عائشة بلحاج
في إحدى المظاهرات، يقول رجل ريفي من إمزورن بحرقة "حتى نساءنا خرجنا إلى الشارع للتظاهر". في مجتمعات أخرى، قد لا تعني هذه الجملة شيئًا، لكن أبناء المنطقة يعرفون منبعها، والحرقة التي تختبئ خلف كل كلمة، في مجتمع مغلق على النساء، لم يكن يسمح بنزولهن إلى السوق منذ سنوات قليلة، وها هن يخرجن الآن إلى الشارع في مظاهرات.
المسألة أقرب إلى معجزة اجتماعية، مع كل ما تحمل من رسائل قوية. وهي مؤشر أيضًا على تأزم الوضع، وهي آخر ورقة نضالية يخرجه الرّيفيون في وجه اللاعدالة اجتماعية، والقمع البوليسي، والإفلاس الاقتصادي، لمنطقة كان يمكن أن تكون من أغنى المدن المغربية. والأكثر من ذلك، هو المحو الثقافي والحضاري لتراث المنطقة. فوحده التراث الشعبي الرّيفي من لم يجد طريقه إلى المتاحف أو المواسم، وحده تاريخ المنطقة من لم يُحفظ رغم توصيات لجنة الإنصاف والمصالحة، خاصة ما يتعلق منه بحرب التحرير ضد المستعمر الإسباني، وانتفاضة 1958.
محاربات منذ القدم
المرأة لعبت أدوارًا كبيرة في المجتمع الريفي، في السلم والحرب. ولم تكن أبدًا في تاريخها، أقل من الرجل. بعض الكتابات التاريخية (خاصة الاسبانية) تشهد بالمشاركة الحاسمة للمرأة الريفية في التصدي للمستعمر الاسباني. وفي سياق حديثه عن مشاركة النساء الريفيات في المقاومة الشعبية ضد الاستعمار أورد عبد الله الصنهاجي في مذكراته أنّ" المرحومة خديجة زوجة الشهيد موح حماد أقضاض كانت دومًا إلى جانب زوجها في جبهة القتال، جنبًا لجنب كالرجل". وأشارت مصادر أخرى أنه حين اشتبك المقاومون الريفيون والمستعمر الاسباني على أبواب تيفارين، وهجم الريفيون على العدو بالمدى والهراوات، ظهرت النساء بين صفوفهم يشتركن في القتال، ويحملن البنادق ويطلقن النار. إلى جانب الدور الرئيسي الذي قامت به المناضلة السيدة مغنية آيث علي في نقل الرسائل بين محمد بن عبد الكريم الخطابي والقائد علال بمظار، وكذلك أخت محمد الحراز التي تمكنت من اغتيال ضابط اسباني سنة 1927 .
بالإضافة إلى أدوار أخرى مهمة بينها، تكوين شبكة تواصل بين القرى، عبر تقنيات عديدة، مثل إشعال النار في الجبال، لإعلام القرى المجاورة بوجود المستعمر في القرية، فتهب لنجدتها ومهاجمته بشكل مباغت. وإرسال إشارات للمحاربين المختبئين في الكهوف، أو الذين يعدون كمائن، باقتراب العدو، فيما هن يتظاهرن بالعمل في الحقول. كما كن مبعوثات من معسكر إلى آخر، وناشرات للأخبار. بالإضافة إلى مساعدة الثوار عبر إمدادهم بالطعام والماء، وإسعاف الجرحى. وتدوين انتصارات وانكسارات المقاومة الشعبية عبر الشعر/ إزران. وتحملن مسؤولية الأسرة والحقل في غياب الرجال، والقيام أشغال الزراعة( الحرث والحصاد) وتربية المواشي.
من محاولة الحياة إلى محاولة الإحياء
بعد انتهاء حرب الريف ونيل الاستقلال، وعودة الحياة إلى طبيعتها العادية. تراجع دور المرأة في المجتمع الريفي. وعاشت في قبائل عديدة شبه مدفونة في إكراهات الحياة الشاقة، وقلة القيمة في مجتمع ذكوري محافظ يعرف التعدد، ويمنع على المرأة في أسر كثيرة تجاوز حدود "أقوير"، وهو سياج خارجي للبيت، يتكون من الصبّار، ويسمح بوجود باحة صغيرة تربي فيها النساء عادة الدجاج، وبعض الغنم. بعضهن فقط من يعمل في الحقول، إذا تعذر وجود أولاد ذكور. فيما تكلف الفتيات عادة بسقي الماء من بئر القرية، فلا يمكن أن تجد امرأة متزوجة تفعل، إذ تكلف الكنات بالمطبخ في بيت العائلة. لاحقًا مع انتشار التمدن في الريف، وتوسع البلدات الصغيرة إلى مدن، تطور بشكل بطيء وضع المرأة، وبدأت ترتاد الأسواق تدريجيًا، وتذهب الفتيات بشكل أكبر إلى المدرسة. لكن بشكل شبه مقيد إلى حد ما في إمزورن وبني بوعياش، فقط في الحسيمة كانت المرأة تعيش في بيئة تشبه باقي المدن المغربية.
