ط.العاطفي ـ أ.الخيار
يقدّم مصطفي بربوش نفسه، حين مطالبته بذلك، كفاعل ميدانيّ يجد راحته ضمن كل أداء يجعله وسط الناس فعلا، يجاورهم التأثير والتأثّر، ويردف أنّه لا يهتمّ بالفضاء المكانيّ بقدر ما يحرص، بقدر كبير، على أن يكون ديناميا بإيجابيّة وسط البيئة التي يرتاح إلى التواجد بها، بينما ينأى مصطفى عن إعطاء تنقيط تقييميّ لمسار حياته لأنه يعتبر العيش كومة أفعال إنسانية قادرة على التطوّرات العرضيّة مثلما هي عرضة للانتكاسات المفاجأة.
صدمة الرحيل
مصطفى بربوش، الهولندي ذو الأصل المغربيّ، هو من مواليد سنة 1985 بقرية "تيغزة"، في أراضي "كزناية" بشمال المملكة .. وما بين بلدتي قسيطة وميضار، بإقليم الناظور سابقا والدريوش حاليا، أمضى سنوات طفولته وبواكر أعوام يفاعَته، متدرجا بنجاح في أسلاك التعليم التي ولجها قبل أن يحين موعد شدّه الرحال صوب هولندا بحلول 2004.
يتذكّر مصطفى، بوضوح كبير، كل تفاصيل يوم 18 فبراير 2004 الذي شهد حزمه لحقائبه وامتطاءه رحلة جويّة واصلة بين مطار الشريف الإدريسيّ بالحسيمة، والأراضي الهولنديّة؛ حيث كانت هذه المحطّة اختتاما لاستفادته من مسطرة "التجمّع العائلي" التي جعلته يلتحق بأسرته المقيمة بالأراضي المنخفضة.
يقول بربوش: "صدمني إقبالي على الهجرة بالرغم من كوني وسط بيئتي الأسريّة لا منفردا، وأخذت أسأل نفسي عن مستقرّي الجديد"، ثم يضيف: "استغرقت ستّة أشهر كاملة في هولندا وأنا أعبّر عن رغبتي في العودة من لاَهاي إلى المغرب، لكنّ كل ذلك قد مرّ بعدما شرعت في تحقيق الاندماج".
بداية الاستقرار
استغرق مصطفى بربوش زمنا قياسيا، من أشهر قلائل، في إتقان اللغة الهولنديّة التي آمن بأنّها مفتاح تأقلمه في عالمه الجديد. ويعلق على ذلك بالقول: "تعلّم الهولنديّة هدفت منه تذليل صعوبات التحاقي بالدراسة والعمل، فكان ذلك بتركيز على التمكّن من اللغة كأولويّة، بينما سنوات التقشّف أربكت محاولات ظفري بموقع مهنيّ أبني من خلاله حياتي وأطوّر مهاراتي، وذلك بفعل الأزمة الاقتصاديّة العالميّة التي لم تستثن أحدا ومسّت هولندا عام 2008".
أيقن بربوش أن مراهنته على قدراته الذاتيّة كفيلة بفتح أبواب التميّز أمامه، فما كان له إلاّ أن تحرّك من أجل تأسيس مشروعه الخاصّ قبل اختتام سنوات العشرية الأولى من الألفيّة الجاريّة، فجاء ذلك باختياره الخوض في مجال الأسفار وهو يرسي دعائم وكالة متخصصة في هذا المجال، بينما وازن بين مستجداته المهنيّة والاستمرار في سابق ولعه بالعمل الجمعويّ وهو ينخرط ضمن مبادرات ثقافيّة متصلة بانتمائه الأصل إلى شمال المغرب عموما، وإلى منطقة الريف على وجه التحديد.
