المزيد من الأخبار






أرملة المساعدي: "عباس" تسبّب في انتفاضة الريف وأنهى احتكار حزب الاستقلال للسّياسة


أرملة المساعدي: "عباس" تسبّب في انتفاضة الريف وأنهى احتكار حزب الاستقلال للسّياسة
سليمان الريسوني

بعد‭ ‬حوالي‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬الوفاة‭ ‬الغامضة‭ ‬لعباس‭ ‬المساعدي،‭ ‬تحكي‭ ‬أرملته‭ ‬السيدة‭ ‬غيثة‭ ‬علوش،‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الاعتراف،‭ ‬تفاصيل‭ ‬لقائها،‭ ‬وهي‭ ‬مراهقة‭ ‬فاسية‭ ‬متعلمة،‭ ‬في‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬برجل‭ ‬شق‭ ‬لنفسه‭ ‬طريق‭ ‬الكفاح‭ ‬بالسلاح‭.‬

على‭ ‬كرسي‭ ‬الاعتراف‭ ‬تُقِر‭ ‬السيدة‭ ‬غيثة‭ ‬علوش‭ ‬بأنها‭ ‬عاشت‭ ‬رفقة‭ ‬عباس‭ ‬المساعدي‭ ‬في‭ ‬الريف،‭ ‬داخل‭ ‬منزل‭ ‬مليء‭ ‬بأنواع‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتفجرات‭. ‬وتعترف‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬زوجها‭ ‬يتخلص‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الخونة،‭ ‬وتتذكر‭ ‬خلافات‭ ‬المساعدي‭ ‬مع‭ ‬المهدي‭ ‬بنبركة‭ ‬وعلال‭ ‬الفاسي،‭ ‬وعلاقته‭ ‬القوية‭ ‬بالأمير‭ ‬الخطابي‭ ‬ومحمد‭ ‬الخامس‭. ‬

‭- ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬بعدما‭ ‬جئت‭ ‬من‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬إلى‭ ‬فاس،‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الخطيب‭ ‬والمحجوبي‭ ‬أحرضان،‭ ‬لحضور‭ ‬نقل‭ ‬جثمان‭ ‬زوجك‭ ‬عباس‭ ‬المساعدي‭ ‬إلى‭ ‬الريف،‭ ‬وفوجئت‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬الجثمان؟

‬عندما‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬المقبرة،‭ ‬مرفوقة‭ ‬بابني‭ ‬خليل،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬غير‭ ‬حفرة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬قبر‭ ‬السي‭ ‬عباس،‭ ‬قصدت‭ ‬بيت‭ ‬خالتي‭ ‬في‭ ‬فاس‭ ‬ومكثت‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬المساء،‭ ‬ثم‭ ‬أقفلت‭ ‬عائدة‭ ‬إلى‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭. ‬وفي‭ ‬طريق‭ ‬عودتي‭ ‬لمحت‭ ‬سيارة‭ ‬الخطيب‭ ‬ومعه‭ ‬أحرضان‭ ‬فتبعتها،‭ ‬وأخذت‭ ‬أستعمل‭ ‬المنبه‭ ‬الصوتي‭ ‬والضوء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنبها‭ ‬إلي‭ ‬وعمدا‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬سيارتهما‭. ‬وبمجرد‭ ‬ما‭ ‬اقتربت‭ ‬منهما‭ ‬قلت‭ ‬محتجة‭: ‬‮«‬كيفاش‭ ‬هزيتو‭ ‬رفات‭ ‬السي‭ ‬عباس‭.. ‬حتى‭ ‬لقيت‭ ‬الحفرة‭ ‬خاوية‮»‬،‭ ‬فأجابني‭ ‬الخطيب‭: ‬‮«‬سيري‭ ‬لدارك‭ ‬وقفلي‭ ‬عليك‭ ‬بيتك‭ ‬ويلا‭ ‬جاو‭ ‬سولوك‭ ‬قولي‭ ‬لهم‭: ‬أنا‭ ‬معندي‭ ‬خبار‭.. ‬وما‭ ‬علموني‭ ‬بوالو»؛‭ ‬ثم‭ ‬ودعتهما‭ ‬وانصرفت‭..‬

