ناظورسيتي: م.ز
لازالت الملابسات والحقائق التاريخية المُؤَسِّسَة لسياقات التحالف الاستعماري ضد الثورة الريفيَّة خلال عشرينيات القرن الماضي تثير تساؤلات، بل هي موضوع سعي دائم وبحث متواصل لمعرفة وكشف جزء من هذه الحقائق التي تطفو وتبزر من حين لآخر إلى الواجهة، كما هو شـأن حقيقة مشاركة عدة دول وتحالفها ضد عبد الكريم، كفرنسا، واسبانيا، وألمانيا، وبل ومشاركة عناصر أمريكية ضمن سلاح الجو الفرنسي أثناء القضاء على المقاومة الريفية.
مُرتزقة أمريكيُّون ضّد عبد الكَريم
يرجع الفضل أساساً في إبراز وكشف معطيات حول مشاركة مرتزقة أمريكيون إلى جانب فرنسا في حربها الاستعمارية ضد المقاومة الريفيّة، إلى الباحث الأمريكي المتخصص في التاريخ والأرشيف العسكري، ويليام دين، الذي توفي سنة 1981 عن سن تناهز 82 عاماً.
وتعود جذور مشاركة هؤلاء الأمريكيون ضمن القوات الجوية الفرنسية إلى لحظة شعور وإحساس التواجد الاستعماري الفرنسي بالتهديد بعد أن انتصرت المقاومة الريفية على أعتى الدول الاستعمارية، لاسيما فرنسا التي تكبدت خسائر كبيرة بعد أن اندحر الاستعمار الاسباني، الأمر الذي أربك حسابات فرنسا التي كان يقودها المقيم العام الماريشال ليوطي. هذا الأخير الذي يعد مدرسة استعمارية في حدّ ذاته ومؤسس نظام "الحماية الفرنسية"، وقد انهزم أمام عبد الكريم قبل أن يعوض بمن هو أكثر استعمارية منه، وهو الجنيرال بيتان.
ولأنَّ بيتان جاء إلى المغرب لاستكمال ترسيخ أسس التواجد الاستعماري الفرنسي واستكمال مهام القضاء على "المتمردين" ببلاد "السيبة" وفرض "الحماية" ببلاد "المخزن"، فقد توفرت له كل العدة والعتاد العسكري والحربي واللوجيستيكي، منها 150 طائرة بعد اعتبر أساس القضاء على المقاومة الريفية بعد أن عمدت فرنسا إلى توفير 80 سرب وآلاف الجنود.
في هذا الصدد، يعتبر، ويليام دين، أن هذا الأمر تتطلب تقوية وتجهيز وتهيئ القوات الجوية الفرنسية وبل وإجراء تغيير في مكوناته، وهو ما تزامن واقتراح كولونيل عسكري أمريكي، واسمه تشالو سويني، على رئيس مجل الحكومة ووزير الشؤون الحربية الفرنسية، بول بانلوفي، إعداد سرب طائرات حربية للقتال والقضاء على المقاومة المسلحة بالمغرب. كما يبرز ذات الباحث الأمريكي أن تشالز اقترح أن تتم قيادة هذه الطائرات من طرف جنود وطيارون أمريكان من الذين سبق لهم المشاركة إلى جانب السلاح الجوي الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الاقتراح الذي تمت الموافقة عليه وقبوله من طرف فرنسا خلال صيف سنة 1925، لكن تحت يافطة حماية السلطان.
"السِّربُ الشَّريف" ضد الرِّيف
بالعودة إلى هذه الدراسات القليلة والأرشيف العسكري والديبلوماسي المحدود حول هذا الموضوع، يبدو أن فرنسا استعانت بخدمات الطيارون الأمريكيون في سلاحها الجوي لكن تحت مبرر حماية السلطان الحاكم آنذاك يوسف، وهو ما جعل المجموعة الأمريكية تتخذ اسم "سرب الطائرات الشريف"، فحين أن رئيس مجلس الوزاري الفرنسي هو من تكلف بمنح الجنود الأمريكيون الرتب العسكرية ونقلهم إلى المغرب عبر طائراتها لتبدأ مشاركتهم وانخراطهم الفعلي في السلاح الجوي الفرنسي الذي قاتل ضد عبد الكريم.
