جواد الغليظ
yoba56@gmail.com
قد نتجرأ من هنا فصاعدا نحن الذين لم نعش سنوات الرصاص التي مرت على المغرب بأن نقول للعلن أن سنوات الكلاشينكوف هي بالضبط التي ستأتي في زماننا هذا، لكن كي لا يختلط الحابل بالنابل للأجهزة الأمنية وتحرر محضرا في حقنا على أننا ننبأ بثورة مرتقبة سأقوم بتوضيح الأمور كما هي تفاديا لمضيعة الوقت لأنه كالذهب في هذا الزمان.
الثورة المرتقبة هي التي ستعلنها السلطة التشريعية والتنفيذية التي لم ينفصل إحداهما بعد، عن بعضهما البعض رغم مطالب الشعب في إعلان طلاقهما الثلاث. ثورة تتمثل في شن هجوم متتالي على أبناء الشعب الذين يريدون ولو في أحلامهم العيش بكرامة في ضل نظام يسوده القانون والديمقراطية، يضمن لهم حقوقهم الطبيعية على الأقل بدون مساومة. وذلك عبر طلاقات نارية خارجة من كلاشينكوف مخزني صرف يحمل العديد من الضربات القاتلة، رغم إبقاء الضحايا على قيد الحياة لكن أموات أحياء الى الأبد، جلها مرتكزة على تكميم الأفواه، من اعتقال للمناضلين وإغلاق لمقرات الصحف المستقلة، واعتقالات جماعية لكل من خرج عنوة الى الشارع العام لقول كلمة الحق في وجد الفساد والمفسدين.
لكن مع الأسف نحن المغاربة محكوم علينا بالنوم والخنوع الى يوم غير معلوم رغم أن التاريخ يشهد لأجدادنا بالعكس، نحن إنبطاحيون نثور فقط في الأسواق على البطاطس والطماطم، وكلمتنا لا تجمع فقط في دهاليز الشرطة والمحاكم، شغلنا الشاغل هو الأكل والنوم والعام زين. كأن الأكل هو السبب الوحيد الذي من أجله نعيش وليس هنالك شيء ما نصبوا الى تحقيقه. أليست الحرية أيضا من العيش أليس التعبير من العيش أليست الكرامة من العيش....
نحن صرنا نعيش في الجحيم يا إخواني الفقر يقتل فينا الآلاف، والظلم يسجن منا الآلاف، والبحر يغرق فيه الآلاف، والشارع يحمل منا الآلاف. لقد مللنا من الخطط الإستراتيجية، والمواثيق الإستعجالية، والمشاريع الوهمية، والمجسمات الكرتونية، وأين نحن من كل هذا. فالمخزن ورائنا والبحر أمامنا وليس لنا من المفر سبيل غير التشبث بأمل التغيير الذي سنأخذ نحن زمام أموره، لكن هذا التغيير الذي ننشد لا يأتي من فراغ.
نحن دائما نتشبث بما يأتي من غيرنا ودائما نعيش في كوكب غير ذي الأرض التي تحمل ثقلنا، لا نحن نستفيد منها ولا هي تستفيد منا، واتكاليون حتى النخاع، نصفق لغيرنا الذي يحارب الفساد بمفرده فقط وراء شاشات التلفاز، ولا نبكي فقط إلا عندما يتم إقبار هؤلاء في غياهب السجون، مختبئين في بيوتنا مثل الفئران. لا نملك بعد الجرأة على الخروج الى الواقع المزري لإعلان كلمة الحق في وجه المافيا التي سيطرت على جماعاتنا وبلدياتنا ومدننا وأحيائنا الصناعية وأحزابنا السياسية ومؤسساتنا الاجتماعية والإعلامية والتعليمية والتي لا تؤدي على الأقل الضرائب الغالية التي نؤديها نحن. ضريبة الجوع و الموت الرحيم بمفهوم الكلمتين الواسع.
الى متى سنضل على هذا الوضع فالوطن لنا جميعا وليس لعائلات محددة بالذات، وقد أدينا جميعا واجباتنا اتجاه هذا الوطن الذي ضللنا فيه غرباء ومن الدرجة الثانية، فأين حقوقنا، لقد أضعناها طبعا بتنازلاتنا من أجل مصالحنا الشخصية، و أنانيتنا السيكوباتية، ونفاقنا المعلوم فقط من أجل الوصول الى المبتغى، فهل ننتظر نبيا أو رسولا جديدا كي يرشدنا الى الطريق الذي ينهي هذا الموت الرحيم، أم إلهية تعصف بالمفسدين لكي نعيش بكرامة، أم محكوم علينا بالانبطاح الى يوم الدين، هذا شأنكم وما نحن إلا بمحذرين.
yoba56@gmail.com
قد نتجرأ من هنا فصاعدا نحن الذين لم نعش سنوات الرصاص التي مرت على المغرب بأن نقول للعلن أن سنوات الكلاشينكوف هي بالضبط التي ستأتي في زماننا هذا، لكن كي لا يختلط الحابل بالنابل للأجهزة الأمنية وتحرر محضرا في حقنا على أننا ننبأ بثورة مرتقبة سأقوم بتوضيح الأمور كما هي تفاديا لمضيعة الوقت لأنه كالذهب في هذا الزمان.
