محمد أحادوش-باحث في القانون الدولي. برشلونة
أود في البداية ان أشير الى أننا أبناء الجالية المغربية ، لا نشكل تيارا سياسيا لحزب معين، او نهجا فكريا او دينيا خاصا بمؤسسة او جمعية أو منظمة كيفما كان نوعها.اننا أفراد تجمعنا الاقامة في بلد ليس هو بلد اجدادنا و لا البلد الذي قدمنا منه و لا زلنا نحمل في أحاسيسنا و مشاعرنا تأثيره الذي يصعب علينا التخلص منه مهما طال الزمن .
تجمعنا الهوية الدينية و الهوية الوطنية ، و يربط بيننا الحنين الى البلد الام رغم بعض مظاهر البؤس و الحرمان و الشقاء التي تطبع الحياة اليومية لأقرباء لنا هناك و جيران و اصدقاء.
هل لدينا كجالية من اصول مغربية مقيمة بالخارج ، واجبات تجاه باد الاقامة الذي نعيش فيه؟ انه سؤال يطرح في كثير من الحوارات بين افراد الجالية، و اختلفت الآراء حوله ، خصوصا ببن الجيل الحالي و الاجيال السابقة.
- بالنسبة لبلد الاقامة: يعتبر افراد الجالية مواطنون كاملي المواطنة ، لهم من الحقوق ما للمواطنين الاصليين و عليهم من الواجبات ما عليهم .
لكن رغم المساواة في الحقوق و الواجبات ، فان هناك بعض المواطنين الاصليبن لا زالوا ينظرون نظرة الشك و الريبة و الحذر الى مواطنيهم ذوي الأصل المغرببي . و في السنوات الاخيرة ازداد عدد هؤلاء ، و تحولت النظرات الى ردود فعل ترقى في بعض الاحيان الى مستوى العنصرية، و ذلك بسبب السلوكيات المشينة لبعض شبابنا و المسيئة الى أبناء جلدتهم من المغاربة الذين استطاعوا بمثابرتهم و جدههم أن يحققوا انجازات تفوق انجازات اهل البلد الاصليين .و لقد كان لهؤلاء المتالقين و المميزين من ابناء الجالية الدور الكبير في التغطية على السلوك السلبي لبعض شبابنا المنحرف.فحينما يشاهد المواطن الاصلي افرادا ذووا اصول مغربية بلغت الذروة في العديد من القطاعات ،السياسية (وزراء ، برلمانيون ،رؤساء بلديات ..) و التعليمية (اساتذة جامعيون و باحثون مرموقون ، حاصلون على عدة جوائز دولية) ، و الاقتصادية (رجال اعمال مشهورون ) ، و الرباضية (أبطال عالميون) ، كل هذا يدفع بالآخربن الى تغيير نظرتهم السلبية الى المغاربة.
لذلك فان على افراد الجالية لمعالجة هذا الوضع ان يعملوا جاهدين على ان يكونوا مثالا و نموذجا للمواطن الصالح .
اول ما ينبغي القيام به هو مراجعة أفكارهم بخصوص العلاقة الرابطة بينهم و بين بلد الاقامة ، فلا يعتبروا انفسهم اجانب ، انما يجب عليهم ان يكونوا مقتنعين بانتمائهم لهذا البلد بصفتهم مواطنين لديهم كامل حقوق المواطنة و عليهم كامل واجباتها.
من اجل ذلك عليهم ان يعترفوا اولا بجميل بلد الاقامة من حيث توفيره لهم حقوقا كانوا محرومين منها في البلد الام. وفر لهم سكنا لائقا ، و تعليما لأبنائهم راقيا ، و رعاية صحية فائقة ، و شغلا كريما ، و امنا ، و حرية ، و معاملة تضع اعتبارا لكرامة الانسان ، و مساواتهم في الحقوق و الواجبات مع المواطنين الاصليبن.
و من مظاهر الاعتراف بالجميل ، احترام القانون ، و احترام عادات أهل البلد ، و المشاركة في الحفاظ على كل ما يساهم في امن البلد و اهله ، و الاستفادة من الفرص المتوفرة من اجل الرقي بالمستوى الفكري و المهني و الاقتصادي لشباب الجالية ، و الابتعاد عن كل ما يسبب الازعاج و القلق و الترهيب و الترويع لابناء البلد من جيران او زملاء في العمل او من يصادفون في الشارع العمومي.
- بالنسبة للبلد الام: انه من المستحيل على الانسان نسيان جذوره ، او أقربائه في الدم أو الهوية.
