محمد سالكة
كثيرا ما تستوقفنا بعض الأحداث الخاطفة ، وتشغل بال الرأي العام بالسؤال حول هذه الأحداث النابعة من منبع العلم وفضاء الجدال والفكر والحوار الديمقراطي ، من فضاء الجامعة التي لا يعيرها مجتمعنا الإهتمام اللازم ، أحداث يعتبرها البعض مجرد اصطدام وتناحر بل وحتى جرائم منظمة فيما يعتبرها البعض الآخر نضالا أو جهادا وفرض عين .
إن النضال الطلابي من صميم النضال الديمقراطي العام يهدف في واجهته النقابية إلى تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للطلاب عن طريق تنظيمهم وتأطيرهم في نقابتهم الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، والدفاع عن المطالب العامة بالإحتجاج السلمي والأساليب الحضارية المشروعة ، لكن الخلط غير البريئ بين النضال المشروع وأشكال العنف يثير الإنتباه ويستفز اهتمام كل المعنيين .
لقد وقع هجوم على مكتسبات الطلبة وأقتصر في مقالتي الحديث عن كلية سلوان ، التي أسميها " إعدادية كبيرة " لماذا ؟ لأنه يتم تدريس نفس المواد التي تدرّس في الإعدادية إضافة إلى رواج نفس السلوكات ونفس العقليات وطرق التفكير ، فالعديد من الأباء وحتى الطلبة يقولون : الحمد لله الجامعة قريبة والتوبيس موجود.. ..!!!! وأقول لهم هذا خطأ . صحيح الجامعة قريبة...... وهل شروط التحصيل المعرفي والنضالي ...متوفرة؟ إن الغاية التي من أجلها بنيت كلية سلوان، لا تتمثل في أن هؤولاء يحبون الساكنة الناضورية بل على العكس أنشئت الجامعة من أجل تكريس الأوضاع وإبقاء الطالب الناضوري " مكلخ " حيث إذا درس بجامعة أخرى سيصبح الطالب الناضوري مناضلا ...يسأل ويتساءل ويتقبل الجدال ... كما قلت كلية سلوان لم ترقى ولن ترقى في ظل الشروط الراهنة إلى مستوى الجامعات الأخرى، فمجرد ولوجك إليها يتخيل إليك كأنك في حمام شعبي مختلط ، أو كأنك في متنزه للعشاق ... فذاك يتغزل بمحبوبته فلانة ، وتلك تتصل بحبيبها الذي يشتغل بهاتف عمومي تطلب منه المجيئ إليها للجلوس " فاص أفاص " في المقصف الجامعي بغية شرب كأس عصير موز بارد ، وذاك طالب جالس ! وقد أطلق من هاتفه المحمول أغنية غرامية لحسين الجسمي " بحبك وحشتني " أو نحو ذلك من الأغاني التي تخاطب الغريزة الجنسية من الدرجة الأولى ، وذاك طالب يشرب الخمر داخل الحرام الجامعي مع زمرة من زملائه الذين ليسوا طلبة مخبئين بجواربهم أسلحة بيضاء ، وتلك طالبة قد علقت عليها أسرتها آمالا كبيرة بأن تصبح يوما ما أستاذة تعيل أسرتها التي تعاني مصائب الحياة ، هاهي جالسة مع سائق حافلة جنبا إلى جنب ، وهما يتحدثا عن المسلسل المكسيكي " مارغاريتا " ،وتلك طالبة تدخل بلباس شبه عاري ... وأولئك طلبة فتحوا حلقية لا تخلوا من الإرتجالية " بغاو إبانو . خسن أدبانن جار تحرامين " ؛ وهؤولاء طلبة " ما مسوقينش " هاهم جالسين تحت أشجار الزيتون يتقاسمون البلية " كيضربو الشقوفة والجوانات " ، و.....وما خفي كان أعظم .
إن الوضع المأزوم الذي آلت إليه جامعة سلوان اليوم خصوصا، كان هجوم من طرف جهات استهدفت الحرام الجامعي ،بزرع كل أشكال الميوعة وضرب ما تبقى من رصيد ومكتسبات تاريخية للجامعة، من قيم وأعراف أصلها مناضلو الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، بعد نضال مرير كلف حياة خيرة المناضلين والعديد من المعتقلين والمنفيين ، وزرع عناصر تعادي قيم العقل والتنوير في استغلال صارخ للفراغ التنظيمي الذي تعيشه الجامعة .
