جواد الغليظ
بدورنا سنكتب بعض الشيء عن جراتنا الجزائر بلغة الرسميات طبعا، إلى جانب زملائنا الصحفيين وإخواننا ممثلي الدبلوماسية لدى مصر و الجزائر، وفي كل البلدان التي عاشت معنا حرب العشب بين فريق الدولتين منذ مدة.
سأجزم قبل الخوض في الموضوع بلا شك أنه ستنهال علينا التعليقات من جديد لسبنا وشتمنا بسبب الرأي الذي سنتشبث به تجاه مجريات تلك الحرب العشبية التي دارت بين الدولتية من جانب أراه مهما ولابد من الوقوف إليه لتوضيح بعض المسائل وتصحيح أخرى لخطرها على شعب شمال أفريقيا ككل، لذا أدعوا الإخوان التحلي بنوع من الصبر والتفكير بالعقل بدل العاطفة.
وصلتني رسائل عديدة عبر البريد الإلكتروني من جروب في الانترنت متخصص في انتقاء مقالات لكتاب صحفيين معروفين في الدول العربية وشمال أفريقيا، هذه المرة خيض هناك موضوع حساس جدا، طبعا كان سببه الوحيد هو المبارتين اللتان جمعتا مصر والجزائر . اذ نشر الزميل سامي الأخرس صحفي مصري من أصل فلسطيني مقال على شكل رد على مقال نشر في جريدة الفجر الجزائرية تحت عنوان "حتى أنت يا غزة" للصحفية حدة حزام، مقال يقول أنها وصفت فيه الفلسطينيين بالفئران اثر قيام إذاعة غزة التي أكالت السب والشتائم للجزائر بعد أحداث المباراة الأولى بين مصر والجزائر يوم السبت 14/11/2009 على حد قولها.
سامي الأخرس طبعا رفض وشجب المقال الذي وصفته فيه الصحفية حدة حزام بالفأر باعتباره فلسطيني من غزة، مقال تغنى فيه بالقومية العربية والعروبة التي يقول أنه تجمع المصريين والغزاويين والجزائريين وندد بالانقسام العربي الذي حصل حول المباراة، رغم أن الفلسطينيين كانوا جنبا إلى جنب مع المصريين في المدرجات وهتفوا جميعا بأن الجزائريين أبناء فرنسا.
بالمقابل قامت سيدة تسمى وافية بوزيد بالرد على الكاتب سامي الأخرس دفاعا عن حرمة الجزائر التي انتهكها سامي في مقاله واعتبرت أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي ضلت إلى جانب فلسطين مخاطبا إياه بأخ الإسلام.
وقد دخل على الخط صحفي آخر وهو الزميل أحمد الدليمي من العراق لكي يألف بين قلوب الجزائريين والفلسطينين الذين يتنابزون بالألقاب، حول مباراة دارت بين مصر والجزائر، وقد وضح لوافية بوزيد سبب رد سامي الأخرس على حادة وأعبر أن الأمر يتعلق فقط بصحفية بصفة شخصية ولا يجب إلقاء اللوم على فلسطين ووصفهم بنعوت غير لائقة على اعتبار أن فلسطين هي قلب العروبة، وكذلك الجزائر بلد المليون ونصف شهيد.
من هنا ستبدأ ملاحظاتي المتواضعة من خلال الحوارات التي دارت بين الزملاء الصحفيين والكتاب، وحول ما دار أيضا في القنوات التلفزية على اختلافه أشكالها وألوانها. اذ أن موضوع المباراة انتقل من لعبة اسمها كرة القدم إلى أخرى تسمى لعبة خلط الأوراق في مفاهيم تخص شعوب كلا المنطقتين.
موضوع أثيرت فيه القومية العربية والوحدة العربية والعروبة بدل الخوض في نقاش أخر يسمى العلاقات الدولية التي تربط شعوب دول البحر الأبيض المتوسط من مصر و الجزائر روابط أخرى تربط الشعوب من الناحية التاريخية أو الدينية على سبيل المثال بدل إثارة موضوع القومية العربية الذي يمسنا نحن شعوب شمال أفريقيا على الخصوص من مغرب وجزائر وتونس وليبيا وسوى المصرية، من حق إخواننا الفلسطينيين والمصريين العرب إثارة هذا المعطى الذي يجمعهم كشعب عربي، لكن من حقنا نحن الدفاع عن حرمت بلداننا باعتبارنا شعوب غير عربية.
