إعداد: بدر أعراب
سعياً منها للتعريف بالفئة الأنتليجينسية للمنطقة، توَخّت "ناظورسيتي" إدراج هذه التوليفة الفنية والثقافية كبريد سريع سيتّم عبره بعث رسائل قصيرة بشكل مستعجل مرتين في الشهر، لـشدّ انتباه القراء الكرام إلى فاعلين ونخبويين وفنانين لـامعين، بصموا أو ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني لمدينة الناظور تحديداً، ولمنطقة الريف عموماً.. سواء أولئك الذين ما زالوا في أوج عطاءاتهم، أو أولئك الذين طالهم النسيان وانزوُوا إلى هوامش قَصِيةٍ من غرف صمت العزلة والفقدان، بعدما تكشّف لهم بعد فوات الأوان أنهم أعطوا للوطن الشيء الكثير ولكن الوطن لم يعطيهم بالمقابل حتى الشيء القليل.. لا سيما كذلك الذين رحلوا غداة تركهم في سماء الفن والثقافة بالريف نجومهم ساطعة ما تزال تُومض بريقاً ولمعاناً لا يخفتان مع مرّ الزمن.. فالذاكرة الجماعية المشتركة التي سنخال هذه الفقرة -على بساطتها - واحدة من تجسيداتها الناطقة بلسانها، لن تُغيِّب أحدا، وفاءً للذكرى الجميلة الوامقة التي وشمتها أسماء وألقابٌ في أنفسنا ووجداننا كافةً.. "ناظورسيتي" تستحضر هذا الأسبوع رسائل للأسماء الآتية:
سعياً منها للتعريف بالفئة الأنتليجينسية للمنطقة، توَخّت "ناظورسيتي" إدراج هذه التوليفة الفنية والثقافية كبريد سريع سيتّم عبره بعث رسائل قصيرة بشكل مستعجل مرتين في الشهر، لـشدّ انتباه القراء الكرام إلى فاعلين ونخبويين وفنانين لـامعين، بصموا أو ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني لمدينة الناظور تحديداً، ولمنطقة الريف عموماً.. سواء أولئك الذين ما زالوا في أوج عطاءاتهم، أو أولئك الذين طالهم النسيان وانزوُوا إلى هوامش قَصِيةٍ من غرف صمت العزلة والفقدان، بعدما تكشّف لهم بعد فوات الأوان أنهم أعطوا للوطن الشيء الكثير ولكن الوطن لم يعطيهم بالمقابل حتى الشيء القليل.. لا سيما كذلك الذين رحلوا غداة تركهم في سماء الفن والثقافة بالريف نجومهم ساطعة ما تزال تُومض بريقاً ولمعاناً لا يخفتان مع مرّ الزمن.. فالذاكرة الجماعية المشتركة التي سنخال هذه الفقرة -على بساطتها - واحدة من تجسيداتها الناطقة بلسانها، لن تُغيِّب أحدا، وفاءً للذكرى الجميلة الوامقة التي وشمتها أسماء وألقابٌ في أنفسنا ووجداننا كافةً.. "ناظورسيتي" تستحضر هذا الأسبوع رسائل للأسماء الآتية:
محمد أمين العمراوي (مخرج سينمائي):
عن بداياته الأولى ومخاضاته العسيرة على درب السينما، أقرّ المخرج محمد العمراوي أنّ فضل اكتشافه صناعة الفنّ السابع راجعٌ أساساً للسيّدة الاسبانية "كارمن"، بطلة رائعته السينمائية "أديوس كارمن" التي كانت في الواقع قديماً جارته ببلدة أزغنغان، إذ بمعيتها أقبل بصورة مكثفة على قاعة عرض الأفلام الوحيدة بالبلدة، ليتدرّج بالتالي كأيّ مخرجٍ آخر، عبر سلالم الشاشة العملاقة، من كونه بداية كمتفرجٍ عادي، إلى متفرج ناضج بعد حين، ثمّ إلى متفرجٍ ناقدٍ مع مرّ الوقت، وأخيراً إلى مخرجٍ سينمائيٍّ اِستلزمه تحصيلٌ وصقلٌ ودربة ورصيد وحبّ وحلم وإصرار وشحنة واحتراق وشغفٌ بالميدان. لقد وقف المخرج السينمائي محمد العمراوي على ناصية حلم صباه وقاتَلَ تمامًا كما خاطب محمود درويش الذين اختاروا منذ البدءِ يا إما أن يكونوا أو لا يكونوا أصلاً، فكان العمراوي ما أراده، حاصداً للعديد من الجوائز سواءً داخل المغرب أو خارجه، حائزاً مراكز متقدمة متفوقاً بذلك على أعمال ضخمة، واضعاً لنفسه موطئ قدمٍ فـانهالت عليه دعوات المشاركة ضمن ملتقيات دولية بِلْهَ الوطنية، وصفق له جمهور واسع بحرارة وأضحى علامة فارقة في السينما الريفية التي أضفى عليها لمسة الاحترافية.
