المزيد من الأخبار






وجوه: حسن تبرينت.. إنسان وفنّان من زمن التغيير بطعم الحلم


وجوه: حسن تبرينت.. إنسان وفنّان من زمن التغيير بطعم الحلم
ناظورسيتي: محمد زاهد

هو من الأسماء البارزة التي خلدت نفسها ووشمت ذاكرة الريف الفنية بمعاني الالتزام، التضحية، المبدئية، حلم التغيير...الفنان المقتدر حسن تبرينت (أوريو) الذي غنى وناضل من أجل العدالة والكرامة والحرية، حيث ظل دائما يصيح ويصدح: ثيرلِّي، ثيرلّي، ثيرلّي...

ينحدر حسن تبرينت من سلالة الذين جعلوا صوتهم لسان حال الشعب في مختلف قضاياه وهمومه وأماله وأمانيه...وتربى في أحضان التضحية والنضال والإبداع والحلم، وظل على الدوام مؤمنا بأن أجمل سلاح هو الأغنية الملتزمة، وهو الذي أدى أغاني خالدة ارتبطت بمرحلة أساسية من الواقع السياسي والإجتماعي، مثل: "أذرار ن إيسان"- "رلاَّ ثمورث ءينو"- "ترغيغد خام"...
كما يعدّ حسن تبرينت واحد من الذين ينتمون إلى "جيل الظمأ". فقد قدم الشيء الكثير دون أن ينتظر مقابلا. ملامح وتقاسيم وجهه توحي بأنه عائد للتو من ملحمة مواجهة الزمن بكل عواصفه وعوائده وتقلباته.

اقترن اسم حسن تبرينت، الإنسان والمناضل والفنان، بالتجربة الغنائية لمجموعة "ءيرزام" التي طبعت مرحلتها بطابع مميز، وكان حسن تبرينت، إلى جانب أسماء أخرى، واحد ممن رسموا معالم هذه التجربة الموشومة في سجل الأغنية الأمازيغية الملتزمة بالريف منذ سنوات السبعينات من القرن الماضي. لقد كان صاحب أداء خاص على مستوى الموسيقى والغناء والكلمة واللحن و"الآلة" كما يسميها هو عادة.

عنى للتلميذ والعامل والفلاح وكل الشرائح الأخرى. كما غنى من أجل الحرية والكرامة وضد الاستغلال والاضطهاد... كما أنه مثّل صوت الطبقة العاملة، حتى صار يلقبه الكثير ب"مارسيل خليفة" الأغنية الأمازيغية. لكنه ظل يرسم مساره الخاص، فكان هو نفسه ولم يكن غيره.

ولأن طبيعة المرحلة التي عاشها وواكب أحداثها، كانت تمتاز بوجود حالة اجتماعية وسياسية خاصة، فقد كان من الضروري أن يؤدي نصيبه من ضريبة الاختيار الذي اختاره والمسار الذي اتبعه عن قناعة وبدون قناع.

أما مرحلة الهجرة/الاغتراب، ورغم تقلبات أحوالها وظروفها الصعبة التي تأثر بشكل سلبي على وضعية المغترب، فقد زادت من قساوة الحالة التي بقي أمامها الفنان حسن تبرينت صامدا، إذ لم يتحول ولم يركب موجة أخرى بل بقي هو نفسه كما كان في السابق.

ومهما قيل عن هذا الاسم الذي ترك بصماته واضحة في سجل الذين امنوا برسالة ما وناضلوا من أجلها وسعوا إلى تحقيقها، فيبقى حسن تبرينت رمزا للعطاء والخصب في زمن الشح والحر.








تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح