إعداد : توفيق بوعيشي
أثارت قضية انتحار الشقيقتين المنحدرتين من تمسمان نواحي مدينة إمزورن ردود فعل قوية من مختلف النشطاء و الفاعلين و المهتمين بالريف الكبير نظرا لبشاعة الحادثة و ما خلفه من آسى عميق لكل من تناهى الى مسمعه هذا الخبر المفجع متسائلين في الوقت ذاتها عن اسباب و دوافع هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الريفي..ناظورسيتي تنقل لكم تعاليق عدد من الفاعلين بمختلف الميادين حول قضية الشقيقتين ..
أثارت قضية انتحار الشقيقتين المنحدرتين من تمسمان نواحي مدينة إمزورن ردود فعل قوية من مختلف النشطاء و الفاعلين و المهتمين بالريف الكبير نظرا لبشاعة الحادثة و ما خلفه من آسى عميق لكل من تناهى الى مسمعه هذا الخبر المفجع متسائلين في الوقت ذاتها عن اسباب و دوافع هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الريفي..ناظورسيتي تنقل لكم تعاليق عدد من الفاعلين بمختلف الميادين حول قضية الشقيقتين ..
محمد أزعوم .. استاذ باحث
تشكل ظاهرة الانتحار إشكالية حقيقية تؤرق المجتمع الريفي ككل، نظرا لإرتفاع نسبها و توالي أحداثها يوما بعد يوم و عاما بعد عام. و لعل أغرب حادثة انتحار شهدتها المنطقة هي عملية انتحار شقيقتين بغابة واد المالح بإمزورن يوم الجمعة الماضي، و التي خلفت حزنا عميقا لدى ساكنة المنطقة، فرغم هول الحادثة إلا أن الأهول منها هي تلك الأسباب التي أدت إلى إقدام تلك الشقيقتين على الانتحار، إذ تبقى المشاكل العائلية هي أهم الأسباب التي تزهق أرواح الشباب و الشابات في عمر الزهور، كما لا ننسى كون المنطقة منفتحة على العالم الخارجي بسبب الطفرة الإعلامية و التكنولوجيا، التي شهدتها مؤخرا، ساهم أيضا في استيراد بعض مخلفات الثقافات الأخرى كطريقة تناول مواضيع القصص الغرامية و ما يترتب عنها من فشل و نكسات، الشيء الذي يجعل هؤلاء الشباب المرهفون يسهل عليهم تمثيل هذه الأدوار دون وعي و بالتالي يقعون ضحية بين أنياب شبح الانتحار.
عبد الحميد العزوزي.. إعلامي بالإذاعة الوطنية
انتحار شقيقتين من نفس الأسرة وعلى نفس الشجرة وهن في عمر الزهور، عنوان مأساة الفتاة والمرأة في الريف. الحادث ينم عن تطور خطير في ظاهرة انتحار النساء بالريف، إنه الانتحار الجماعي٠ هذا الحادث المؤسف والمؤلم، قبل أن يكون وصمة عار على كل مدبري السياسات الاجتماعية الفاشلة في المنطقة، انطلاقا من الجماعات القروية إلى وزارة التنمية الإجتماعية إلى المجتمع المدني، فهي وصمة عار على كل الأسر التي تقمع بناتها، والآباء والذكور على وجه التحديد، إن هذا الحادث المأساوي يوقظنا لننظر إلى وجوهنا في المرايا، حتى نرى كم نحن ذكوريين لا نرى في بناتنا إلا العار، كم نحن قساة، كم نحن غارقون في ثقافة داعش، كم نحن متخلفون.