في هذه البيئة المحافظة، تُشكّل حقيقة ترأُّس المرأة لحراك شعبي، أمرًا غير مسبوق وطنيًا أو إقليميًا، ومن داخل هذا المجتمع المحافظ، حدثًا مثيرًا للدهشة، ويدعو للتأمل في ظروف حدوث هذه السابقة، التي تتلخص في قيادة المرأة لتجمع بشري ضخم، حتى لو في إطار منظم. بما أنه أمر لم يسبق له مثيل في تاريخ المغرب المعاصر، ومن بين كل المناطق اختار أن يحدث في المنطقة الأكثر محافظة وانغلاقًا. إذ منذ سنوات كان الرجل الريفي، لقلة مشاهدته للمرأة في الفضاء العام، يحدق بأي امرأة وقعت عينه عليها، كأنه يرى كائنًا نادرًا. والآن تقف إلى جانبه نفس المرأة، لتصرخ بالحرية والكرامة لهما، بل تقف في المقدمة تدعوه إلى الخروج إلى الشارع.
ومن الملاحظة الدقيقة لنمط خروج النساء في احتجاجات الحسيمة، نلاحظ أنهن خرجن في الحسيمة منذ البداية بشكل عادي، وبأعداد ملفتة. لكن في إمزورن لم يبدأن في الخروج إلا بعد اعتقال قادة الحراك، في مظاهرات للنّساء فقط. وفي أحد الفيديوهات المصورة للمظاهرات، يلفت الانتباه، أنه في مظاهرة متوسطة الحجم، قامت المتظاهرات بتغطية وجوههن لتفادي التعرف عليهن من طرف الشرطة، بعد أن طالت الاعتقالات النساء أيضًا. في مؤشر واضح على ارتفاع الوعي الاحتجاجي عليهن، وإصرارهن على مقاومة القمع. هؤلاء النساء استلهمن تجربة أمهات ساحة مايو في الأرجنتين، اللواتي كن يجتمعن في الساحة بعد اختطاف أبنائهن، وعدم معرفة شيء عنهم. وتمت محاصرة هذه المظاهرة النّسائية، من طرف قوات أمن من نساء. واللّافت في المظاهرات النسائية، هو مرافقتهن في ثامن مارس من طرف شباب، أقاموا حاجز حماية على جوانب المسيرة لحمايتهن.
استعادة مجد المرأة الأمازيغية
المرأة الريفية التي خرجت في المظاهرات، هي في الغالب تعاني من وضعية اجتماعية صعبة، أو لها وعي سياسي واجتماعي يجعلها تخرج إلى الشارع للاحتجاج، تضامنًا مع الفئات التي تعيش أزمة خانقة. وجلهن يجمع بينهن وفاة محسن فكري، كدافع أول للخروج، في نفس الليلة أو في اليوم التالي في الجنازة.
وإذا قسنا من وجهة نظر اجتماعية آثار حراك الحسيمة على المدى الطويل، نجد أن المرأة الريفية هي الأكثر استفادة منه. فإذا لاحظنا جيدًا الفيديوهات التي صورت لمظاهرات نسائية، أو مختلطة تدهشنا جرأة وقوة وشجاعة هذه المرأة، التي لم يكن يسمح لها بكثير من الحضور الرمزي والعلني داخل الفضاء العام المحلي. لكنها الآن، لن تعود أبدًا لما كانت عليه، بعد أن أخذت بزمام الأمر وخرجت في مظاهرات بالرغم من رفض الأسر التي تخشى على بناتها. معظم الفتيات أخفين عن أسرهن خروجهن، وحين علمت الأسر لاحقًا، أصررن على الخروج رغم ذلك، في مواجهة خطر الاعتقال، ومعارضة الأهل.
سيليا الزياني الفنان في المقدمة
سيليا أو سليمة الزياني، فنانة تؤدّي أغاني تراثية أمازيغية، وممثلة مسرحية غنّت بعد وفاة محسن فكري أغنية عنه. تبلغ الثالثة والعشرين من عمرها، طالبة جامعية سنة ثانية في جامعة محمد ابن عبد الله في وجدة، تخصص علم الاجتماع. ولكونها تنحدر من أسرة بسيطة لها معيل وحيد هو الأب، وعدم وجود جامعة بالمدينة، كانت سيليا تضطر للانتقال المستمر بين البيت والجامعة كلما لزم الأمر، لكن ضاعت فرصة اجتياز امتحانات هذه السنة بسبب اعتقالها. وهي شخصية قوية، مرحة، وفق شهادات عديدة. قريبة من أبيها بما أنها أصغر إخوتها، ويحترم والدها حريتها، وكان يشجعها على التظاهر، مظهرًا افتخاره بها.
