المزيد من الأخبار






تصعيد في مليلية المحتلة.. انتقادات لمدريد وتحريض ضد المغرب بسبب القاصرين


تصعيد في مليلية المحتلة.. انتقادات لمدريد وتحريض ضد المغرب بسبب القاصرين
ناظورسيتي: أيوب الصابري

يواصل رئيس مدينة مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبروضا، شن حملة سياسية تهدف إلى الضغط على الحكومة المركزية في مدريد، مطالبا بإصلاح جذري في طريقة التعامل مع القاصرين غير المصحوبين، وتحميل الإدارة المركزية مسؤولية تدبير هذا الملف بالكامل.

وجاءت تصريحات إمبروضا خلال لقاء نظمته مؤسسة "نويفا إكونوميا فوروم" بمدريد، حيث انتقد الإطار القانوني الحالي المنظم لملف القاصرين الأجانب، معتبرا أنه غير مناسب لمليلية، وأن القانون المعتمد منذ 1996 كان موجها لحماية القاصرين الإسبان فقط، دون مراعاة "الخصوصية" التي تعيشها المدينة المحتلة، وفق تعبيره.


وتابع إمبروضا هجومه، مشيرا إلى أن الحدود التي يعبر منها القاصرون هي مسؤولية الحكومة المركزية، مشددا على ضرورة مراجعة التشريعات أو التوصل إلى اتفاق وطني بين كافة الأقاليم الإسبانية، على أن تتحمل مدريد المسؤولية الكاملة في هذا الشأن.

ولم تقتصر انتقادات إمبروضا على ملف الهجرة، بل امتدت إلى العلاقات بين مدريد والرباط، حيث انتقد بشدة حالة "عدم اليقين" التي تحيط بملف إعادة فتح الجمارك التجارية المغلقة منذ 2018، واصفا تجربة عبور شاحنة واحدة كاختبار أولي بأنه "مهزلة".

وفي موقف يعكس النزعة العدائية للمسؤول المحلي في الثغر المحتل تجاه المغرب، اعتبر إمبروضا أن العلاقات بين البلدين تمر بتذبذبات مستمرة في ظل حكومة بيدرو سانشيز، متحدثا عن "إهانة" تتعرض لها مليلية، لأن المغرب، حسب زعمه، "لا يسمح له بجلب حتى علبة مكسرات" عبر الحدود، بينما يتمتع الإسبان بنظام سفر أكثر مرونة إلى المدينة.

لم تقتصر الانتقادات الحادة على إمبروضا وحده، بل انضم زعيم "الحزب الشعبي"، ألبرتو نونيز فيخو، إلى حملة الانتقادات، واصفا سياسة الهجرة التي تنتهجها حكومة سانشيز بأنها "غير مسؤولة وغير إنسانية"، داعيا إلى تشديد الرقابة على الحدود، وتنظيم الهجرة النظامية، ووقف تدفق المهاجرين غير النظاميين.

وفي سياق آخر، لم يخف إمبروضا تذمره من وضعية مليلية القانونية، معتبرا أن نظام الحكم الذاتي "لا فائدة منه"، لأن المدينة تستثمر في قطاعات لا تملك اختصاص إدارتها مثل التعليم والصحة، ما يعكس حجم التناقضات التي تعيشها هذه البقعة الخاضعة للاحتلال الإسباني.

ويأتي هذا التصعيد في سياق توترات متجددة بين الحكومة الاشتراكية في مدريد ووالجزب الشعبي اليميني في مليلية المحتلة، إذ تحاول بعض الأصوات السياسية المحلية استغلال الملفات الحساسة مثل الهجرة والجمارك التجارية لممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الإسبانية، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحولات جوهرية في العلاقات المغربية الإسبانية قد تنهي امتيازات غير مشروعة استفادت منها الثغور المحتلة لعقود طويلة.


تعليق جديد

التعليقات المنشورة لا تعبر بأي حال عن رأي الموقع وسياسته التحريرية
شكرا لالتزام الموضوعية وعدم الإساءة والتجريح