لذلك فللبلد الام دين على الجالية ، بالرغم من كل مساوئ مسؤوليه السياييين و الاقتصاديين و القضائيين . في ذلك البلد عشنا فترة من حياتنا ، بآلامنا و احلامنا و معاناتنا و تضحياتنا و الظلم الذي لحق بالكثير منا .
لكن هذا لا ينبغي ان يكون دافعا الى تهميشه و اهماله و التغاضي عن ساكنته. فهناك أقرباء لنا يعانون كما عانينا ، يقاسون كما قاسينا ، هناك آباء لنا و امهات ، و إخوة و أخوات ، و أعمام و عمات ، و أخوال و خالات و جيران و اصدقاء . لا يمكن أن ننساهم بسهولة و لو حاولنا مكرهين تحت ضغط الظروف و الواقع القاسي.
لا اقول باننا يجب ان نساعدهم ماديا ، فهذا الامر يبقى اختياريا و على حسب القدرة و الاستطاعة ، انما أؤكد على القيام بالواجب المفروض علينا بموجب القربى و الهوية و الانسانية.بلدنا الام و ساكنته ، في حاجة الى من يساهم في انقذهما من الاوضاع الهشة و البئيسة التي يعانيان منها في ميادين مختلفة ، من تعليم ، و تسيير جماعي ، و صحة ، و استثمار ، و سكن ، و شغل ..
الجالية يمكن ان تفيد بأفكارها ، و تجاربها ، و طريقة عيشها ، و بكل ما راكمته من رصيد لا يستهان به في تدبير شؤون الحياة ، على الصعيد الاسري ، و المجتمعي ، و المهني ، و السياسي ، و الاقتصادي .
عمل كهذا لا يحقق اهدافه في جيل او جيلين. لكن التجارب أثبتت انه اذا قمنا اليوم بالخطوة الأولى ، فأكيد ان النتائج ستظهر في الجيل الثالث(ساتطرق لهذا الموضوع في مناسبة قادمة).
لكن ، و كما تقول الحكمة الأثرية " فاقد الشيء لا يعطيه " و " كل اناء ينضح بما فيه " فانه قبل الشروع في مد الأخرين بفكرة او تجربة أو نصيحة أو توجيه، علينا أولا مراجعة حمولتنا المعرفية و غربلتها و تنقيتها من كل ما يمكن ان يكون وبالا على ما نحاول تقديمه للآخرين.علينا تحليل رصيدنا المعرفي و اعادة النظر في ما نحمله من فكر و و التأكد من مدى صحته و مصداقيته ، و العمل على تنقيته من الخرافات و الترهات و الاكاذيب و الخزعبلات ، و ما اكثرها.
- على افراد الجالية تأسيس منتديات للحوار لتقريب وجهات النظر بين أبنائها،و تكون مؤطرة من طرف نخبها المتنوعة الاختصاصات.
لكن السؤال الذي سيطرح نفسه بالحاح هو حول الهدف من تاسيس هذه المنتديات الحوارية و ماذا ينتظر من أعضائها؟
يجب أن تكون للمنتديات اهداف آنية و أخرى مستقبلية ، اهداف تهم وضع الجالية في بلد المهجر ، و اهداف تهم مصالحه في بلد أجداده و أصله ، البلد الأم.
٢ - منتديات الجالية لا ينبغي ان يقتصر اعضاؤها على أبناء الجالية فقط ، انما الهدف هو ان المواضيع الرئيسية التي ستشرف المنتديات على معالجتها هي التي تهم بالدرجة الاولى أفراد الجالية في بلد الاقامة كما في البلد الام.لذلك فبإمكان أي غيور على مصلحة و شؤون الجالية الاتحاق بالمنتديات الحوارية للجالية و المساهمة في تحقيق اهدافها.
٢ - الوسيلة الاساسية لهذه المنتديات هي الحوار من اجل التقريب بين الافكار ، و بالحوار تطرح الافكار التي تكون في غالبها مختلفة بعضها عن بعض، لكن الاختلاف لا ينبغي ان يرقى الى مستوى الخلاف.بل يجب أن يحاول المختلفون في الراي العمل على تقريب وجهات نظرهم من اجل الوصول الى رأي متكامل . فالاختلاف المبني على أساس سليم و منطقي و نية حسنة ، لابد ان يؤدي الى التكامل و ليس الى التنازع .
و بالتكامل تتوحد الآراء حول ما اتفق عليه من اجل تحقيق الاهداف النبيلة .
سوف لن يكون هذا حلا ، لكنه بداية محاولة من اجل انشاء أرضية لتقريب المفاهيم و الافكار و توحيد الاهداف و الاهتمامات .
