سفيان بوقريوح
ما زالت جبال الريف شاهدة على تاريخ الريف، تاريخ يحمل الكثير من الرموز والمعارك والانتصارات، التي يشهد بها العالم ويقر بأن الريف لا يقبل التفاوض أو المساومة على مصالحه، و ان مرّ بالكثير و العديد من الظروف القاسية من تهجير ونفي وقتل لساكنته، تاريخه كله مقاومة و نضال؛ وتعتبر سنة 1984 احد المحطات القاسية لدى وجدان الريفيين..
بعد العهد الجديد وكذا إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة سنة 2004، التي تبقى بدون جدوى فهي لم تغير من حالة الساكنة لا إقتصاديا ولا إجتماعيا ولم تدشن مصالحة حقيقية مع الساكنة المحلية، أين يكم الخلل إذن؟ ربما الخلل يكمن في عقلية السياسيين و طريقة تدبير البلاد، تفاقمت الأسباب وبدأت وضعية الساكنة في التأزم أكثر فأكثر.. وأتت سنة 2011 لتأجيج الوضع تماهيا مع حدث في دول الربيع الديموقراطي، لكن سرعان ما انطفأت ناره و مع تغيير الدستور؛ مرت خمس سنوات ليعاد نفس السيناريو ازمة إقتصادية واجتماعية اشعلت نيرانها مجددا الشهيد محسن فكري في 28/10/2017 لتكون بداية الحراك الريفي في جميع المناطق، ورغم المحاولات المتكررة لكبح الحراك وكذا افشاله لكن بدون جدوى فلم تعد لدى الساكنة حل آخر، فالاستياء العام والإحساس بالحيف والمستقبل الغامض جعلهم يتمسكون بالإحتجاج السلمي ومحاولة ايصال الرسالة بشكل يمكن للدولة الاستجابة المطالب الاقتصادية والاجتماعية،
انتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم والتي ربما اربكت حسابات الدولة في محطات معينة، لتكون ردة الفعل قوية عبر استعمال القوة واعتقال قيادات الحراك وزج بهم في السجن، والتي لازالت ملفاتهم معروضة على القضاء، رغم هذا لم يفشل الحراك فهو فكرة والفكرة كما يقال لا تموت والوعي بالحقوق ما فتئ يزداد ويتعق.
كسب الحراك تعاطف الكثير سواء عبر ربوع الوطن او خارجه، بحيث أصبح لا يكاد يمر أسبوع إلاّ وكانت هناك مظاهرة سواء في الريف او في العديد من مدن دول أوروبا من اجل إطلاق سراح المعتقلين وكذا الاستجابة للملف المطلبي..
إشكالية فشل الحراك رهين بفشل الحكومة التي لم يرى منها سوى بعض التعديلات التي لا تغني ولا تسمن في بطن الفقير شيء، الحراك جاء من اجل الحق في التعليم والصحة والشغل، فلو كانت الحكومة وفرت هذه الأخيرة لما كان هناك حراك لا في الريف ولا في منطقة أخرى، المشكل يكمن في الساسة انفسهم، يجب ان يفهموا ان السياسية هي تدبير لشأن العام وان يغيروا العقلية التي شاخت وهرمت عندهم، الفشل بادٍ عندما تجد الشعب يخرج ليحتج على الفساد وعلى الدولة ان تعيد حساباتها وتقوم بدورها في جعل المواطن هو قلب اهتمامها، تدبير ناجع للقطاعات الحيوية.
الامتحان الأعسر في جعل الدولة تجيب لآمال المواطنين و نموذجا للأخلاق وللقيم الإنسانيّة. وكم هو البون شاسع بين الرايات التي ترفعها الدولة عالميا . فلئن استطاع المتخيّل أن يرسم صورة المدينة الفاضلة لدولة ،وإن استمرت الدولة على نفس المنوال فإنّه يصير من العسير تأسيس متخيّل دولة تحلم بتأسيسها الأجيال المقبلة من خلال ما رسّخه الجيل الاول للدولة من صورة مشوهة وممارسات إنتهازية. فقد ارتبط اسم "المحزن" لدى ساكنة الريف بالخوف و عدم الثقة.
وإنّ الذاكرة الإنسانيّة لتضمّ أحداثا قاسية و مؤلمة ، إذ هي رغم كل ما بذلته الدولة في محاولة لصلح إلا ان سنة 2017 كانت موجعة وخاصة على علنية الحكومة بأن المحتجين إنفصاليين . وإنّها وإن نجحت في السيطرت على الحراك وكبحه نوعا ما، فقد فشلت في في الحفاظ على الصورة المغرب الجديد المسوقة، فممارسة الحكومة لعنف كان واضحا وماتزال جروحه تزداد عمقا .
ان الريف جزء من الوطن والوطن للجميع ، ولا بد من شرح للكثير من المفاهيم الأساسية و يستوعبها الساسة فهم "زعما" يمثلوننا ، بلورت فكرة لوطن للجميع تبقى سحوبا في السماء ، و ان إستمر الوضع على نفس المنهاج لربما ينفجر السد وعندئذ لا مفر .
