بقلم:ذ مولاي الحسن بنسيدي علي
. مسرحية الصلصال والنار
على خشبة مسرح محمد السادس بوجدة يومه 27اكتوبر 2023 كانت الفرجة والمتعة والمنودراما
جسدها الممثل المبدع حمداوي البكاي المتمكن من أدوات المسرح حركة وأداء بجميع عواملها الداخلية والخارجية
فكان التعبير الجسدي وقوة الإلقاء وبلاغة اللغة وهي تنساب من شفتيه وكأنها مقطوعة غنائية تشد المتلقي الذي حضر بكثافة
مسرحية الصلصال والنار من تأليف:
الأستاذ الأديب أحمد محمد طوسون عبد العزيز محام حر عضو اتحاد كتاب مصر خريج جامعة القاهرة
كتابته الإبداعية في: القصة والرواية وأدب الأطفال والمسرح
ذكرني هذا العمل الابداعي بالزمن الجميل يوم كان الجمهور ممثلا بحضوره المتميز من سبعينيات القرن الماضي وبرواد جمعية المسرح الشعبي التي بصمت على المشهد المسرحي نصا وإخراجا وتمثيلا وديكورا وإنارة فبرزت أسماء فنانين مازال جيلنا يتذكرهم بكل فخر وحب واعتزاز
استعرضنا مرحلة تأسيسها مع المخرج الفنان يوسف بوزغبة وبكل أريحية زودنا ولو باقتضاب بأسماء فنانين اعطوا من جهدهم وابداعهم واعترافا بمسارهم الذهبي وما حققته جمعية المسرح الشعبي منذ التأسيس إلى ما بعده مع الإشارة إلى بعض منجزاتها:
تأسست جمعية المسرح الشعبي سنة 1969على يد بعض المسرحيين المهووسين بالخطاب الدرامي كالوردي التهامي المعروف ببوشعيب وفاروق عطية وميمون وبوطيب وغيرهم، وقد راهنت هذه الجمعية منذ بداية انطلاقتها على كثرة العطاء المسرحي ونادرا ما كانت تقدم عملا واحدا في السنة الواحدة. فخلال ثلاث سنوات (مابين 1972- 1974 ) قدمت الجمعية إثنى عشرة نصا مسرحيا من تأليف بلعيد أبو يوسف وإخراج محمد مسكين باستثناء مسرحية السنون السوداء التي قام بإخراجها يحي بودلال ونذكر منها خمسة مسرحيات على سبيل المثال وليس الحصر الأسلاك الشائكة. الخريف يعود أيضا. والليل يموت عند الفجر. الزوايا الأربع. َشمس الجاحدين
ففي هذه الفترة الحيوية من بداية السبعينيات التحق بالجمعية ثلة من أهم المبدعين بمدينة وجدة وعلى رأسهم المرحوم محمد مسكين ويحي بودلال وبلعيد أبو يوسف وأعراج جلول والدقاق عبد القادر وعبد الرزاق بنعيسى ومحمد بنقدور والزهراء شباب وجميلة يعقوبي وفتح الله وعائشة عوالي وغيرهم ممن كانوا يتميزون بحماسهم وجديتهم وقدرتهم على الخلق والإبداع .
استمرت في عطائها ومشاركتها في مختلف التظاهرات الفنية المحلية والوطنية حيث مثلت الجمعية الجهة الشرقية في المهرجان الوطني الثامن عشر لمسرح الهواة بالعرض المسرحي : مرايا الزمن المحزون سنة 1977 لمخرجه عبد الرزاق بنعيسى وشاركت في مختلف المهرجانات المحلية والجهوية نذكر منها ربيع مسرح وجدة وكذا الملتقي المتوسطي بالناظور ومهرجان وجدة الألفية للممثل الواحد والملتقى المسرحي الأول لتويسينت وكثيرة هي الأعمال الجادة قلت بكل تقدير لأخ بوزغبة نعم السلف وبارك الله في خلفهم
مسرحية الصلصال والنار تجمع بين الواقع والمتخيل تتداخل فيها الأمكنة بالأزمنة
فالمكان مسرح الإنسان والصلصال منشأ التكوين الإنساني لقوله تعالى: "خلق الانسان من صلصال كالفخار" والنار اكتشافه الأول سبيل لمسايرة طبيعته وسلاحه الذي يقيه القر ويشبع غريزته فعظمها وقدسها لتصبح سلاحا بين يديه يقاتل بها وخيرا حوله إلى شر يواجه به نفسه وغيره فيصبح الحب كراهية والسلام حربا والأخوة عداوة والاطمئنان خوفا فتتسع دائرة المتناقضات وعرفتها المناجد بأنها : عنصرٌ طبيعيٌّ فَعَّالٌ، يمثلِّه النُّورُ والحرارة المحرقة، وتُطلَق على اللهب الذي يبدو للحاسَّة، كما تُطلَقُ على الحرارة المحْرقة، والنار قد تكون نورا يهتدي به الإنسان أو جحيما يصلى إليها بحسب غايته وما ينشده منها ولأهميتها ذكر الله النار في 102 أية في القرٱن الكريم.