تشكل ظاهرة الانتحار إشكالية حقيقية تؤرق المجتمع الريفي ككل، نظرا لإرتفاع نسبها و توالي أحداثها يوما بعد يوم و عاما بعد عام. و لعل أغرب حادثة انتحار شهدتها المنطقة هي عملية انتحار شقيقتين بغابة واد المالح بإمزورن يوم الجمعة الماضي، و التي خلفت حزنا عميقا لدى ساكنة المنطقة، فرغم هول الحادثة إلا أن الأهول منها هي تلك الأسباب التي أدت إلى إقدام تلك الشقيقتين على الانتحار، إذ تبقى المشاكل العائلية هي أهم الأسباب التي تزهق أرواح الشباب و الشابات في عمر الزهور، كما لا ننسى كون المنطقة منفتحة على العالم الخارجي بسبب الطفرة الإعلامية و التكنولوجيا، التي شهدتها مؤخرا، ساهم أيضا في استيراد بعض مخلفات الثقافات الأخرى كطريقة تناول مواضيع القصص الغرامية و ما يترتب عنها من فشل و نكسات، الشيء الذي يجعل هؤلاء الشباب المرهفون يسهل عليهم تمثيل هذه الأدوار دون وعي و بالتالي يقعون ضحية بين أنياب شبح الانتحار.
عبد الحميد العزوزي.. إعلامي بالإذاعة الوطنية
انتحار شقيقتين من نفس الأسرة وعلى نفس الشجرة وهن في عمر الزهور، عنوان مأساة الفتاة والمرأة في الريف. الحادث ينم عن تطور خطير في ظاهرة انتحار النساء بالريف، إنه الانتحار الجماعي٠ هذا الحادث المؤسف والمؤلم، قبل أن يكون وصمة عار على كل مدبري السياسات الاجتماعية الفاشلة في المنطقة، انطلاقا من الجماعات القروية إلى وزارة التنمية الإجتماعية إلى المجتمع المدني، فهي وصمة عار على كل الأسر التي تقمع بناتها، والآباء والذكور على وجه التحديد، إن هذا الحادث المأساوي يوقظنا لننظر إلى وجوهنا في المرايا، حتى نرى كم نحن ذكوريين لا نرى في بناتنا إلا العار، كم نحن قساة، كم نحن غارقون في ثقافة داعش، كم نحن متخلفون.
عبد الغفور الطرهوشي.. إعلامي في موقع فري ريف
... مؤخرا بدأت ترتفع نسبة الإنتحار في مجتمعنا الريفي -الريف الجغرافيا- بشكل ملفت ، و تحوله من فعل نادر و منعزل لسلوك مجتمعي يتكرر ، و ذلك راجع لعدة أسباب ، ربما يمكن تلخيص بعضها في : التمدن و الخروج (و لو نسبيا) من مجتمع البداوة لمجتمع الحضارة ، حيث تكثر الظواهر السلبية كالإجرام و الإنتحار و التفسخ الأخلاقي...ما سجلته أثناء إشتغالي في موقع فري ريف بخصوص تناول مثل هذه المواد الإخبارية (الإنتحار ، الإغتصاب ، القتل...) ، لاحظت كثرة تفاعل الزوار و إنجذابهم المهول لمثل هذه المواضيع ، حيث بمجرد نشر مادة إخبارية من هذا القبيل ستجد الآلاف من الزوار توافدوا على الموقع و تناقلوا الخبر على الفيس بوك في وقت وجيز ،و هذا في حد ذاته أمر يستدعي وقفة و دراسة ، ألهذا الحد أصبحنا مجتمع مأساوي أو مستهلك للمآسي ، أم هي صفات مستترة في كل فرد فينجذب لها دون أن يشعر...، أم هو فضول فقط .
