محمد بوندا
لا بديل عن الوطن مهما طالت الانتكاسات والمآسي، أمل ينتابني كل صباح وأنا أحتسي فنجان قهوة في ذات المكان الذي أرتحل إليه كل صباح منذ مدة طويلة، ومعه أتصفح مواقع الأخبار الوطنية والمحلية لالتقاط أنباء من هنا وهناك، لعلني أرسم لوطني ووطنكم، لمدينتي ومدينتكم، لنا جميعا لمستقبلنا لأبنائنا غدا مشرقا نستيقظ عليه ذات يوم جميل نعانق فيه أحلامنا ونعيش فيه سويا في مدينتنا بالشكل الزاهي الذي حلمنا به طويلا.
لكن ثمة أشياء ما تصادم آمالي والأفكار عمدا، تعترض سبيل درب أحلامي والأهداف بالقوة، هنا شاب من معارفنا عاهدناه رزينا هادئا يغادر بيته في ظلمة الليل للالتحاق بمعسكرات الإرهاب، ترك فصله وفارق زملائه ولم يودع أساتذته أو إمام المسجد الذي بخل بالنصح عليه وعلى أترابه، أما أبواه فقد تركهم للذهاب إلى ما يعتقد أنه جهاد، وهناك شباب مشهود لهم بحبهم الجارف للرياضة ودماثة الأخلاق وحسن المعاملة، لم يجدوا من يأخذ بأيديهم قتلهم الفراغ فعانقوا المجهول حتى أوقعهم في حضن الإجرام في صمت، الكل بعدها ظهر ليندد لكن لا أحد من المسؤولين استوقفته أناه ليساءل نفسه.. ماذا قدمت؟ أو على الأقل ماذا يمكنني أن أقدم كحل للشباب يقيهم شر التسبب في مثل هذه المآسي المؤلمة جداً؟.
هل أتاكم نبأ دموع باردة على خدود امرأة حرة مغربية تودع ابنها في عز الشتاء، قاصدا مدن الشمال بلهفة في محاولة لمعانقة الفردوس الأوروبي، وكله أمل في العودة ذات يوم لينفض عن تقاسيم وجه جنته الحزن وما تبقى من آلام فراق السنين، ويزرع في روحها بذرة السعادة من جديد، وينتشل إخوته من مستنقع اليأس والفقر والحرمان، كيف لا يغامر وهو يعاين أبناء بلدته وقد أنهكهم واقع مدينة لا تعترف إلا بالمال والنفوذ، فمنهم من يختار التسكع في المقاهي، وأقواهم عزما تراه مُيَاوِما في إحدى ورشات البناء بأجر لا يكفي بأي شكل لتغطية حتى أبسط حاجيات عائلته الأساسية.
أمام كل هذه الجراح.. ألم يحن الوقت لسبر أغوار المشكلات والبحث عن حلول ناجعة للتصدي لكل أشكال الانحرافات والسلوكيات التي تمضي بنا للهلاك؟ إذا لم يكن اليوم فإلى متى إذا؟ ليس هناك وقت أفضل من اللحظة لاستدراك القليل مما فات ومحاولة مواكبة قطار التنمية الذي يمضي بسرعة أكبر في مجموعة من الأقطار التي كانت إلى حدود الأمس القريب دول صغيرة بعضها للتو خرج من حروب أهلية مدمرة، لم يكن يسمع بها العالم لتتحول بفضل حكمة أبنائها ووفائهم إلى أقطاب سياحية واقتصادية وصناعية رائدة إقليميا وعالميا.
دقت الساعة التي يجب فيها على الفاعلين من مختلف القطاعات التفكير في مستقبل مدننا.. نعم إنها اللحظة المناسبة التي يجب علينا أن نقرر فيها المستقبل الذي نريده لنا وللأجيال التي بعدنا.
نريد مدناً بمرافق رياضية وثقافية حيوية ينظر إليها الأطفال والشباب بعين الأمل ويرون فيها الفضاءات التي من الممكن أن تصنع مجدهم.. بساحات وحدائق نسمع فيها خطوات صغارنا وهم يسابقون خيالهم على ارضها.. أحلم بمدينة أبنائها كلهم عزم وأمل ملئ قلبهم غيرة على هذه التربة المجاهدة، مدينة لا مجال فيها للأسماء فكلنا هنا أحرار.. معا لصناعة تاريخ تليد يليق بنا ويفخر به أبنائنا.