وعن هذه المسرحية وفي شهادة له يقول الدكتور محمد حرفي شفاه الله من كل سقم:
حين تم عرض مسرحية الصلصال والنار في أول مرة يونيو 2022 بمقر الرابطة المغربية الفرنسية؛ هذا هو المسرح الذي نبحث عنه والذي ينبغي أن يشاهده الجميع والذي يذكرنا بتاريخه العريق الذي كاد أن يندثر من أذهاننا. وهذه بشارة خير ودفعة قوية نحو المسرح الجاد من طرف فرقة المسرح الشعبي بوجدة ونتمنى أن تواصل عملها على هذا المنوال بعزيمة صادقة وصلبة، وهنيئا لكم بهذا العرض المسرحي.المتميز الصلصال والنار ، اجتهدتم وأبدعتم ومزيدا من العطاء والإبداع "انتهى"
ويقول الأستاذ المبدع المخرج يوسف بوزغبة
مسرحية الصلصال والنار اعتمدت على تكسير الجدار الرابع بإشراك الجمهور وإصابة المتلقي بالدهشة ليصبح عنصرا أساسيا ضمن عملية التشخيص التي راهن عليها الممثل الواحد الفنان حمداوي البكاي الذي أجاد في تشخيصه كما رسم له المخرج
وتحية وارفة لمخرج الصلصال والنار ولكافة الفنانين ممن أسهموا في هذا العمل ونخص بالذكر في
التقنيات الضوئية
حماد موساوي
السينوغرافية
حسن بن حمو
التمويج الموسيقي
يوسف غزالي
المحافظة العامة
منى مريمي
الاشراف والعلاقة العامة
جميلة النوالي
الممثل المبدع البكاي حمداوي عريس هذا المساء المسرحي
وفي الاخراج
الفنان المتميز يوسف بوزغبة.
وفخور جدا بالترحيب الكبير لشخصي المتواضع والدعوة الكريمة وشهادة العضوية الشرفية التي منحت لي بحضور كثير من رفاق الخشبة والتي أعتز بها وأعتبرها بمثابة وسام على صدري أضيفها لأرشيفي المسرحي
ونختم هاته القراءة بارتسامات وإعجاب الفنان المخرج الأستاذ بنعيسى عبد الرزاق التي دونها على صفحته بالفايس بوك في أول عرض تقدمت به جمعية المسرح الشعبي بقوله:
لحظات من التطهير والدهشة عشناها هذا المساء -من خلال العرض المسرحي (الصلصال والنار) لفرقة المسرح الشعبي- عرض يستحق التنويه - مجهود لا بأس به قام به الممثل المخضرم بكاي الحمداوي- جمالية السينوغرافية-الإنارة- والموسيقى والأغاني المصاحبة من أداءالفنان المبدع يوسف غزالي-
وأضاف شكرا للأصدقاء في المسرح الشعبي على هذه اللحظات الممتعة - يوسف بوزغبة مخرج المسرحية وسي حماد موساوي المصمم للسينوغرافيا- وهنيئا لكم- والمزيد من الإبداع والتألق " انتهى كلام المخرج عبد الرزاق بنعيسى"
وصفوة القول: عمل إبداعي بامتياز و ليس من
رأى كمن سمع
...
