بقلم: محمد بوزكو
سأعود للحياة بعد قتل الكتابة فيّ. وستعود الحياة الي بعد قتلي فيها. سأعود لأفرغ ما يضيق به صدري من أسئلة حائرة وانشغالات مقلقة عن واقعنا جاهدت لسنوات كي اكظمها وان كنت أحيانا أتروح عن نفسي مع بعض الأصدقاء الأوفياء الذين لم يطلهم الصدأ وأفجرها عبر سخريات وتعاليق سرعان ما تخمد مع غفلة نوم أو حين أذهب للمرحاض كي أتنفس على صدري بما ثقل...
سأعود للحياة مع عودة القتل.
القتل واحد كيفما تعددت الأساليب. القتل واحد كيفما كانت الضحية. ضحايا شارلي ايبدو أو ضحايا فلسطين، أو ضحايا غرداية أو ضحايا سوريا والعراق وبورما و و و الضحية تبقى ضحية... وان كان لكل ضحاياه فلنا نحن أيضا في الناظور ضحايانا... وبما أن لا ضحايا بدون قاتلين... لنا قاتلينا أيضا.
وكما للحياة أوجه للموت كذلك أوجه.
أن تعيش في مدينة مثل الناظور فأنت بلا شك انسان ميت أو قتيل. أن تعيش في ما يسمى مدينة يعني أنك تحيى في ما يسمى حياة. نحن هنا في الناظور لا نعيش، نحن نحيى... نقاوم الموت لكننا مقتولين.
وطأت قدماي هذه المدينة المخربقة أواخر السبعينات وأنا قادم من آيث سعيذ طالبا للعلم... هههه. وفي ذلك الحين آسرني حب مدينتي. شوارعها المنتظمة، أشجارها، حدائقها، سينماها... وعمرانها الاسباني الذي كان لا يزال يعطي جمالية لبعض اطراف الحاضرة.
منذ ذلك التاريخ وأنا أتعايش مع الزمن وهو يسري أمامي وأنا اركض وأكبر وراءه فيما الأشياء حولي تصغر وتموت رويدا رويدا... الأشجار تقتلع الواحدة تلو الأخرى، الحدائق تعدم تباعا، السينما تدك بلا رحمة ولا شفقة... فيما الاسمنت والياجور يكتسح كل شيء... والمدينة شيئا فشيئا تندثر وتتخلى عن مدنيتها.
بعد سنوات قليلة قتلوا كل شيء جميل في المدينة.
وقد تناوب على عملية القتل هاته رزمة ممن يدعون أنهم من بني البشر، دكاترة، سياسيون، مثقفون، برلمانيون... وهلم جرا... حتى أنك تدوخ حين تعرف أن كل الجرائم البشعة التي نخرت جسم هذه الحاضرة انما وراءها اناس متعلمون اِما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالدفع من الخلف...
هذا هو حال هذه المدينة المنكوبة بعمرانها البئيس. المكلومة بعفنها وفوضاها. المعدومة بجشع أناسها ونفاقهم الأبدي. المقتولة بأيدي أبنائها الظالين العاقين...
أين هم الآن من كانوا يسيرون الناظور منذ زمن؟ أين هم الآن من راكموا ثروات باهضة على حساب ثروة المدينة؟ أين هم الآن من باعوا مساحات خضراء ليحولوها لبنايات واسواق، ولكل شيء لا يهم ؟ أين الآن من قتلوا الجمال في المدينة وفينا، وخربوا ملامح التمدن فيما؟ كثيرون منهم ماتوا ومروا غير مأسوف عليهم وقد طواهم النسيان وان تذكرناهم نتذكرهم بسيئاتهم... والبقية لا يزالون أحياء لكنهم في الحقيقة ميتون وهم لا يعلمون... لا زالوا يعيشون موتهم غافلين ومتناسين بأن دوام الحال من المحال... وأن السابقين قتلوا اللاحقين واللاحقين مستمرين في قتلنا...
نعم مستمرين في قتلنا...