عن بداياته الأولى ومخاضاته العسيرة على درب السينما، أقرّ المخرج محمد العمراوي أنّ فضل اكتشافه صناعة الفنّ السابع راجعٌ أساساً للسيّدة الاسبانية "كارمن"، بطلة رائعته السينمائية "أديوس كارمن" التي كانت في الواقع قديماً جارته ببلدة أزغنغان، إذ بمعيتها أقبل بصورة مكثفة على قاعة عرض الأفلام الوحيدة بالبلدة، ليتدرّج بالتالي كأيّ مخرجٍ آخر، عبر سلالم الشاشة العملاقة، من كونه بداية كمتفرجٍ عادي، إلى متفرج ناضج بعد حين، ثمّ إلى متفرجٍ ناقدٍ مع مرّ الوقت، وأخيراً إلى مخرجٍ سينمائيٍّ اِستلزمه تحصيلٌ وصقلٌ ودربة ورصيد وحبّ وحلم وإصرار وشحنة واحتراق وشغفٌ بالميدان. لقد وقف المخرج السينمائي محمد العمراوي على ناصية حلم صباه وقاتَلَ تمامًا كما خاطب محمود درويش الذين اختاروا منذ البدءِ يا إما أن يكونوا أو لا يكونوا أصلاً، فكان العمراوي ما أراده، حاصداً للعديد من الجوائز سواءً داخل المغرب أو خارجه، حائزاً مراكز متقدمة متفوقاً بذلك على أعمال ضخمة، واضعاً لنفسه موطئ قدمٍ فـانهالت عليه دعوات المشاركة ضمن ملتقيات دولية بِلْهَ الوطنية، وصفق له جمهور واسع بحرارة وأضحى علامة فارقة في السينما الريفية التي أضفى عليها لمسة الاحترافية.
نجاة أبركان (فاعلة مدنية):
من جملة ما وردتنا بشأن ضيفة حلقتنا اليوم من شهادات ننقل محتواها بكل أمانة، أن غالبية سكان بني شيكر يفخرون أيما فخر، بانتماء مناضلة من حجم نجاة أبركان إلى تربتهم، فهي إبنة الشعب على حدّ وصف بعض من أبدوا بآرائهم حول سيّدة بني شيكر، التي حاولت جاهدة مخالفة السائد لشقّ طريقها نحو صيرها قدوة للأخريات، وسط العراقيل والصعوبات التي تواجهها أيّ امرأة في العالم القروي، والحقيقة أن نجاة أبركان تسلحت بالعزيمة والثقة في النفس، لذلك توفقت عن حقٍّ وحقيق في تمثيل الصوت النسائي بساحة بني شيكر بخاصة وتمثيل المرأة الريفية المتطلعة إلى آفاق أرحب بشكل عام، حتى إن بعض الإدلاءات قالت بخصوصها ما ملخصه أنه لا يُساغ الحديث عن نساء المجتمع المدني بإقليم الناظور والريف، دونما استحضار إسم من طينة نجاة أبركان كواحدة من اللواتي حفرن أسماءهن عبر طريق النضال.
من جملة ما وردتنا بشأن ضيفة حلقتنا اليوم من شهادات ننقل محتواها بكل أمانة، أن غالبية سكان بني شيكر يفخرون أيما فخر، بانتماء مناضلة من حجم نجاة أبركان إلى تربتهم، فهي إبنة الشعب على حدّ وصف بعض من أبدوا بآرائهم حول سيّدة بني شيكر، التي حاولت جاهدة مخالفة السائد لشقّ طريقها نحو صيرها قدوة للأخريات، وسط العراقيل والصعوبات التي تواجهها أيّ امرأة في العالم القروي، والحقيقة أن نجاة أبركان تسلحت بالعزيمة والثقة في النفس، لذلك توفقت عن حقٍّ وحقيق في تمثيل الصوت النسائي بساحة بني شيكر بخاصة وتمثيل المرأة الريفية المتطلعة إلى آفاق أرحب بشكل عام، حتى إن بعض الإدلاءات قالت بخصوصها ما ملخصه أنه لا يُساغ الحديث عن نساء المجتمع المدني بإقليم الناظور والريف، دونما استحضار إسم من طينة نجاة أبركان كواحدة من اللواتي حفرن أسماءهن عبر طريق النضال.