بقلم:ذ مولاي الحسن بنسيدي علي
. مسرحية الصلصال والنار
على خشبة مسرح محمد السادس بوجدة يومه 27اكتوبر 2023 كانت الفرجة والمتعة والمنودراما
جسدها الممثل المبدع حمداوي البكاي المتمكن من أدوات المسرح حركة وأداء بجميع عواملها الداخلية والخارجية
فكان التعبير الجسدي وقوة الإلقاء وبلاغة اللغة وهي تنساب من شفتيه وكأنها مقطوعة غنائية تشد المتلقي الذي حضر بكثافة
مسرحية الصلصال والنار من تأليف:
الأستاذ الأديب أحمد محمد طوسون عبد العزيز محام حر عضو اتحاد كتاب مصر خريج جامعة القاهرة
كتابته الإبداعية في: القصة والرواية وأدب الأطفال والمسرح
ذكرني هذا العمل الابداعي بالزمن الجميل يوم كان الجمهور ممثلا بحضوره المتميز من سبعينيات القرن الماضي وبرواد جمعية المسرح الشعبي التي بصمت على المشهد المسرحي نصا وإخراجا وتمثيلا وديكورا وإنارة فبرزت أسماء فنانين مازال جيلنا يتذكرهم بكل فخر وحب واعتزاز
استعرضنا مرحلة تأسيسها مع المخرج الفنان يوسف بوزغبة وبكل أريحية زودنا ولو باقتضاب بأسماء فنانين اعطوا من جهدهم وابداعهم واعترافا بمسارهم الذهبي وما حققته جمعية المسرح الشعبي منذ التأسيس إلى ما بعده مع الإشارة إلى بعض منجزاتها:
تأسست جمعية المسرح الشعبي سنة 1969على يد بعض المسرحيين المهووسين بالخطاب الدرامي كالوردي التهامي المعروف ببوشعيب وفاروق عطية وميمون وبوطيب وغيرهم، وقد راهنت هذه الجمعية منذ بداية انطلاقتها على كثرة العطاء المسرحي ونادرا ما كانت تقدم عملا واحدا في السنة الواحدة. فخلال ثلاث سنوات (مابين 1972- 1974 ) قدمت الجمعية إثنى عشرة نصا مسرحيا من تأليف بلعيد أبو يوسف وإخراج محمد مسكين باستثناء مسرحية السنون السوداء التي قام بإخراجها يحي بودلال ونذكر منها خمسة مسرحيات على سبيل المثال وليس الحصر الأسلاك الشائكة. الخريف يعود أيضا. والليل يموت عند الفجر. الزوايا الأربع. َشمس الجاحدين
ففي هذه الفترة الحيوية من بداية السبعينيات التحق بالجمعية ثلة من أهم المبدعين بمدينة وجدة وعلى رأسهم المرحوم محمد مسكين ويحي بودلال وبلعيد أبو يوسف وأعراج جلول والدقاق عبد القادر وعبد الرزاق بنعيسى ومحمد بنقدور والزهراء شباب وجميلة يعقوبي وفتح الله وعائشة عوالي وغيرهم ممن كانوا يتميزون بحماسهم وجديتهم وقدرتهم على الخلق والإبداع .
استمرت في عطائها ومشاركتها في مختلف التظاهرات الفنية المحلية والوطنية حيث مثلت الجمعية الجهة الشرقية في المهرجان الوطني الثامن عشر لمسرح الهواة بالعرض المسرحي : مرايا الزمن المحزون سنة 1977 لمخرجه عبد الرزاق بنعيسى وشاركت في مختلف المهرجانات المحلية والجهوية نذكر منها ربيع مسرح وجدة وكذا الملتقي المتوسطي بالناظور ومهرجان وجدة الألفية للممثل الواحد والملتقى المسرحي الأول لتويسينت وكثيرة هي الأعمال الجادة قلت بكل تقدير لأخ بوزغبة نعم السلف وبارك الله في خلفهم
مسرحية الصلصال والنار تجمع بين الواقع والمتخيل تتداخل فيها الأمكنة بالأزمنة
فالمكان مسرح الإنسان والصلصال منشأ التكوين الإنساني لقوله تعالى: "خلق الانسان من صلصال كالفخار" والنار اكتشافه الأول سبيل لمسايرة طبيعته وسلاحه الذي يقيه القر ويشبع غريزته فعظمها وقدسها لتصبح سلاحا بين يديه يقاتل بها وخيرا حوله إلى شر يواجه به نفسه وغيره فيصبح الحب كراهية والسلام حربا والأخوة عداوة والاطمئنان خوفا فتتسع دائرة المتناقضات وعرفتها المناجد بأنها : عنصرٌ طبيعيٌّ فَعَّالٌ، يمثلِّه النُّورُ والحرارة المحرقة، وتُطلَق على اللهب الذي يبدو للحاسَّة، كما تُطلَقُ على الحرارة المحْرقة، والنار قد تكون نورا يهتدي به الإنسان أو جحيما يصلى إليها بحسب غايته وما ينشده منها ولأهميتها ذكر الله النار في 102 أية في القرٱن الكريم.
