بقلم محمد بوتخريط
وأنا في المدينة... وفي صباح هاديء قررت زيارة المكان، في طريقي الى هناك كانت تتساقط من حولي اوراق ما تبقَّى من أشجار الشارع إياه وكأنها تبكي النادي ...
مررت اليوم من هنا ، من هذا المكان.. ولكلّ مكانٍ بصمةٍ ما، وأحلامٌ معلقة .. او مجهضة! وحكاية متوارثة.. وحكاية هذا المكان …حكاية! حكاية مكان خطه التهميش، وتشهد عليه أطلال كانت إلى زمن قريب تنبض بالحياة…في الوقت الذي كان يجب أن يكون هذا المكان مكان تبادر إليه جمعيات المجتمع المدني بجل توجهاتها ، وتلجأ إليه التنظيمات بمختلف مرجعياتها ، لمزاولة أنشطتها الثقافية والفنية ، مكان ظل بدون حياة لمدة طويلة حتى أصبح مثل الاطلال التي بكاها امرئ القيس ذات زمن
وأنا في المدينة... وفي صباح هاديء قررت زيارة المكان، في طريقي الى هناك كانت تتساقط من حولي اوراق ما تبقَّى من أشجار الشارع إياه وكأنها تبكي النادي ...
مررت اليوم من هنا ، من هذا المكان.. ولكلّ مكانٍ بصمةٍ ما، وأحلامٌ معلقة .. او مجهضة! وحكاية متوارثة.. وحكاية هذا المكان …حكاية! حكاية مكان خطه التهميش، وتشهد عليه أطلال كانت إلى زمن قريب تنبض بالحياة…في الوقت الذي كان يجب أن يكون هذا المكان مكان تبادر إليه جمعيات المجتمع المدني بجل توجهاتها ، وتلجأ إليه التنظيمات بمختلف مرجعياتها ، لمزاولة أنشطتها الثقافية والفنية ، مكان ظل بدون حياة لمدة طويلة حتى أصبح مثل الاطلال التي بكاها امرئ القيس ذات زمن
لكن المكان اليوم لا يحتاج الى بكاء بقدر ما يفتقر الى لفتة حقيقية من مسؤول مسؤول، تبعث فيه الروح وتعيد له جماليته ورونقه. مكان هو اليوم في عطلة مفتوحة ، واصبح بالتالي شوهة في قلب المدينة ومحطة سخرية للزوار والعابرين والسائحين… لم يعد احدا يتحدث عن السفينة اياها، ذاك الشكل الهندسي للنادي واصبح الحديث فقط عن "النادي" او " الكلوب" كما اسمه منقوشا في ذاكرة الناظوريين.. رحلت السفينة الى غير رجعة... لم يعد "الكلوب" كما عهدناه...اصبح يشبه أي مبنى آخر في المدينة... في هدوء تام اختفي النادي ..