... مؤخرا بدأت ترتفع نسبة الإنتحار في مجتمعنا الريفي -الريف الجغرافيا- بشكل ملفت ، و تحوله من فعل نادر و منعزل لسلوك مجتمعي يتكرر ، و ذلك راجع لعدة أسباب ، ربما يمكن تلخيص بعضها في : التمدن و الخروج (و لو نسبيا) من مجتمع البداوة لمجتمع الحضارة ، حيث تكثر الظواهر السلبية كالإجرام و الإنتحار و التفسخ الأخلاقي...ما سجلته أثناء إشتغالي في موقع فري ريف بخصوص تناول مثل هذه المواد الإخبارية (الإنتحار ، الإغتصاب ، القتل...) ، لاحظت كثرة تفاعل الزوار و إنجذابهم المهول لمثل هذه المواضيع ، حيث بمجرد نشر مادة إخبارية من هذا القبيل ستجد الآلاف من الزوار توافدوا على الموقع و تناقلوا الخبر على الفيس بوك في وقت وجيز ،و هذا في حد ذاته أمر يستدعي وقفة و دراسة ، ألهذا الحد أصبحنا مجتمع مأساوي أو مستهلك للمآسي ، أم هي صفات مستترة في كل فرد فينجذب لها دون أن يشعر...، أم هو فضول فقط .
عبد الصمد امولان دكتور في البيولوجيا مقيم بالصين
..خبر هلاك الضحيتين شنقا نزل كالصاعقة علي ساكنة أهل الريف وخاصة أفراد العائلة والأقارب. وتصب كل التكهنات أن مشاكل عائلية كانت الدافع الأوحد لإقدام الشقيقتين على ارتكاب هذا الفعل الشنيع، غير أن كل التكهنات تبقى واردة في نضوب أي إشارات قوية للأسباب الحقيقية وراء اقدام الفتاتين على الانتحار.
الانتحار ظاهرة عرفتها البشرية علي مدى عصور طويلة باختلاف طقوسها ومعتقداتها الدينية، ويعرف بأنه قرار فردي يأخذه إنسان في كامل قواه العقلية وبإرادته وبشكل متعمد ومقصود لإنهاء وجوده نتيجة عدم رضاه عن حياته أو معاناة لا يستطيع إيحاد حل سليم لها، مما يدفعه الي تصفية حياته واعتقاده في قرارة نفسه أن مماته أصبح أفضل بكثير من حياته. سيكولوجيا هو شكل جد متطرف من سلوك إيذاء الذات والنفس الذي يحدث لدى أفراد يعانون من حالات اكتئاب جد متقدمة. ويعرفه ذوي الاختصاص أيضا كنوع من العقاب الذاتي والانتقام من الذات وإلحاق الأذى بالنفس من خلال وضع حد للحياة. وتشير إحصائيات عام 2010 لمنظمة الصحة العالمية أن نحو مليون شخص في العالم ينتحرون سنويا، وتبقى هذه النسبة في حدود 4 أشخاص لكل 100 ألف في الوطن العربي وفق ما نشرته مؤسسة الفكر العربي للدراسات والبحوث.
وفي الآونة الأخيرة نشاهد تزايدا ملحوظا في حالات الانتحار علي الصعيدين المحلي والوطني، وهذا يدل علي أن هناك بيئة خصبة تؤدي إلى اقدام البعض على وضع حد لحياتهم. الشخص الذي تتبلور لديه فكرة الانتحار هو في الواقع لا يتمتع باتزان عقلي ولا نفسي لذا فالظاهرة لها صلة مباشرة بالاضطرابات النفسية والعقلية. وتعزى كذلك إلى التفكك الأسري، والفشل في الدراسة، والمشاكل المالية.
للأسف الشديد هناك قصور تام لدي السلطات لمعاينة هذه الظاهرة من قرب والحد منها وخصوصا مع غياب المنشآت الصحية المتخصصة في الصحة النفسية علي المستوى المحلي ومعاينة أسبابها التي غلبا ما تكون اقتصادية او أسرية. ولايسعنا إلا أن نقول أمام هذا الحدث الجلل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونسال الصبر والسلوان لذوي الفتاتين.
..خبر هلاك الضحيتين شنقا نزل كالصاعقة علي ساكنة أهل الريف وخاصة أفراد العائلة والأقارب. وتصب كل التكهنات أن مشاكل عائلية كانت الدافع الأوحد لإقدام الشقيقتين على ارتكاب هذا الفعل الشنيع، غير أن كل التكهنات تبقى واردة في نضوب أي إشارات قوية للأسباب الحقيقية وراء اقدام الفتاتين على الانتحار.