نعلم جميعا أن الرابط الوحيد الذي يجمعنا مع العرب هو الإسلام إلى جانب الأكراد والفرس وغيرها من الشعوب، فلماذا تخاطبونا نحن باعتبارنا عرب، وتذكروننا بأننا ننتمي إلى العروبة ويجب علينا استحضار القومية العربية في كل مناسبة بدل استحضار معطى آخر على سبيل المثال.
أنا هنا لست أدافع عن الجزائر ولست ضد مصر ولا فلسطين، لكن الأخت حدة حزام إن أخطئت في وصفها للغزاويين الذين فجرو في الأنفاق من طرف إسرائيل بدعم من مصر، فقد كانت محقة عندما قالت : " نستاهل يا غزة نستاهل•• فنحن أصحاب مقولة ''مع فلسطين ظالمة أو مظلومة''، المقولة التي كلفتنا غاليا، يا أهل غزة•• ونحن الذين كنا نجوّع الجزائريين لنجمع أموال الدعم للفلسطينيين ولإعادة بناء الأقصى• ".
من حقها أن تبوح بهذا الكلام لان القضية كانت تتعدى حدود العرق العربي إلى ما هو إنساني من الجزائريين وما هو مبني على الروابط الدينية وليس على القومية العربية، وكان من الأجر أخذ هذه الأشياء على عين الاعتبار.
وقد أضافت في مقالها : لكن الشعب الجزائري لن يبقى مثلما كان عليه قبل موقعة القاهرة طيب ومحب للعرب ومساندا لقضاياهم ومتوجعا لآلامهم• بعد القاهرة سيكون لنا تأريخ آخر غير الذي نعمل به، سيكون تأريخ ما قبل وما بعد القاهرة مثلما هو التأريخ ما قبل وما بعد الإسلام، وسنعلنها صراحة أن لا شيء يربطنا بمثل هؤلاء ممن يدعون عروبة مزيفة، فنحن لا نحسن الكذب والرياء والخيانة، ولا نعرف الطعن في الظهر، فلا القاهرة منا رغم أننا نحن من بناها، وجراحكم لن تعنينا أكثر مما تعني المصريين•.
لقد أعادة هنا الصحفية من جديد إشكالية الروابط المزيفة التي ندرسها في المدارس ويثبتونها بعقولنا في الإعلام التي يبنونها على العروبية ناسين أن العروبة تخص شعوبا أخرى غير شعوب شمال أفريقيا، وأن الرابط الوحيد وهو الدين الذي يجمعنا عقائديا وهي أحسن الروابط على وجه الكون. وقامت بتحديد الخريطة الحقيقية لشمال أفريقيا بدل تلك التي يطبلونها في إعلامهم والتي تقول بـ الخليج إلى المحيط.
نحن المغاربة أيضا نلوم العديد من المفكرين رجال السياسة الجزائريين على انسياقهم في تلك الطروحات المسمومة التي انساقوا فيها عبادة لأصنام القومية العربية، فعملوا على تشجيع تشتيت المغاربة والجزائريين الذين لم تكن يوما بيننا حدود لا جغرافية ولا سياسية، لأننا نملك لغة واحدة وهوية واحدة وثقافة واحدة.
انساقوا في خلق كيان عربي جديد في الصحراء لإضعاف المغرب وتشتيته انسياقا مع طروحات عنصرية تريد تعريب المغرب وتخريبه بشتى الوسائل، فمن أين أتت العروبية إلى الصحراء التي عايشت الطوارق منذ ما قبل التاريخ، وها هم يطبلون لشعب آخر جديد سموه الجماهيرية العربية الصحراوية.
اللوم هنا ليس على الشعبين المغربي والجزائري لكن على الذين قبلوا إلى الجزيرة ليس للتسامح وتزاوج الثقافات وتبادل أشياء إنسانية أخرى بل لجلب التخريب لبلداننا، وها جزاء الجزائر من مصر التي قام إعلامها بتلطيخها وبهدلتها بل الدعوة الى قتل كل جزائري موجود في مصر بسبب الكرة.
هل حقا مصر والجزائر التي يقولون أنها دول عربية موحدة كانت علاقتها حقا مبنية على تلك الأشياء أم أن الزيف والكذب السياسي ضحيته كرة القدم الآن.