أمام كل هذا الإحتقان تنامت التوجهات المعادية للعقل واحتلت الجامعة بواسطة العنف المدعم من طرف جهات خارجية ، حيث ظهرت بعض مظاهر العنف بين الطلاب أنفسهم ، تناحر بين طلبة حملة أسلحة بيضاء بدل التسلح بالأفكار المنيرة ... والعالم شهد على مقتل طلبة على يد طلبة في أكثر من موقع جامعي :فاس ، مكناس ، أكادير ، الرشيدية ....وجروح : وجدة ، المحمدية ، سلوان ... إنه "احتراب" أقل ما يمكن القول فيه أنه بفعل خارجي عن الجامعة ومصنوع من طرف من ليس في مصلحتهم تنظيم وتأطير الحركة الطلابية ، ولا نستبعد تدخل جهات مسؤولة في إذكاء هذه المعارك الخاوية من قيم ووسائل النضال الطلابي ، مهما يكن المتورط فيها لم تكن هذه المعارك في مواجهة مخطط ما ، ولا دفاعا عن الحق في التنظيم ولا من أجل ملفات نقابية لشعبة ما ... بقدر ما هي أحداث مفاجئة للرأي العام ، وغريبة عنه يثير احتمال تورط جهات خارج الجامعة في بعدها البوليسي وعمقها المخزني وخلفياتها الحلقية الظلامية ،لذلك تعد سلوكات مرفوضة ما دامت تستهدف الحق في الحياة .
وأمام استشعار الخطر أو الموت القادم إلى جامعة سلوان خصوصا والجامعة المغربية عموما ، فإنه ضروري ضرورة الماء للحياة من تطوير المناهج الدراسية ورد الإعتبار للبحث العلمي وتمكين الجميع من فرص التسجيل ، وتوفير مادة علم الإجتماع والجغرافية والفلسفة ....وتوفير أساتذة أكفاء وإشراك ممثلي الطلبة والإعتراف بأوطم إطارا شرعيا ، وضمان الحق في تعليم شعبي و ديمقراطي موحد يمكن من فرص الشغل القار بدل تهيئ يد عاملة مسخرة لفائدة الباطرونا...
ما العمل يا طلبة سلوان ويا طلبة المغرب ...؟ غير إعادة بناء أوطم ؟
إن استعادة الإطار التاريخي كنقابة تدافع عن المطالب المادية والمعنوية للطلاب مهمة عاجلة ومسؤولية جميع المناضلين في الجامعة أو خارج الجامعة وإعادة بناء أوطم كفيل بتجاوز المظاهر السلبية من ميوعة و " تفلية" ومظاهر العنف التي تنمو وسط الجامعة .
ملاحظة : أعذروني عن الأخطاء النحوية والإملائية ....لأني درست بكلية سلوان .
mohamedsalka@live.fr
كثيرا ما تستوقفنا بعض الأحداث الخاطفة ، وتشغل بال الرأي العام بالسؤال حول هذه الأحداث النابعة من منبع العلم وفضاء الجدال والفكر والحوار الديمقراطي ، من فضاء الجامعة التي لا يعيرها مجتمعنا الإهتمام اللازم ، أحداث يعتبرها البعض مجرد اصطدام وتناحر بل وحتى جرائم منظمة فيما يعتبرها البعض الآخر نضالا أو جهادا وفرض عين .
إن النضال الطلابي من صميم النضال الديمقراطي العام يهدف في واجهته النقابية إلى تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للطلاب عن طريق تنظيمهم وتأطيرهم في نقابتهم الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، والدفاع عن المطالب العامة بالإحتجاج السلمي والأساليب الحضارية المشروعة ، لكن الخلط غير البريئ بين النضال المشروع وأشكال العنف يثير الإنتباه ويستفز اهتمام كل المعنيين .