ما زالت جبال الريف شاهدة على تاريخ الريف، تاريخ يحمل الكثير من الرموز والمعارك والانتصارات، التي يشهد بها العالم ويقر بأن الريف لا يقبل التفاوض أو المساومة على مصالحه، و ان مرّ بالكثير و العديد من الظروف القاسية من تهجير ونفي وقتل لساكنته، تاريخه كله مقاومة و نضال؛ وتعتبر سنة 1984 احد المحطات القاسية لدى وجدان الريفيين..
بعد العهد الجديد وكذا إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة سنة 2004، التي تبقى بدون جدوى فهي لم تغير من حالة الساكنة لا إقتصاديا ولا إجتماعيا ولم تدشن مصالحة حقيقية مع الساكنة المحلية، أين يكم الخلل إذن؟ ربما الخلل يكمن في عقلية السياسيين و طريقة تدبير البلاد، تفاقمت الأسباب وبدأت وضعية الساكنة في التأزم أكثر فأكثر.. وأتت سنة 2011 لتأجيج الوضع تماهيا مع حدث في دول الربيع الديموقراطي، لكن سرعان ما انطفأت ناره و مع تغيير الدستور؛ مرت خمس سنوات ليعاد نفس السيناريو ازمة إقتصادية واجتماعية اشعلت نيرانها مجددا الشهيد محسن فكري في 28/10/2017 لتكون بداية الحراك الريفي في جميع المناطق، ورغم المحاولات المتكررة لكبح الحراك وكذا افشاله لكن بدون جدوى فلم تعد لدى الساكنة حل آخر، فالاستياء العام والإحساس بالحيف والمستقبل الغامض جعلهم يتمسكون بالإحتجاج السلمي ومحاولة ايصال الرسالة بشكل يمكن للدولة الاستجابة المطالب الاقتصادية والاجتماعية،
انتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم والتي ربما اربكت حسابات الدولة في محطات معينة، لتكون ردة الفعل قوية عبر استعمال القوة واعتقال قيادات الحراك وزج بهم في السجن، والتي لازالت ملفاتهم معروضة على القضاء، رغم هذا لم يفشل الحراك فهو فكرة والفكرة كما يقال لا تموت والوعي بالحقوق ما فتئ يزداد ويتعق.
كسب الحراك تعاطف الكثير سواء عبر ربوع الوطن او خارجه، بحيث أصبح لا يكاد يمر أسبوع إلاّ وكانت هناك مظاهرة سواء في الريف او في العديد من مدن دول أوروبا من اجل إطلاق سراح المعتقلين وكذا الاستجابة للملف المطلبي..
إشكالية فشل الحراك رهين بفشل الحكومة التي لم يرى منها سوى بعض التعديلات التي لا تغني ولا تسمن في بطن الفقير شيء، الحراك جاء من اجل الحق في التعليم والصحة والشغل، فلو كانت الحكومة وفرت هذه الأخيرة لما كان هناك حراك لا في الريف ولا في منطقة أخرى، المشكل يكمن في الساسة انفسهم، يجب ان يفهموا ان السياسية هي تدبير لشأن العام وان يغيروا العقلية التي شاخت وهرمت عندهم، الفشل بادٍ عندما تجد الشعب يخرج ليحتج على الفساد وعلى الدولة ان تعيد حساباتها وتقوم بدورها في جعل المواطن هو قلب اهتمامها، تدبير ناجع للقطاعات الحيوية.
الامتحان الأعسر في جعل الدولة تجيب لآمال المواطنين و نموذجا للأخلاق وللقيم الإنسانيّة. وكم هو البون شاسع بين الرايات التي ترفعها الدولة عالميا . فلئن استطاع المتخيّل أن يرسم صورة المدينة الفاضلة لدولة ،وإن استمرت الدولة على نفس المنوال فإنّه يصير من العسير تأسيس متخيّل دولة تحلم بتأسيسها الأجيال المقبلة من خلال ما رسّخه الجيل الاول للدولة من صورة مشوهة وممارسات إنتهازية. فقد ارتبط اسم "المحزن" لدى ساكنة الريف بالخوف و عدم الثقة.
وإنّ الذاكرة الإنسانيّة لتضمّ أحداثا قاسية و مؤلمة ، إذ هي رغم كل ما بذلته الدولة في محاولة لصلح إلا ان سنة 2017 كانت موجعة وخاصة على علنية الحكومة بأن المحتجين إنفصاليين . وإنّها وإن نجحت في السيطرت على الحراك وكبحه نوعا ما، فقد فشلت في في الحفاظ على الصورة المغرب الجديد المسوقة، فممارسة الحكومة لعنف كان واضحا وماتزال جروحه تزداد عمقا .
ان الريف جزء من الوطن والوطن للجميع ، ولا بد من شرح للكثير من المفاهيم الأساسية و يستوعبها الساسة فهم "زعما" يمثلوننا ، بلورت فكرة لوطن للجميع تبقى سحوبا في السماء ، و ان إستمر الوضع على نفس المنهاج لربما ينفجر السد وعندئذ لا مفر .