‭ ‬‭- ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬نقل‭ ‬رفات‭ ‬زوجك‭ ‬عباس‭ ‬المساعدي‭ ‬من‭ ‬المقبرة‭ ‬التي‭ ‬دفن‭ ‬فيها‭ ‬بفاس،‭ ‬إلى‭ ‬أجدير‭ ‬بمنطقة‭ ‬اكزناية،‭ ‬بين‭ ‬تازة‭ ‬والحسيمة؟‭ ‬

‭‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الغرض‭ ‬السياسي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬نقل‭ ‬رفات‭ ‬السي‭ ‬عباس‭ ‬من‭ ‬فاس‭ ‬إلى‭ ‬الريف‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬حكومة‭ ‬احمد‭ ‬بلافريج‭ (‬من‭ ‬12‭ ‬ماي‭ ‬1958‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬دجنبر‭ ‬1958‭

‭ -‬‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬إسقاط‭ ‬حكومة‭ ‬بلافريج،‭ ‬ولماذا؟

‭<‬‭ ‬القصر‭. ‬لقد‭ ‬طلب‭ ‬المقاومون‭ ‬المتحدرون‭ ‬من‭ ‬الريف‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬الترخيص‭ ‬لهم‭ ‬بنقل‭ ‬رفات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقاومين‭ ‬إلى‭ ‬مقبرة‭ ‬الشهداء‭ ‬بأجدير،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬لم‭ ‬تجبهم‭ ‬السلطات،‭ ‬إن‭ ‬بالرفض‭ ‬أو‭ ‬بالقبول،‭ ‬أقدموا‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬جثامين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقاومين،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬جثمان‭ ‬السي‭ ‬عباس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أغضب‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬اعتقلت‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الخطيب‭ ‬والمحجوبي‭ ‬أحرضان‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬الوكوتي،‭ ‬اعتقالا‭ ‬احتياطيا،‭ ‬لمدة‭ ‬شهرين‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬عين‭ ‬قادوس‮»‬‭ ‬بفاس،‭ ‬لكن‭ ‬الملف‭ ‬طوي‭ ‬دون‭ ‬محاكمة‭.‬

‭ ‬‭- ‬وهل‭ ‬كان‭ ‬الخطيب‭ ‬وأحرضان‭ ‬والوكوتي‭ ‬مسؤولين‭ ‬فعلا‭ ‬عن‭ ‬نقل‭ ‬رفات‭ ‬شهداء‭ ‬المقاومة‭ ‬وجيش‭ ‬التحرير‭ ‬ضدا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬السلطات،‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬اعتقالهم؟

‭‬لقد‭ ‬كان‭ ‬طلب‭ ‬نقل‭ ‬الرفات‭ ‬الذي‭ ‬تسلمته‭ ‬السلطات‭ ‬باسم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الثلاثة‭. ‬وقد‭ ‬حكى‭ ‬لي‭ ‬الدكتور‭ ‬الخطيب‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬رأى،‭ ‬هو‭ ‬وأحرضان،‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬تتلكأ‭ ‬في‭ ‬قبول‭ ‬طلب‭ ‬نقل‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭ ‬إلى‭ ‬الريف،‭ ‬ذهبا‭ ‬لمقابلة‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قصره‭ ‬بفاس‭ ‬وأخبروه‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬روافة‭ ‬غاديين‭ ‬يهدو‭ ‬لقبور‮»‬،‭ ‬فوعدهما‭ ‬خيرا‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬واخا‭ ‬غادي‭ ‬نشوف»؛‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬غادرا‭ ‬القصر،‭ ‬فوجئا‭ ‬بأن‭ ‬الريفيين‭ ‬قد‭ ‬استقدموا‭ ‬500‭ ‬سيارة‭ ‬ونقلوا‭ ‬الجثامين‭ ‬إلى‭ ‬الريف‭.‬

