ساعات قليلة قبل صعوده إلى منصة الحفل الافتتاحي للمهرجان المتوسطي بالحسيمة، الذي انطلقت فعالياته يومه الاثنين 15 غشت 2016، تحدث الفنان العالمي إيدير لـ”كشك” عن تأثير الفن في زمن الدواعش، وعن هويته الأمازيغية، ودورها في مناهضة التطرف والكراهية. في هذا الحوار يتوقف إيدير، ليتحدى بفنه الراقي ماكينة الإرهاب والتخلف والرجعية.
غنيت كثيرا للحب والسلام وللإنسان الحر، وفي آخر أعمالك “رسالة إلى ابنتي” تحدثت إلى ابنتك، وعبرها إلى كل شابات هذا المغرب الكبير، أهديت إليهن أقاصيص جميلة عن الحرية وعن الحب أيضا. هل ما زالت هناك سياقات تلهمك لغناء هذه التيمات وسياق الكراهية هو السائد في أيامنا هذه؟
بالفعل تغيرت السياقات كثيرا، وربما حتى السياق الذي جاءت فيه “رسالة إلى ابنتي” قد تغير دون شك، وفي هذا الموضوع بالذات كنا نعد أغنية مع مجموعة من الفنانين الفرنسيين، وكاتب الأغنية هو الفنان “grand corps malade”، وأثناء التحضيرات النهائية، أقدم هذا الفنان على تغيير كلمات في النص الأصلي وبعث إلي بالنص الجديد وعندما سألته: “لقد كان النص الأول جيدا، فلماذا عمدت إلى تغييره ؟” أجاب بعبارة واحدة: “لأن الأشياء تغيرت !”، فعلاً لقد تغير الوضع عما كان عليه منذ 5 أو 6 سنوات، اليوم هناك كيان يكمن في الجوار إسمه داعش، وهؤلاء لن يحاوروك.. هؤلاء يقتلونك أولا.
كيف تتفاعل أنت وفنك مع هذا السياق، أو بالأحرى كيف يناهض فنان إنساني عالمي هؤلاء القتلة الذين لا سبيل إلى محاورتهم ؟
شخصيا أحاول عن طريق تطوير عقليات الناس التأثير فيهم، والسلطات “الله غالب” أدخلت الناس في نفق لا نهائي من الفقر الثقافي، والقتلة يحسنون استغلال هذا الأمر جيدا.
في حواري الأول معك سنة 2008 حول الهوية الأمازيغية والثورة، تناولنا أهمية الهوية وأهمية الأم في مسارك وفي فنك.. ماذا لو فرض هذا السياق المجنون الذي نعيشه حصارا على هويتك التي دافعت عنها لسنوات؟
هناك شيء لن أتخلى عنه أبدا هو هويتي، وعلى هذا الأساس أصارع، وعلى هذا الاساس أصدر مواقفي. يجب أن يكون هذا الأمر واضحا، وأنا هنا لا أصطف إلى جانب أي أحد أو أي حزب أو أي خطاب سياسوي ضيق، وبطبيعة الحال لن أكون إلى جانب القتلة. أنا إنسان حر.. أنا أمازيغي وثائر من أجل هويتي، وهذا لن أتخلى عنه ما حييت، ولن تأخذه مني أية قوة كيفما كانت.
في نظرك ما هو السبب أو الأسباب التي تفسر بها ما وصلنا إليه اليوم من إرهاب فكري وتخلف ورجعية؟
لأن الثقافة غابت وفسحت المجال للأيديولوجيا. ولأن الأفكار تراجعت أمام انتشار الشعبوية. فبين الأيديولوجيا والشعبوية لم تعد لدينا الأدوات الثقافية للحديث عن السلام أو التعدد، وعن التبادل أو التشارك، مما وفر تربة خصبة لإنبات قوى الظلام كـ “داعش والنصرة”.