"تشبّعت بالفعل المدني الجمعويّ منذ أيام دراستي وسط الريف، وقد وفر لي ذلك متنفسا منذ وصولي إلى مدينة لاهَاي الهولنديّة، وشرعت في تحقيق جزء من الاندماج بالتواجد في جمعيات متنوّعة، بينما سنة 2009 شهدت تأسيسي، بمعية ثلّة من الطاقات ذات أصول أشاركها، مؤسّسة صوت الشباب المغربي بهولندا بغرض كسر الصور النمطيّة التي يتوفر عليها الهولنديون تجاه هذه الشريحة المجتمعيّة، مع المراهنة على تشجيع وتأطير وتوجيه الشباب ذوي الأصول المغربيّة بنيّة التواجد على المسارات الصحيحة".
تطوّر مهنيّ وجمعوي
ّ
الجهود المهنيّة الحثيثة التي بصم عليها مصطفى بربوش جعلته يراكم التطورات بالمجالين التجاري والخدماتيّ اللذين ارتبط اسمه بهما في لاَهَاي وعموم هولندا، مفلحا في توسيع العروض السياحيّة التي يوفرها لزبنائه، وكذا تجويد برامج الأسفار والرحلات التي يرسيها تحت الطلب، ومسوّقا لعدد من الوجهات العالميّة بينها المغرب، مثلما طوّر أداء مكتب لتنظيم التظاهرات انطلاقا من العاصمة الإداريّة للمملكة الهولنديّة.
"ما كنت لأتصوّر أن الأمور ستسير بسلاسة لو سألني أي كان عن ذلك قبل 12 سنة من الآن، لكنّ ذلك ما جرَى حتّى أضحيت مرتاحا مهنيّا، على وجه الخصوص، بنيل ثلّة من الشركات؛ أحدثها حاملة لاسم لاهَاي للتصدير والاستيراد وتعنى بتسويق منتجات هولنديّة ناجحة بأسواق دوليّة، بينها المغرب والسعوديّة على سبيل المثال، كما أني افتتحت مشروعا جديدا بالمغرب، وبالحسيمة على وجه التحديد، من أجل تشجيع السياحة القرويّة"، يقول مصطفى.
تذليل للصعوبات
أمّا بخصوص الأداء الجمعويّ، فإن بربوش يضيف: "مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا ركزت على تسويق الثقافة المغربية الريفيّة وسط البيئة الهولنديّة التي تعجّ بما ينيف عن 150 جنسيّة"، ويواصل: "من بين الاشتغالات التي تم تثبيتها بالنسبة للمؤسسة هناك إحياء مطلع السنة الأمازيغيّة بشكل سنويّ، وريع كل تظاهرة يخصص لعمل خيريّ بالمغرب، بينما أداؤنا الجمعوي يكتسي صبغة يوميّة بانفتاح على الشباب الذين يبحثون عن النصح لنيل فرص دراسة وأخرى للعمل، وحتّى من تطالهم مشاكل نحاول مساعدتهم في حلحلتها. ومن شركائنا أذكر بلديّة لاهاي وجهاز الشرطة ووزارة الدفاع وجمعيات هولنديّة عديدة".
ويزيد المتحدث نفسه: "هناك مشاريع في طور الأجرأة بالنسبة للسنتين الحالية والقادمة، وكل هذا يصب في التعريف بثقافات شمال إفريقيا عموما، والثقافة الأمازيغية المغربيّة على وجه خاصّ، ومن خلال ذلك نقدم للهولنديين ثقافتنا الأصل التي تعايشت مع الأوروبيّين لعدّة قرون دون مشاكل، كما ننهل من النموذج المغربي الزاخر بصور التعايش بين جميع ألأجناس والديانات، ولدينا برامج تستهدف التواصل مع الفاعلين الإعلاميين الهولنديين الذين يسقطون في فخّ تسويق صور نمطيّة تعمّم بسوء على ذوي الأصول المغربيّة، خاصّة بالجانب العقديّ، وعبرها نحاول أن نقول لهؤلاء إنّ المغاربة لهم ثقافاتهم وتقاليدهم النائيّة عن التنميط المرصود وجوده ميدانيا".
طموحات الغد
يقرّ مصطفى برضاه عن وضعه الحاليّ، مفتخرا بما حققه مهنيا، وسعيدا باستقراره الأسريّ في نواة مجتمعيّة من زوجة وبنت، "أرى أنني واكبت مسارا جيدا خارج بلدي، وفي زمن قياسيّ، بينما أواصل مراكمة التجارب واكتساب القدرات من خلال توفري على هويتين تغنيان شخصيتي وأحاول ألاّ أقع في اختلالات ذاتية بسببهما، نائيا عن الانسلاخات والاستلابات"، يقول بربوش.
