مصطفى الحمداوي
في ضل الانعدام التام للبنيات التحتية بمدينة الدريوش ، وفي ضل التعيين الأخير لعامل صاحب الجلالة على إقليم الدريوش ، أعتقد أن هناك عدة اكراهات تواجه العامل الجديد , لعل أولها إعادة هيكلة المدينة من جديد وتهيئة الواد الحار ، ووضع تخطيط شامل لمدينة الدريوش المستقبلية التي يجب أن تستحق عن جدارة أن تكون مركزا للريف الأوسط . الزائر للمدينة سيقف على عدة حقائق مرة ورهيبة ، جل شوارعها تقريبا تفتقد لشارع واحد مبلط و مسفلت على الطراز العادي البسيط ، فرغم ازدهار العمران فيها الذي يلاحظ أنه يتكاثر بشكل كبير ومتواتر جدا ، ورغم المشاريع الصغيرة التي تؤثث مجال هذه المدينة التي هي في حقيقتها مبادرات من القطاع الخاص ، الا أن المدينة تبقى منسية و مهمشة وغائبة عن وعي القائمين حتى على عمالة الناظور حين كانت جزءا من هذا الإقليم ، حيث كان الاهتمام منصبا بالأساس آنذاك على مدن الجوار كزغنغان وسلوان وبني نصار ولعروي ، بينما ضلت المدن الصغيرة الأخرى التابعة لعمالة الناظور مهمشة تهميشا تاما كما هو الحال بالنسبة لبنطيب وتافرسيت وميضار وغيرها من المناطق الأخرى .
الآن وفي ضل المعطى الجديد ينبغي تكثيف الجهود لترقية الإقليم الفتي ، و إعطائه من العناية القدر الذي يستحقه ، فبعد عقود من التهميش والنسيان ، ينبغي الآن على العامل الوافد على الإقليم أن يكرس كل جهده لإعادة المدينة أولا الى سكة الإصلاح الشامل ، ومن ثمة الانتقال الى المدن المجاورة لاعطائها نفس العناية والاهتمام . غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة ، الى أي حد ستكون للعامل الوافد إرادة حقيقية في الإصلاح ، وبالتالي هل ستتوفر له الآليات الكفيلة التي تخول له القيام بذلك ؟ وإذ أطرح هذا السؤال فأنا أعني هنا الميزانية المالية الكافية التي يمكنها أن تحول كل هذه التحديات الى حقائق متجسدة و ممكنة . على كل حال إن مشروع إحداث عمالة جديدة يتطلب ليس فقط تعيين شخص بمنصب عامل للإقليم ، وبناء مقر عمالة لمكتبه ، بل يتطلب في المقام الأول سياسة جديدة تصب في تقريب المواطن من المؤسسات ، أو ما بات يعرف بسياسة القرب . غير أن الإشكال هو انعدام شبه تام للمؤسسات الحيوية في الدريوش ، وبالتالي ينبغي إحداث هذه المؤسسات في أقرب وقت ، تماشيا مع السرعة التي تم بها تعيين عامل على إقليم الدريوش .
ساكنة الدريوش استبشرت خيرا بإحداث عمالة في مدينتهم ، لكنهم في المقابل يتوقعون أشياء أكبر من مجرد عمالة ، أو مؤسسة منغلقة على نفسها ، بل عمالة تخدم الشأن العام للإقليم في المقام الأول ، وللمدينة المركز . يتحتم بناء مستشفى حقيقي بكل الاختصاصات ، يخدم ليس فقط مدينة الدريوش ، ولكن كل أنحاء الإقليم ، ويجنبهم محنة الترحال الصعب والمتعب الى الناظور والمستشفى الحسني حيث الخدمات متدنية وأحيانا منعدمة تماما أمام الكم الهائل الذي يؤمه من المرضى يوميا . إن إحداث مستشفى في الدريوش سيخفف عبئا كبيرا على المستشفى الحسني بالناظور ، وبالتالي سيساهم هذا المستشفى في تقريب الخدمات من المواطن ، خصوصا الذين يتحتم عليهم قطع مسافات طويلة في مسالك وطرق جبلية غير معبدة .