الانتحار ظاهرة عرفتها البشرية علي مدى عصور طويلة باختلاف طقوسها ومعتقداتها الدينية، ويعرف بأنه قرار فردي يأخذه إنسان في كامل قواه العقلية وبإرادته وبشكل متعمد ومقصود لإنهاء وجوده نتيجة عدم رضاه عن حياته أو معاناة لا يستطيع إيحاد حل سليم لها، مما يدفعه الي تصفية حياته واعتقاده في قرارة نفسه أن مماته أصبح أفضل بكثير من حياته. سيكولوجيا هو شكل جد متطرف من سلوك إيذاء الذات والنفس الذي يحدث لدى أفراد يعانون من حالات اكتئاب جد متقدمة. ويعرفه ذوي الاختصاص أيضا كنوع من العقاب الذاتي والانتقام من الذات وإلحاق الأذى بالنفس من خلال وضع حد للحياة. وتشير إحصائيات عام 2010 لمنظمة الصحة العالمية أن نحو مليون شخص في العالم ينتحرون سنويا، وتبقى هذه النسبة في حدود 4 أشخاص لكل 100 ألف في الوطن العربي وفق ما نشرته مؤسسة الفكر العربي للدراسات والبحوث.
وفي الآونة الأخيرة نشاهد تزايدا ملحوظا في حالات الانتحار علي الصعيدين المحلي والوطني، وهذا يدل علي أن هناك بيئة خصبة تؤدي إلى اقدام البعض على وضع حد لحياتهم. الشخص الذي تتبلور لديه فكرة الانتحار هو في الواقع لا يتمتع باتزان عقلي ولا نفسي لذا فالظاهرة لها صلة مباشرة بالاضطرابات النفسية والعقلية. وتعزى كذلك إلى التفكك الأسري، والفشل في الدراسة، والمشاكل المالية.
للأسف الشديد هناك قصور تام لدي السلطات لمعاينة هذه الظاهرة من قرب والحد منها وخصوصا مع غياب المنشآت الصحية المتخصصة في الصحة النفسية علي المستوى المحلي ومعاينة أسبابها التي غلبا ما تكون اقتصادية او أسرية. ولايسعنا إلا أن نقول أمام هذا الحدث الجلل، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونسال الصبر والسلوان لذوي الفتاتين.
محمد شيبلا. باحث في الدكتوراه
صراحة الخبر افجعني اذ لم نعهد نحن المجتمع الريفي مثل هذه الاحداث التي نلاحظ ظهورها بكثرة في اوساط الشباب والشابات، مهما كانت الاسباب الداعية الى ذلك ومهما كانت المشاكل فحلها مواجهتها وليس بانهاء حياة الانسان. ادعو المؤسسات الاجتماعية في المدينة والجمعيات المهتمة بالشؤون الاجتماعية الى جانب اطباء النفس ان يتحدوا ويكثفوا من حملاتهم التحسيسية من اجل الحد من هذه الظاهرة الدخيلة علينا.
صراحة الخبر افجعني اذ لم نعهد نحن المجتمع الريفي مثل هذه الاحداث التي نلاحظ ظهورها بكثرة في اوساط الشباب والشابات، مهما كانت الاسباب الداعية الى ذلك ومهما كانت المشاكل فحلها مواجهتها وليس بانهاء حياة الانسان. ادعو المؤسسات الاجتماعية في المدينة والجمعيات المهتمة بالشؤون الاجتماعية الى جانب اطباء النفس ان يتحدوا ويكثفوا من حملاتهم التحسيسية من اجل الحد من هذه الظاهرة الدخيلة علينا.
