ملف: بدر أعراب
الناظور مدينة تعرف هي الأخرى دينامية ثقافية وسياحية، عكس ما قد يضنّه البعض ممن يختزلونه في مجرّد بوابة لتهريب المخدرات نحو أروبا عبر منافذها الساحلية (مارتشيكا و تشارانا ووارش وبوقانا….)، علاوة عن كونه كما يقال محطة التهريب المعيشي الأولى بالمغرب، التي تنطلق منها “سلع” مليلية نحو جميع مناطق المغرب، على إعتبار أنه مستودع كبير يتم فيه تخزين أكوام الخردة والسلع المهربة عبر منطقة الحدود الحرة الفاصلة بين هذه الأخيرة ومليلية السليبة بواسطة سماسرة الكونطربوند، لتنطلق في رحلة فرّ وكرّ هوليودية مع أفراد الجمارك عبر شبكة الطرق الوطنية للمملكة، لتصل إلى أبعد مركز حضري بالمغرب، هذا بالضبط ما قد يخاله بعض المغاربة حتى لا نقول عامتهم، حول مدينة تصوّرها لهم قصاصات أخبار بعض الصحف ممن تغلوا في إعطاء الأشياء أكثر من حجمها الحقيقي، على أنها مدينة يحكمها المال الحرام الناتج عن ترويج نبتة القنب الهندي والتهريب والفساد بشتى أشكاله، غير أن مدينة الناظور اليوم هي في الواقع ليس كما قد يصوّرها هؤلاء أو ليست بالكاد كما يلتقطوها في حسّهم المخيالي، وإنما شيئا آخر مغاير تماما، لا يمكن ملامسة حقيقتها إلا أبناءها الذين لم يعدوا يراهنوا كما في عهد غابر على هاتين الإمكانيتين المتمثلتين في تجارة الحشيش والسلع المهربة لجعل الاقتصاد المحلي مزدهرا لدى التجار الكبار والصغار منهم على السواء.
وقد لا ينكر بحال أن هذا الكلام أعلاه ينطوي على الشيء الكثير من الحقيقة، لا يفنده حتى أبناءها ولا نحاول بدورنا تصويره على نسق اتهامات حيكت على باطل بغية إلصاقها بمدينة دون وجه حقّ، وبالرغم من أننا أبناء لهذه المدينة ممّا قد يستدعي افتراضا أن ننجّر بدافع الغيرة إلى أن نحاول بكلمات منمقة رسم لوحة فنية لها في مخيلة القارئ إلا أننا نؤكد أن هذا بالفعل ما كانه ناظور بداية الثمانينات بحذافيره كما عاهدناه إلى حدود منتصف العشرية الأولى من الألفية الثالثة، ولا زال بعد الناظور لم يتخلّص كليّا من سمعته القديمة الملطّخة بسوابقه العدلية في ملف المخدرات والفساد بمختلفه ولكن… في طريقه إلى ذلك، وهذا الكلام بالمناسبة لا يستثني الجوانب السلبية الأخرى لمدينة لا يكفي معها تحقيق للإحاطة بمجمل هذه الجوانب.
فلعل المتتّبعين لكرونوجية المسلسل التنمّوي بمنطقتنا وكذا المهتمين بالشأن المحلي سيجمعون على أنّ تاريخ منتصف العشّرية الماضية يمثل بالنسبة لإقليم الناظور نقطة التحوّل المفصلية في نزوعه بشكل تدريجي نحو أفاق تنموية أرحب جعلت منه مدينة قيادية بامتياز في الشمال الشرقي والريف عموما إن جازت العبارة. وما الأصوات المتبصرة المنادية اليوم من أقصى هذه المناطق ( الحسيمة شمالا ) إلى أدناها ( وجدة جنوبا ) من أجل جعل الناظور مركزا للقيادة في ظل نظام الجهوية الموسعة المرتقبة نظرا لإمكانياته القوية وموارده المتعددة إلا تأكيدا بارزا .