وبالنسبة لطموحاته المستقبليّة، يفيد الهولندي المغربي عينه بأنّه يود تطوير التزامه المهنيّ التجاري الخدماتي نحو درجات أفضل، مع الاستمرار في تنميّة إطاره الجمعويّ وفقا للبرنامج الذي أقرّه مجلس التسيير بخصوص السنوات الخمس المقبلة بمضامين مستجدّة تلوح من خلال الانفتاح على تدريس اللغات بتدرّج، مع ضمان استقلاليّة مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا عن التوجهات الحكوميّة كيفما كان نوعها.
نأي عن الاستسهال
يرى مصطفى أن خوض تجارب هجرة خارج المغرب قد أضحى محطّ استسهال شبابيّ واسع، عكس حالته التي شهدت تردّدا بين البقاء والعودة إلى الوطن الأم لما ينيف عن نصف العام منذ حلوله بلاهَاي. ويستحضر بربوش تجارب الشباب الذين خاضوا مغامرة الوصول إلى أوروبا عبر التراب التركي، خلال الشهور الماضيّة، كي يحسم بأن معرفة الشباب المغاربة لا تخلو من تنميطات بدورها.
ويقول بربوش في هذا الإطار: "عدد كبير من الشباب الذين وفدوا مؤخرا على الديار الأوروبيّة صدموا ويعيشون ظروفا صعبة للغاية حاليا، لذلك أوصي كل راغب في خوض غمار الهجرة بالنأي عن السبل غير النظاميّة، مع التسلّح بقدر من التعليم وإرادة قويّة لخوض التحدّيات في المجتمع الجديد الذي يقصده، وليّ اليقين أن الاستناد إلى طموح جديّ سيمكّن من معانقة النجاح المأمول، سواء طال الزمن أو قصر".
يقدّم مصطفي بربوش نفسه، حين مطالبته بذلك، كفاعل ميدانيّ يجد راحته ضمن كل أداء يجعله وسط الناس فعلا، يجاورهم التأثير والتأثّر، ويردف أنّه لا يهتمّ بالفضاء المكانيّ بقدر ما يحرص، بقدر كبير، على أن يكون ديناميا بإيجابيّة وسط البيئة التي يرتاح إلى التواجد بها، بينما ينأى مصطفى عن إعطاء تنقيط تقييميّ لمسار حياته لأنه يعتبر العيش كومة أفعال إنسانية قادرة على التطوّرات العرضيّة مثلما هي عرضة للانتكاسات المفاجأة.
صدمة الرحيل
مصطفى بربوش، الهولندي ذو الأصل المغربيّ، هو من مواليد سنة 1985 بقرية "تيغزة"، في أراضي "كزناية" بشمال المملكة .. وما بين بلدتي قسيطة وميضار، بإقليم الناظور سابقا والدريوش حاليا، أمضى سنوات طفولته وبواكر أعوام يفاعَته، متدرجا بنجاح في أسلاك التعليم التي ولجها قبل أن يحين موعد شدّه الرحال صوب هولندا بحلول 2004.
يتذكّر مصطفى، بوضوح كبير، كل تفاصيل يوم 18 فبراير 2004 الذي شهد حزمه لحقائبه وامتطاءه رحلة جويّة واصلة بين مطار الشريف الإدريسيّ بالحسيمة، والأراضي الهولنديّة؛ حيث كانت هذه المحطّة اختتاما لاستفادته من مسطرة "التجمّع العائلي" التي جعلته يلتحق بأسرته المقيمة بالأراضي المنخفضة.
يقول بربوش: "صدمني إقبالي على الهجرة بالرغم من كوني وسط بيئتي الأسريّة لا منفردا، وأخذت أسأل نفسي عن مستقرّي الجديد"، ثم يضيف: "استغرقت ستّة أشهر كاملة في هولندا وأنا أعبّر عن رغبتي في العودة من لاَهاي إلى المغرب، لكنّ كل ذلك قد مرّ بعدما شرعت في تحقيق الاندماج".