من جهة أخرى الى جانب البنيات التحتية التي يتحتم الرقي بها وإحداثها ، فهناك عدة ملفات أخرى لا تقل أهمية تنتظر العامل الجديد ، لعل على رأسها المجال الثقافي والرياضي ، مدينة حيوية ونشيطة في هذه المجالات ينبغي أن تتوفر على بنيات بمستوى طموحات ساكنتها التي أبانت على قدرات خارقة بالنسبة لمدينة صغيرة ذات ميزانية ضئيلة ولا يلقى فيها المجال الثقافي أية رعاية بتاتا ، بينما يتلقى فريقها لكرة القدم منحة بسيطة من البلدية رغم النتائج الباهرة التي يحققها في بطولة القسم الأول هواة حيث يزاحم أعرق الفرق في المنطقة كهلال الناظور ونهضة بركان والاتحاد الإسلامي الوجدي ، وكل هذه الفرق سبق أن زاولت في البطولة الوطنية القسم الأول الى جانب الرجاء والجيش والوداد . إن احتلال شباب الدريوش للرتبة الرابعة في عصبة الشرق تعد رتبة مشرفة رغم انعدام أية موارد مادية كما عبر لناظور سيتي مؤخرا رئيس الفريق .
في الشأن الثقافي تتطلع الساكنة لإنشاء مركز حقيقي يحتوي أنشطة المواهب والفعاليات التي تنشط في المجال ، بعيدا على ما يسمى بدور الشباب التي أصبحت مجرد بنايات خربة بدون مفهوم حقيقي يوضح دورها الأساسي في المجتمع .
طبعا لن نستبق الأحداث ، علينا بموجب الموضوعية أن ننتظر على المستوى القصير البرنامج الذي سيسطره العامل ، ورؤيته للرقي بالإقليم ، إذا كانت له فعلا رؤية في هذا الشأن .
elhamdaouimustapha@gmail.com
في ضل الانعدام التام للبنيات التحتية بمدينة الدريوش ، وفي ضل التعيين الأخير لعامل صاحب الجلالة على إقليم الدريوش ، أعتقد أن هناك عدة اكراهات تواجه العامل الجديد , لعل أولها إعادة هيكلة المدينة من جديد وتهيئة الواد الحار ، ووضع تخطيط شامل لمدينة الدريوش المستقبلية التي يجب أن تستحق عن جدارة أن تكون مركزا للريف الأوسط . الزائر للمدينة سيقف على عدة حقائق مرة ورهيبة ، جل شوارعها تقريبا تفتقد لشارع واحد مبلط و مسفلت على الطراز العادي البسيط ، فرغم ازدهار العمران فيها الذي يلاحظ أنه يتكاثر بشكل كبير ومتواتر جدا ، ورغم المشاريع الصغيرة التي تؤثث مجال هذه المدينة التي هي في حقيقتها مبادرات من القطاع الخاص ، الا أن المدينة تبقى منسية و مهمشة وغائبة عن وعي القائمين حتى على عمالة الناظور حين كانت جزءا من هذا الإقليم ، حيث كان الاهتمام منصبا بالأساس آنذاك على مدن الجوار كزغنغان وسلوان وبني نصار ولعروي ، بينما ضلت المدن الصغيرة الأخرى التابعة لعمالة الناظور مهمشة تهميشا تاما كما هو الحال بالنسبة لبنطيب وتافرسيت وميضار وغيرها من المناطق الأخرى .