إذ في هذه الفترة بالضبط عرفت منطقة الريف الكبير عموما وإقليم الناظور على وجه التحديد عدة مشاريع وان كانت أراء الساكنة حولها متباينة، إلا أنها -حسب جل هؤلاء المتتبعين- استهدفت توفير المناخ والعوامل لاستثمار الإمكانيات الذاتية للمنطقة وخلق أوراش كبرى فيها تمّس مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، بحيث في السياق ذاته تلّقى الاقتصاد المحلي لحكومة مليلية السليبة بالموازاة من ذلك ضربات أدّت إلى تقليص حجم مداخيله التي تعتمد بشكل أساسي عن التهريب المعيشي الذي يحترفه بعض المغاربة كمصدر استرزاق يوّفر لهم قوت يومهم .
فبعد نجاح بعض هذه المبادرات الرامية إلى جعل الشمال الشرقي للمملكة ينخرط اقتصاديا في المنظومة الاقتصادية الوطنية عبر المشاريع المطروحة التي استهدفت هذا الشأن، قصد وضع حدّ للتبعية الاقتصادية لحكومة مليلية، ومنذ تأتي أكل هذه المبادرات في المنطقة وبروز أولى تباشير النجاح فيها على أرض الواقع أضحت بالموازاة من ذلك، تشهد المدينة قفزات نوعية وسريعة أيضا بخصوص مستويين إثنين هما الصعيدين الثقافي والسياحي (السياحة الثقافية منه), بحيث خصصنا بشأنهما فيما يلي حيّزا مقتضبا نستعرض فيه بعجالة أهم المحطات والمبادرات التي برزت إلى الآن .
الناظور مدينة تعرف هي الأخرى دينامية ثقافية وسياحية، عكس ما قد يضنّه البعض ممن يختزلونه في مجرّد بوابة لتهريب المخدرات نحو أروبا عبر منافذها الساحلية (مارتشيكا و تشارانا ووارش وبوقانا….)، علاوة عن كونه كما يقال محطة التهريب المعيشي الأولى بالمغرب، التي تنطلق منها “سلع” مليلية نحو جميع مناطق المغرب، على إعتبار أنه مستودع كبير يتم فيه تخزين أكوام الخردة والسلع المهربة عبر منطقة الحدود الحرة الفاصلة بين هذه الأخيرة ومليلية السليبة بواسطة سماسرة الكونطربوند، لتنطلق في رحلة فرّ وكرّ هوليودية مع أفراد الجمارك عبر شبكة الطرق الوطنية للمملكة، لتصل إلى أبعد مركز حضري بالمغرب، هذا بالضبط ما قد يخاله بعض المغاربة حتى لا نقول عامتهم، حول مدينة تصوّرها لهم قصاصات أخبار بعض الصحف ممن تغلوا في إعطاء الأشياء أكثر من حجمها الحقيقي، على أنها مدينة يحكمها المال الحرام الناتج عن ترويج نبتة القنب الهندي والتهريب والفساد بشتى أشكاله، غير أن مدينة الناظور اليوم هي في الواقع ليس كما قد يصوّرها هؤلاء أو ليست بالكاد كما يلتقطوها في حسّهم المخيالي، وإنما شيئا آخر مغاير تماما، لا يمكن ملامسة حقيقتها إلا أبناءها الذين لم يعدوا يراهنوا كما في عهد غابر على هاتين الإمكانيتين المتمثلتين في تجارة الحشيش والسلع المهربة لجعل الاقتصاد المحلي مزدهرا لدى التجار الكبار والصغار منهم على السواء.
وقد لا ينكر بحال أن هذا الكلام أعلاه ينطوي على الشيء الكثير من الحقيقة، لا يفنده حتى أبناءها ولا نحاول بدورنا تصويره على نسق اتهامات حيكت على باطل بغية إلصاقها بمدينة دون وجه حقّ، وبالرغم من أننا أبناء لهذه المدينة ممّا قد يستدعي افتراضا أن ننجّر بدافع الغيرة إلى أن نحاول بكلمات منمقة رسم لوحة فنية لها في مخيلة القارئ إلا أننا نؤكد أن هذا بالفعل ما كانه ناظور بداية الثمانينات بحذافيره كما عاهدناه إلى حدود منتصف العشرية الأولى من الألفية الثالثة، ولا زال بعد الناظور لم يتخلّص كليّا من سمعته القديمة الملطّخة بسوابقه العدلية في ملف المخدرات والفساد بمختلفه ولكن… في طريقه إلى ذلك، وهذا الكلام بالمناسبة لا يستثني الجوانب السلبية الأخرى لمدينة لا يكفي معها تحقيق للإحاطة بمجمل هذه الجوانب.