وعن هذه المسرحية وفي شهادة له يقول الدكتور محمد حرفي شفاه الله من كل سقم:
حين تم عرض مسرحية الصلصال والنار في أول مرة يونيو 2022 بمقر الرابطة المغربية الفرنسية؛ هذا هو المسرح الذي نبحث عنه والذي ينبغي أن يشاهده الجميع والذي يذكرنا بتاريخه العريق الذي كاد أن يندثر من أذهاننا. وهذه بشارة خير ودفعة قوية نحو المسرح الجاد من طرف فرقة المسرح الشعبي بوجدة ونتمنى أن تواصل عملها على هذا المنوال بعزيمة صادقة وصلبة، وهنيئا لكم بهذا العرض المسرحي.المتميز الصلصال والنار ، اجتهدتم وأبدعتم ومزيدا من العطاء والإبداع "انتهى"
ويقول الأستاذ المبدع المخرج يوسف بوزغبة
مسرحية الصلصال والنار اعتمدت على تكسير الجدار الرابع بإشراك الجمهور وإصابة المتلقي بالدهشة ليصبح عنصرا أساسيا ضمن عملية التشخيص التي راهن عليها الممثل الواحد الفنان حمداوي البكاي الذي أجاد في تشخيصه كما رسم له المخرج
وتحية وارفة لمخرج الصلصال والنار ولكافة الفنانين ممن أسهموا في هذا العمل ونخص بالذكر في
التقنيات الضوئية
حماد موساوي
السينوغرافية
حسن بن حمو
التمويج الموسيقي
يوسف غزالي
المحافظة العامة
منى مريمي
الاشراف والعلاقة العامة
جميلة النوالي
الممثل المبدع البكاي حمداوي عريس هذا المساء المسرحي
وفي الاخراج
الفنان المتميز يوسف بوزغبة.
وفخور جدا بالترحيب الكبير لشخصي المتواضع والدعوة الكريمة وشهادة العضوية الشرفية التي منحت لي بحضور كثير من رفاق الخشبة والتي أعتز بها وأعتبرها بمثابة وسام على صدري أضيفها لأرشيفي المسرحي
ونختم هاته القراءة بارتسامات وإعجاب الفنان المخرج الأستاذ بنعيسى عبد الرزاق التي دونها على صفحته بالفايس بوك في أول عرض تقدمت به جمعية المسرح الشعبي بقوله:
لحظات من التطهير والدهشة عشناها هذا المساء -من خلال العرض المسرحي (الصلصال والنار) لفرقة المسرح الشعبي- عرض يستحق التنويه - مجهود لا بأس به قام به الممثل المخضرم بكاي الحمداوي- جمالية السينوغرافية-الإنارة- والموسيقى والأغاني المصاحبة من أداءالفنان المبدع يوسف غزالي-
وأضاف شكرا للأصدقاء في المسرح الشعبي على هذه اللحظات الممتعة - يوسف بوزغبة مخرج المسرحية وسي حماد موساوي المصمم للسينوغرافيا- وهنيئا لكم- والمزيد من الإبداع والتألق " انتهى كلام المخرج عبد الرزاق بنعيسى"
وصفوة القول: عمل إبداعي بامتياز و ليس من
رأى كمن سمع
...
بقلم:ذ مولاي الحسن بنسيدي علي