عبد الحميد العزوزي.. إعلامي بالإذاعة الوطنية
انتحار شقيقتين من نفس الأسرة وعلى نفس الشجرة وهن في عمر الزهور، عنوان مأساة الفتاة والمرأة في الريف. الحادث ينم عن تطور خطير في ظاهرة انتحار النساء بالريف، إنه الانتحار الجماعي٠ هذا الحادث المؤسف والمؤلم، قبل أن يكون وصمة عار على كل مدبري السياسات الاجتماعية الفاشلة في المنطقة، انطلاقا من الجماعات القروية إلى وزارة التنمية الإجتماعية إلى المجتمع المدني، فهي وصمة عار على كل الأسر التي تقمع بناتها، والآباء والذكور على وجه التحديد، إن هذا الحادث المأساوي يوقظنا لننظر إلى وجوهنا في المرايا، حتى نرى كم نحن ذكوريين لا نرى في بناتنا إلا العار، كم نحن قساة، كم نحن غارقون في ثقافة داعش، كم نحن متخلفون.
انتحار شقيقتين من نفس الأسرة وعلى نفس الشجرة وهن في عمر الزهور، عنوان مأساة الفتاة والمرأة في الريف. الحادث ينم عن تطور خطير في ظاهرة انتحار النساء بالريف، إنه الانتحار الجماعي٠ هذا الحادث المؤسف والمؤلم، قبل أن يكون وصمة عار على كل مدبري السياسات الاجتماعية الفاشلة في المنطقة، انطلاقا من الجماعات القروية إلى وزارة التنمية الإجتماعية إلى المجتمع المدني، فهي وصمة عار على كل الأسر التي تقمع بناتها، والآباء والذكور على وجه التحديد، إن هذا الحادث المأساوي يوقظنا لننظر إلى وجوهنا في المرايا، حتى نرى كم نحن ذكوريين لا نرى في بناتنا إلا العار، كم نحن قساة، كم نحن غارقون في ثقافة داعش، كم نحن متخلفون.
سعيد دلوح ناشط مدني
الانتحار، ظاهرة وافدة على المجتمع الريفي.. لم نسمع بها في الماضي القريب.. الا عن حالات نادرة ومتباعدة زمنيا..
اذن من الذي دفع بهذه الظاهرة الي الظهور بقوة في هذا المجتمع.. هل السلوك يعود الي المستوى الاقتصادي.. المتدني.. ام هناك ازمات عميقة اخذت تضرب اطنابها في نفسيات الريفيين !!!؟
اعتقد ان الريفيين مروا. في السابق باوضاع اقتصادية اكثر بؤسا وقتامة من اليوم.. قضى العديد منهم جوعا.. علي الطرقات وهم يحاولون الهروب من جحيم الجوع.. شرقا وغربا.. اما الذين تشبثوا بالارض فنجوا بفضل بركة. نبتة '' قانوش'' لكن هؤلاء الاجداد.. رغم الجوع.. ورغم سلسلة من الحروب العدوانية التي شنت عليهم من اجل إخضاعهم، كانوا يتمتعون بمعنويات عالية... كانوا يعانقون الارض من اجل البقاء.. اصلحوا الاراضي، وغرسوا الأشجار.. عمروا الارض.. قبل ان يظهر مخطط التهجير الجماعي..
اذن سقوط جواب السؤال الأول، يفقز التفسير الثاني الي الواجهة بقوة.. وهو انهيار المنظومة القيمة التي كانت تشد الإنسان الي هذه الارض، وتشد الإنسان الي اخيه الإنسان، رغم ظروف القهر والجوع والحرب.. يبقي هذا الانسان يتشبث بالحياة.. وهذا راجع الي عدة عوامل لا مجال لذكرها في هذه العجالة..