القتل لا يعني بالضروة الموت.
وآخر القتلى تلك البقعة الأرضية التي ما أن فرحنا بالأخضر يكسيها حتى تكالب عليها المشمكرون ومنقطعي النظير... ليغتالوا جمالها وأناقتها. فاجتمع النبيهون والناهبون وتدارسوا سبل القضاء على المشمكرين اياهم واعادة الحياة للتلك المساحة. هذا يقترح وذاك يؤكد. الأول يبرر والتالي يحلل. والجميع صوت وسوط... بقتل الحديقة !! لأنه بقتل الحديقة سنقضي حتما على المشمكرين المتسكعين... زغردت المعارضة على القرار وقالت نِعم القرار فهل من مزيد. الأغلبية تفتق لديها الاحساس بالتفوق فاستنسخت تصاميما مزوقة، بالأشجار والعشب الأخضر لتدوخنا كأننا أطفالا صغارا ثم بدأت القتل والحفر.
بشرى لنا بالقتل.
بشرى لنا لأننا سوف نشتري السردين من تحت أشجار الحديقة، وسوف نتقضّى الخضر والفواكه من ذات الأشجار... فلن نحتاج من الآن فصاعدا لاستيرادها... سنقطفها بأيدينا... وكلها بيييو. وهناك سنسرح الببوش ونربيه كما سنربي الأرانب والدجاجات وسنتفرج فيها كيف تنقب الزرع ... بل وسنحول الحديقة لحديقة الحيوان... نتفرج ونشتري !! أهناك عبقرية أكثر من هذه !!
كل هذا حسب التصاميم طبعا. لأن أصحاب السعادة والنباهة طمأنونا بأنهم يبنون سوقا وسط حديقة أو حديقة وسط سوق... لا يهم... المهم أن الحديقة كاينة كاينة... وبالتالي فكل من يدعي أنهم ضد الحدائق ما هو الا جاحد كاذب. والآن هم منشغلون بكيفية نقل التجربة لبعض المساحات الصغيرة المتبقية، بحيث أن تجربة الأسواق وسط الحدائق أو الحدائق وسط الأسواق هي الخطة الكفيلة بالقضاء على مشكل القضاء على المساحات الخضراء. أي عملية التزاوج بين السوق والحديقة... لأنها في الأخير عملية تكاملية... فالساكنة حين ستفكر في التسوق ستفكر حتما في التنزه... والجميع سيذهب رفقة الأولاد ذات سوق وسيتفرجون في الحيوانات الأليفة، في أفق استقدام الحيوانات المفترسة ان نجحت التجربة، سيراقبون الدجاجات كيف تبيض، والأرانب كيف تضاجع الأرنبات... والببوش كيف يسير وكيف يترك وراءه سطورا تتلألأ كأنه يكتب تاريخه... والحمام كيف يزقزق... أه، الحمام لا يزقزق؟ وماذا يفعل؟ !... انه... انه... لا أعرف وليس مهما أن اعرف.... وحين سيتعب الأطفال سنحضر لهم السردين، والغامبا... وسنقطف لهم خضرا وفواكه من الأشجار... وفي المساء سيعود الكل لمنزله منبسطا مسرورا بقضاء يوم جميل في التنزل والتسوق.
أهناك فقسة أكثر من هذه !!!
أهناك قتل أكثر من هذا !!
أن يقتلوك وتموت أهون من أن يقتلوك وأنت حي.
ما الفرق بين أن تقتل شارلي، أو أن تقتل أي شخص آخر من أية جنسية كانت وبين قتل شجرة أو حديقة خضراء؟ ! لا فرق فالقتل واحد وأوحد.
لم أشأ الدخول في متاهات اختراق القانون وعدم احترام المساطر... ودخول الأعظاء وخروجهم في المواقف... ولا في التبريرات البليدة التي يقدموها... لم أشأ لسبب بسيط وهو أني مقتنع حد التخمة أن لا مبرر هناك لقتل حديقة في مدينة لا حدائق فيها فقط لننشئ سوق وسط الأسواق. أليست هذه مهزلة وسخرية وضحك على الساكنة !