هل تشعر أن فنك مهدد اليوم؟
فني لي فمن سيأخذه مني؟ ربما يأخذنا الموت معا يوما ما، لكنني سأبقى دوما فنانا من أجل السلام، ومن أجل التعدد والحوار، وسأناهض كل من يناهضون قيم السلام والتعدد والحوار. فني لي فمن سيأخذه مني؟
عن كشك
غنيت كثيرا للحب والسلام وللإنسان الحر، وفي آخر أعمالك “رسالة إلى ابنتي” تحدثت إلى ابنتك، وعبرها إلى كل شابات هذا المغرب الكبير، أهديت إليهن أقاصيص جميلة عن الحرية وعن الحب أيضا. هل ما زالت هناك سياقات تلهمك لغناء هذه التيمات وسياق الكراهية هو السائد في أيامنا هذه؟
بالفعل تغيرت السياقات كثيرا، وربما حتى السياق الذي جاءت فيه “رسالة إلى ابنتي” قد تغير دون شك، وفي هذا الموضوع بالذات كنا نعد أغنية مع مجموعة من الفنانين الفرنسيين، وكاتب الأغنية هو الفنان “grand corps malade”، وأثناء التحضيرات النهائية، أقدم هذا الفنان على تغيير كلمات في النص الأصلي وبعث إلي بالنص الجديد وعندما سألته: “لقد كان النص الأول جيدا، فلماذا عمدت إلى تغييره ؟” أجاب بعبارة واحدة: “لأن الأشياء تغيرت !”، فعلاً لقد تغير الوضع عما كان عليه منذ 5 أو 6 سنوات، اليوم هناك كيان يكمن في الجوار إسمه داعش، وهؤلاء لن يحاوروك.. هؤلاء يقتلونك أولا.
كيف تتفاعل أنت وفنك مع هذا السياق، أو بالأحرى كيف يناهض فنان إنساني عالمي هؤلاء القتلة الذين لا سبيل إلى محاورتهم ؟
شخصيا أحاول عن طريق تطوير عقليات الناس التأثير فيهم، والسلطات “الله غالب” أدخلت الناس في نفق لا نهائي من الفقر الثقافي، والقتلة يحسنون استغلال هذا الأمر جيدا.
في حواري الأول معك سنة 2008 حول الهوية الأمازيغية والثورة، تناولنا أهمية الهوية وأهمية الأم في مسارك وفي فنك.. ماذا لو فرض هذا السياق المجنون الذي نعيشه حصارا على هويتك التي دافعت عنها لسنوات؟
هناك شيء لن أتخلى عنه أبدا هو هويتي، وعلى هذا الأساس أصارع، وعلى هذا الاساس أصدر مواقفي. يجب أن يكون هذا الأمر واضحا، وأنا هنا لا أصطف إلى جانب أي أحد أو أي حزب أو أي خطاب سياسوي ضيق، وبطبيعة الحال لن أكون إلى جانب القتلة. أنا إنسان حر.. أنا أمازيغي وثائر من أجل هويتي، وهذا لن أتخلى عنه ما حييت، ولن تأخذه مني أية قوة كيفما كانت.
في نظرك ما هو السبب أو الأسباب التي تفسر بها ما وصلنا إليه اليوم من إرهاب فكري وتخلف ورجعية؟
لأن الثقافة غابت وفسحت المجال للأيديولوجيا. ولأن الأفكار تراجعت أمام انتشار الشعبوية. فبين الأيديولوجيا والشعبوية لم تعد لدينا الأدوات الثقافية للحديث عن السلام أو التعدد، وعن التبادل أو التشارك، مما وفر تربة خصبة لإنبات قوى الظلام كـ “داعش والنصرة”.
هل تشعر أن فنك مهدد اليوم؟
فني لي فمن سيأخذه مني؟ ربما يأخذنا الموت معا يوما ما، لكنني سأبقى دوما فنانا من أجل السلام، ومن أجل التعدد والحوار، وسأناهض كل من يناهضون قيم السلام والتعدد والحوار. فني لي فمن سيأخذه مني؟
عن كشك