مصطفى البوزياني (إذاعي):
صوتٌ ظلّ حاضراً في الإذاعة الأمازيغية على مدار حوالي عقودٍ من الزمن، شحذ مصطفى البوزياني أوتار حنجرته لعمرٍ بحاله للمنافحة بواسطتها في الظلّ، عن المنطقة عبر أُثير البثّ، حتى يكون لها هي الأخرى مشهد إعلامها كباقي المناطق في زمنٍ عزّ فيه إسماع الصوت إلا همسا، فكم من الرسائل طرقت طبلات الآذان بلا تشفير على يد ابن مدينة العروي، كما أبلغها أيضاً قبل ذلك، ضمن مجموعته الغنائية "اِيريزام" فكان مُؤدياً لواجبه كساعي بريد أمين عن جدارة واستحقاق.
صوتٌ ظلّ حاضراً في الإذاعة الأمازيغية على مدار حوالي عقودٍ من الزمن، شحذ مصطفى البوزياني أوتار حنجرته لعمرٍ بحاله للمنافحة بواسطتها في الظلّ، عن المنطقة عبر أُثير البثّ، حتى يكون لها هي الأخرى مشهد إعلامها كباقي المناطق في زمنٍ عزّ فيه إسماع الصوت إلا همسا، فكم من الرسائل طرقت طبلات الآذان بلا تشفير على يد ابن مدينة العروي، كما أبلغها أيضاً قبل ذلك، ضمن مجموعته الغنائية "اِيريزام" فكان مُؤدياً لواجبه كساعي بريد أمين عن جدارة واستحقاق.
نادية السعيدي (ممثلة سينمائية):
سرعان ما سطع نجمها بألق وقوة خلال السنتين الأخيرتين منذ بروزها في الساحة الفنية كممثلة سينمائية واعدة، أسالت مداد العديد من المتتبعين والنقاد بخصوص إتقان أداء أدوارها المختلفة، ما جعل المخرجون يسندون إليها عروض البطولة بلا تردّد أو خشية من الإخفاق.. ظهرت أول مرة في دور شبه محوري ذات عمل سينمائي، فأعقبته أدوار البطولة مباشرة خلال أعمالٍ فنية ما فتئت تتلاحق تباعاً.. معروف عنها مقتها لعدسات الصحافة ونفورها من مكروفونات التصريحات والحوارات، باختصار هي لا تهوى الشهرة كالعديدات، بل تعشق السينما فقط السينما، لكن السينما تجلب لها الشهرة حبواً صفواً ضداً عن رغبتها.. نادية السعيدي تتقن الاختفاء من ملتقيات صانعي السينما وتتعمد الغياب عن الإعلام، إلى أن تفاجئ الجميع بالظهور عبر الشاشة ذات فيلم من أفلامها المتميزة.
سرعان ما سطع نجمها بألق وقوة خلال السنتين الأخيرتين منذ بروزها في الساحة الفنية كممثلة سينمائية واعدة، أسالت مداد العديد من المتتبعين والنقاد بخصوص إتقان أداء أدوارها المختلفة، ما جعل المخرجون يسندون إليها عروض البطولة بلا تردّد أو خشية من الإخفاق.. ظهرت أول مرة في دور شبه محوري ذات عمل سينمائي، فأعقبته أدوار البطولة مباشرة خلال أعمالٍ فنية ما فتئت تتلاحق تباعاً.. معروف عنها مقتها لعدسات الصحافة ونفورها من مكروفونات التصريحات والحوارات، باختصار هي لا تهوى الشهرة كالعديدات، بل تعشق السينما فقط السينما، لكن السينما تجلب لها الشهرة حبواً صفواً ضداً عن رغبتها.. نادية السعيدي تتقن الاختفاء من ملتقيات صانعي السينما وتتعمد الغياب عن الإعلام، إلى أن تفاجئ الجميع بالظهور عبر الشاشة ذات فيلم من أفلامها المتميزة.
محمادي توحتوح (ناشط جمعوي):
فقرة "بريد ناظورسيتي" التي تعهدت بعدم تغييب أيٍّ من الفنانين والفاعلين والنشطاء إنْ في أيٍّ من المجالات، ممن يبصمون بنجاح على مساهمتهم في تأثيث المشهد الثقافي والفني بإقليم الناظور والريف عموما، تستحضر في رسائل اليوم محمادي توحتوح، أحد الفاعلين الجمعويين، ترأس عدة جمعيات، حيث قام من خلالها بإحياء العديد من المبادرات ذات البعد الخيري والأنشطة الثقافية، ندرجه كواحد من الشباب بغية الاقتداء.
فقرة "بريد ناظورسيتي" التي تعهدت بعدم تغييب أيٍّ من الفنانين والفاعلين والنشطاء إنْ في أيٍّ من المجالات، ممن يبصمون بنجاح على مساهمتهم في تأثيث المشهد الثقافي والفني بإقليم الناظور والريف عموما، تستحضر في رسائل اليوم محمادي توحتوح، أحد الفاعلين الجمعويين، ترأس عدة جمعيات، حيث قام من خلالها بإحياء العديد من المبادرات ذات البعد الخيري والأنشطة الثقافية، ندرجه كواحد من الشباب بغية الاقتداء.