ومثل بقية المتظاهرين لا تملك سيليا تجربة سياسية أو نقابية، خرجت لأول مرة في جنازة محسن فكري، واستمرت في الخروج بعدها، وكانت من قادة المظاهرات البارزين. عُرفت بترديد الشعارات بصوت جميل، وظهرت في فيديو صوّرته وهي تمرّ بالمقاهي والمساجد، من أجل دعوة الناس للتظاهر. وتم اعتقالها في أجواء مرعبة حسب ما صرحت به لنا، شقيقها فاطمة. إذ ألقي القبض عليها شرطيون بملابس مدنية، وأخذوها في سيارة عادية، فظنت أنها اختُطفت من جهات مجهولة وارتعبت، إلى أن وصلت مركز الشرطة. ذلك أنها كانت تعرف أنه سيلقى عليها القبض، لكن عن طريق استدعاء، وليس بهذه الطريقة "المافيوية"، لذا تقول عائلتها أنها اختُطفت ولم تعتقل. ورغم معنوياتها الجيدة في السجن، إلا أنها أصيبت بانهيار عصبي لاستعادتها لحظات اعتقالها خلال الليل.
نوال بنعيسى القائدة
"ليلة محسن فكري كانت أول مرة خرجتُ فيها في مظاهرة" تقول نوال، ومنذ تلك الليلة وهي تحضر كلّ المظاهرات. وتحولت من امرأة غير اجتماعية، ولا تكترث بربط علاقات اجتماعية مع المحيط، مكتفية بأسرتها الصغيرة المكونة من أربعة أطفال، وبدورها كربة بيت وزوجة سائق طاكسي. إلى قائدة حراك اجتماعي، يخرج فيه عشرات الآلاف من النساء والرجال. نوال لا تملك أي خبرة في العمل السياسي، لم تنتمي يومًا لحزب أو جمعية. وانقطعت عن الدراسة في مستوى الباكالوريا بسبب ظروف أسرتها المادية، التي لم تسمح بإرسال الأبناء خارج المدينة، من أجل الدراسة بما أنها لا تتوفر على جامعة. لذا لم تجد أمامها غير الزواج وتكوين أسرة في غياب البديل. لكن لحسن الحظ كان زوجها رجلًا متفهمًا، ولم يمانع تحوّل زوجته إلى قائدة مظاهرات.
في البداية، كانت تخبئ خبر مشاركتها في المظاهرات عن والديها، لكن بعد انتشار فيديوهاتها، واستدعائها من الشرطة مرتين، لم يعد من الممكن إخفاء الأمر. وتقول نوال عن رد فعلهم أنهم كانوا خائفين جدًا كأي والدين، لكن بعد ذلك تقبلوا وضعها الجديد. وعن مشاركة نساء الريف في المظاهرات، تقول نوال في تصريح لـ"لكم"، قبل اعتقال ناصر لم تكن امرأة في إمزورن، تتجرأ على الخروج في مظاهرات، ولا امرأة واحدة فعلت. لكن بعد الاعتقال خرجت الآلاف منهن، في مظاهرة نسائية أولًا، ثم بعد ذلك بدأن يخرجن كل يوم. وقبل قيادة نوال لمظاهرات الريف بقرون بعيدة، كان للمرأة مركز القيادة على أعلى مستوى. إذ عرف الأمازيغ قائدات نساء، مثل ملكة تين هينان التي حكمت في القرن الرابع قبل الميلاد، وملكة بويا، وملكة داهية Dahya أو الكاهنة، كنزة الأوربية، وزينب النفراوية، ثم "السيدة الحرة".
وردة العجوري نقابية تتحدث
وردة معلّمة، تعمل في العالم القروي "بلدة بني عبد الله". نقابية منذ 13 سنة، وهي بهذا تختلف عن معظم قادة الحراك، لتجربتها في العمل النقابي، ومراكمتها لوعي سياسي متقدم. تُشاهد وردة بشكل مستمر في مقدمة المظاهرات منذ اليوم الأول لها. أسرتها منذ البداية متخوفة من نتائج خروجها في المظاهرات، وبشكل خاص أن تفقد عملها، الذي هو مصدر عيشها الوحيد، إلى جانب فقدانها الحرية في حالة اعتقالها. وتقر وردة أن خروجها مغامرة، لكن لو لم تكن مؤمنة بما تخرج لأجله لما أقدمت عليها، "فإذا لم نضحي لن نصل إلى أي شيء". عن أسباب خروجها إلى الشارع، تقول وردة المناضلة النقابية، هي أسباب بلا عدد، لكن على رأسها طحن محسن فكري كسبب محرض، وعدم إجراء تحقيق نزيه في ملابسات الحادث، وتهميش المنطقة كسبب جذري. بالإضافة إلى غلاء المعيشة، واضطرار الفتيات للانقطاع عن الدراسة، لعدم وجود جامعة في المدينة إما بسبب كون الأسرة محافظة، أو لعدم قدرتها على تحمل مصاريف الانتقال إلى مدينة أخرى للدراسة. وردة لم تنتقل من العالم القروي الذي تشتغل فيه من سنوات طويلة، دون أن تنال حق الانتقال، لتتخلص من مشي مسافة طويلة، من أجل الوصول إلى العمل الذي تمارسه في ظروف غير مناسبة.
كريمة محاول عصامية النضال
كريمة من بين المتظاهرات اللواتي ظهرن بشكل متواصل في مقدمة المظاهرات، خاصة مظاهرات النساء، حيث كانت ضمن قياداتها النسائية. وبسبب ذلك، طردت من العمل منذ شهر، حيث كانت تعمل كعون نظافة في المعهد الاسباني. مستواها الدراسي لا يتجاوز السادس ابتدائي، بُعد الإعدادية عن مقر سكناها، حال دون إكمالها الدراسة. لكنها تحمل وعيًا متقدمًا بالنظر إلى مستواها الدراسي. مطلقة، ولها ثلاثة أطفال أكبرهم فتاة تدرس في الجامعة باسبانيا. مختفية، لانتشار إشاعات بكونها مطلوبة من الأمن، وتقول أنها لا تنام وبالكاد تأكل شيئًا منذ الجمعة السوداء التي عرفت احتقان الأجواء، باعتقال ناصر وطردها من عملها. عائلتها متحفظة على كونها من المتظاهرات البارزات. حين خرجت لم تكن بحاجة لشيء تطالب به لنفسها، بل فعلت "وفق تصريحها"، من أجل الفتيات حتى لا يبقين بلا دراسة مثلها، ومن أجل الشباب أشقائها الذين بدون عمل، ولا مستقبل. تقول أنه لا ثقة في دعاوي الحوار من طرف الحكومة، لأنها لم تأتي إلينا وتسألنا لماذا نخرج وبقيت تلف وتدور بدلًا من ذلك.
زوليخا أم ناصر الزفزافي
أمهات وأخوات وزوجات المعتقلين، هن أيضا برزن بصمودهن، وتحملن مشاق السفر الأسبوعي لرؤية المعتقلين. وفي بيان قوي ردًا على دعوات طلب العفو، كان موقفهن ضمن عائلات المعتقلين مشرفًا للمرأة الريفية. ومن أبرزهن زوليخا أم ناصر الزفزافي. زوليخا امرأة بسيطة وقوية البنية، في معظم الفيديوهات التي ظهرت فيها بعد اعتقال ابنها كانت صموتة، وعندما تكلمت كانت قليلة الكلام. قدمت نموذجًا للأم المناضلة المساندة لابنها، والفخورة رغم ما قيل عنه.
حياة بولحجل أخت بدر أكراف حرقة السجن أشد مضاضة
حياة برزت في المناظرة التي أقيمت حول حراك الحسيمة، في طنجة. حيث تناولت الكلمة ضمن أهالي المعتقلين، فأثرت على القاعة بكلماتها البسيطة والصادقة. وكان من جملة ما قالتها: نحن البسطاء حين نتكلم، يسموننا انفصاليين، لأننا أردنا حقنا في مجالات كثيرة، منها مجال الصحة. ابن أختي مريض نضطر لأخذه إلى فاس للكشف عليه، ونحن عائلة بسيطة مثل الجميع في الحسيمة. وتضيف "لم تخرج يومًا النساء في مظاهرات وهذه المرة خرجنا "بالفقصة" لنصرخ "لا للتهميش، لا للحكرة". لكننا لن نبكي على معتقلينا بل نفتخر بهم. ويفترض بالدولة أن تكلف الأمن بحماية المواطنين لا بهلكهم".
هدى جلول على خطى الأب
هدى ابنة محمد جلول أحد قادة الحراك الذي كان معتقلًا أثناء بدايته، حيث قضى 5 سنوات بعيدًا عن أسرته. عمر هدى 17 سنة، وهي تلميذة في أولى باك. اعتقلت لساعة رفقة ثلاث نساء أخريات، ثم أطلق سراحهن. بحداثة سنها وحيويتها كانت عنصرًا نشيطًا ومندفعًا خلال المظاهرات. وظهرت في فيديوهات كثيرة تدعو للتظاهر، وتقود المظاهرات إلى جانب بقية القيادات النسائية للحراك.
سعاد زوجة جلول كتف صامد
سعاد ظهرت على الساحة لحظة إطلاق سرح زوجها بعد قضاء محكومية سابقة. ومنذ تلك المرة تعودنا على رؤيتها إلى جانب زوجها في المظاهرات واللقاءات. تربي ثلاثة أولاد وحدها منذ اعتقال زوجها سنة 2012، حيث قضى 5 سنوات وشهر في السجن، كانت سعاد المكلف الوحيد بهم، مع مساعدة بقية العائلة في مصاريفهم. برزت إلى جانب زوجها، منذ خروجه من السجن إلى حين عودته إليه. وفي تصريحها حين سئلت لما لم تقدم طلب العفو، أجابت ولم أفعل، وزوجي بريء؟
في إحدى المظاهرات، يقول رجل ريفي من إمزورن بحرقة "حتى نساءنا خرجنا إلى الشارع للتظاهر". في مجتمعات أخرى، قد لا تعني هذه الجملة شيئًا، لكن أبناء المنطقة يعرفون منبعها، والحرقة التي تختبئ خلف كل كلمة، في مجتمع مغلق على النساء، لم يكن يسمح بنزولهن إلى السوق منذ سنوات قليلة، وها هن يخرجن الآن إلى الشارع في مظاهرات.
