيات وأدوار سبق وأن قدمها آخرون قبلهم. وأن يسجن الممثل نفسه في خانة الدور الواحد هو قتل له ، (هذا رأيي طبعا ولا أوصي به أحدا.. ) وقد يختلف الامر في حالة واحدة كأن يكون للممثل النمطي مشروعا يشتغل عليه وأن تكون النمطية مشروعاًَ.. كما نرى ذلك عند حسن الفذ في شخصية " كبور" مثلا أو كما شارلي شابلن. أما أن يجسد ممثل ما أدواراً نمطية متشابهة دون أن يكون لديه مشروع ما فهذا ليس ممثلاً مبدعا.
سلسلة " شعيب ذ رمضان " وبغض النظر عن كل القيل والقال، وبغض النظر عن نجاح العمل من عدمه. فهي تحمل كما كل الأعمال الاخرى شخصيات من ورق، وعلى الممثل الجيد ان يعرف كيف يسكب فيها الروح و الحياة .. عبر الأداء الجيد ،السلس والعفوي الذي يلعب الدور الحاسم في ذلك التوهج في الأداء.. وعلاء بنحدو واحدا من من عرفوا الى حد كبير كيف يطور أدوات تعبيره كممثل في سبيل وضعنا في شخصية "رمضان" ، بدءاً من التعبير عبر الوجه والعينين وصولاً إلى حركات الجسد ككل. وكان في أحيان كثيرة جدا بعيداً عن المبالغة والارتجال الزائد ، وظف جيدا تلونات صوته وتقمصه الحالة ليوصل رسالة صادقة ولافتة.عكس ما عرفناه عنه في بعض الاعمال السابقة وفي مسلسل "الوريث الوحيد" الذي افرز فيه بعض قدراته كممثل، كما استطاع أن يلفت الانتباه عبر بعض اعمال «الوان مان شو» على الثامنة ..
وبالإشتغال على نفسه أكثر واكثر، ستُفتح امامه لا محالة ابواب ومجالات وفرص أخرى كثيرة ،فالموهبة وحدها لا تكفي بل يجب تنميتها وتطويرها.. والا فستخلق نوعا من الثقة الزائدة بالنفس وتجعل الممثل يعتقد ان المشاهد يمكن ان يتقبله في اي شيء يقدمه ، وهو امر غير صحيح .. والجمهور الريفي كما نعلم ليس ذاك الجمهور الذي يقبل كل شيء.
وعلى علاء أن يتحسس موضع قدمه جيدا ليخطو باتجاه المستقبل و بقدر كبير من البساطة والتلقائية نفسها التي يظهر بها في الشارع ، أن يتعلم "ألا يُمثل" ، أن يكون بسيطا صادقا حتى يصدقه الجمهور، فذلك أهم شيء بالنسبة للممثل، ثم بعد ذلك تأتي كيفية قراءة النص وكيفية التحضير للشخصية..
"رمْضان" و شخصيات أخرى حاول متقمصوها من ممثلينا في الريف أن ينجحوا في ذلك ، وهناك من نجح وهناك من أخفق، لكن يتعين علينا كمشاهدين استحضار حقيقة ثابتة ووضعها نصب أعيننا ان هذه الكفاءات من ممتهني التمثيل في الريف صنعوا أنفسهم بأنفسهم ، معتمدين في ذلك على إمكانيات ذاتية...بحتة .. دون مراكز تكوين ولا معاهد للدراسة واحيانا دون حتى إدارة الممثل أثناء التصوير وهذا في حد ذاته كفيل لتشجيعهم ومساندتهم والوقوف بجانبهم.
أخيرا .. يمكنني أن أقول مثلا ، وليس تحيزا بأن الفنان علاء استطاع و بغض النظر عن الانتقادات الساخنة الموجهة إلى العمل ككل، أن يثبت للمشاهد مدى قدرته على تقمص دوره .. والأقدار لا تمضِ صُدفة، وقُدرته على تقمص أدوار صغيرة ، ستلفت انتباه آخرين ليرَشحوه في أعمال أخرى ولأدوار كبيرة.
فليس من الضروري على الممثل المبتدء أن ينتظر عقدا من الزمن كي يُعترف به على أنه ممثل .. علينا بالاعتراف والدعم والتشجيع، وعليه هو أن يزيد من سرعة الانتقال بكده واشتغاله و اجتهاده لكي يلحق بالركب و قافلة من سبقوه .