على العكس من ذلك، فقد أثارت هذه المشاركة ردود فعل رافضة داخل بعض الأوساط الأمريكية، كما هو شأن الأوساط اليسارية والشيوعية والعمالية بفرنسا واسبانيا الذي ناهضت الحرب ضد الزعيم ابن عبد الكريم الخطابي.
وفي ظرف 3 أشهر (صيف وبداية خريف 1925) كان الطيارون الأمريكيون قد شاركوا في تنفيذ المهام الموكولة إليهم بقيادة الكولونيل سويني وبمشاركة 16 ضابط وضابط صف، كما وضعت رهن إشارتهم كل المعدات والإمكانيات من اللوجستيك الحربي، في حين تشير هذه المعطيات إلاَّ أن السلطان يوسف هو من تكلف بتوفير البدلات واللباس العسكري والأجور لهم.
وحسب ما يورد الباحث الأمريكي، ويليام دين، فان "سرب الطائرات الشريف" الذي اطلق على المرتزقة الأمريكيين المنخرطين في القوات الجوية الفرنسية وقيادتهم الحرب ضد عبد الكريم، هذا السرب تمكن من قصف مداشر وقرى بالريف آهلة بالمدنيين والعزل من الذين قتلوا خلال هذا القصف الجوي الذي يمكن آن يكون قد وصل إلى حوالي 340 عملية حربية جوية في اقل من شهرين كما استعملت فيها أطنان كبيرة من الذخيرة العسكرية.
واضح إذن أن حرب الريف التحررية عرفت تحالفا دوليا واسعا. كما أنها تركت وراءها قضايا وأسرار سيكون القادم من التاريخ هو الكفيل بإبرازها.
لازالت الملابسات والحقائق التاريخية المُؤَسِّسَة لسياقات التحالف الاستعماري ضد الثورة الريفيَّة خلال عشرينيات القرن الماضي تثير تساؤلات، بل هي موضوع سعي دائم وبحث متواصل لمعرفة وكشف جزء من هذه الحقائق التي تطفو وتبزر من حين لآخر إلى الواجهة، كما هو شـأن حقيقة مشاركة عدة دول وتحالفها ضد عبد الكريم، كفرنسا، واسبانيا، وألمانيا، وبل ومشاركة عناصر أمريكية ضمن سلاح الجو الفرنسي أثناء القضاء على المقاومة الريفية.
مُرتزقة أمريكيُّون ضّد عبد الكَريم
يرجع الفضل أساساً في إبراز وكشف معطيات حول مشاركة مرتزقة أمريكيون إلى جانب فرنسا في حربها الاستعمارية ضد المقاومة الريفيّة، إلى الباحث الأمريكي المتخصص في التاريخ والأرشيف العسكري، ويليام دين، الذي توفي سنة 1981 عن سن تناهز 82 عاماً.
وتعود جذور مشاركة هؤلاء الأمريكيون ضمن القوات الجوية الفرنسية إلى لحظة شعور وإحساس التواجد الاستعماري الفرنسي بالتهديد بعد أن انتصرت المقاومة الريفية على أعتى الدول الاستعمارية، لاسيما فرنسا التي تكبدت خسائر كبيرة بعد أن اندحر الاستعمار الاسباني، الأمر الذي أربك حسابات فرنسا التي كان يقودها المقيم العام الماريشال ليوطي. هذا الأخير الذي يعد مدرسة استعمارية في حدّ ذاته ومؤسس نظام "الحماية الفرنسية"، وقد انهزم أمام عبد الكريم قبل أن يعوض بمن هو أكثر استعمارية منه، وهو الجنيرال بيتان.