‭ ‬‭- ‬من‭ ‬كان‭ ‬يتزعم‭ ‬الريفيين‭ ‬الذين‭ ‬نقلوا‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء؟

‭‬زعماء‭ ‬القبائل،‭ ‬ومنهم‭ ‬القايد‭ ‬محمد‭ ‬علال‭ ‬والقايد‭ ‬عبد‭ ‬القادر،‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬القبائل‭. ‬حينها،‭ ‬حلّ‭ ‬بالريف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الغالي‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عاملا‭ ‬على‭ ‬فاس،‭ ‬والمهدي‭ ‬الصقلي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كاتبا‭ ‬عاما‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية؛‭ ‬وقد‭ ‬صادف‭ ‬وجودهما‭ ‬بالريف‭ ‬وجود‭ ‬الدكتور‭ ‬الخطيب‭. ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬همّ‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬بالحديث‭ ‬إليهما‭ (‬الغالي‭ ‬العراقي‭ ‬والمهدي‭ ‬الصقلي‭)‬،‭ ‬فرفضا‭ ‬ذلك‭ ‬وقالا‭ ‬له‭: ‬أنت‭ ‬لست‭ ‬معنيا‭ ‬بالحديث‭ ‬معنا‭. ‬نحن‭ ‬نريد‭ ‬التحدث‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬القبيلة‭ ‬محمد‭ ‬علال‭. ‬وعندما‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬للتحدث‭ ‬إليهما‭ ‬تم‭ ‬اعتقاله‭ ‬فـ»البوسط‮»‬،‭ ‬فهاجمت‭ ‬القبيلة‭ ‬‮«‬البوسط‮»‬‭ ‬وحررت‭ ‬زعيمها‭ ‬محمد‭ ‬علال،‭ ‬هذا‭ ‬حدث‭ ‬في‭... ‬1958‭. ‬وكرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قام‭ ‬بعض‭ ‬المحتجين‭ ‬باعتقال‭ ‬المهدي‭ ‬الصقلي‭ ‬ثم‭ ‬قطعوا‭ ‬أذنه،‭ ‬وبعدها‭ ‬اعتقل‭ ‬أحرضان‭ ‬والخطيب‭ ‬والوكوتي؛‭ ‬وهنا‭ ‬حلت‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬العمومية‭ ‬معززة‭ ‬بأزيد‭ ‬من‭ ‬ألفي‭ ‬بندقية‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬إحراق‭ ‬الريف،‭ ‬فحمل‭ ‬الريفيون‭ ‬أسلحتهم‭ ‬وصعدوا‭ ‬إلى‭ ‬الجبل،‭ ‬وكانت‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الشهيرة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬لسنتين‭ (‬1958-‭ ‬1959‭) ‬والتي‭ ‬شاهد‭ ‬فيها‭ ‬الريفيون‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬القتل‭ ‬والدمار‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعرفوه‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬الريف‭ (‬1921‭ - ‬1926‭). ‬وقد‭ ‬ترتب‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الانتفاضة‭ ‬صدور‭ ‬ظهير‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬نونبر‭ ‬1958،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬حزب‭ ‬الحركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وكذا‭ ‬إسقاط‭ ‬حكومة‭ ‬بلافريج‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬دجنبر‭ ‬1958،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬‮«‬عـمَّرْ‭ ‬الاستقلاليين‭ ‬ما‭ ‬غادي‭ ‬يشدوها‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬عين‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي‭ ‬مباشرة،‭ ‬4‭ ‬دجنبر‭ ‬1958،‭ ‬حكومة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ابراهيم‭.‬