المسألة أقرب إلى معجزة اجتماعية، مع كل ما تحمل من رسائل قوية. وهي مؤشر أيضًا على تأزم الوضع، وهي آخر ورقة نضالية يخرجه الرّيفيون في وجه اللاعدالة اجتماعية، والقمع البوليسي، والإفلاس الاقتصادي، لمنطقة كان يمكن أن تكون من أغنى المدن المغربية. والأكثر من ذلك، هو المحو الثقافي والحضاري لتراث المنطقة. فوحده التراث الشعبي الرّيفي من لم يجد طريقه إلى المتاحف أو المواسم، وحده تاريخ المنطقة من لم يُحفظ رغم توصيات لجنة الإنصاف والمصالحة، خاصة ما يتعلق منه بحرب التحرير ضد المستعمر الإسباني، وانتفاضة 1958.
محاربات منذ القدم
المرأة لعبت أدوارًا كبيرة في المجتمع الريفي، في السلم والحرب. ولم تكن أبدًا في تاريخها، أقل من الرجل. بعض الكتابات التاريخية (خاصة الاسبانية) تشهد بالمشاركة الحاسمة للمرأة الريفية في التصدي للمستعمر الاسباني. وفي سياق حديثه عن مشاركة النساء الريفيات في المقاومة الشعبية ضد الاستعمار أورد عبد الله الصنهاجي في مذكراته أنّ" المرحومة خديجة زوجة الشهيد موح حماد أقضاض كانت دومًا إلى جانب زوجها في جبهة القتال، جنبًا لجنب كالرجل". وأشارت مصادر أخرى أنه حين اشتبك المقاومون الريفيون والمستعمر الاسباني على أبواب تيفارين، وهجم الريفيون على العدو بالمدى والهراوات، ظهرت النساء بين صفوفهم يشتركن في القتال، ويحملن البنادق ويطلقن النار. إلى جانب الدور الرئيسي الذي قامت به المناضلة السيدة مغنية آيث علي في نقل الرسائل بين محمد بن عبد الكريم الخطابي والقائد علال بمظار، وكذلك أخت محمد الحراز التي تمكنت من اغتيال ضابط اسباني سنة 1927 .
بالإضافة إلى أدوار أخرى مهمة بينها، تكوين شبكة تواصل بين القرى، عبر تقنيات عديدة، مثل إشعال النار في الجبال، لإعلام القرى المجاورة بوجود المستعمر في القرية، فتهب لنجدتها ومهاجمته بشكل مباغت. وإرسال إشارات للمحاربين المختبئين في الكهوف، أو الذين يعدون كمائن، باقتراب العدو، فيما هن يتظاهرن بالعمل في الحقول. كما كن مبعوثات من معسكر إلى آخر، وناشرات للأخبار. بالإضافة إلى مساعدة الثوار عبر إمدادهم بالطعام والماء، وإسعاف الجرحى. وتدوين انتصارات وانكسارات المقاومة الشعبية عبر الشعر/ إزران. وتحملن مسؤولية الأسرة والحقل في غياب الرجال، والقيام أشغال الزراعة( الحرث والحصاد) وتربية المواشي.
من محاولة الحياة إلى محاولة الإحياء
بعد انتهاء حرب الريف ونيل الاستقلال، وعودة الحياة إلى طبيعتها العادية. تراجع دور المرأة في المجتمع الريفي. وعاشت في قبائل عديدة شبه مدفونة في إكراهات الحياة الشاقة، وقلة القيمة في مجتمع ذكوري محافظ يعرف التعدد، ويمنع على المرأة في أسر كثيرة تجاوز حدود "أقوير"، وهو سياج خارجي للبيت، يتكون من الصبّار، ويسمح بوجود باحة صغيرة تربي فيها النساء عادة الدجاج، وبعض الغنم. بعضهن فقط من يعمل في الحقول، إذا تعذر وجود أولاد ذكور. فيما تكلف الفتيات عادة بسقي الماء من بئر القرية، فلا يمكن أن تجد امرأة متزوجة تفعل، إذ تكلف الكنات بالمطبخ في بيت العائلة. لاحقًا مع انتشار التمدن في الريف، وتوسع البلدات الصغيرة إلى مدن، تطور بشكل بطيء وضع المرأة، وبدأت ترتاد الأسواق تدريجيًا، وتذهب الفتيات بشكل أكبر إلى المدرسة. لكن بشكل شبه مقيد إلى حد ما في إمزورن وبني بوعياش، فقط في الحسيمة كانت المرأة تعيش في بيئة تشبه باقي المدن المغربية.