أود في البداية ان أشير الى أننا أبناء الجالية المغربية ، لا نشكل تيارا سياسيا لحزب معين، او نهجا فكريا او دينيا خاصا بمؤسسة او جمعية أو منظمة كيفما كان نوعها.اننا أفراد تجمعنا الاقامة في بلد ليس هو بلد اجدادنا و لا البلد الذي قدمنا منه و لا زلنا نحمل في أحاسيسنا و مشاعرنا تأثيره الذي يصعب علينا التخلص منه مهما طال الزمن .
تجمعنا الهوية الدينية و الهوية الوطنية ، و يربط بيننا الحنين الى البلد الام رغم بعض مظاهر البؤس و الحرمان و الشقاء التي تطبع الحياة اليومية لأقرباء لنا هناك و جيران و اصدقاء.
هل لدينا كجالية من اصول مغربية مقيمة بالخارج ، واجبات تجاه باد الاقامة الذي نعيش فيه؟ انه سؤال يطرح في كثير من الحوارات بين افراد الجالية، و اختلفت الآراء حوله ، خصوصا ببن الجيل الحالي و الاجيال السابقة.
- بالنسبة لبلد الاقامة: يعتبر افراد الجالية مواطنون كاملي المواطنة ، لهم من الحقوق ما للمواطنين الاصليين و عليهم من الواجبات ما عليهم .
لكن رغم المساواة في الحقوق و الواجبات ، فان هناك بعض المواطنين الاصليبن لا زالوا ينظرون نظرة الشك و الريبة و الحذر الى مواطنيهم ذوي الأصل المغرببي . و في السنوات الاخيرة ازداد عدد هؤلاء ، و تحولت النظرات الى ردود فعل ترقى في بعض الاحيان الى مستوى العنصرية، و ذلك بسبب السلوكيات المشينة لبعض شبابنا و المسيئة الى أبناء جلدتهم من المغاربة الذين استطاعوا بمثابرتهم و جدههم أن يحققوا انجازات تفوق انجازات اهل البلد الاصليين .و لقد كان لهؤلاء المتالقين و المميزين من ابناء الجالية الدور الكبير في التغطية على السلوك السلبي لبعض شبابنا المنحرف.فحينما يشاهد المواطن الاصلي افرادا ذووا اصول مغربية بلغت الذروة في العديد من القطاعات ،السياسية (وزراء ، برلمانيون ،رؤساء بلديات ..) و التعليمية (اساتذة جامعيون و باحثون مرموقون ، حاصلون على عدة جوائز دولية) ، و الاقتصادية (رجال اعمال مشهورون ) ، و الرباضية (أبطال عالميون) ، كل هذا يدفع بالآخربن الى تغيير نظرتهم السلبية الى المغاربة.
لذلك فان على افراد الجالية لمعالجة هذا الوضع ان يعملوا جاهدين على ان يكونوا مثالا و نموذجا للمواطن الصالح .
اول ما ينبغي القيام به هو مراجعة أفكارهم بخصوص العلاقة الرابطة بينهم و بين بلد الاقامة ، فلا يعتبروا انفسهم اجانب ، انما يجب عليهم ان يكونوا مقتنعين بانتمائهم لهذا البلد بصفتهم مواطنين لديهم كامل حقوق المواطنة و عليهم كامل واجباتها.
من اجل ذلك عليهم ان يعترفوا اولا بجميل بلد الاقامة من حيث توفيره لهم حقوقا كانوا محرومين منها في البلد الام. وفر لهم سكنا لائقا ، و تعليما لأبنائهم راقيا ، و رعاية صحية فائقة ، و شغلا كريما ، و امنا ، و حرية ، و معاملة تضع اعتبارا لكرامة الانسان ، و مساواتهم في الحقوق و الواجبات مع المواطنين الاصليبن.
و من مظاهر الاعتراف بالجميل ، احترام القانون ، و احترام عادات أهل البلد ، و المشاركة في الحفاظ على كل ما يساهم في امن البلد و اهله ، و الاستفادة من الفرص المتوفرة من اجل الرقي بالمستوى الفكري و المهني و الاقتصادي لشباب الجالية ، و الابتعاد عن كل ما يسبب الازعاج و القلق و الترهيب و الترويع لابناء البلد من جيران او زملاء في العمل او من يصادفون في الشارع العمومي.
- بالنسبة للبلد الام: انه من المستحيل على الانسان نسيان جذوره ، او أقربائه في الدم أو الهوية.
لذلك فللبلد الام دين على الجالية ، بالرغم من كل مساوئ مسؤوليه السياييين و الاقتصاديين و القضائيين . في ذلك البلد عشنا فترة من حياتنا ، بآلامنا و احلامنا و معاناتنا و تضحياتنا و الظلم الذي لحق بالكثير منا .
لكن هذا لا ينبغي ان يكون دافعا الى تهميشه و اهماله و التغاضي عن ساكنته. فهناك أقرباء لنا يعانون كما عانينا ، يقاسون كما قاسينا ، هناك آباء لنا و امهات ، و إخوة و أخوات ، و أعمام و عمات ، و أخوال و خالات و جيران و اصدقاء . لا يمكن أن ننساهم بسهولة و لو حاولنا مكرهين تحت ضغط الظروف و الواقع القاسي.
لا اقول باننا يجب ان نساعدهم ماديا ، فهذا الامر يبقى اختياريا و على حسب القدرة و الاستطاعة ، انما أؤكد على القيام بالواجب المفروض علينا بموجب القربى و الهوية و الانسانية.بلدنا الام و ساكنته ، في حاجة الى من يساهم في انقذهما من الاوضاع الهشة و البئيسة التي يعانيان منها في ميادين مختلفة ، من تعليم ، و تسيير جماعي ، و صحة ، و استثمار ، و سكن ، و شغل ..
الجالية يمكن ان تفيد بأفكارها ، و تجاربها ، و طريقة عيشها ، و بكل ما راكمته من رصيد لا يستهان به في تدبير شؤون الحياة ، على الصعيد الاسري ، و المجتمعي ، و المهني ، و السياسي ، و الاقتصادي .
عمل كهذا لا يحقق اهدافه في جيل او جيلين. لكن التجارب أثبتت انه اذا قمنا اليوم بالخطوة الأولى ، فأكيد ان النتائج ستظهر في الجيل الثالث(ساتطرق لهذا الموضوع في مناسبة قادمة).
لكن ، و كما تقول الحكمة الأثرية " فاقد الشيء لا يعطيه " و " كل اناء ينضح بما فيه " فانه قبل الشروع في مد الأخرين بفكرة او تجربة أو نصيحة أو توجيه، علينا أولا مراجعة حمولتنا المعرفية و غربلتها و تنقيتها من كل ما يمكن ان يكون وبالا على ما نحاول تقديمه للآخرين.علينا تحليل رصيدنا المعرفي و اعادة النظر في ما نحمله من فكر و و التأكد من مدى صحته و مصداقيته ، و العمل على تنقيته من الخرافات و الترهات و الاكاذيب و الخزعبلات ، و ما اكثرها.
- على افراد الجالية تأسيس منتديات للحوار لتقريب وجهات النظر بين أبنائها،و تكون مؤطرة من طرف نخبها المتنوعة الاختصاصات.
لكن السؤال الذي سيطرح نفسه بالحاح هو حول الهدف من تاسيس هذه المنتديات الحوارية و ماذا ينتظر من أعضائها؟
يجب أن تكون للمنتديات اهداف آنية و أخرى مستقبلية ، اهداف تهم وضع الجالية في بلد المهجر ، و اهداف تهم مصالحه في بلد أجداده و أصله ، البلد الأم.
٢ - منتديات الجالية لا ينبغي ان يقتصر اعضاؤها على أبناء الجالية فقط ، انما الهدف هو ان المواضيع الرئيسية التي ستشرف المنتديات على معالجتها هي التي تهم بالدرجة الاولى أفراد الجالية في بلد الاقامة كما في البلد الام.لذلك فبإمكان أي غيور على مصلحة و شؤون الجالية الاتحاق بالمنتديات الحوارية للجالية و المساهمة في تحقيق اهدافها.
٢ - الوسيلة الاساسية لهذه المنتديات هي الحوار من اجل التقريب بين الافكار ، و بالحوار تطرح الافكار التي تكون في غالبها مختلفة بعضها عن بعض، لكن الاختلاف لا ينبغي ان يرقى الى مستوى الخلاف.بل يجب أن يحاول المختلفون في الراي العمل على تقريب وجهات نظرهم من اجل الوصول الى رأي متكامل . فالاختلاف المبني على أساس سليم و منطقي و نية حسنة ، لابد ان يؤدي الى التكامل و ليس الى التنازع .
و بالتكامل تتوحد الآراء حول ما اتفق عليه من اجل تحقيق الاهداف النبيلة .
سوف لن يكون هذا حلا ، لكنه بداية محاولة من اجل انشاء أرضية لتقريب المفاهيم و الافكار و توحيد الاهداف و الاهتمامات .