لقد تطرقت في الأعلى للمجالس التي سيرت المدينة منذ بعيد السنوات وعن مسؤولياتها... والآن لنتساءل عن أي صنف من المدن تركوا لنا؟ ! ماذا يكون هذا الناظور؟
انه أي شيء ماعدا مدينة !
هل هناك مدينة فوق الأرض بلا مساحات خضراء، بلا ملاعب، بلا قاعات سينما، بلا مركبات ثقافية، بلا دور للشباب، بلا مراحض عمومية، بلا محطة اطوبيسات، بلا فنادق !!! لا أبدا !!! فلماذا علينا أن نسمي الناظور مدينة؟ !
أرجوكم كفانا نفاقا، ودعونا نسمي الأشياء بسمياتها ونعترف بأننا الساكنون القاطنون في تجمع سكني لا نتوفر على مدينة، لدينا شبه واد حار، شبه مقاهي، شبه شبكة انارة، شبه اشارات ضوئية، شبه طرق، شبه اسواق، شبه أطباء، شبه مستشفيات، شبه مسؤولين، شبه كل شيئ... وبنايات سكنية كثيرة نأوي اليها بعد مرور يومنا معتقدين أننا نعيش ونحن في الحقيقة نحيي فقط...
لا شيء في هذه الشبه مدينة غير النهب، غير النفاق، غير الأنانية، غير اللهث وراء المال بشتى الطرق، غير التبحليس ولعق الكابّا، غير البكاء والضحك على ذواتنا...
والى أن يتفطن المسؤولون ويتحملوا مسؤوليتهم بكل رجولة ويتوقفوا عن اللهث وراء المصالح الشخصية... والى أن يستفيق السكان من سباتهم العميق ويرمون عنهم جلباب السلبية واللامبالاة... والى ذلك الحين دعونا نتوهم العيش في هذه الشبه مدينة... لأننا بكل تاكيد لا نستحق شيئا آخر...
لا شيء آخر.
سأعود للحياة بعد قتل الكتابة فيّ. وستعود الحياة الي بعد قتلي فيها. سأعود لأفرغ ما يضيق به صدري من أسئلة حائرة وانشغالات مقلقة عن واقعنا جاهدت لسنوات كي اكظمها وان كنت أحيانا أتروح عن نفسي مع بعض الأصدقاء الأوفياء الذين لم يطلهم الصدأ وأفجرها عبر سخريات وتعاليق سرعان ما تخمد مع غفلة نوم أو حين أذهب للمرحاض كي أتنفس على صدري بما ثقل...
سأعود للحياة مع عودة القتل.
القتل واحد كيفما تعددت الأساليب. القتل واحد كيفما كانت الضحية. ضحايا شارلي ايبدو أو ضحايا فلسطين، أو ضحايا غرداية أو ضحايا سوريا والعراق وبورما و و و الضحية تبقى ضحية... وان كان لكل ضحاياه فلنا نحن أيضا في الناظور ضحايانا... وبما أن لا ضحايا بدون قاتلين... لنا قاتلينا أيضا.
وكما للحياة أوجه للموت كذلك أوجه.
أن تعيش في مدينة مثل الناظور فأنت بلا شك انسان ميت أو قتيل. أن تعيش في ما يسمى مدينة يعني أنك تحيى في ما يسمى حياة. نحن هنا في الناظور لا نعيش، نحن نحيى... نقاوم الموت لكننا مقتولين.
وطأت قدماي هذه المدينة المخربقة أواخر السبعينات وأنا قادم من آيث سعيذ طالبا للعلم... هههه. وفي ذلك الحين آسرني حب مدينتي. شوارعها المنتظمة، أشجارها، حدائقها، سينماها... وعمرانها الاسباني الذي كان لا يزال يعطي جمالية لبعض اطراف الحاضرة.