بداية الاستقرار
استغرق مصطفى بربوش زمنا قياسيا، من أشهر قلائل، في إتقان اللغة الهولنديّة التي آمن بأنّها مفتاح تأقلمه في عالمه الجديد. ويعلق على ذلك بالقول: "تعلّم الهولنديّة هدفت منه تذليل صعوبات التحاقي بالدراسة والعمل، فكان ذلك بتركيز على التمكّن من اللغة كأولويّة، بينما سنوات التقشّف أربكت محاولات ظفري بموقع مهنيّ أبني من خلاله حياتي وأطوّر مهاراتي، وذلك بفعل الأزمة الاقتصاديّة العالميّة التي لم تستثن أحدا ومسّت هولندا عام 2008".
أيقن بربوش أن مراهنته على قدراته الذاتيّة كفيلة بفتح أبواب التميّز أمامه، فما كان له إلاّ أن تحرّك من أجل تأسيس مشروعه الخاصّ قبل اختتام سنوات العشرية الأولى من الألفيّة الجاريّة، فجاء ذلك باختياره الخوض في مجال الأسفار وهو يرسي دعائم وكالة متخصصة في هذا المجال، بينما وازن بين مستجداته المهنيّة والاستمرار في سابق ولعه بالعمل الجمعويّ وهو ينخرط ضمن مبادرات ثقافيّة متصلة بانتمائه الأصل إلى شمال المغرب عموما، وإلى منطقة الريف على وجه التحديد.
"تشبّعت بالفعل المدني الجمعويّ منذ أيام دراستي وسط الريف، وقد وفر لي ذلك متنفسا منذ وصولي إلى مدينة لاهَاي الهولنديّة، وشرعت في تحقيق جزء من الاندماج بالتواجد في جمعيات متنوّعة، بينما سنة 2009 شهدت تأسيسي، بمعية ثلّة من الطاقات ذات أصول أشاركها، مؤسّسة صوت الشباب المغربي بهولندا بغرض كسر الصور النمطيّة التي يتوفر عليها الهولنديون تجاه هذه الشريحة المجتمعيّة، مع المراهنة على تشجيع وتأطير وتوجيه الشباب ذوي الأصول المغربيّة بنيّة التواجد على المسارات الصحيحة".
تطوّر مهنيّ وجمعوي
ّ
الجهود المهنيّة الحثيثة التي بصم عليها مصطفى بربوش جعلته يراكم التطورات بالمجالين التجاري والخدماتيّ اللذين ارتبط اسمه بهما في لاَهَاي وعموم هولندا، مفلحا في توسيع العروض السياحيّة التي يوفرها لزبنائه، وكذا تجويد برامج الأسفار والرحلات التي يرسيها تحت الطلب، ومسوّقا لعدد من الوجهات العالميّة بينها المغرب، مثلما طوّر أداء مكتب لتنظيم التظاهرات انطلاقا من العاصمة الإداريّة للمملكة الهولنديّة.
"ما كنت لأتصوّر أن الأمور ستسير بسلاسة لو سألني أي كان عن ذلك قبل 12 سنة من الآن، لكنّ ذلك ما جرَى حتّى أضحيت مرتاحا مهنيّا، على وجه الخصوص، بنيل ثلّة من الشركات؛ أحدثها حاملة لاسم لاهَاي للتصدير والاستيراد وتعنى بتسويق منتجات هولنديّة ناجحة بأسواق دوليّة، بينها المغرب والسعوديّة على سبيل المثال، كما أني افتتحت مشروعا جديدا بالمغرب، وبالحسيمة على وجه التحديد، من أجل تشجيع السياحة القرويّة"، يقول مصطفى.