وفي هدوء تام رحلت "السفينة" الجميلة من غير رجعة .. رحلتْ لتلبى نداء الجشع .. بينما كانت صرخاتي تملأ المكان الهادئ صمتا و..ضجيجاً . رحل هدوء السفينة مع صدإ المكان الموغل في بطن بناية المدينة الزرقاء. أول ما كنا نفكر به ونحن ننظر الى واجهته الخلفية ، سفينة راسية تستعد للانطلاق لتمخر عباب الماء.. واليوم لاشيء يوحي بذلك بتاتا بعد توسيع قاعدة بنايته ولو ببضعة أمتار ..فقد المكان كل المقاييس الأصلية...لم يعد المكان يعكس ذاك النمط المعماري الفريد الذي اختص به. وكأن الزمن هناك متوقف، لا شيء يوحي بأن هناك حياة تنبض في ذاك المكان المقفر ، كما كان الوضع من قبل..لا شيء بتاتا يدل على أنك قد تصادف في ذلك الفراغ الرهيب مكانا كان يُسمى " الكلوب" ! شاهدت المكان عن قرب..تحسست حكايات الزمن الغابر لديه …أطلقت العنان لاصابعي لألامس جدرانه الجديدة ….لامست الوهم بمجرد اقترابي أكثر للمكان ، انهار سقف الحلم الحقيقى لديَّ … لا الوان لا زخرفات لا أحلام ….. الآن تحرر النادي الى عالم حزين ، مكفهر خالى الا من نفسيته المارقة
خلاصة الحكاية... لم يعد "الكلوب" كما عهدناه...اصبح يشبه أي مكان آخر في المدينة... ولا يختلف (و لن يختلف مستقبلا ) عن اي مقهى آخر . رحلت السفينة الى غير رجعة... إنها ليست البناية التي أعرفها، لقد انتهى 'الكلوب' ولن يعود ...تماما كما انتهت مدينة كان اسمها ذات عشق " النَّاظَارْ".. آه ! كم تستفزني أحيانا قدرة الإنسان على هدم امكنة استطاعت أن تقف في وجه الزمن لزمن..كم هم قساة،هؤلاء، جبارون، كم تسكننا الرغبة غير المبررة في التخلص من الاماكن والمباني الجميلة. و كم يصبح مضحكا أحيانا أن نشرع في هدم الاماكن التاريخية، ثم نبني مباني تشبهها ثم ندعوها بعد ذلك محافظة على التراث.!!
وفي هدوء تام رحلت "السفينة" الجميلة من غير رجعة .. رحلتْ لتلبى نداء الجشع .. بينما كانت صرخاتي تملأ المكان الهادئ صمتا و..ضجيجاً . رحل هدوء السفينة مع صدإ المكان الموغل في بطن بناية المدينة الزرقاء. أول ما كنا نفكر به ونحن ننظر الى واجهته الخلفية ، سفينة راسية تستعد للانطلاق لتمخر عباب الماء.. واليوم لاشيء يوحي بذلك بتاتا بعد توسيع قاعدة بنايته ولو ببضعة أمتار ..فقد المكان كل المقاييس الأصلية...لم يعد المكان يعكس ذاك النمط المعماري الفريد الذي اختص به. وكأن الزمن هناك متوقف، لا شيء يوحي بأن هناك حياة تنبض في ذاك المكان المقفر ، كما كان الوضع من قبل..لا شيء بتاتا يدل على أنك قد تصادف في ذلك الفراغ الرهيب مكانا كان يُسمى " الكلوب" ! شاهدت المكان عن قرب..تحسست حكايات الزمن الغابر لديه …أطلقت العنان لاصابعي لألامس جدرانه الجديدة ….لامست الوهم بمجرد اقترابي أكثر للمكان ، انهار سقف الحلم الحقيقى لديَّ … لا الوان لا زخرفات لا أحلام ….. الآن تحرر النادي الى عالم حزين ، مكفهر خالى الا من نفسيته المارقة
خلاصة الحكاية... لم يعد "الكلوب" كما عهدناه...اصبح يشبه أي مكان آخر في المدينة... ولا يختلف (و لن يختلف مستقبلا ) عن اي مقهى آخر . رحلت السفينة الى غير رجعة... إنها ليست البناية التي أعرفها، لقد انتهى 'الكلوب' ولن يعود ...تماما كما انتهت مدينة كان اسمها ذات عشق " النَّاظَارْ".. آه ! كم تستفزني أحيانا قدرة الإنسان على هدم امكنة استطاعت أن تقف في وجه الزمن لزمن..كم هم قساة،هؤلاء، جبارون، كم تسكننا الرغبة غير المبررة في التخلص من الاماكن والمباني الجميلة. و كم يصبح مضحكا أحيانا أن نشرع في هدم الاماكن التاريخية، ثم نبني مباني تشبهها ثم ندعوها بعد ذلك محافظة على التراث.!!