فلعل المتتّبعين لكرونوجية المسلسل التنمّوي بمنطقتنا وكذا المهتمين بالشأن المحلي سيجمعون على أنّ تاريخ منتصف العشّرية الماضية يمثل بالنسبة لإقليم الناظور نقطة التحوّل المفصلية في نزوعه بشكل تدريجي نحو أفاق تنموية أرحب جعلت منه مدينة قيادية بامتياز في الشمال الشرقي والريف عموما إن جازت العبارة. وما الأصوات المتبصرة المنادية اليوم من أقصى هذه المناطق ( الحسيمة شمالا ) إلى أدناها ( وجدة جنوبا ) من أجل جعل الناظور مركزا للقيادة في ظل نظام الجهوية الموسعة المرتقبة نظرا لإمكانياته القوية وموارده المتعددة إلا تأكيدا بارزا .
إذ في هذه الفترة بالضبط عرفت منطقة الريف الكبير عموما وإقليم الناظور على وجه التحديد عدة مشاريع وان كانت أراء الساكنة حولها متباينة، إلا أنها -حسب جل هؤلاء المتتبعين- استهدفت توفير المناخ والعوامل لاستثمار الإمكانيات الذاتية للمنطقة وخلق أوراش كبرى فيها تمّس مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية، بحيث في السياق ذاته تلّقى الاقتصاد المحلي لحكومة مليلية السليبة بالموازاة من ذلك ضربات أدّت إلى تقليص حجم مداخيله التي تعتمد بشكل أساسي عن التهريب المعيشي الذي يحترفه بعض المغاربة كمصدر استرزاق يوّفر لهم قوت يومهم .
فبعد نجاح بعض هذه المبادرات الرامية إلى جعل الشمال الشرقي للمملكة ينخرط اقتصاديا في المنظومة الاقتصادية الوطنية عبر المشاريع المطروحة التي استهدفت هذا الشأن، قصد وضع حدّ للتبعية الاقتصادية لحكومة مليلية، ومنذ تأتي أكل هذه المبادرات في المنطقة وبروز أولى تباشير النجاح فيها على أرض الواقع أضحت بالموازاة من ذلك، تشهد المدينة قفزات نوعية وسريعة أيضا بخصوص مستويين إثنين هما الصعيدين الثقافي والسياحي (السياحة الثقافية منه), بحيث خصصنا بشأنهما فيما يلي حيّزا مقتضبا نستعرض فيه بعجالة أهم المحطات والمبادرات التي برزت إلى الآن .
المشهد الثقافي بالناظور:
من الملاحظ أنه بات من الصعب بمدينة الناظور خلال الآونة الأخيرة أن تعثر جمعية ما، عن قاعة عمومية تؤدي فيها برنامج أمسية ثقافية أو شعرية أو تعرض عرضا مسرحيا أو ندوة، خلال أيام الأسبوع كله، خصوصا في الأشهر الممتدة ما بين مطلع شهر دجنبر إلى حدود نهاية شهر يوليوز، رغم وجود قاعتين عموميتين بالمدينة وضعتا في خدمة الفعاليات الجمعوية والثقافية وكذا الإطارات الأخرى كالأحزاب والنقابات، بحيث يمكن إستغلالها من قبل هؤلاء جميعا لتأطير أنشتطهم ورهن إشارتهم، إلى جانب قاعة المركب الثقافي التي تواجدت رسميا وخصيصا لهذا الغرض، غير أنه يتعذر أن تجد في أجندتها يوما خاليا من موعد ثقافي يمكن حجز القاعة فيه! إذ لا مبالغة في القول أن مسؤول المركب الثقافي أحيانا هو من يبرمج الموعد عندما يقرّر تنظيم نشاط ثقافي أو فنّي، وذلك بسبب أجندة المواعيد الثقافية المملوءة عن آخرها كما يبدو جليا من خلال أبواب القاعة التي تكاد لا تغلق .
ونظرا للزخم الهائل من الجمعيات التي تعنى بشؤون الثقافة والرياضة إلى جانب بعض مواقع الصحافة الالكترونية التي طفقت تنشط بالآونة الأخيرة في هذا المجال نفسه، كنشاط موازي لعملها الإعلامي، فإن المشهد الثقافي على المستوى المحلي بمدينة الناظور أرسى أرضيته وأسسه وهياكله بفضل هذه التنظيمات التي تنشط في ميادين الثقافة والفن والمسرح، بخلاف السنوات السابقة التي عرفت فيها مدينة الناظور ركودا تاما وشبه إنعدام للحس الثقافي، بسبب العمل الجمعوي الذي كان في السابق منعدما تقريبا وفاترا لعدة عوامل يمكن تجسيد أهمها في غياب المركب الثقافي ومع ما صادفه دار الشباب من إنهيار جزئي على مستوى بعض أركانه بسبب التصدعات والتشققات اللذان أحدثهما زلزال عنيف على جدرانها، ما حذا بها إلى إغلاق أبوابها بشكل نهائي في وجه النشطاء الجمعويين والجمعيات وفروع المنظمات والأندية لسنوات عديدة، وعدم إيجاد هذه الجمعيات للدعم المادي وإنتفاء مقرات لإحتضان أنشطتها وكذا منخرطيها، مما أدى إلى تجميد العديد منها و تفكّكها وإختفائها نهائيا بعد تعذّر إمكانية صمودها أمام واقع الإكراهات المادية بالدرجة الأولى .
إلا أنّه اليوم وبفضل التوجهات الآنية في إستراتيجية تقوية الإطارين الثقافي والسياحي بالمغرب كرهانين يرتهن إليهما المخطط التنموي، أصبحت بعض هذه الهياكل التنظيمية المعنية بالعمل الجمعوي تتلقى بعضا من الدعم المالي، خوّل لها إبراز وجودها في الساحة الثقافية المحلية كما تضطلع بدور في مستوى تطلّعات منخرطيها الشباب والشابات بما يخدم المشهد الثقافي للمدينة ككل .
من الملاحظ أنه بات من الصعب بمدينة الناظور خلال الآونة الأخيرة أن تعثر جمعية ما، عن قاعة عمومية تؤدي فيها برنامج أمسية ثقافية أو شعرية أو تعرض عرضا مسرحيا أو ندوة، خلال أيام الأسبوع كله، خصوصا في الأشهر الممتدة ما بين مطلع شهر دجنبر إلى حدود نهاية شهر يوليوز، رغم وجود قاعتين عموميتين بالمدينة وضعتا في خدمة الفعاليات الجمعوية والثقافية وكذا الإطارات الأخرى كالأحزاب والنقابات، بحيث يمكن إستغلالها من قبل هؤلاء جميعا لتأطير أنشتطهم ورهن إشارتهم، إلى جانب قاعة المركب الثقافي التي تواجدت رسميا وخصيصا لهذا الغرض، غير أنه يتعذر أن تجد في أجندتها يوما خاليا من موعد ثقافي يمكن حجز القاعة فيه! إذ لا مبالغة في القول أن مسؤول المركب الثقافي أحيانا هو من يبرمج الموعد عندما يقرّر تنظيم نشاط ثقافي أو فنّي، وذلك بسبب أجندة المواعيد الثقافية المملوءة عن آخرها كما يبدو جليا من خلال أبواب القاعة التي تكاد لا تغلق .
ونظرا للزخم الهائل من الجمعيات التي تعنى بشؤون الثقافة والرياضة إلى جانب بعض مواقع الصحافة الالكترونية التي طفقت تنشط بالآونة الأخيرة في هذا المجال نفسه، كنشاط موازي لعملها الإعلامي، فإن المشهد الثقافي على المستوى المحلي بمدينة الناظور أرسى أرضيته وأسسه وهياكله بفضل هذه التنظيمات التي تنشط في ميادين الثقافة والفن والمسرح، بخلاف السنوات السابقة التي عرفت فيها مدينة الناظور ركودا تاما وشبه إنعدام للحس الثقافي، بسبب العمل الجمعوي الذي كان في السابق منعدما تقريبا وفاترا لعدة عوامل يمكن تجسيد أهمها في غياب المركب الثقافي ومع ما صادفه دار الشباب من إنهيار جزئي على مستوى بعض أركانه بسبب التصدعات والتشققات اللذان أحدثهما زلزال عنيف على جدرانها، ما حذا بها إلى إغلاق أبوابها بشكل نهائي في وجه النشطاء الجمعويين والجمعيات وفروع المنظمات والأندية لسنوات عديدة، وعدم إيجاد هذه الجمعيات للدعم المادي وإنتفاء مقرات لإحتضان أنشطتها وكذا منخرطيها، مما أدى إلى تجميد العديد منها و تفكّكها وإختفائها نهائيا بعد تعذّر إمكانية صمودها أمام واقع الإكراهات المادية بالدرجة الأولى .
إلا أنّه اليوم وبفضل التوجهات الآنية في إستراتيجية تقوية الإطارين الثقافي والسياحي بالمغرب كرهانين يرتهن إليهما المخطط التنموي، أصبحت بعض هذه الهياكل التنظيمية المعنية بالعمل الجمعوي تتلقى بعضا من الدعم المالي، خوّل لها إبراز وجودها في الساحة الثقافية المحلية كما تضطلع بدور في مستوى تطلّعات منخرطيها الشباب والشابات بما يخدم المشهد الثقافي للمدينة ككل .
على صعيد السياحة الثقافية
خلافا للأمس، اليوم أصبحت تقام في الناظور مهرجانات ثقافية وطنية وأخرى ذات أبعاد دولية كل سنة، كالمهرجان العربي للقصة القصيرة جداً، والمهرجان الدولي لحركة الطفولة الشعبية فرع الناظور لمسرح الطفل والذي بلغ هذه السنة الجارية لنسخته ألـ 17، بحيث يستقدم المهرجان فرقا مسرحية دولية من مختلف ربوع الوطن العربي، ودول العالم، كما يخصص ضمنه كرنفالا إحتفاليا عملاقا يجوب شوارع المدينة في حلة بهية ذات صبغة دولية، إضافة إلى “المهرجان الفني المتوسطي للناظور” الذي تسهر جمعية إقليمية على تنظيمه بشكل دوري كل سنة خلال فصل الصيف، ويعرف مشاركة نجوم أغنية (الراي) من قبيل الفنانين (بلال وخالد) كما يتميز بحضور رواد الأغنية الأمازيغية الملتزمة والريفية منها، أمثال الفنان الجزائري (إدير و مواطنه تاكفاريناس) ، وفنانون ريفيون ك (خالد يزري والوليد ميمون ونوميديا) وغيرهم وكذا بعض الفنانين المشارقة الذين يتم الاعتماد عليهم لإذكاء الحضور، في عرس محلي يمتد على مدى أربعة أيام متواصلة تحتفي فيه شوارع المدينة الرئيسية التي تتحول إلى فضاءات ثقافية تبرز خصوصيات المنطقة وقاعات في الهواء الطلق تقام فيها ندوات فكرية وأدبية ومعارض تشكيلية وأروقة فنية تحيي خلالها التراث المحلي, بوافديها الزوار من مختلف المدن المغربية والوافدين الأجانب من ديار أخرى .
بالإضافة إلى مهرجان الشعر الأمازيغي الذي جعلته جمعية إلماس الثقافية بالناظور تقليدا سنويا تسهر على تنظيمه بشراكة مع وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويشارك فيه شعراء أمازيغ وآخرون من دول أجنبية أخرى وتضّمنه في كل دورة ندوة أدبية يتم من خلالها استحضار بورتريها عن حياة شاعر أو كاتب ما، ويلقى نجاحا كبيرا في كل نسخة منه، بحيث تعمد الجمعية إلى إشراك العديد من الوجوه الثقافية والجمعوية بالإقليم، إذ يصبح مهرجان الشعر الأمازيغي ملتقى للنخبة الناظورية بشتى أطيافها السياسية والثقافية والإعلامية إلى غير ذلك من الوجوه الأخرى المتوافدة بغية المشاركة في المهرجان من داخل وخارج أرض الوطن .
زيادة عما تقدمه كلية محمد الأول متعددة التخصصات بالناظور، والجمعيات والفعاليات من مبادرات ثقافية ورياضية وأنشطة فنية وأماسي شعرية وأيام دراسية ولقاءات فكرية وندوات، على دور الأسبوع، يجعل من الناظور مدينة ثقافية بامتياز .
وبعد
فبالموازاة مع ما بات يعرفه من إنفتاح وانطلاق على الصعيد التنموي بشكل عام، منذ ما يناهز الـ 6 أو 7 سنوات الأخيرة حسب المتتبعين لكرونوجية الإقلاع التنموي بالإقليم، أصبح الناظور في تقدير عدد من نخبوييه من المدن التي يمكنها في المستقبل القريب الإعتماد على رصيدها الثقافي من أجل الاستقطاب السياحي بما يخدم هذا المجال الأخير، كنموذج مدينة أصيلة المتمثل في سياسة القائمين عليها في جعل ما هو ثقافي يخدم التوّجه السياحي فيها، خصوصا وأن الناظور يمتاز بمؤهلات طبيعية متنوعة وذات خصوصية فريدة من نوعها، تتمثل في موقعه الجغرافي الذي يتوزع ما بين اخضرار الجبال وزرقة الشطآن في لوحة فنية خلابة في منتهى التناغم، ما سيجعل منه في القادم من السنوات القليلة، قبلة سياحية متميزة، في أفق تاريخ الإنتهاء من أشغال بناء المنتجع السياحي الضخم بقدم جبل “أطاليون” الواقع ببحيرة “مارتشيكا” المحاذية لمدينة الناظور، ضمن المشروع الكبير الهادف إلى جعل المنطقة قرية سياحية وما رافقه من إعادة تأهيل للمدينة، برصد غلاف مالي ضخم .
خلافا للأمس، اليوم أصبحت تقام في الناظور مهرجانات ثقافية وطنية وأخرى ذات أبعاد دولية كل سنة، كالمهرجان العربي للقصة القصيرة جداً، والمهرجان الدولي لحركة الطفولة الشعبية فرع الناظور لمسرح الطفل والذي بلغ هذه السنة الجارية لنسخته ألـ 17، بحيث يستقدم المهرجان فرقا مسرحية دولية من مختلف ربوع الوطن العربي، ودول العالم، كما يخصص ضمنه كرنفالا إحتفاليا عملاقا يجوب شوارع المدينة في حلة بهية ذات صبغة دولية، إضافة إلى “المهرجان الفني المتوسطي للناظور” الذي تسهر جمعية إقليمية على تنظيمه بشكل دوري كل سنة خلال فصل الصيف، ويعرف مشاركة نجوم أغنية (الراي) من قبيل الفنانين (بلال وخالد) كما يتميز بحضور رواد الأغنية الأمازيغية الملتزمة والريفية منها، أمثال الفنان الجزائري (إدير و مواطنه تاكفاريناس) ، وفنانون ريفيون ك (خالد يزري والوليد ميمون ونوميديا) وغيرهم وكذا بعض الفنانين المشارقة الذين يتم الاعتماد عليهم لإذكاء الحضور، في عرس محلي يمتد على مدى أربعة أيام متواصلة تحتفي فيه شوارع المدينة الرئيسية التي تتحول إلى فضاءات ثقافية تبرز خصوصيات المنطقة وقاعات في الهواء الطلق تقام فيها ندوات فكرية وأدبية ومعارض تشكيلية وأروقة فنية تحيي خلالها التراث المحلي, بوافديها الزوار من مختلف المدن المغربية والوافدين الأجانب من ديار أخرى .
بالإضافة إلى مهرجان الشعر الأمازيغي الذي جعلته جمعية إلماس الثقافية بالناظور تقليدا سنويا تسهر على تنظيمه بشراكة مع وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ويشارك فيه شعراء أمازيغ وآخرون من دول أجنبية أخرى وتضّمنه في كل دورة ندوة أدبية يتم من خلالها استحضار بورتريها عن حياة شاعر أو كاتب ما، ويلقى نجاحا كبيرا في كل نسخة منه، بحيث تعمد الجمعية إلى إشراك العديد من الوجوه الثقافية والجمعوية بالإقليم، إذ يصبح مهرجان الشعر الأمازيغي ملتقى للنخبة الناظورية بشتى أطيافها السياسية والثقافية والإعلامية إلى غير ذلك من الوجوه الأخرى المتوافدة بغية المشاركة في المهرجان من داخل وخارج أرض الوطن .
زيادة عما تقدمه كلية محمد الأول متعددة التخصصات بالناظور، والجمعيات والفعاليات من مبادرات ثقافية ورياضية وأنشطة فنية وأماسي شعرية وأيام دراسية ولقاءات فكرية وندوات، على دور الأسبوع، يجعل من الناظور مدينة ثقافية بامتياز .