اعتقد في تحليلي المتواضع، وقد اشار الي ذلك، اكثر من صديق.. في معرض الحديث عن فاجعة الصبيتين في امزورن .. التي هزت مشاعرنا جميعا.. ان ظلم ذوي القربي لا يستطيع اي انسان تحمله.. فهو اشد وطأة على نفسيته . ونحن جميعا ربما ذقنا مرارة هذا الظلم.. لأن الذي يعطي العاطفة بدون منة او مقابل للاخرين .. وهم يقابلون هذه العاطفة الجياشة المتدفقة بالتجاهل، او بالإساءة.. فان المحب المخلص يتلقى ضربات نفسية، لايمكن مقاومتها.. هذه الضربات تنتهي به في اغلب الاحيان الي وضع الحد لحياته.. لانه في تلك اللحظة.. يتعطل العقل عن التفكير.. وتربض غيمة سوداء قاتمة علي النفس، تشل تفكيره كليا، ان لم يجد احدا يأخذ بيده من اجل اجتياز الازمة فإنه يسقط صريعا لتلك السودواية.. يريد ان يرحل عن هذا العالم السفلي اايوم قبل الغد..ان يرحل من هذا العالم الذي يتنكر للمخلصين والمحبين والعشاق.. ولهذا نلاحظ انتشار الانتحار بين العشاق الوالهون.. اذا خان احد الاخر، او اعترض المجتمع عن هذا العشق.. وكم من قصة عشق انتهت الي الانتحار...
اما بخصوص هاتين الشقيقتين.. لا اريد ان اسبق الاحداث.. فان ثمة علامات استفهام كبيرة عن سبب وفاتهما.. ربما اذا رجحنا فرضية الانتحار،فهي واردة بقوة.. فان الفكرة ربما كانت للواحدة منهما، فرضتها على الأخرى .. دون ان نستبعد فرضيات الأخرى من الاغتصاب والتصفية..
لكن رغم هذه الظاهرة المفجعة، التي ادمت قلوبنا، هناك ظاهرة صحية فكرية في المقابل .. علي صفحات الفيس.. وهي محاولة الأصدقاء تفسير الظاهرة، ومقاربتها من كل الابعاد.. الاجتماعية. النفسية.. الأسرية.. وللاول مرة اتابع نقاش هادئ ناضج.. يحاول ان يفهم ظاهرة اجتماعية معينة بعيدا عن المناكفات والمزايدات...
الانتحار، ظاهرة وافدة على المجتمع الريفي.. لم نسمع بها في الماضي القريب.. الا عن حالات نادرة ومتباعدة زمنيا..
اذن من الذي دفع بهذه الظاهرة الي الظهور بقوة في هذا المجتمع.. هل السلوك يعود الي المستوى الاقتصادي.. المتدني.. ام هناك ازمات عميقة اخذت تضرب اطنابها في نفسيات الريفيين !!!؟
اعتقد ان الريفيين مروا. في السابق باوضاع اقتصادية اكثر بؤسا وقتامة من اليوم.. قضى العديد منهم جوعا.. علي الطرقات وهم يحاولون الهروب من جحيم الجوع.. شرقا وغربا.. اما الذين تشبثوا بالارض فنجوا بفضل بركة. نبتة '' قانوش'' لكن هؤلاء الاجداد.. رغم الجوع.. ورغم سلسلة من الحروب العدوانية التي شنت عليهم من اجل إخضاعهم، كانوا يتمتعون بمعنويات عالية... كانوا يعانقون الارض من اجل البقاء.. اصلحوا الاراضي، وغرسوا الأشجار.. عمروا الارض.. قبل ان يظهر مخطط التهجير الجماعي..
اذن سقوط جواب السؤال الأول، يفقز التفسير الثاني الي الواجهة بقوة.. وهو انهيار المنظومة القيمة التي كانت تشد الإنسان الي هذه الارض، وتشد الإنسان الي اخيه الإنسان، رغم ظروف القهر والجوع والحرب.. يبقي هذا الانسان يتشبث بالحياة.. وهذا راجع الي عدة عوامل لا مجال لذكرها في هذه العجالة..