في هذه البيئة المحافظة، تُشكّل حقيقة ترأُّس المرأة لحراك شعبي، أمرًا غير مسبوق وطنيًا أو إقليميًا، ومن داخل هذا المجتمع المحافظ، حدثًا مثيرًا للدهشة، ويدعو للتأمل في ظروف حدوث هذه السابقة، التي تتلخص في قيادة المرأة لتجمع بشري ضخم، حتى لو في إطار منظم. بما أنه أمر لم يسبق له مثيل في تاريخ المغرب المعاصر، ومن بين كل المناطق اختار أن يحدث في المنطقة الأكثر محافظة وانغلاقًا. إذ منذ سنوات كان الرجل الريفي، لقلة مشاهدته للمرأة في الفضاء العام، يحدق بأي امرأة وقعت عينه عليها، كأنه يرى كائنًا نادرًا. والآن تقف إلى جانبه نفس المرأة، لتصرخ بالحرية والكرامة لهما، بل تقف في المقدمة تدعوه إلى الخروج إلى الشارع.
ومن الملاحظة الدقيقة لنمط خروج النساء في احتجاجات الحسيمة، نلاحظ أنهن خرجن في الحسيمة منذ البداية بشكل عادي، وبأعداد ملفتة. لكن في إمزورن لم يبدأن في الخروج إلا بعد اعتقال قادة الحراك، في مظاهرات للنّساء فقط. وفي أحد الفيديوهات المصورة للمظاهرات، يلفت الانتباه، أنه في مظاهرة متوسطة الحجم، قامت المتظاهرات بتغطية وجوههن لتفادي التعرف عليهن من طرف الشرطة، بعد أن طالت الاعتقالات النساء أيضًا. في مؤشر واضح على ارتفاع الوعي الاحتجاجي عليهن، وإصرارهن على مقاومة القمع. هؤلاء النساء استلهمن تجربة أمهات ساحة مايو في الأرجنتين، اللواتي كن يجتمعن في الساحة بعد اختطاف أبنائهن، وعدم معرفة شيء عنهم. وتمت محاصرة هذه المظاهرة النّسائية، من طرف قوات أمن من نساء. واللّافت في المظاهرات النسائية، هو مرافقتهن في ثامن مارس من طرف شباب، أقاموا حاجز حماية على جوانب المسيرة لحمايتهن.
استعادة مجد المرأة الأمازيغية
المرأة الريفية التي خرجت في المظاهرات، هي في الغالب تعاني من وضعية اجتماعية صعبة، أو لها وعي سياسي واجتماعي يجعلها تخرج إلى الشارع للاحتجاج، تضامنًا مع الفئات التي تعيش أزمة خانقة. وجلهن يجمع بينهن وفاة محسن فكري، كدافع أول للخروج، في نفس الليلة أو في اليوم التالي في الجنازة.
وإذا قسنا من وجهة نظر اجتماعية آثار حراك الحسيمة على المدى الطويل، نجد أن المرأة الريفية هي الأكثر استفادة منه. فإذا لاحظنا جيدًا الفيديوهات التي صورت لمظاهرات نسائية، أو مختلطة تدهشنا جرأة وقوة وشجاعة هذه المرأة، التي لم يكن يسمح لها بكثير من الحضور الرمزي والعلني داخل الفضاء العام المحلي. لكنها الآن، لن تعود أبدًا لما كانت عليه، بعد أن أخذت بزمام الأمر وخرجت في مظاهرات بالرغم من رفض الأسر التي تخشى على بناتها. معظم الفتيات أخفين عن أسرهن خروجهن، وحين علمت الأسر لاحقًا، أصررن على الخروج رغم ذلك، في مواجهة خطر الاعتقال، ومعارضة الأهل.
سيليا الزياني الفنان في المقدمة
سيليا أو سليمة الزياني، فنانة تؤدّي أغاني تراثية أمازيغية، وممثلة مسرحية غنّت بعد وفاة محسن فكري أغنية عنه. تبلغ الثالثة والعشرين من عمرها، طالبة جامعية سنة ثانية في جامعة محمد ابن عبد الله في وجدة، تخصص علم الاجتماع. ولكونها تنحدر من أسرة بسيطة لها معيل وحيد هو الأب، وعدم وجود جامعة بالمدينة، كانت سيليا تضطر للانتقال المستمر بين البيت والجامعة كلما لزم الأمر، لكن ضاعت فرصة اجتياز امتحانات هذه السنة بسبب اعتقالها. وهي شخصية قوية، مرحة، وفق شهادات عديدة. قريبة من أبيها بما أنها أصغر إخوتها، ويحترم والدها حريتها، وكان يشجعها على التظاهر، مظهرًا افتخاره بها.