ولأنَّ بيتان جاء إلى المغرب لاستكمال ترسيخ أسس التواجد الاستعماري الفرنسي واستكمال مهام القضاء على "المتمردين" ببلاد "السيبة" وفرض "الحماية" ببلاد "المخزن"، فقد توفرت له كل العدة والعتاد العسكري والحربي واللوجيستيكي، منها 150 طائرة بعد اعتبر أساس القضاء على المقاومة الريفية بعد أن عمدت فرنسا إلى توفير 80 سرب وآلاف الجنود.
في هذا الصدد، يعتبر، ويليام دين، أن هذا الأمر تتطلب تقوية وتجهيز وتهيئ القوات الجوية الفرنسية وبل وإجراء تغيير في مكوناته، وهو ما تزامن واقتراح كولونيل عسكري أمريكي، واسمه تشالو سويني، على رئيس مجل الحكومة ووزير الشؤون الحربية الفرنسية، بول بانلوفي، إعداد سرب طائرات حربية للقتال والقضاء على المقاومة المسلحة بالمغرب. كما يبرز ذات الباحث الأمريكي أن تشالز اقترح أن تتم قيادة هذه الطائرات من طرف جنود وطيارون أمريكان من الذين سبق لهم المشاركة إلى جانب السلاح الجوي الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الاقتراح الذي تمت الموافقة عليه وقبوله من طرف فرنسا خلال صيف سنة 1925، لكن تحت يافطة حماية السلطان.
"السِّربُ الشَّريف" ضد الرِّيف
بالعودة إلى هذه الدراسات القليلة والأرشيف العسكري والديبلوماسي المحدود حول هذا الموضوع، يبدو أن فرنسا استعانت بخدمات الطيارون الأمريكيون في سلاحها الجوي لكن تحت مبرر حماية السلطان الحاكم آنذاك يوسف، وهو ما جعل المجموعة الأمريكية تتخذ اسم "سرب الطائرات الشريف"، فحين أن رئيس مجلس الوزاري الفرنسي هو من تكلف بمنح الجنود الأمريكيون الرتب العسكرية ونقلهم إلى المغرب عبر طائراتها لتبدأ مشاركتهم وانخراطهم الفعلي في السلاح الجوي الفرنسي الذي قاتل ضد عبد الكريم.
على العكس من ذلك، فقد أثارت هذه المشاركة ردود فعل رافضة داخل بعض الأوساط الأمريكية، كما هو شأن الأوساط اليسارية والشيوعية والعمالية بفرنسا واسبانيا الذي ناهضت الحرب ضد الزعيم ابن عبد الكريم الخطابي.
وفي ظرف 3 أشهر (صيف وبداية خريف 1925) كان الطيارون الأمريكيون قد شاركوا في تنفيذ المهام الموكولة إليهم بقيادة الكولونيل سويني وبمشاركة 16 ضابط وضابط صف، كما وضعت رهن إشارتهم كل المعدات والإمكانيات من اللوجستيك الحربي، في حين تشير هذه المعطيات إلاَّ أن السلطان يوسف هو من تكلف بتوفير البدلات واللباس العسكري والأجور لهم.
وحسب ما يورد الباحث الأمريكي، ويليام دين، فان "سرب الطائرات الشريف" الذي اطلق على المرتزقة الأمريكيين المنخرطين في القوات الجوية الفرنسية وقيادتهم الحرب ضد عبد الكريم، هذا السرب تمكن من قصف مداشر وقرى بالريف آهلة بالمدنيين والعزل من الذين قتلوا خلال هذا القصف الجوي الذي يمكن آن يكون قد وصل إلى حوالي 340 عملية حربية جوية في اقل من شهرين كما استعملت فيها أطنان كبيرة من الذخيرة العسكرية.
واضح إذن أن حرب الريف التحررية عرفت تحالفا دوليا واسعا. كما أنها تركت وراءها قضايا وأسرار سيكون القادم من التاريخ هو الكفيل بإبرازها.