ناظورسيتي: م. ز
يعتبر جيش التحرير المغربي الذي تأسس في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، الامتداد العضوي والطبيعي والاستمرارية الموضوعية لحركة المقاومة المسلحة وروح الحركات التحررية التي ظهرت مع بداية القرن العشرون أهمها حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي. والواقع، فعلاقة جيش التحرير بحركة الخطابي علاقة استمرارية وتكامل بين رمز تحريري عالمي، وحركة مكافحة ضد المستعمر.
يعتبر جيش التحرير المغربي الذي تأسس في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، الامتداد العضوي والطبيعي والاستمرارية الموضوعية لحركة المقاومة المسلحة وروح الحركات التحررية التي ظهرت مع بداية القرن العشرون أهمها حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي. والواقع، فعلاقة جيش التحرير بحركة الخطابي علاقة استمرارية وتكامل بين رمز تحريري عالمي، وحركة مكافحة ضد المستعمر.
من المقاومة إلى جيش التّحرير
ومما يؤكد هذه الصلة والعلاقة الوثيقة والوطيدة التي ظلت قائمة بين حركة جيش التحرير وعبد الكريم الخطابي، التطابق التام بين الأهداف والمبادئ والآليات والخيارات السياسية والعسكرية التي قامت عليها كل من حركة جيش التحرير الوطني والحركة التحررية التي قادها البطل الخطابي، وهو ما يؤكده عبد الرحيم الورديغي في كتابه "الخفايا السرية في المغرب المستقل"، إذ يقول: "وبالفعل، فقد كان محمد بن عبد الكريم الخطابي الرئيس السابق للمقاومة بالريف المغربي، يساند فكرة تقوية جيش التحرير والاحتفاظ بهيئته علي شكله الراهن، ويرفض أن يفرق الجيش ويدمج في القوات المسلحة الملكية قبل أن ينهي بصفة تامة المفاوضات مع"المغرب العربي" وفرنسا، فحسب ذكر بنعبد الكريم، فان جيش التحرير المغربي الذي أنشاه مكتب "المغرب الكبير" بالقاهرة لم يستعمل لإغاثة المغرب وتونس لوحدها، بل يستعمل أيضا لإغاثة الجزائر في تحريرها". ويضيف نفس الكاتب: (...) وقد أدرجت فكرة بنعبد الكريم هذه في منشور وزع بمدينة فاس، على يد أركان الحرب العليا لحركة المقاومة وجيش التحرير بالريف".
إن ما يعزز الرأي القائم بوجود علاقة وطيدة بين جيش التحرير وبن عبد الكريم الخطابي، هو مسلسل النضال الذي واصله الخطابي بعد إنزاله بمصر من خلال لجنة تحرير شمال إفريقيا في سبيل تأسيس نواة جيش التحرير بأقطار شمال إفريقيا قصد مواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر، الأمر الذي يفسر إرسال الخطابي للعديد من البعثات والوفود للتكوين في مختلف المدارس العسكرية بسوريا والعراق قصد إعدادهم للانخراط في تكوين فصائل جيش التحرير، وكذا إمداد هذه الأخيرة بالأسلحة والعتاد الحربي، علاوة على نداءاته المتكررة الموجهة لجيش التحرير قصد مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير كل أقطار المغرب الكبير، وهو ما يؤكد من جهة أخرى تطابق مبادئ جيش التحرير وحركة المقاومة المسلحة بزعامة الخطابي (الكفاح المسلح، الاستقلال التام، المصير المشترك لأقطار الثلاثة : المغرب، تونس، والجزائر) وقد سبق لعثمان بناني أن توقف عند هذه القضايا في موضوع نشر بمجلة أمل (عدد 8) تحت عنوان "محمد بن عبد الكريم الخطابي ومسألة استقلال المغرب".
ومما يؤكد هذه الصلة والعلاقة الوثيقة والوطيدة التي ظلت قائمة بين حركة جيش التحرير وعبد الكريم الخطابي، التطابق التام بين الأهداف والمبادئ والآليات والخيارات السياسية والعسكرية التي قامت عليها كل من حركة جيش التحرير الوطني والحركة التحررية التي قادها البطل الخطابي، وهو ما يؤكده عبد الرحيم الورديغي في كتابه "الخفايا السرية في المغرب المستقل"، إذ يقول: "وبالفعل، فقد كان محمد بن عبد الكريم الخطابي الرئيس السابق للمقاومة بالريف المغربي، يساند فكرة تقوية جيش التحرير والاحتفاظ بهيئته علي شكله الراهن، ويرفض أن يفرق الجيش ويدمج في القوات المسلحة الملكية قبل أن ينهي بصفة تامة المفاوضات مع"المغرب العربي" وفرنسا، فحسب ذكر بنعبد الكريم، فان جيش التحرير المغربي الذي أنشاه مكتب "المغرب الكبير" بالقاهرة لم يستعمل لإغاثة المغرب وتونس لوحدها، بل يستعمل أيضا لإغاثة الجزائر في تحريرها". ويضيف نفس الكاتب: (...) وقد أدرجت فكرة بنعبد الكريم هذه في منشور وزع بمدينة فاس، على يد أركان الحرب العليا لحركة المقاومة وجيش التحرير بالريف".