ومثل بقية المتظاهرين لا تملك سيليا تجربة سياسية أو نقابية، خرجت لأول مرة في جنازة محسن فكري، واستمرت في الخروج بعدها، وكانت من قادة المظاهرات البارزين. عُرفت بترديد الشعارات بصوت جميل، وظهرت في فيديو صوّرته وهي تمرّ بالمقاهي والمساجد، من أجل دعوة الناس للتظاهر. وتم اعتقالها في أجواء مرعبة حسب ما صرحت به لنا، شقيقها فاطمة. إذ ألقي القبض عليها شرطيون بملابس مدنية، وأخذوها في سيارة عادية، فظنت أنها اختُطفت من جهات مجهولة وارتعبت، إلى أن وصلت مركز الشرطة. ذلك أنها كانت تعرف أنه سيلقى عليها القبض، لكن عن طريق استدعاء، وليس بهذه الطريقة "المافيوية"، لذا تقول عائلتها أنها اختُطفت ولم تعتقل. ورغم معنوياتها الجيدة في السجن، إلا أنها أصيبت بانهيار عصبي لاستعادتها لحظات اعتقالها خلال الليل.
نوال بنعيسى القائدة
"ليلة محسن فكري كانت أول مرة خرجتُ فيها في مظاهرة" تقول نوال، ومنذ تلك الليلة وهي تحضر كلّ المظاهرات. وتحولت من امرأة غير اجتماعية، ولا تكترث بربط علاقات اجتماعية مع المحيط، مكتفية بأسرتها الصغيرة المكونة من أربعة أطفال، وبدورها كربة بيت وزوجة سائق طاكسي. إلى قائدة حراك اجتماعي، يخرج فيه عشرات الآلاف من النساء والرجال. نوال لا تملك أي خبرة في العمل السياسي، لم تنتمي يومًا لحزب أو جمعية. وانقطعت عن الدراسة في مستوى الباكالوريا بسبب ظروف أسرتها المادية، التي لم تسمح بإرسال الأبناء خارج المدينة، من أجل الدراسة بما أنها لا تتوفر على جامعة. لذا لم تجد أمامها غير الزواج وتكوين أسرة في غياب البديل. لكن لحسن الحظ كان زوجها رجلًا متفهمًا، ولم يمانع تحوّل زوجته إلى قائدة مظاهرات.
في البداية، كانت تخبئ خبر مشاركتها في المظاهرات عن والديها، لكن بعد انتشار فيديوهاتها، واستدعائها من الشرطة مرتين، لم يعد من الممكن إخفاء الأمر. وتقول نوال عن رد فعلهم أنهم كانوا خائفين جدًا كأي والدين، لكن بعد ذلك تقبلوا وضعها الجديد. وعن مشاركة نساء الريف في المظاهرات، تقول نوال في تصريح لـ"لكم"، قبل اعتقال ناصر لم تكن امرأة في إمزورن، تتجرأ على الخروج في مظاهرات، ولا امرأة واحدة فعلت. لكن بعد الاعتقال خرجت الآلاف منهن، في مظاهرة نسائية أولًا، ثم بعد ذلك بدأن يخرجن كل يوم. وقبل قيادة نوال لمظاهرات الريف بقرون بعيدة، كان للمرأة مركز القيادة على أعلى مستوى. إذ عرف الأمازيغ قائدات نساء، مثل ملكة تين هينان التي حكمت في القرن الرابع قبل الميلاد، وملكة بويا، وملكة داهية Dahya أو الكاهنة، كنزة الأوربية، وزينب النفراوية، ثم "السيدة الحرة".
وردة العجوري نقابية تتحدث
وردة معلّمة، تعمل في العالم القروي "بلدة بني عبد الله". نقابية منذ 13 سنة، وهي بهذا تختلف عن معظم قادة الحراك، لتجربتها في العمل النقابي، ومراكمتها لوعي سياسي متقدم. تُشاهد وردة بشكل مستمر في مقدمة المظاهرات منذ اليوم الأول لها. أسرتها منذ البداية متخوفة من نتائج خروجها في المظاهرات، وبشكل خاص أن تفقد عملها، الذي هو مصدر عيشها الوحيد، إلى جانب فقدانها الحرية في حالة اعتقالها. وتقر وردة أن خروجها مغامرة، لكن لو لم تكن مؤمنة بما تخرج لأجله لما أقدمت عليها، "فإذا لم نضحي لن نصل إلى أي شيء". عن أسباب خروجها إلى الشارع، تقول وردة المناضلة النقابية، هي أسباب بلا عدد، لكن على رأسها طحن محسن فكري كسبب محرض، وعدم إجراء تحقيق نزيه في ملابسات الحادث، وتهميش المنطقة كسبب جذري. بالإضافة إلى غلاء المعيشة، واضطرار الفتيات للانقطاع عن الدراسة، لعدم وجود جامعة في المدينة إما بسبب كون الأسرة محافظة، أو لعدم قدرتها على تحمل مصاريف الانتقال إلى مدينة أخرى للدراسة. وردة لم تنتقل من العالم القروي الذي تشتغل فيه من سنوات طويلة، دون أن تنال حق الانتقال، لتتخلص من مشي مسافة طويلة، من أجل الوصول إلى العمل الذي تمارسه في ظروف غير مناسبة.