منذ ذلك التاريخ وأنا أتعايش مع الزمن وهو يسري أمامي وأنا اركض وأكبر وراءه فيما الأشياء حولي تصغر وتموت رويدا رويدا... الأشجار تقتلع الواحدة تلو الأخرى، الحدائق تعدم تباعا، السينما تدك بلا رحمة ولا شفقة... فيما الاسمنت والياجور يكتسح كل شيء... والمدينة شيئا فشيئا تندثر وتتخلى عن مدنيتها.
بعد سنوات قليلة قتلوا كل شيء جميل في المدينة.
وقد تناوب على عملية القتل هاته رزمة ممن يدعون أنهم من بني البشر، دكاترة، سياسيون، مثقفون، برلمانيون... وهلم جرا... حتى أنك تدوخ حين تعرف أن كل الجرائم البشعة التي نخرت جسم هذه الحاضرة انما وراءها اناس متعلمون اِما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بالدفع من الخلف...
هذا هو حال هذه المدينة المنكوبة بعمرانها البئيس. المكلومة بعفنها وفوضاها. المعدومة بجشع أناسها ونفاقهم الأبدي. المقتولة بأيدي أبنائها الظالين العاقين...
أين هم الآن من كانوا يسيرون الناظور منذ زمن؟ أين هم الآن من راكموا ثروات باهضة على حساب ثروة المدينة؟ أين هم الآن من باعوا مساحات خضراء ليحولوها لبنايات واسواق، ولكل شيء لا يهم ؟ أين الآن من قتلوا الجمال في المدينة وفينا، وخربوا ملامح التمدن فيما؟ كثيرون منهم ماتوا ومروا غير مأسوف عليهم وقد طواهم النسيان وان تذكرناهم نتذكرهم بسيئاتهم... والبقية لا يزالون أحياء لكنهم في الحقيقة ميتون وهم لا يعلمون... لا زالوا يعيشون موتهم غافلين ومتناسين بأن دوام الحال من المحال... وأن السابقين قتلوا اللاحقين واللاحقين مستمرين في قتلنا...
نعم مستمرين في قتلنا...
القتل لا يعني بالضروة الموت.
وآخر القتلى تلك البقعة الأرضية التي ما أن فرحنا بالأخضر يكسيها حتى تكالب عليها المشمكرون ومنقطعي النظير... ليغتالوا جمالها وأناقتها. فاجتمع النبيهون والناهبون وتدارسوا سبل القضاء على المشمكرين اياهم واعادة الحياة للتلك المساحة. هذا يقترح وذاك يؤكد. الأول يبرر والتالي يحلل. والجميع صوت وسوط... بقتل الحديقة !! لأنه بقتل الحديقة سنقضي حتما على المشمكرين المتسكعين... زغردت المعارضة على القرار وقالت نِعم القرار فهل من مزيد. الأغلبية تفتق لديها الاحساس بالتفوق فاستنسخت تصاميما مزوقة، بالأشجار والعشب الأخضر لتدوخنا كأننا أطفالا صغارا ثم بدأت القتل والحفر.
بشرى لنا بالقتل.
بشرى لنا لأننا سوف نشتري السردين من تحت أشجار الحديقة، وسوف نتقضّى الخضر والفواكه من ذات الأشجار... فلن نحتاج من الآن فصاعدا لاستيرادها... سنقطفها بأيدينا... وكلها بيييو. وهناك سنسرح الببوش ونربيه كما سنربي الأرانب والدجاجات وسنتفرج فيها كيف تنقب الزرع ... بل وسنحول الحديقة لحديقة الحيوان... نتفرج ونشتري !! أهناك عبقرية أكثر من هذه !!