إن ما يعزز الرأي القائم بوجود علاقة وطيدة بين جيش التحرير وبن عبد الكريم الخطابي، هو مسلسل النضال الذي واصله الخطابي بعد إنزاله بمصر من خلال لجنة تحرير شمال إفريقيا في سبيل تأسيس نواة جيش التحرير بأقطار شمال إفريقيا قصد مواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر، الأمر الذي يفسر إرسال الخطابي للعديد من البعثات والوفود للتكوين في مختلف المدارس العسكرية بسوريا والعراق قصد إعدادهم للانخراط في تكوين فصائل جيش التحرير، وكذا إمداد هذه الأخيرة بالأسلحة والعتاد الحربي، علاوة على نداءاته المتكررة الموجهة لجيش التحرير قصد مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير كل أقطار المغرب الكبير، وهو ما يؤكد من جهة أخرى تطابق مبادئ جيش التحرير وحركة المقاومة المسلحة بزعامة الخطابي (الكفاح المسلح، الاستقلال التام، المصير المشترك لأقطار الثلاثة : المغرب، تونس، والجزائر) وقد سبق لعثمان بناني أن توقف عند هذه القضايا في موضوع نشر بمجلة أمل (عدد 8) تحت عنوان "محمد بن عبد الكريم الخطابي ومسألة استقلال المغرب".
عناصر دالّة وادعاءات خاطئة
إن الصلة الوثيقة وعلاقة الامتداد العضوي المذكورة سابقا، تناولها بإسهاب الباحث محمد لخواجة في كتابه (جيش التحرير المغربي، مذكرات للتاريخ أم للتمويه) من خلال خمس عناصر دالة على طبيعة هذه العلاقة، في مقابل ذالك، فهي تفند الادعاءات القائلة بأن جيش التحرير لم تكن له صلة بعبد الكريم الخطابي، في الوقت الذي نجد فيه أن مختلف الأطراف الأخرى، ومنها الأحزاب السياسية المغاربية، ظلت تتملص من عمليات جيش التحرير وتقوم بمناورات من اجل استمالة أعضاءه واستغلال كفاحهم ضد المستعمر من أجل التفاوض والمساومة، ولعل ما يذكره العديد من قادة جيش التحرير حول تصرفات هذه الأحزاب خير دليل على ذالك. في هذا الصّدد، يقول محمد أرواضي في كتابه "الأغلبية المخدوعة" عن هذا الموضوع :"إن جيش التحرير تطور طبيعي للمقاومة، لأن المقاومة اختيار موضوعي لإطار العام أو الخاص الذي تعيش في وسطه، لكي تؤدي رسالتها بنجاح يكفل استمرارها وتقويتها".
وإذا كانت هذه الشهادات والكتابات تصب في اتجاه تأكيد العلاقة الموضوعية بين جيش التحرير والأمير الخطابي، فإن ما يعزز هذا التكامل والامتداد القائم بينهما، هو المصير المشترك الذي تعرض له قادة جيش التحرير ومصير قادة المقاومة وذاكرة ورموز الحركة التحررية المغربية، وهو الأمر الذي يستدعي طرح أكثر من تساؤل عريض.
وعودة إلى القرائن والكتابات التي تناولت طبيعة العلاقة الروحية بين جيش التحرير والبطل الخطابي، نشير إلى ما ذكره الأستاذ زكي مبارك الذي أكد أن عباس المسعدي كان على علاقة جيدة بعبد الكريم الخطابي، وقد سبق لقائد جيش التحرير أن قام بزيارة إلى مصر والتقى الزعيم الخطابي، وهو ما يفسر إصرار الطرفين على ضرورة مواصلة الكفاح ورفض إلقاء السلاح .
إن الصلة الوثيقة وعلاقة الامتداد العضوي المذكورة سابقا، تناولها بإسهاب الباحث محمد لخواجة في كتابه (جيش التحرير المغربي، مذكرات للتاريخ أم للتمويه) من خلال خمس عناصر دالة على طبيعة هذه العلاقة، في مقابل ذالك، فهي تفند الادعاءات القائلة بأن جيش التحرير لم تكن له صلة بعبد الكريم الخطابي، في الوقت الذي نجد فيه أن مختلف الأطراف الأخرى، ومنها الأحزاب السياسية المغاربية، ظلت تتملص من عمليات جيش التحرير وتقوم بمناورات من اجل استمالة أعضاءه واستغلال كفاحهم ضد المستعمر من أجل التفاوض والمساومة، ولعل ما يذكره العديد من قادة جيش التحرير حول تصرفات هذه الأحزاب خير دليل على ذالك. في هذا الصّدد، يقول محمد أرواضي في كتابه "الأغلبية المخدوعة" عن هذا الموضوع :"إن جيش التحرير تطور طبيعي للمقاومة، لأن المقاومة اختيار موضوعي لإطار العام أو الخاص الذي تعيش في وسطه، لكي تؤدي رسالتها بنجاح يكفل استمرارها وتقويتها".
وإذا كانت هذه الشهادات والكتابات تصب في اتجاه تأكيد العلاقة الموضوعية بين جيش التحرير والأمير الخطابي، فإن ما يعزز هذا التكامل والامتداد القائم بينهما، هو المصير المشترك الذي تعرض له قادة جيش التحرير ومصير قادة المقاومة وذاكرة ورموز الحركة التحررية المغربية، وهو الأمر الذي يستدعي طرح أكثر من تساؤل عريض.
وعودة إلى القرائن والكتابات التي تناولت طبيعة العلاقة الروحية بين جيش التحرير والبطل الخطابي، نشير إلى ما ذكره الأستاذ زكي مبارك الذي أكد أن عباس المسعدي كان على علاقة جيدة بعبد الكريم الخطابي، وقد سبق لقائد جيش التحرير أن قام بزيارة إلى مصر والتقى الزعيم الخطابي، وهو ما يفسر إصرار الطرفين على ضرورة مواصلة الكفاح ورفض إلقاء السلاح .