اعتقد في تحليلي المتواضع، وقد اشار الي ذلك، اكثر من صديق.. في معرض الحديث عن فاجعة الصبيتين في امزورن .. التي هزت مشاعرنا جميعا.. ان ظلم ذوي القربي لا يستطيع اي انسان تحمله.. فهو اشد وطأة على نفسيته . ونحن جميعا ربما ذقنا مرارة هذا الظلم.. لأن الذي يعطي العاطفة بدون منة او مقابل للاخرين .. وهم يقابلون هذه العاطفة الجياشة المتدفقة بالتجاهل، او بالإساءة.. فان المحب المخلص يتلقى ضربات نفسية، لايمكن مقاومتها.. هذه الضربات تنتهي به في اغلب الاحيان الي وضع الحد لحياته.. لانه في تلك اللحظة.. يتعطل العقل عن التفكير.. وتربض غيمة سوداء قاتمة علي النفس، تشل تفكيره كليا، ان لم يجد احدا يأخذ بيده من اجل اجتياز الازمة فإنه يسقط صريعا لتلك السودواية.. يريد ان يرحل عن هذا العالم السفلي اايوم قبل الغد..ان يرحل من هذا العالم الذي يتنكر للمخلصين والمحبين والعشاق.. ولهذا نلاحظ انتشار الانتحار بين العشاق الوالهون.. اذا خان احد الاخر، او اعترض المجتمع عن هذا العشق.. وكم من قصة عشق انتهت الي الانتحار...
اما بخصوص هاتين الشقيقتين.. لا اريد ان اسبق الاحداث.. فان ثمة علامات استفهام كبيرة عن سبب وفاتهما.. ربما اذا رجحنا فرضية الانتحار،فهي واردة بقوة.. فان الفكرة ربما كانت للواحدة منهما، فرضتها على الأخرى .. دون ان نستبعد فرضيات الأخرى من الاغتصاب والتصفية..
لكن رغم هذه الظاهرة المفجعة، التي ادمت قلوبنا، هناك ظاهرة صحية فكرية في المقابل .. علي صفحات الفيس.. وهي محاولة الأصدقاء تفسير الظاهرة، ومقاربتها من كل الابعاد.. الاجتماعية. النفسية.. الأسرية.. وللاول مرة اتابع نقاش هادئ ناضج.. يحاول ان يفهم ظاهرة اجتماعية معينة بعيدا عن المناكفات والمزايدات...
حنان اسريحي طالبة جامعية
في البداية اطلب من الله الرحمة للشقيقتين الهالكتين و احمل كافة المسؤولية للاسرة التي لم تتواصل مع بناتها بالشكل المطلوب .. مؤسف جدا ان تختار هاتين الشقيقتين في عمر الزهور وضع حد لحياتهما بهذه الطريقة البشعة و اتمنى من الاسر ان تفتح قنوات الحوار مع ابناءها لتفادي مثل هذه الفواجع مستقبلا
في البداية اطلب من الله الرحمة للشقيقتين الهالكتين و احمل كافة المسؤولية للاسرة التي لم تتواصل مع بناتها بالشكل المطلوب .. مؤسف جدا ان تختار هاتين الشقيقتين في عمر الزهور وضع حد لحياتهما بهذه الطريقة البشعة و اتمنى من الاسر ان تفتح قنوات الحوار مع ابناءها لتفادي مثل هذه الفواجع مستقبلا
عبد الله يعلى طالب باحث
ما وقع قبل البارحة جريمة انسانية خطيرة، تعكس ما نعيشه من خلل ومرض اجتماعي اصبح ينتشر في الاونة الاخيرة بشكل سريع في اوساط المجتمع والمشكل في الامية و الجهل و التطرف، فكيف لي فتاتين في مقتبل العمر (16 سنة و 19 سنة) ان يعيشن بدون ام ومع اب وزوجته اميين، وفي وسط مجتمع ذكوري اقل ما نقول عنه، لا يرحم...
ما وقع قبل البارحة جريمة انسانية خطيرة، تعكس ما نعيشه من خلل ومرض اجتماعي اصبح ينتشر في الاونة الاخيرة بشكل سريع في اوساط المجتمع والمشكل في الامية و الجهل و التطرف، فكيف لي فتاتين في مقتبل العمر (16 سنة و 19 سنة) ان يعيشن بدون ام ومع اب وزوجته اميين، وفي وسط مجتمع ذكوري اقل ما نقول عنه، لا يرحم...