كل هذا حسب التصاميم طبعا. لأن أصحاب السعادة والنباهة طمأنونا بأنهم يبنون سوقا وسط حديقة أو حديقة وسط سوق... لا يهم... المهم أن الحديقة كاينة كاينة... وبالتالي فكل من يدعي أنهم ضد الحدائق ما هو الا جاحد كاذب. والآن هم منشغلون بكيفية نقل التجربة لبعض المساحات الصغيرة المتبقية، بحيث أن تجربة الأسواق وسط الحدائق أو الحدائق وسط الأسواق هي الخطة الكفيلة بالقضاء على مشكل القضاء على المساحات الخضراء. أي عملية التزاوج بين السوق والحديقة... لأنها في الأخير عملية تكاملية... فالساكنة حين ستفكر في التسوق ستفكر حتما في التنزه... والجميع سيذهب رفقة الأولاد ذات سوق وسيتفرجون في الحيوانات الأليفة، في أفق استقدام الحيوانات المفترسة ان نجحت التجربة، سيراقبون الدجاجات كيف تبيض، والأرانب كيف تضاجع الأرنبات... والببوش كيف يسير وكيف يترك وراءه سطورا تتلألأ كأنه يكتب تاريخه... والحمام كيف يزقزق... أه، الحمام لا يزقزق؟ وماذا يفعل؟ !... انه... انه... لا أعرف وليس مهما أن اعرف.... وحين سيتعب الأطفال سنحضر لهم السردين، والغامبا... وسنقطف لهم خضرا وفواكه من الأشجار... وفي المساء سيعود الكل لمنزله منبسطا مسرورا بقضاء يوم جميل في التنزل والتسوق.
أهناك فقسة أكثر من هذه !!!
أهناك قتل أكثر من هذا !!
أن يقتلوك وتموت أهون من أن يقتلوك وأنت حي.
ما الفرق بين أن تقتل شارلي، أو أن تقتل أي شخص آخر من أية جنسية كانت وبين قتل شجرة أو حديقة خضراء؟ ! لا فرق فالقتل واحد وأوحد.
لم أشأ الدخول في متاهات اختراق القانون وعدم احترام المساطر... ودخول الأعظاء وخروجهم في المواقف... ولا في التبريرات البليدة التي يقدموها... لم أشأ لسبب بسيط وهو أني مقتنع حد التخمة أن لا مبرر هناك لقتل حديقة في مدينة لا حدائق فيها فقط لننشئ سوق وسط الأسواق. أليست هذه مهزلة وسخرية وضحك على الساكنة !
لقد تطرقت في الأعلى للمجالس التي سيرت المدينة منذ بعيد السنوات وعن مسؤولياتها... والآن لنتساءل عن أي صنف من المدن تركوا لنا؟ ! ماذا يكون هذا الناظور؟
انه أي شيء ماعدا مدينة !
هل هناك مدينة فوق الأرض بلا مساحات خضراء، بلا ملاعب، بلا قاعات سينما، بلا مركبات ثقافية، بلا دور للشباب، بلا مراحض عمومية، بلا محطة اطوبيسات، بلا فنادق !!! لا أبدا !!! فلماذا علينا أن نسمي الناظور مدينة؟ !
أرجوكم كفانا نفاقا، ودعونا نسمي الأشياء بسمياتها ونعترف بأننا الساكنون القاطنون في تجمع سكني لا نتوفر على مدينة، لدينا شبه واد حار، شبه مقاهي، شبه شبكة انارة، شبه اشارات ضوئية، شبه طرق، شبه اسواق، شبه أطباء، شبه مستشفيات، شبه مسؤولين، شبه كل شيئ... وبنايات سكنية كثيرة نأوي اليها بعد مرور يومنا معتقدين أننا نعيش ونحن في الحقيقة نحيي فقط...
لا شيء في هذه الشبه مدينة غير النهب، غير النفاق، غير الأنانية، غير اللهث وراء المال بشتى الطرق، غير التبحليس ولعق الكابّا، غير البكاء والضحك على ذواتنا...
والى أن يتفطن المسؤولون ويتحملوا مسؤوليتهم بكل رجولة ويتوقفوا عن اللهث وراء المصالح الشخصية... والى أن يستفيق السكان من سباتهم العميق ويرمون عنهم جلباب السلبية واللامبالاة... والى ذلك الحين دعونا نتوهم العيش في هذه الشبه مدينة... لأننا بكل تاكيد لا نستحق شيئا آخر...
لا شيء آخر.