NadorCity.Com
 


يناير 1984 جريمة نظام تستمر!


يناير 1984 جريمة نظام تستمر!
بقلم: رمسيس بولعيون*


...لم أعش تلك الأيام، كما لم يعشها معي الكثيرون من أبناء الريف، لكن نعرف ما حدث و كيف و أين وبأي طريقة، و نعرف الألم الذي سببه بطش وقسوة المخزن لمواطنين عزل أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بالعيش الكريم، نعم نعرف عنها الكثير لكون دماء الأحرار التي سالت لم تجف بعد، وسنين العذاب التي عاشها أهل الريف في تلك الفترة من الصعب أن تنسى بهذه السرعة، وما زالت تلك الكلمات التي أطلقها الحسن الثاني تتردد إلى يومنا هذا، و ما زالت الدولة تتعامل مع هذه المنطقة بنفس السياسة..

إن ما حدث في يناير 1984 جاء في سياق خاص، من الناحية السياسية، الإقتصادية والإجتماعية. فمن الناحية السياسية تميزت تلك الفترة بالاحتقان و الصراع، و مجموعة من الاعتقالات قام بها النظام ضد كل معارضيه، وعاش المغرب سنوات من القمع والتضييق على الحريات، وجعلوا من هذا الوطن سجنا كبيرا، أما من الناحية الإقتصادية و الإجتماعية فالمغرب مع بداية الثمانينات طبق بنود مخطط التقويم الهيكلي، الذي كان محكوما باملاءات المؤسسات المالية العالمية "صندوق النقد الدولي والبنك العالمي" مما أدى إلى غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار وتفاقم الفقر... كما أن من الأسباب الإقتصادية التي ساهمت مباشرة في قيام انتفاضة يناير 1984، هو إغلاق الحدود مع مليلية و بهذا حرمان مجموعة من العائلات من مورد رزقهم و الذي كان يعتمد بالأساس على التهريب المعيشي. كل هذا أشياء أخرى ساهمت في اندلاع انتفاضة حقيقية في الريف، لتنتقل بعدها إلى مجموعة من المناطق، ليس بنفس الحدة و لكنها عرفت احتجاجات قوية في تلك الفترة.

اليوم و بعد 28 سنة من هذه الانتفاضة، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل تصالحت الدولة مع الريف؟؟؟ وهل نجحت مسرحية الإنصاف والمصالحة في محو التاريخ الأسود للنظام المغربي بالمنطقة؟؟؟

لا أعتقد هذا لأنه و بكل وضوح الريف ما يزال يعاني من تهميش وإقصاء متعمد من طرف الدولة، فاليوم والآن بالريف يوجد ألاف المعطلين من أبناء المنطقة، و لسنوات وهم يحتجون دون فائدة و يواجههم المسؤولون بوعود كاذبة، و اليوم و الأن في إقليم الناظور يوجد مستشفى واحد ووحيد بنقص حاد في الأطباء و الأطر ما يجعل أرواح المواطنين في خطر، اليوم و الأن مناطق و دواوير توجد في عزلة تامة و لا وجود لأبسط شروط العيش، اليوم و الأن في الريف لا يوجد مركز لعلاج السرطان رغم أن المنطقة تسجل أكبر عدد للمصابين بهذا المرض على صعيد الوطن، اليوم و الأن خيرة شباب المنطقة يحلمون بالهجرة بعدما فقدوا الثقة في دولة تمتص ثروات المنطقة و يستفيد منها اللوبي الحاكم بالمغرب، اليوم و الأن لم تكشف الإنصاف و المصالحة عن المقبرة الجماعية المتواجدة أمام الثكنة العسكرية بتاويمة رغم وجود عدة شهادات لضحايا تؤكد على وجودها، اليوم و الأن لم تقم الدولة بأي توصية من توصيات الهيئة في الريف.

و اليوم و الأن في الريف لم يعد يكفينا اعتذار الدولة عن ما قامت به من جرائم في انتفاضة 19 يناير 1984 و لا تعويضات هزيلة للضحايا، و لا زيارات موسمية لأعلى سلطة في البلاد. و أصبح مطلب محاسبة و معاقبة من تورطوا في هذه الجرائم من قريب أو بعيد هو المطلب الرئيسي، و أن يرفع التهميش عن المنطقة و أن تعترف الدولة بما قامت به من جرائم ضد مواطنين عزل، طالبو بالعيش الكريم، و على الدولة أن لا تنهج سياسة الهروب للأمام و أن تستمع للمطالب الموجودة الأن في الشارع و أن تتعامل معها بجدية و أن تقوم بمراجعة حساباتها، لأنه سيأتي وقت ستنفجر فيه الأوضاع أكثر و أكثر لتبدأ إنتفاضة جديدة لن ترضى بغير الحرية بديلا، و لعل خير دليل على هذا ما عاشته مناطق الريف من احتجاجات قوية في السنوات الأخيرة. و هذا التجاهل من النظام المغربي لمطالب ساكنة المنطقة ليس إلا استمرارا لجريمته في يناير 1984..

*Ramsisse.boulayoun@gmail.com
**بالأبيض و الأسود: يناير1984 أو قصة إنتفاضة






1.أرسلت من قبل amwadar في 20/01/2012 18:09
OUI C,EST LA VERITE JE M,SOUVIEN BAUCOUPS DE CE JOUR LA .LA SURETE A PERDU LE KONTROL
C-V-D LES MANIFAISTANS BERBER SONT DES HOMMES DE QUALITE SUPERIEURE EN 1984
TANDIS QUE MAINTENANT


IL FAUX LE SAVOIRE NOUS LES BERBERES ON PEUX INVADE LE KOUDSS

2.أرسلت من قبل boyafar في 21/01/2012 18:34
وأنا عشت هذه الفترة وكنت شاهد عيان كيف كان الرصاص يخترق جدران أزقة الناظورلقد انطلقت أول المظاهرات من ثانوية المطار التي كنت طالبا بها آنذاك سالكة طريق تويمة متجهة إلى وسط المدينة قاصدة ثانوية عبد الكريم الخطابي لكن ذوو القبعات الخضر (إيقشوارإيباون بالأمازيغية) كانوا لها بالمرصاد، أتذكر أننا حوصرنا عند واد حاسي أنطونيو واستدرجنا إلى الجسر الضيق وهوجمنا من أمامنا ومن خلفنا مما اضطر العديد منا إلى القفز من أعلى الجسر ....والقصة طويلة
إن ما أحزنني وقتها إلى جانب سقوط الضحايا الذين لا أعرفهم هو حين عودتي إلى الفصل الدراسي وفقدان زملائنا الذين لا يعرف أحد مصيرهم.
أقترح أن تدون قصص من عايش هذه الذكريات حتى لا تصبح من خبر كان












المزيد من الأخبار

الناظور

الفنان رشيد الوالي يخطف الأضواء خلال زيارته لأشهر معد "بوقاذيو نواتون" بالناظور

تلاميذ ثانوية طه حسين بأزغنغان يستفيدون من حملة تحسيسية حول ظاهرة الانحراف

بحضور ممثل الوزارة ومدير الأكاديمية.. الناظور تحتضن حفل تتويج المؤسسات الفائزة بالألوية الخضراء

البرلمانية فريدة خينيتي تكشف تخصيص وزارة السياحة 30 مليار سنتيم لإحداث منتجع سياحي برأس الماء

تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية

جماهير الفتح الناظوري تحتشد أمام مقر العمالة للمطالبة برحيل الرئيس

تعزية للصديقين فهد ونوردين بوثكنتار في وفاة والدتهما