الثورة المرتقبة هي التي ستعلنها السلطة التشريعية والتنفيذية التي لم ينفصل إحداهما بعد، عن بعضهما البعض رغم مطالب الشعب في إعلان طلاقهما الثلاث. ثورة تتمثل في شن هجوم متتالي على أبناء الشعب الذين يريدون ولو في أحلامهم العيش بكرامة في ضل نظام يسوده القانون والديمقراطية، يضمن لهم حقوقهم الطبيعية على الأقل بدون مساومة. وذلك عبر طلاقات نارية خارجة من كلاشينكوف مخزني صرف يحمل العديد من الضربات القاتلة، رغم إبقاء الضحايا على قيد الحياة لكن أموات أحياء الى الأبد، جلها مرتكزة على تكميم الأفواه، من اعتقال للمناضلين وإغلاق لمقرات الصحف المستقلة، واعتقالات جماعية لكل من خرج عنوة الى الشارع العام لقول كلمة الحق في وجد الفساد والمفسدين.
لكن مع الأسف نحن المغاربة محكوم علينا بالنوم والخنوع الى يوم غير معلوم رغم أن التاريخ يشهد لأجدادنا بالعكس، نحن إنبطاحيون نثور فقط في الأسواق على البطاطس والطماطم، وكلمتنا لا تجمع فقط في دهاليز الشرطة والمحاكم، شغلنا الشاغل هو الأكل والنوم والعام زين. كأن الأكل هو السبب الوحيد الذي من أجله نعيش وليس هنالك شيء ما نصبوا الى تحقيقه. أليست الحرية أيضا من العيش أليس التعبير من العيش أليست الكرامة من العيش....
نحن صرنا نعيش في الجحيم يا إخواني الفقر يقتل فينا الآلاف، والظلم يسجن منا الآلاف، والبحر يغرق فيه الآلاف، والشارع يحمل منا الآلاف. لقد مللنا من الخطط الإستراتيجية، والمواثيق الإستعجالية، والمشاريع الوهمية، والمجسمات الكرتونية، وأين نحن من كل هذا. فالمخزن ورائنا والبحر أمامنا وليس لنا من المفر سبيل غير التشبث بأمل التغيير الذي سنأخذ نحن زمام أموره، لكن هذا التغيير الذي ننشد لا يأتي من فراغ.
نحن دائما نتشبث بما يأتي من غيرنا ودائما نعيش في كوكب غير ذي الأرض التي تحمل ثقلنا، لا نحن نستفيد منها ولا هي تستفيد منا، واتكاليون حتى النخاع، نصفق لغيرنا الذي يحارب الفساد بمفرده فقط وراء شاشات التلفاز، ولا نبكي فقط إلا عندما يتم إقبار هؤلاء في غياهب السجون، مختبئين في بيوتنا مثل الفئران. لا نملك بعد الجرأة على الخروج الى الواقع المزري لإعلان كلمة الحق في وجه المافيا التي سيطرت على جماعاتنا وبلدياتنا ومدننا وأحيائنا الصناعية وأحزابنا السياسية ومؤسساتنا الاجتماعية والإعلامية والتعليمية والتي لا تؤدي على الأقل الضرائب الغالية التي نؤديها نحن. ضريبة الجوع و الموت الرحيم بمفهوم الكلمتين الواسع.
الى متى سنضل على هذا الوضع فالوطن لنا جميعا وليس لعائلات محددة بالذات، وقد أدينا جميعا واجباتنا اتجاه هذا الوطن الذي ضللنا فيه غرباء ومن الدرجة الثانية، فأين حقوقنا، لقد أضعناها طبعا بتنازلاتنا من أجل مصالحنا الشخصية، و أنانيتنا السيكوباتية، ونفاقنا المعلوم فقط من أجل الوصول الى المبتغى، فهل ننتظر نبيا أو رسولا جديدا كي يرشدنا الى الطريق الذي ينهي هذا الموت الرحيم، أم إلهية تعصف بالمفسدين لكي نعيش بكرامة، أم محكوم علينا بالانبطاح الى يوم الدين، هذا شأنكم وما نحن إلا بمحذرين.