كريمة محاول عصامية النضال
كريمة من بين المتظاهرات اللواتي ظهرن بشكل متواصل في مقدمة المظاهرات، خاصة مظاهرات النساء، حيث كانت ضمن قياداتها النسائية. وبسبب ذلك، طردت من العمل منذ شهر، حيث كانت تعمل كعون نظافة في المعهد الاسباني. مستواها الدراسي لا يتجاوز السادس ابتدائي، بُعد الإعدادية عن مقر سكناها، حال دون إكمالها الدراسة. لكنها تحمل وعيًا متقدمًا بالنظر إلى مستواها الدراسي. مطلقة، ولها ثلاثة أطفال أكبرهم فتاة تدرس في الجامعة باسبانيا. مختفية، لانتشار إشاعات بكونها مطلوبة من الأمن، وتقول أنها لا تنام وبالكاد تأكل شيئًا منذ الجمعة السوداء التي عرفت احتقان الأجواء، باعتقال ناصر وطردها من عملها. عائلتها متحفظة على كونها من المتظاهرات البارزات. حين خرجت لم تكن بحاجة لشيء تطالب به لنفسها، بل فعلت "وفق تصريحها"، من أجل الفتيات حتى لا يبقين بلا دراسة مثلها، ومن أجل الشباب أشقائها الذين بدون عمل، ولا مستقبل. تقول أنه لا ثقة في دعاوي الحوار من طرف الحكومة، لأنها لم تأتي إلينا وتسألنا لماذا نخرج وبقيت تلف وتدور بدلًا من ذلك.
زوليخا أم ناصر الزفزافي
أمهات وأخوات وزوجات المعتقلين، هن أيضا برزن بصمودهن، وتحملن مشاق السفر الأسبوعي لرؤية المعتقلين. وفي بيان قوي ردًا على دعوات طلب العفو، كان موقفهن ضمن عائلات المعتقلين مشرفًا للمرأة الريفية. ومن أبرزهن زوليخا أم ناصر الزفزافي. زوليخا امرأة بسيطة وقوية البنية، في معظم الفيديوهات التي ظهرت فيها بعد اعتقال ابنها كانت صموتة، وعندما تكلمت كانت قليلة الكلام. قدمت نموذجًا للأم المناضلة المساندة لابنها، والفخورة رغم ما قيل عنه.
حياة بولحجل أخت بدر أكراف حرقة السجن أشد مضاضة
حياة برزت في المناظرة التي أقيمت حول حراك الحسيمة، في طنجة. حيث تناولت الكلمة ضمن أهالي المعتقلين، فأثرت على القاعة بكلماتها البسيطة والصادقة. وكان من جملة ما قالتها: نحن البسطاء حين نتكلم، يسموننا انفصاليين، لأننا أردنا حقنا في مجالات كثيرة، منها مجال الصحة. ابن أختي مريض نضطر لأخذه إلى فاس للكشف عليه، ونحن عائلة بسيطة مثل الجميع في الحسيمة. وتضيف "لم تخرج يومًا النساء في مظاهرات وهذه المرة خرجنا "بالفقصة" لنصرخ "لا للتهميش، لا للحكرة". لكننا لن نبكي على معتقلينا بل نفتخر بهم. ويفترض بالدولة أن تكلف الأمن بحماية المواطنين لا بهلكهم".
هدى جلول على خطى الأب
هدى ابنة محمد جلول أحد قادة الحراك الذي كان معتقلًا أثناء بدايته، حيث قضى 5 سنوات بعيدًا عن أسرته. عمر هدى 17 سنة، وهي تلميذة في أولى باك. اعتقلت لساعة رفقة ثلاث نساء أخريات، ثم أطلق سراحهن. بحداثة سنها وحيويتها كانت عنصرًا نشيطًا ومندفعًا خلال المظاهرات. وظهرت في فيديوهات كثيرة تدعو للتظاهر، وتقود المظاهرات إلى جانب بقية القيادات النسائية للحراك.
سعاد زوجة جلول كتف صامد
سعاد ظهرت على الساحة لحظة إطلاق سرح زوجها بعد قضاء محكومية سابقة. ومنذ تلك المرة تعودنا على رؤيتها إلى جانب زوجها في المظاهرات واللقاءات. تربي ثلاثة أولاد وحدها منذ اعتقال زوجها سنة 2012، حيث قضى 5 سنوات وشهر في السجن، كانت سعاد المكلف الوحيد بهم، مع مساعدة بقية العائلة في مصاريفهم. برزت إلى جانب زوجها، منذ خروجه من السجن إلى حين عودته إليه. وفي تصريحها حين سئلت لما لم تقدم طلب العفو، أجابت ولم أفعل، وزوجي بريء؟