ناظورسيتي: متابعة
كشف الناشط المرتضى إعمراشا، والذي يتابع في حالة سراح، عن معطيات خاصة حول اليوم الأول بسج سلا، حيث قال" فتح موظف السجن الباب طالبا أن أتوجه لعيادة السجن، للقاء الطبيبة النفسية، فهمت أن هذا إجراء روتيني..، بعد أن خطوت مسافة سلمني الموظف لشخص آخر، اعتقدت أنه موظف أيضا لكن تبين لاحقا أنه نزيل أيضا، عند انتظار الطبيبة حدثني مرافقي عن نفسه وتبين أنه ريفي أيضا، من الناظور، شاب لم يتجاوز العشرين متهم بتكوين خلية إرهابية، في ملفات قاسية تتجاوز السن والقدرة على التصديق.
وأضاف " بعد الجلوس بمقعد الطبيبة سألتني عدة أسئلة عن نفسيتي، كان طلبي الوحيد أريد الاتصال بوالدي، بعدها استرسلت تسأل عن التهم التي تعرف جيدا ما هي، سألت عن أصدقائي فذكرت لطيفة أحرار التي كانت تشبهها، وسألت عما أستمع فأخبرتها عن عشقي لماجدة الرومي وغادة شبير ونجاة الصغيرة وأخريات، لا أدري ماذا خربشت في دفترها لكني أظن أنها كتبت - حالة مستعصية - لأنها لم تفهم شيئا، قضيت تلك الأيام العصيبة أحاول بناء تصور إيجابي لما قد يحدث.."
وإختتم إعمراشا تدوينته بوصف الحالة التي عاشها قبل وبعد وفاة والده " كان توقيعي دون سابق اشعار على قرار السجن المؤبد في قبر والدي خاصة بعد تشييعي الجنائزي من سلا إلى الحسيمة خلال ساعات الطريق، كافية لتمتلأ حياتي البئيسة باليأس وعند وصولي للمنزل ومعرفتي بقصة القتل البطيء التي تعرض لها أبي أثناء تنقله بين مفوضية الأمن والمستشفى ومضاعفات علمه بمتابعتي بقانون الإرهاب، وقودا لغضب وجدت صداه في الشارع الذي كان عازما على جعلها قضية محسن فكري جديدة، مكثت لساعات بغرفتي سطح منزلي أفاوض نفسي بين إحساس الغضب على سطوة هذا النظام والحسرة، وبين القيم والمثل التي طالما دافعت عنها، ..أترانا ندعو للسلام حين يكون الضحية غيرنا وننسى هذه المبادئ عندما يقرر القدر اختبار تمسكنا بها؛ توجهت للمستشفى ووجدت أبي المسجى على مغسلة الأموات وقد علت وجهه إشراقة قدسية تطفئ بنورها كل ظلام تسرب في لحظة يأس إلى قلوبنا، قبلته ومسحت وجهي بين يديه وغادرت لأستعد للجنازة وأواري جسده الطاهر الثرى موقنا بوصاياه التي تركها لي وللتاريخ، والتي لن أخذلها حتى ألقاه."
كشف الناشط المرتضى إعمراشا، والذي يتابع في حالة سراح، عن معطيات خاصة حول اليوم الأول بسج سلا، حيث قال" فتح موظف السجن الباب طالبا أن أتوجه لعيادة السجن، للقاء الطبيبة النفسية، فهمت أن هذا إجراء روتيني..، بعد أن خطوت مسافة سلمني الموظف لشخص آخر، اعتقدت أنه موظف أيضا لكن تبين لاحقا أنه نزيل أيضا، عند انتظار الطبيبة حدثني مرافقي عن نفسه وتبين أنه ريفي أيضا، من الناظور، شاب لم يتجاوز العشرين متهم بتكوين خلية إرهابية، في ملفات قاسية تتجاوز السن والقدرة على التصديق.
وأضاف " بعد الجلوس بمقعد الطبيبة سألتني عدة أسئلة عن نفسيتي، كان طلبي الوحيد أريد الاتصال بوالدي، بعدها استرسلت تسأل عن التهم التي تعرف جيدا ما هي، سألت عن أصدقائي فذكرت لطيفة أحرار التي كانت تشبهها، وسألت عما أستمع فأخبرتها عن عشقي لماجدة الرومي وغادة شبير ونجاة الصغيرة وأخريات، لا أدري ماذا خربشت في دفترها لكني أظن أنها كتبت - حالة مستعصية - لأنها لم تفهم شيئا، قضيت تلك الأيام العصيبة أحاول بناء تصور إيجابي لما قد يحدث.."
وإختتم إعمراشا تدوينته بوصف الحالة التي عاشها قبل وبعد وفاة والده " كان توقيعي دون سابق اشعار على قرار السجن المؤبد في قبر والدي خاصة بعد تشييعي الجنائزي من سلا إلى الحسيمة خلال ساعات الطريق، كافية لتمتلأ حياتي البئيسة باليأس وعند وصولي للمنزل ومعرفتي بقصة القتل البطيء التي تعرض لها أبي أثناء تنقله بين مفوضية الأمن والمستشفى ومضاعفات علمه بمتابعتي بقانون الإرهاب، وقودا لغضب وجدت صداه في الشارع الذي كان عازما على جعلها قضية محسن فكري جديدة، مكثت لساعات بغرفتي سطح منزلي أفاوض نفسي بين إحساس الغضب على سطوة هذا النظام والحسرة، وبين القيم والمثل التي طالما دافعت عنها، ..أترانا ندعو للسلام حين يكون الضحية غيرنا وننسى هذه المبادئ عندما يقرر القدر اختبار تمسكنا بها؛ توجهت للمستشفى ووجدت أبي المسجى على مغسلة الأموات وقد علت وجهه إشراقة قدسية تطفئ بنورها كل ظلام تسرب في لحظة يأس إلى قلوبنا، قبلته ومسحت وجهي بين يديه وغادرت لأستعد للجنازة وأواري جسده الطاهر الثرى موقنا بوصاياه التي تركها لي وللتاريخ، والتي لن أخذلها حتى ألقاه."