الآن وفي ضل المعطى الجديد ينبغي تكثيف الجهود لترقية الإقليم الفتي ، و إعطائه من العناية القدر الذي يستحقه ، فبعد عقود من التهميش والنسيان ، ينبغي الآن على العامل الوافد على الإقليم أن يكرس كل جهده لإعادة المدينة أولا الى سكة الإصلاح الشامل ، ومن ثمة الانتقال الى المدن المجاورة لاعطائها نفس العناية والاهتمام . غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة ، الى أي حد ستكون للعامل الوافد إرادة حقيقية في الإصلاح ، وبالتالي هل ستتوفر له الآليات الكفيلة التي تخول له القيام بذلك ؟ وإذ أطرح هذا السؤال فأنا أعني هنا الميزانية المالية الكافية التي يمكنها أن تحول كل هذه التحديات الى حقائق متجسدة و ممكنة . على كل حال إن مشروع إحداث عمالة جديدة يتطلب ليس فقط تعيين شخص بمنصب عامل للإقليم ، وبناء مقر عمالة لمكتبه ، بل يتطلب في المقام الأول سياسة جديدة تصب في تقريب المواطن من المؤسسات ، أو ما بات يعرف بسياسة القرب . غير أن الإشكال هو انعدام شبه تام للمؤسسات الحيوية في الدريوش ، وبالتالي ينبغي إحداث هذه المؤسسات في أقرب وقت ، تماشيا مع السرعة التي تم بها تعيين عامل على إقليم الدريوش .
ساكنة الدريوش استبشرت خيرا بإحداث عمالة في مدينتهم ، لكنهم في المقابل يتوقعون أشياء أكبر من مجرد عمالة ، أو مؤسسة منغلقة على نفسها ، بل عمالة تخدم الشأن العام للإقليم في المقام الأول ، وللمدينة المركز . يتحتم بناء مستشفى حقيقي بكل الاختصاصات ، يخدم ليس فقط مدينة الدريوش ، ولكن كل أنحاء الإقليم ، ويجنبهم محنة الترحال الصعب والمتعب الى الناظور والمستشفى الحسني حيث الخدمات متدنية وأحيانا منعدمة تماما أمام الكم الهائل الذي يؤمه من المرضى يوميا . إن إحداث مستشفى في الدريوش سيخفف عبئا كبيرا على المستشفى الحسني بالناظور ، وبالتالي سيساهم هذا المستشفى في تقريب الخدمات من المواطن ، خصوصا الذين يتحتم عليهم قطع مسافات طويلة في مسالك وطرق جبلية غير معبدة .
من جهة أخرى الى جانب البنيات التحتية التي يتحتم الرقي بها وإحداثها ، فهناك عدة ملفات أخرى لا تقل أهمية تنتظر العامل الجديد ، لعل على رأسها المجال الثقافي والرياضي ، مدينة حيوية ونشيطة في هذه المجالات ينبغي أن تتوفر على بنيات بمستوى طموحات ساكنتها التي أبانت على قدرات خارقة بالنسبة لمدينة صغيرة ذات ميزانية ضئيلة ولا يلقى فيها المجال الثقافي أية رعاية بتاتا ، بينما يتلقى فريقها لكرة القدم منحة بسيطة من البلدية رغم النتائج الباهرة التي يحققها في بطولة القسم الأول هواة حيث يزاحم أعرق الفرق في المنطقة كهلال الناظور ونهضة بركان والاتحاد الإسلامي الوجدي ، وكل هذه الفرق سبق أن زاولت في البطولة الوطنية القسم الأول الى جانب الرجاء والجيش والوداد . إن احتلال شباب الدريوش للرتبة الرابعة في عصبة الشرق تعد رتبة مشرفة رغم انعدام أية موارد مادية كما عبر لناظور سيتي مؤخرا رئيس الفريق .
في الشأن الثقافي تتطلع الساكنة لإنشاء مركز حقيقي يحتوي أنشطة المواهب والفعاليات التي تنشط في المجال ، بعيدا على ما يسمى بدور الشباب التي أصبحت مجرد بنايات خربة بدون مفهوم حقيقي يوضح دورها الأساسي في المجتمع .
طبعا لن نستبق الأحداث ، علينا بموجب الموضوعية أن ننتظر على المستوى القصير البرنامج الذي سيسطره العامل ، ورؤيته للرقي بالإقليم ، إذا كانت له فعلا رؤية في هذا الشأن .
elhamdaouimustapha@gmail.com