تذليل للصعوبات
أمّا بخصوص الأداء الجمعويّ، فإن بربوش يضيف: "مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا ركزت على تسويق الثقافة المغربية الريفيّة وسط البيئة الهولنديّة التي تعجّ بما ينيف عن 150 جنسيّة"، ويواصل: "من بين الاشتغالات التي تم تثبيتها بالنسبة للمؤسسة هناك إحياء مطلع السنة الأمازيغيّة بشكل سنويّ، وريع كل تظاهرة يخصص لعمل خيريّ بالمغرب، بينما أداؤنا الجمعوي يكتسي صبغة يوميّة بانفتاح على الشباب الذين يبحثون عن النصح لنيل فرص دراسة وأخرى للعمل، وحتّى من تطالهم مشاكل نحاول مساعدتهم في حلحلتها. ومن شركائنا أذكر بلديّة لاهاي وجهاز الشرطة ووزارة الدفاع وجمعيات هولنديّة عديدة".
ويزيد المتحدث نفسه: "هناك مشاريع في طور الأجرأة بالنسبة للسنتين الحالية والقادمة، وكل هذا يصب في التعريف بثقافات شمال إفريقيا عموما، والثقافة الأمازيغية المغربيّة على وجه خاصّ، ومن خلال ذلك نقدم للهولنديين ثقافتنا الأصل التي تعايشت مع الأوروبيّين لعدّة قرون دون مشاكل، كما ننهل من النموذج المغربي الزاخر بصور التعايش بين جميع ألأجناس والديانات، ولدينا برامج تستهدف التواصل مع الفاعلين الإعلاميين الهولنديين الذين يسقطون في فخّ تسويق صور نمطيّة تعمّم بسوء على ذوي الأصول المغربيّة، خاصّة بالجانب العقديّ، وعبرها نحاول أن نقول لهؤلاء إنّ المغاربة لهم ثقافاتهم وتقاليدهم النائيّة عن التنميط المرصود وجوده ميدانيا".
طموحات الغد
يقرّ مصطفى برضاه عن وضعه الحاليّ، مفتخرا بما حققه مهنيا، وسعيدا باستقراره الأسريّ في نواة مجتمعيّة من زوجة وبنت، "أرى أنني واكبت مسارا جيدا خارج بلدي، وفي زمن قياسيّ، بينما أواصل مراكمة التجارب واكتساب القدرات من خلال توفري على هويتين تغنيان شخصيتي وأحاول ألاّ أقع في اختلالات ذاتية بسببهما، نائيا عن الانسلاخات والاستلابات"، يقول بربوش.
وبالنسبة لطموحاته المستقبليّة، يفيد الهولندي المغربي عينه بأنّه يود تطوير التزامه المهنيّ التجاري الخدماتي نحو درجات أفضل، مع الاستمرار في تنميّة إطاره الجمعويّ وفقا للبرنامج الذي أقرّه مجلس التسيير بخصوص السنوات الخمس المقبلة بمضامين مستجدّة تلوح من خلال الانفتاح على تدريس اللغات بتدرّج، مع ضمان استقلاليّة مؤسسة صوت الشباب المغربي بهولندا عن التوجهات الحكوميّة كيفما كان نوعها.
نأي عن الاستسهال
يرى مصطفى أن خوض تجارب هجرة خارج المغرب قد أضحى محطّ استسهال شبابيّ واسع، عكس حالته التي شهدت تردّدا بين البقاء والعودة إلى الوطن الأم لما ينيف عن نصف العام منذ حلوله بلاهَاي. ويستحضر بربوش تجارب الشباب الذين خاضوا مغامرة الوصول إلى أوروبا عبر التراب التركي، خلال الشهور الماضيّة، كي يحسم بأن معرفة الشباب المغاربة لا تخلو من تنميطات بدورها.
ويقول بربوش في هذا الإطار: "عدد كبير من الشباب الذين وفدوا مؤخرا على الديار الأوروبيّة صدموا ويعيشون ظروفا صعبة للغاية حاليا، لذلك أوصي كل راغب في خوض غمار الهجرة بالنأي عن السبل غير النظاميّة، مع التسلّح بقدر من التعليم وإرادة قويّة لخوض التحدّيات في المجتمع الجديد الذي يقصده، وليّ اليقين أن الاستناد إلى طموح جديّ سيمكّن من معانقة النجاح المأمول، سواء طال الزمن أو قصر".