المزيد من الأخبار






هل ينجح المغاربة في توطيد علاقاتهم مع الدول الإفريقية بكرة القدم


ناظورسيتي: مهدي عزاوي

لم يعد يخفى اليوم على أحد أن كرة القدم ورغم أنه مجرد لعبة ورياضة تنافسية، أصبحت موضوعا حساسا، خصوصا في القارة السمراء ويلعب دور كبير في تقارب الشعوب أو نفورها من بعضها البعض، بل الأكثر من ذلك يمكن الحديث على ديبلوماسية موازية رياضية.

فلا يخفى اليوم على أن المغرب ومن الناحية السياسية له علاقات متميزة مع جل الدول الإفريقية، وهذا واضح من مواقفها التي يتم إعلانها بكل وضوح وصراحة وخصوصا تلك التي تهم القضية الوطنية الأولى والمتعلقة بالصحراء المغربية، كما أن العلاقات الاقتصادية في تطور دائم مع جل الشركاء الأفارقة، في ضل التعاون جنوب جنوب، وما يدل على ذلك حجم الإستثمارات المغربية بمجموعة من الدول الإفريقية والتبادل التجاري كذلك فيما بينها والذي يعرف تزايدا كبيرا سنة بعد سنة.

وأمام التألق المغربي قاريا ودوليا في كرة القدم ووصوله إلى نصف نهائي كاس العالم بقطر، شاهد الجميع كيف شجعت الشعوب والمنتخبات الإفريقية، كتيبة وليد الركراكي والدعم الذي حضي به الفريق الوطني، حتى أصبح قميص المنتخب المغربي يغزوا المدرجات الإفريقية في الكأس الإفريقية التي تجرى بالكوت ديفوار.

وخير دليل على قوة كرة القدم في جعل تقارب الشعوب وحتى السياسات بين الدول، هو ما حدث خلال هذه الدورة، وعندما كان يحتاج منتخب الكوت ديفوار لفوز المنتخب المغربي حتى يضمن التأهل لدور ثمن النهاية، وذلك ما تحقق، شاهد الجميع كيف أشاد الكوت ديفواريون بالمغرب ورحبوا بالجماهير المغربية هناك وتعامل معهم بطريقة مميزة.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل سينجح المغاربة وخصوصا الجماهير واللاعبين، في توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية خصوصا تلك التي تدعم المغرب بشكل كبير، وذلك عبر الظهور بوجه يشرف المملكة، و التشجيع بطرق حضارية، تبين مدى العلاقات الوطيدة بين المغرب والشعوب الإفريقية، بعيدا عن التشنجات والشعارات التي تمس جماهير المنتخبات الأخرى ولاعبيها، وكذلك بالإبتعاد عن التصريحات التي من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي في هذه العلاقات خصوصا بين الشعوب الصديقة للمغرب، والنجاح في خلق ديبلوماسية رياضية موازية.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح