نورة القنفودي
بني مزدوي البعيدة عن مدينة تاركيست ب 18 كلم التابعة ترابيا و إداريا لإقليم الحسيمة، تعداد سكانها يناهز 4000 نسمة.
في عمق الفجوج و على سفوح الجبال تتناثر بيوت ملونة بلون التراب. في رحلتك للمنطقة سريعا ما تنتهي مهمة السيارة لتستأنف الرحلة صعودا على الأقدام، فالطرق هنا في حالة كارثية يكفيها زخات مطرية خفيفا لتصبح منجما أو حتى حقلا لصنع الأواني الخزفية.
شروط الحياة هنا تبدو منعدمة، مياه الشرب عملة نادرة، يقوم السكان بشرب مياه البئر النابضة أو الأمطار التي لطالما تتأخر في زيارتها لهذه القرية النائية، اعتمادا على البرك التي تجتمع فيها مخلفات الأمطار.
أناس يفترشون الأرض العارية، يعيشون تحت أكوام من الحجارة الملطخة بالطين.أطفال مصابون بأمراض يجهلون أصلها، و آباء عاجزون لا يعرفون ما يفعلون ف" العين بصيرة و اليد قصيرة " كما يقول المثل المغربي.
إقامة جبرية و بطالة حتمية تحتمها التضاريس وقساوة الظروف على ساكنة هذه الدواوير الذين لا يملكون سوى بعض رؤوس الأغنام يعينهم بيعها على مواجهة شظف العيش، و هم ربة البيت الأكبر هو تخزين عدد أكبر من الخشب و جلب الماء من أماكن بعيدة عن مكان سكناها، مسالك وعرة هي سبيل هذه الساكنة الوحيد للوصول إلى منازلهم.
حكت لنا ربيعة زوجة في ربيع العمر وعيونها تملأها العبـرات، قبل ستة أشهر فقدت مولودها بعد ولادة عسيرة بالبيت كادت أن تودي بحياتها هي الأخرى و السبب غياب أي مستوصف صحي و لا سيارة إسعاف، فالوضع الصحي هنا كارثي بكل المقاييس يستدعي التدخل السريع للسلطات المعنية وكذا المجتمع المدني، فحق الصحة الذي تكفله المواثيق الدولية و الدستور المغربي، هذا الأخير لم يستطيع أن يكفل هذا الحق لساكنة هذه القرى النائية إلا شفاهيا و كتابة.
هذه الساكنة بدأت تشك في انتماءها لهذا الوطن الذي أقصاها من جل المبادرات و الإستراتيجيات الوطنية التي تعمل عليها وزارة الصحة بشكل خاص و الوزارات الأخرى على وجه العموم.
هذا على الجانب الصحي أما في الجانب التعليمي التربوي فلا حديث هنا عن التمدرس و لا عن برامج محو الأمية، فأغلبية الأطفال لا يعرفون القراءة و لا الكتابة كيف لا و لا وجود إلا لمدرسة ابتدائية واحدة عن كل دوار الذي يبلغ ساكنته ما يعادل 500 وأكثر من 50 بالمئة منهم أطفال، و أستاذ واحد عن كل مدرسة.
عقيلة: طفلة في عمر الزهور توقفت عن الدراسة العام المنصرم، والمانع تأهلها للإعداية الأمر الذي يسدعي انتقالها و العيش بمدينة تارجيست البعيدة عن الدوار ب 15 كلم، الشئ الذي لا تسمح به إمكانيات عائلتها المادية لتتبخر أحلامها في غد أفضل و في ضمان مستقبل يختلف عن مستوى أهلها.
محمد عجوز أخد منه الدهر ما أخذ وجدناه في سفح مرتكن لأشعة الشمس يدفئ جسده، قال لنا أن الدوار بقي على ما هو عليه قبل السبعين سنة الفائتة و من سنوات الإستعمار الإسباني لشمال المملكة لم يتغير فيه أي شئ سوى تدهور الطرق و تعميق هوة العزلة و التهميش.
طبيعة قبيلة بني مزدوي المنتمية لمجوع قبائل صنهاجة اسراير جمال لا يفسده إلا استحالة العيش فيه بسبب وعورة التضاريس و انعدام البنيات التحتية، و الوصول إليها يعد أمرا صعبا.
يقول السكان أنهم يعانون من الإهمال و أن السياسات الحكومية المتعاقبة أعطت الأولوية لمناطق في المغرب على حساب مناطق أخرى.
الكل ينتظر حلا عاجلا ينقذهم من مآسيهم الدفينة و من براثين الضياع، فمعاناة هذه الساكنة لا ملتفت لها ما عدا عدسة كاميرتي الشخصية التي التقطت مشهدا لا يقل عن باقي المشاهد الأخرى لقرى كثيرة بالمغرب.
مطالب هذه الأسر لا تتجاوز فك العزلة عنهم، مطالب على بساطتها تبقى حيوية بالنسبة لهم و ستظل كذلك حتى إشعار آخر.
بني مزدوي البعيدة عن مدينة تاركيست ب 18 كلم التابعة ترابيا و إداريا لإقليم الحسيمة، تعداد سكانها يناهز 4000 نسمة.
في عمق الفجوج و على سفوح الجبال تتناثر بيوت ملونة بلون التراب. في رحلتك للمنطقة سريعا ما تنتهي مهمة السيارة لتستأنف الرحلة صعودا على الأقدام، فالطرق هنا في حالة كارثية يكفيها زخات مطرية خفيفا لتصبح منجما أو حتى حقلا لصنع الأواني الخزفية.
شروط الحياة هنا تبدو منعدمة، مياه الشرب عملة نادرة، يقوم السكان بشرب مياه البئر النابضة أو الأمطار التي لطالما تتأخر في زيارتها لهذه القرية النائية، اعتمادا على البرك التي تجتمع فيها مخلفات الأمطار.
أناس يفترشون الأرض العارية، يعيشون تحت أكوام من الحجارة الملطخة بالطين.أطفال مصابون بأمراض يجهلون أصلها، و آباء عاجزون لا يعرفون ما يفعلون ف" العين بصيرة و اليد قصيرة " كما يقول المثل المغربي.
إقامة جبرية و بطالة حتمية تحتمها التضاريس وقساوة الظروف على ساكنة هذه الدواوير الذين لا يملكون سوى بعض رؤوس الأغنام يعينهم بيعها على مواجهة شظف العيش، و هم ربة البيت الأكبر هو تخزين عدد أكبر من الخشب و جلب الماء من أماكن بعيدة عن مكان سكناها، مسالك وعرة هي سبيل هذه الساكنة الوحيد للوصول إلى منازلهم.
حكت لنا ربيعة زوجة في ربيع العمر وعيونها تملأها العبـرات، قبل ستة أشهر فقدت مولودها بعد ولادة عسيرة بالبيت كادت أن تودي بحياتها هي الأخرى و السبب غياب أي مستوصف صحي و لا سيارة إسعاف، فالوضع الصحي هنا كارثي بكل المقاييس يستدعي التدخل السريع للسلطات المعنية وكذا المجتمع المدني، فحق الصحة الذي تكفله المواثيق الدولية و الدستور المغربي، هذا الأخير لم يستطيع أن يكفل هذا الحق لساكنة هذه القرى النائية إلا شفاهيا و كتابة.
هذه الساكنة بدأت تشك في انتماءها لهذا الوطن الذي أقصاها من جل المبادرات و الإستراتيجيات الوطنية التي تعمل عليها وزارة الصحة بشكل خاص و الوزارات الأخرى على وجه العموم.
هذا على الجانب الصحي أما في الجانب التعليمي التربوي فلا حديث هنا عن التمدرس و لا عن برامج محو الأمية، فأغلبية الأطفال لا يعرفون القراءة و لا الكتابة كيف لا و لا وجود إلا لمدرسة ابتدائية واحدة عن كل دوار الذي يبلغ ساكنته ما يعادل 500 وأكثر من 50 بالمئة منهم أطفال، و أستاذ واحد عن كل مدرسة.
عقيلة: طفلة في عمر الزهور توقفت عن الدراسة العام المنصرم، والمانع تأهلها للإعداية الأمر الذي يسدعي انتقالها و العيش بمدينة تارجيست البعيدة عن الدوار ب 15 كلم، الشئ الذي لا تسمح به إمكانيات عائلتها المادية لتتبخر أحلامها في غد أفضل و في ضمان مستقبل يختلف عن مستوى أهلها.
محمد عجوز أخد منه الدهر ما أخذ وجدناه في سفح مرتكن لأشعة الشمس يدفئ جسده، قال لنا أن الدوار بقي على ما هو عليه قبل السبعين سنة الفائتة و من سنوات الإستعمار الإسباني لشمال المملكة لم يتغير فيه أي شئ سوى تدهور الطرق و تعميق هوة العزلة و التهميش.
طبيعة قبيلة بني مزدوي المنتمية لمجوع قبائل صنهاجة اسراير جمال لا يفسده إلا استحالة العيش فيه بسبب وعورة التضاريس و انعدام البنيات التحتية، و الوصول إليها يعد أمرا صعبا.
يقول السكان أنهم يعانون من الإهمال و أن السياسات الحكومية المتعاقبة أعطت الأولوية لمناطق في المغرب على حساب مناطق أخرى.
الكل ينتظر حلا عاجلا ينقذهم من مآسيهم الدفينة و من براثين الضياع، فمعاناة هذه الساكنة لا ملتفت لها ما عدا عدسة كاميرتي الشخصية التي التقطت مشهدا لا يقل عن باقي المشاهد الأخرى لقرى كثيرة بالمغرب.
مطالب هذه الأسر لا تتجاوز فك العزلة عنهم، مطالب على بساطتها تبقى حيوية بالنسبة لهم و ستظل كذلك حتى إشعار آخر.