بدورنا سنكتب بعض الشيء عن جراتنا الجزائر بلغة الرسميات طبعا، إلى جانب زملائنا الصحفيين وإخواننا ممثلي الدبلوماسية لدى مصر و الجزائر، وفي كل البلدان التي عاشت معنا حرب العشب بين فريق الدولتين منذ مدة.
سأجزم قبل الخوض في الموضوع بلا شك أنه ستنهال علينا التعليقات من جديد لسبنا وشتمنا بسبب الرأي الذي سنتشبث به تجاه مجريات تلك الحرب العشبية التي دارت بين الدولتية من جانب أراه مهما ولابد من الوقوف إليه لتوضيح بعض المسائل وتصحيح أخرى لخطرها على شعب شمال أفريقيا ككل، لذا أدعوا الإخوان التحلي بنوع من الصبر والتفكير بالعقل بدل العاطفة.
وصلتني رسائل عديدة عبر البريد الإلكتروني من جروب في الانترنت متخصص في انتقاء مقالات لكتاب صحفيين معروفين في الدول العربية وشمال أفريقيا، هذه المرة خيض هناك موضوع حساس جدا، طبعا كان سببه الوحيد هو المبارتين اللتان جمعتا مصر والجزائر . اذ نشر الزميل سامي الأخرس صحفي مصري من أصل فلسطيني مقال على شكل رد على مقال نشر في جريدة الفجر الجزائرية تحت عنوان "حتى أنت يا غزة" للصحفية حدة حزام، مقال يقول أنها وصفت فيه الفلسطينيين بالفئران اثر قيام إذاعة غزة التي أكالت السب والشتائم للجزائر بعد أحداث المباراة الأولى بين مصر والجزائر يوم السبت 14/11/2009 على حد قولها.
سامي الأخرس طبعا رفض وشجب المقال الذي وصفته فيه الصحفية حدة حزام بالفأر باعتباره فلسطيني من غزة، مقال تغنى فيه بالقومية العربية والعروبة التي يقول أنه تجمع المصريين والغزاويين والجزائريين وندد بالانقسام العربي الذي حصل حول المباراة، رغم أن الفلسطينيين كانوا جنبا إلى جنب مع المصريين في المدرجات وهتفوا جميعا بأن الجزائريين أبناء فرنسا.
بالمقابل قامت سيدة تسمى وافية بوزيد بالرد على الكاتب سامي الأخرس دفاعا عن حرمة الجزائر التي انتهكها سامي في مقاله واعتبرت أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي ضلت إلى جانب فلسطين مخاطبا إياه بأخ الإسلام.
وقد دخل على الخط صحفي آخر وهو الزميل أحمد الدليمي من العراق لكي يألف بين قلوب الجزائريين والفلسطينين الذين يتنابزون بالألقاب، حول مباراة دارت بين مصر والجزائر، وقد وضح لوافية بوزيد سبب رد سامي الأخرس على حادة وأعبر أن الأمر يتعلق فقط بصحفية بصفة شخصية ولا يجب إلقاء اللوم على فلسطين ووصفهم بنعوت غير لائقة على اعتبار أن فلسطين هي قلب العروبة، وكذلك الجزائر بلد المليون ونصف شهيد.
من هنا ستبدأ ملاحظاتي المتواضعة من خلال الحوارات التي دارت بين الزملاء الصحفيين والكتاب، وحول ما دار أيضا في القنوات التلفزية على اختلافه أشكالها وألوانها. اذ أن موضوع المباراة انتقل من لعبة اسمها كرة القدم إلى أخرى تسمى لعبة خلط الأوراق في مفاهيم تخص شعوب كلا المنطقتين.
موضوع أثيرت فيه القومية العربية والوحدة العربية والعروبة بدل الخوض في نقاش أخر يسمى العلاقات الدولية التي تربط شعوب دول البحر الأبيض المتوسط من مصر و الجزائر روابط أخرى تربط الشعوب من الناحية التاريخية أو الدينية على سبيل المثال بدل إثارة موضوع القومية العربية الذي يمسنا نحن شعوب شمال أفريقيا على الخصوص من مغرب وجزائر وتونس وليبيا وسوى المصرية، من حق إخواننا الفلسطينيين والمصريين العرب إثارة هذا المعطى الذي يجمعهم كشعب عربي، لكن من حقنا نحن الدفاع عن حرمت بلداننا باعتبارنا شعوب غير عربية.