‭ -‬‭ ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬التعامل‭ ‬بقسوة‭ ‬مع‭ ‬أناس‭ (‬ريفيين‭) ‬كافحوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقلال‭ ‬المغرب،‭ ‬ورغبوا‭ ‬في‭ ‬دفن‭ ‬شهدائهم‭ ‬في‭ ‬منطقتهم؟

‭‬بعدما‭ ‬بقي‭ ‬الريفيون‭ ‬متمترسين‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬‮«‬صيفطو‭ ‬لهم‭ ‬جوج‭ ‬باطايونات‮»‬،‭ ‬أحدهما‭ ‬من‭ ‬تازة‭ ‬والآخر‭ ‬من‭ ‬الحسيمة،‭ ‬فطوقا‭ ‬القبيلة‭. ‬وهنا‭ ‬أمر‭ ‬أحد‭ ‬مسؤولي‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قائدي‭ ‬‮«‬الباطايونات‮»‬‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يسلموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬الريفيين،‭ ‬فأجابه‭ ‬القبطان‭ ‬العلوشي،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬الحسيمة‭ ‬والذي‭ ‬سوف‭ ‬يموت‭ ‬أثناء‭ ‬المحاولة‭ ‬الانقلابية‭ ‬بالصخيرات‭ ‬في‭ ‬1971،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬ما‭ ‬نتيريش‭ (‬لن‭ ‬أطلق‭ ‬النار‭) ‬فالسيفيل‭ (‬على‭ ‬المدنيين‭) ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬توصلت‭ ‬بأمر‭ ‬مكتوب‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‮»‬‭. ‬وهناك‭ ‬صعد‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬وأوفقير‭ ‬إلى‭ ‬الريف‭ ‬وأعطيت‭ ‬الأوامر‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬المحتجين‭.‬

‭ -‬‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬حدث‭ ‬نقل‭ ‬جثمان‭ ‬عباس‭ ‬المساعدي‭ ‬من‭ ‬فاس‭ ‬إلى‭ ‬أجدير‭ ‬كان‭ ‬سببا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬اندلاع‭ ‬انتفاضة‭ ‬الريف‭ ‬1958‭ - ‬1959؟

‭‬طبعا،‭ ‬طبعا‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حدث‭ ‬نقل‭ ‬جثمان‭ ‬السي‭ ‬عباس‭ ‬تم‭ ‬استغلاله‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬حكومة‭ ‬بلا‭ ‬فريج‭ ‬وإصدار‭ ‬ظهير‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬حكيت‭ ‬لك‭.‬

‭ - ‬هل‭ ‬تقصد‭ ‬أن‭ ‬مقاومي‭ ‬الريف‭ ‬استعملوا‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬جثمان‭ ‬عباس‭ ‬المساعدي‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المقاومين،‭ ‬لإسقاط‭ ‬الحكومة‭ ‬وإصدار‭ ‬ظهير‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬الذي‭ ‬شرّع‭ ‬للتعددية‭ ‬الحزبية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬واضعا‭ ‬حدا‭ ‬لهيمنة‭ ‬حزب‭ ‬الاستقلال‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المغرب؟

‭‬الأصل‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السي‭ ‬عباس‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أوصى،‭ ‬قيد‭ ‬حياته،‭ ‬بأن‭ ‬يدفن‭ ‬في‭ ‬الريف‭. ‬ وعندما‭ ‬بادر‭ ‬رفاقه‭ ‬الريفيون‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬وصيته،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬حسبانهم‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬سوف‭ ‬تتطور‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬لكن‭ ‬السياسيين‭ ‬دائما‭ ‬يستغلون‭ ‬الأحداث‭ ‬الطارئة‭ ‬لتحقيق‭ ‬انتصارات‭ ‬سياسية‭ ‬وإلحاق‭ ‬الهزائم‭ ‬بخصومهم‭.‬


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح