قلب تصورات علمية تقول بوجود قطيعة بين حضارات عصور حجرية
الدارالبيضاء- خديجة الفتحي
اكتشف باحثون مغاربة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، هيكلين عظميين بشريين من المحتمل أن يعود تأريخهما، حسب المعطيات الأولية، لما بين 6000 و14000 سنة قبل الحاضر.
وتم العثور على هذين الهيكلين بمغارة يطلق عليها كهف (الحلوف 2 ) -أي مغارة الخنزير- و تقع بمنطقة قروية بجبال الأطلس المتوسط حوالي 6 كلم جنوب غرب مدينة عين توجدات التابعة لمحافظة الحاجب ضواخي مدينة مكناس.
عبد السلام مقداد الباحث في علوم الآثار والمشرف على فريق البحث، أوضح في حديث لـ"العربية.نت"، أن الهيكلين عثرا عليهما بالمغارة في مستويين مختلفين، تفصل بينهما طبقة أركيولوجية يصل سمكها إلى 0.5 متر.
وأشار الباحث بأن الهيكل العظمي العلوي، والمقدر تأريخه بما بين 8000 و 6000 سنة، يعود لذكر بالغ دفن في حفرة ضيقة في وضعية جلوس و أن أطرافه السلفية اتخذت وضعية قرفصاء شديدة، لتلمس كعباه حوضه، وترتفع ركبتاه حتى قفصه الصدري.
ويقول بأن عظام ساعد الهيكل امتدت على طول وضعيته الجالسة لتلمس يداه الأرض مباشرة، أما جمجمته فتنحني قليلا نحو الأمام وتتوجه نظرته نحو الشمال. فيما تميل، وضعية الهيكل لليسار ويستند من جهة الخلف على حجر كبير تعلوه كتلة من الأحجار المرتبة.
وأبرز في هذا السياق أنه عثر على أداة حجرية على مستوى عظام الأرجل يبدو أنها دفنت عن قصد مع الهيكل الذي عانت عظامه كسور شديدة ناتجة عن ثقل حجر كبير وضع فوق الحفرة الجنائزية لإحكام إغلاقها.
فيما يخص الهيكل الثاني، الذي يمتد تأريخه إلى حوالي 8000 و 14000 سنة قبل الحاضر، فيعود هو الآخر حسب الباحث لذكر بالغ، دفن في حفرة بيضوية الشكل و صغيرة الأبعاد، حددت جنباتها تبعا له بأحجار متوسطة الحجم.
وأوضح مقداد أن هذا الهيكل دفن على جانبه الأيمن، وطويت رجلاه لتبلغ قدماه حوضه. أما عظام ساعده الأيمن فامتدت على طول الجسد لتبلغ الحوض بينما امتدت عظام الساعد الأيسر على طول القفص الصدري، ثم طويت ووضعت قريبا من الجمجمة. تميل هذه الأخير نحو الخلف و تتجه نحو الجنوب الشرقي و قد وضع حجر كلسي عليها مباشرة.
وأكد بأن التأريخ المطلق لهذين الهيكلين، سيحدد مختبريا عبر تقنية الكاربون المشــع (C14) غير أنه حسب المعطيات الستراتيغرفية و معاينة اللقى الأثرية التي عثر عليها تبعا له، فإن هذين الهيكلين يعود أحداثهما للعصر الحجري الحديث (النيوليت) وأقدمهما لفترة بعد العصر الحجري القديم الأعلى (الإيبيباليوليت).
في أهمية الاكتشاف
وأبرز مقداد، بأن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في تحديد تعاقب ثقافي وزمني بين آخر مجموعات البشرية التي اعتمدت في حياتها الاقتصادية على الصيد و القطف، و أولى المجموعات التي بدأت بممارسة الزراعـة و التدجين، مشيرا في هذا السياق إلى أن المعطيات العلمية الحالية وكذا التصورات التي سادت منذ زمن طويل، ظلت تشدد على وجود قطيعة بين الحضارة (النيوليتية) والحضارة (الإيبيباليوليتية).
كما أن هذا الاكتشاف حسب عبد السلام مقداد، يؤكد من جهة ثانية على استمرارية الاستيطان البشري بجبال الأطلس المتوسط خاصة والمغرب عامة، وبأن المجموعات البشرية التي سوف تمارس الزراعة وتدجين الحيوانات الأليفة لم تأت من الجزيرة الإيبيرية أو من الشرق وفق ما كان يعتقد في نظريات قديمة، بل إن جدور هذه المجموعات تمتد في المغرب إلى العصر الحجري القديم، يقول الباحث.
تجدر الإشارة، إلى أن هذا الاكتشاف تم في إطار برنامج البحث الوطني الذي يهم "الثقافات المادية، التقنيات و التطور البيئي القديم في الأطلس المتوسط خلال فترتي البليستوسين و الهولوسين" تحت إشراف الأستاذ عبد السلام مقداد من المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث بالمغرب.
الدارالبيضاء- خديجة الفتحي
اكتشف باحثون مغاربة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، هيكلين عظميين بشريين من المحتمل أن يعود تأريخهما، حسب المعطيات الأولية، لما بين 6000 و14000 سنة قبل الحاضر.
وتم العثور على هذين الهيكلين بمغارة يطلق عليها كهف (الحلوف 2 ) -أي مغارة الخنزير- و تقع بمنطقة قروية بجبال الأطلس المتوسط حوالي 6 كلم جنوب غرب مدينة عين توجدات التابعة لمحافظة الحاجب ضواخي مدينة مكناس.
عبد السلام مقداد الباحث في علوم الآثار والمشرف على فريق البحث، أوضح في حديث لـ"العربية.نت"، أن الهيكلين عثرا عليهما بالمغارة في مستويين مختلفين، تفصل بينهما طبقة أركيولوجية يصل سمكها إلى 0.5 متر.
وأشار الباحث بأن الهيكل العظمي العلوي، والمقدر تأريخه بما بين 8000 و 6000 سنة، يعود لذكر بالغ دفن في حفرة ضيقة في وضعية جلوس و أن أطرافه السلفية اتخذت وضعية قرفصاء شديدة، لتلمس كعباه حوضه، وترتفع ركبتاه حتى قفصه الصدري.
ويقول بأن عظام ساعد الهيكل امتدت على طول وضعيته الجالسة لتلمس يداه الأرض مباشرة، أما جمجمته فتنحني قليلا نحو الأمام وتتوجه نظرته نحو الشمال. فيما تميل، وضعية الهيكل لليسار ويستند من جهة الخلف على حجر كبير تعلوه كتلة من الأحجار المرتبة.
وأبرز في هذا السياق أنه عثر على أداة حجرية على مستوى عظام الأرجل يبدو أنها دفنت عن قصد مع الهيكل الذي عانت عظامه كسور شديدة ناتجة عن ثقل حجر كبير وضع فوق الحفرة الجنائزية لإحكام إغلاقها.
فيما يخص الهيكل الثاني، الذي يمتد تأريخه إلى حوالي 8000 و 14000 سنة قبل الحاضر، فيعود هو الآخر حسب الباحث لذكر بالغ، دفن في حفرة بيضوية الشكل و صغيرة الأبعاد، حددت جنباتها تبعا له بأحجار متوسطة الحجم.
وأوضح مقداد أن هذا الهيكل دفن على جانبه الأيمن، وطويت رجلاه لتبلغ قدماه حوضه. أما عظام ساعده الأيمن فامتدت على طول الجسد لتبلغ الحوض بينما امتدت عظام الساعد الأيسر على طول القفص الصدري، ثم طويت ووضعت قريبا من الجمجمة. تميل هذه الأخير نحو الخلف و تتجه نحو الجنوب الشرقي و قد وضع حجر كلسي عليها مباشرة.
وأكد بأن التأريخ المطلق لهذين الهيكلين، سيحدد مختبريا عبر تقنية الكاربون المشــع (C14) غير أنه حسب المعطيات الستراتيغرفية و معاينة اللقى الأثرية التي عثر عليها تبعا له، فإن هذين الهيكلين يعود أحداثهما للعصر الحجري الحديث (النيوليت) وأقدمهما لفترة بعد العصر الحجري القديم الأعلى (الإيبيباليوليت).
في أهمية الاكتشاف
وأبرز مقداد، بأن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في تحديد تعاقب ثقافي وزمني بين آخر مجموعات البشرية التي اعتمدت في حياتها الاقتصادية على الصيد و القطف، و أولى المجموعات التي بدأت بممارسة الزراعـة و التدجين، مشيرا في هذا السياق إلى أن المعطيات العلمية الحالية وكذا التصورات التي سادت منذ زمن طويل، ظلت تشدد على وجود قطيعة بين الحضارة (النيوليتية) والحضارة (الإيبيباليوليتية).
كما أن هذا الاكتشاف حسب عبد السلام مقداد، يؤكد من جهة ثانية على استمرارية الاستيطان البشري بجبال الأطلس المتوسط خاصة والمغرب عامة، وبأن المجموعات البشرية التي سوف تمارس الزراعة وتدجين الحيوانات الأليفة لم تأت من الجزيرة الإيبيرية أو من الشرق وفق ما كان يعتقد في نظريات قديمة، بل إن جدور هذه المجموعات تمتد في المغرب إلى العصر الحجري القديم، يقول الباحث.
تجدر الإشارة، إلى أن هذا الاكتشاف تم في إطار برنامج البحث الوطني الذي يهم "الثقافات المادية، التقنيات و التطور البيئي القديم في الأطلس المتوسط خلال فترتي البليستوسين و الهولوسين" تحت إشراف الأستاذ عبد السلام مقداد من المعهد الوطني لعلوم الآثار و التراث بالمغرب.