نعلم جميعا أن الرابط الوحيد الذي يجمعنا مع العرب هو الإسلام إلى جانب الأكراد والفرس وغيرها من الشعوب، فلماذا تخاطبونا نحن باعتبارنا عرب، وتذكروننا بأننا ننتمي إلى العروبة ويجب علينا استحضار القومية العربية في كل مناسبة بدل استحضار معطى آخر على سبيل المثال.
أنا هنا لست أدافع عن الجزائر ولست ضد مصر ولا فلسطين، لكن الأخت حدة حزام إن أخطئت في وصفها للغزاويين الذين فجرو في الأنفاق من طرف إسرائيل بدعم من مصر، فقد كانت محقة عندما قالت : " نستاهل يا غزة نستاهل•• فنحن أصحاب مقولة ''مع فلسطين ظالمة أو مظلومة''، المقولة التي كلفتنا غاليا، يا أهل غزة•• ونحن الذين كنا نجوّع الجزائريين لنجمع أموال الدعم للفلسطينيين ولإعادة بناء الأقصى• ".
من حقها أن تبوح بهذا الكلام لان القضية كانت تتعدى حدود العرق العربي إلى ما هو إنساني من الجزائريين وما هو مبني على الروابط الدينية وليس على القومية العربية، وكان من الأجر أخذ هذه الأشياء على عين الاعتبار.
وقد أضافت في مقالها : لكن الشعب الجزائري لن يبقى مثلما كان عليه قبل موقعة القاهرة طيب ومحب للعرب ومساندا لقضاياهم ومتوجعا لآلامهم• بعد القاهرة سيكون لنا تأريخ آخر غير الذي نعمل به، سيكون تأريخ ما قبل وما بعد القاهرة مثلما هو التأريخ ما قبل وما بعد الإسلام، وسنعلنها صراحة أن لا شيء يربطنا بمثل هؤلاء ممن يدعون عروبة مزيفة، فنحن لا نحسن الكذب والرياء والخيانة، ولا نعرف الطعن في الظهر، فلا القاهرة منا رغم أننا نحن من بناها، وجراحكم لن تعنينا أكثر مما تعني المصريين•.
لقد أعادة هنا الصحفية من جديد إشكالية الروابط المزيفة التي ندرسها في المدارس ويثبتونها بعقولنا في الإعلام التي يبنونها على العروبية ناسين أن العروبة تخص شعوبا أخرى غير شعوب شمال أفريقيا، وأن الرابط الوحيد وهو الدين الذي يجمعنا عقائديا وهي أحسن الروابط على وجه الكون. وقامت بتحديد الخريطة الحقيقية لشمال أفريقيا بدل تلك التي يطبلونها في إعلامهم والتي تقول بـ الخليج إلى المحيط.
نحن المغاربة أيضا نلوم العديد من المفكرين رجال السياسة الجزائريين على انسياقهم في تلك الطروحات المسمومة التي انساقوا فيها عبادة لأصنام القومية العربية، فعملوا على تشجيع تشتيت المغاربة والجزائريين الذين لم تكن يوما بيننا حدود لا جغرافية ولا سياسية، لأننا نملك لغة واحدة وهوية واحدة وثقافة واحدة.
انساقوا في خلق كيان عربي جديد في الصحراء لإضعاف المغرب وتشتيته انسياقا مع طروحات عنصرية تريد تعريب المغرب وتخريبه بشتى الوسائل، فمن أين أتت العروبية إلى الصحراء التي عايشت الطوارق منذ ما قبل التاريخ، وها هم يطبلون لشعب آخر جديد سموه الجماهيرية العربية الصحراوية.
اللوم هنا ليس على الشعبين المغربي والجزائري لكن على الذين قبلوا إلى الجزيرة ليس للتسامح وتزاوج الثقافات وتبادل أشياء إنسانية أخرى بل لجلب التخريب لبلداننا، وها جزاء الجزائر من مصر التي قام إعلامها بتلطيخها وبهدلتها بل الدعوة الى قتل كل جزائري موجود في مصر بسبب الكرة.
هل حقا مصر والجزائر التي يقولون أنها دول عربية موحدة كانت علاقتها حقا مبنية على تلك الأشياء أم أن الزيف والكذب السياسي ضحيته كرة القدم الآن.