لا بديل عن الوطن مهما طالت الانتكاسات والمآسي، أمل ينتابني كل صباح وأنا أحتسي فنجان قهوة في ذات المكان الذي أرتحل إليه كل صباح منذ مدة طويلة، ومعه أتصفح مواقع الأخبار الوطنية والمحلية لالتقاط أنباء من هنا وهناك، لعلني أرسم لوطني ووطنكم، لمدينتي ومدينتكم، لنا جميعا لمستقبلنا لأبنائنا غدا مشرقا نستيقظ عليه ذات يوم جميل نعانق فيه أحلامنا ونعيش فيه سويا في مدينتنا بالشكل الزاهي الذي حلمنا به طويلا.
لكن ثمة أشياء ما تصادم آمالي والأفكار عمدا، تعترض سبيل درب أحلامي والأهداف بالقوة، هنا شاب من معارفنا عاهدناه رزينا هادئا يغادر بيته في ظلمة الليل للالتحاق بمعسكرات الإرهاب، ترك فصله وفارق زملائه ولم يودع أساتذته أو إمام المسجد الذي بخل بالنصح عليه وعلى أترابه، أما أبواه فقد تركهم للذهاب إلى ما يعتقد أنه جهاد، وهناك شباب مشهود لهم بحبهم الجارف للرياضة ودماثة الأخلاق وحسن المعاملة، لم يجدوا من يأخذ بأيديهم قتلهم الفراغ فعانقوا المجهول حتى أوقعهم في حضن الإجرام في صمت، الكل بعدها ظهر ليندد لكن لا أحد من المسؤولين استوقفته أناه ليساءل نفسه.. ماذا قدمت؟ أو على الأقل ماذا يمكنني أن أقدم كحل للشباب يقيهم شر التسبب في مثل هذه المآسي المؤلمة جداً؟.
هل أتاكم نبأ دموع باردة على خدود امرأة حرة مغربية تودع ابنها في عز الشتاء، قاصدا مدن الشمال بلهفة في محاولة لمعانقة الفردوس الأوروبي، وكله أمل في العودة ذات يوم لينفض عن تقاسيم وجه جنته الحزن وما تبقى من آلام فراق السنين، ويزرع في روحها بذرة السعادة من جديد، وينتشل إخوته من مستنقع اليأس والفقر والحرمان، كيف لا يغامر وهو يعاين أبناء بلدته وقد أنهكهم واقع مدينة لا تعترف إلا بالمال والنفوذ، فمنهم من يختار التسكع في المقاهي، وأقواهم عزما تراه مُيَاوِما في إحدى ورشات البناء بأجر لا يكفي بأي شكل لتغطية حتى أبسط حاجيات عائلته الأساسية.
أمام كل هذه الجراح.. ألم يحن الوقت لسبر أغوار المشكلات والبحث عن حلول ناجعة للتصدي لكل أشكال الانحرافات والسلوكيات التي تمضي بنا للهلاك؟ إذا لم يكن اليوم فإلى متى إذا؟ ليس هناك وقت أفضل من اللحظة لاستدراك القليل مما فات ومحاولة مواكبة قطار التنمية الذي يمضي بسرعة أكبر في مجموعة من الأقطار التي كانت إلى حدود الأمس القريب دول صغيرة بعضها للتو خرج من حروب أهلية مدمرة، لم يكن يسمع بها العالم لتتحول بفضل حكمة أبنائها ووفائهم إلى أقطاب سياحية واقتصادية وصناعية رائدة إقليميا وعالميا.
دقت الساعة التي يجب فيها على الفاعلين من مختلف القطاعات التفكير في مستقبل مدننا.. نعم إنها اللحظة المناسبة التي يجب علينا أن نقرر فيها المستقبل الذي نريده لنا وللأجيال التي بعدنا.
نريد مدناً بمرافق رياضية وثقافية حيوية ينظر إليها الأطفال والشباب بعين الأمل ويرون فيها الفضاءات التي من الممكن أن تصنع مجدهم.. بساحات وحدائق نسمع فيها خطوات صغارنا وهم يسابقون خيالهم على ارضها.. أحلم بمدينة أبنائها كلهم عزم وأمل ملئ قلبهم غيرة على هذه التربة المجاهدة، مدينة لا مجال فيها للأسماء فكلنا هنا أحرار.. معا لصناعة تاريخ تليد يليق بنا ويفخر به أبنائنا.