وبعد
فبالموازاة مع ما بات يعرفه من إنفتاح وانطلاق على الصعيد التنموي بشكل عام، منذ ما يناهز الـ 6 أو 7 سنوات الأخيرة حسب المتتبعين لكرونوجية الإقلاع التنموي بالإقليم، أصبح الناظور في تقدير عدد من نخبوييه من المدن التي يمكنها في المستقبل القريب الإعتماد على رصيدها الثقافي من أجل الاستقطاب السياحي بما يخدم هذا المجال الأخير، كنموذج مدينة أصيلة المتمثل في سياسة القائمين عليها في جعل ما هو ثقافي يخدم التوّجه السياحي فيها، خصوصا وأن الناظور يمتاز بمؤهلات طبيعية متنوعة وذات خصوصية فريدة من نوعها، تتمثل في موقعه الجغرافي الذي يتوزع ما بين اخضرار الجبال وزرقة الشطآن في لوحة فنية خلابة في منتهى التناغم، ما سيجعل منه في القادم من السنوات القليلة، قبلة سياحية متميزة، في أفق تاريخ الإنتهاء من أشغال بناء المنتجع السياحي الضخم بقدم جبل “أطاليون” الواقع ببحيرة “مارتشيكا” المحاذية لمدينة الناظور، ضمن المشروع الكبير الهادف إلى جعل المنطقة قرية سياحية وما رافقه من إعادة تأهيل للمدينة، برصد غلاف مالي ضخم .
إذن:
لم يعد الناظور اليوم كما كان مترسخا في الأذهان منذ زمن طويل، تلك المدينة التي شكلت لعقود طويلة الشوارع الخلفية لسوق مليلية الكبير، ولم يعد أيضا تلك المدينة التي يحصد أباطرتها المال الوفير من المخدرات، للتوّجه برؤوس أموال ضخمة نحو طنجة كما هو معروف، بهدف تبييضها في مشاريع كبرى، ولم يعد شباب المدينة كما في عهد سابق تعشش في مخيلة أغلبهم فكرة العبور نحو الضفة الأخرى وما المقالات الصحفية الملتهبة والغيورة والمناضلة التي شكلت من المدينة “الاستثناء” في المغرب ككل بإقرار من وزارة الاتصال نفسها، على مستوى المدن المناضل شبابها بالقلم والقرطاس، التي تتوزع كالفطريات على المواقع الإعلامية على كثرتها والتي تحمل لتوقيعات أسماء من الناظور في ريعان شبابها إلا وجها مشرقا آخر لهذا الذي صارته مدينة الناظور التي احتلت لقرابة عقد من الزمن الصدارة في مجال الإعلام الكتروني والرائدة فيه وطنياً، بل إن هذا الأخير أقلعت فيه اليوم قاطرة التنمية إن على كافة المستويات ومكونات مجتمعه بجميع شرائحه ماضون على السكة كما يبدو بلا توقف.
لم يعد الناظور اليوم كما كان مترسخا في الأذهان منذ زمن طويل، تلك المدينة التي شكلت لعقود طويلة الشوارع الخلفية لسوق مليلية الكبير، ولم يعد أيضا تلك المدينة التي يحصد أباطرتها المال الوفير من المخدرات، للتوّجه برؤوس أموال ضخمة نحو طنجة كما هو معروف، بهدف تبييضها في مشاريع كبرى، ولم يعد شباب المدينة كما في عهد سابق تعشش في مخيلة أغلبهم فكرة العبور نحو الضفة الأخرى وما المقالات الصحفية الملتهبة والغيورة والمناضلة التي شكلت من المدينة “الاستثناء” في المغرب ككل بإقرار من وزارة الاتصال نفسها، على مستوى المدن المناضل شبابها بالقلم والقرطاس، التي تتوزع كالفطريات على المواقع الإعلامية على كثرتها والتي تحمل لتوقيعات أسماء من الناظور في ريعان شبابها إلا وجها مشرقا آخر لهذا الذي صارته مدينة الناظور التي احتلت لقرابة عقد من الزمن الصدارة في مجال الإعلام الكتروني والرائدة فيه وطنياً، بل إن هذا الأخير أقلعت فيه اليوم قاطرة التنمية إن على كافة المستويات ومكونات مجتمعه بجميع شرائحه ماضون على السكة كما يبدو بلا توقف.