لقد وقع هجوم على مكتسبات الطلبة وأقتصر في مقالتي الحديث عن كلية سلوان ، التي أسميها " إعدادية كبيرة " لماذا ؟ لأنه يتم تدريس نفس المواد التي تدرّس في الإعدادية إضافة إلى رواج نفس السلوكات ونفس العقليات وطرق التفكير ، فالعديد من الأباء وحتى الطلبة يقولون : الحمد لله الجامعة قريبة والتوبيس موجود.. ..!!!! وأقول لهم هذا خطأ . صحيح الجامعة قريبة...... وهل شروط التحصيل المعرفي والنضالي ...متوفرة؟ إن الغاية التي من أجلها بنيت كلية سلوان، لا تتمثل في أن هؤولاء يحبون الساكنة الناضورية بل على العكس أنشئت الجامعة من أجل تكريس الأوضاع وإبقاء الطالب الناضوري " مكلخ " حيث إذا درس بجامعة أخرى سيصبح الطالب الناضوري مناضلا ...يسأل ويتساءل ويتقبل الجدال ... كما قلت كلية سلوان لم ترقى ولن ترقى في ظل الشروط الراهنة إلى مستوى الجامعات الأخرى، فمجرد ولوجك إليها يتخيل إليك كأنك في حمام شعبي مختلط ، أو كأنك في متنزه للعشاق ... فذاك يتغزل بمحبوبته فلانة ، وتلك تتصل بحبيبها الذي يشتغل بهاتف عمومي تطلب منه المجيئ إليها للجلوس " فاص أفاص " في المقصف الجامعي بغية شرب كأس عصير موز بارد ، وذاك طالب جالس ! وقد أطلق من هاتفه المحمول أغنية غرامية لحسين الجسمي " بحبك وحشتني " أو نحو ذلك من الأغاني التي تخاطب الغريزة الجنسية من الدرجة الأولى ، وذاك طالب يشرب الخمر داخل الحرام الجامعي مع زمرة من زملائه الذين ليسوا طلبة مخبئين بجواربهم أسلحة بيضاء ، وتلك طالبة قد علقت عليها أسرتها آمالا كبيرة بأن تصبح يوما ما أستاذة تعيل أسرتها التي تعاني مصائب الحياة ، هاهي جالسة مع سائق حافلة جنبا إلى جنب ، وهما يتحدثا عن المسلسل المكسيكي " مارغاريتا " ،وتلك طالبة تدخل بلباس شبه عاري ... وأولئك طلبة فتحوا حلقية لا تخلوا من الإرتجالية " بغاو إبانو . خسن أدبانن جار تحرامين " ؛ وهؤولاء طلبة " ما مسوقينش " هاهم جالسين تحت أشجار الزيتون يتقاسمون البلية " كيضربو الشقوفة والجوانات " ، و.....وما خفي كان أعظم .
إن الوضع المأزوم الذي آلت إليه جامعة سلوان اليوم خصوصا، كان هجوم من طرف جهات استهدفت الحرام الجامعي ،بزرع كل أشكال الميوعة وضرب ما تبقى من رصيد ومكتسبات تاريخية للجامعة، من قيم وأعراف أصلها مناضلو الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ، بعد نضال مرير كلف حياة خيرة المناضلين والعديد من المعتقلين والمنفيين ، وزرع عناصر تعادي قيم العقل والتنوير في استغلال صارخ للفراغ التنظيمي الذي تعيشه الجامعة .
أمام كل هذا الإحتقان تنامت التوجهات المعادية للعقل واحتلت الجامعة بواسطة العنف المدعم من طرف جهات خارجية ، حيث ظهرت بعض مظاهر العنف بين الطلاب أنفسهم ، تناحر بين طلبة حملة أسلحة بيضاء بدل التسلح بالأفكار المنيرة ... والعالم شهد على مقتل طلبة على يد طلبة في أكثر من موقع جامعي :فاس ، مكناس ، أكادير ، الرشيدية ....وجروح : وجدة ، المحمدية ، سلوان ... إنه "احتراب" أقل ما يمكن القول فيه أنه بفعل خارجي عن الجامعة ومصنوع من طرف من ليس في مصلحتهم تنظيم وتأطير الحركة الطلابية ، ولا نستبعد تدخل جهات مسؤولة في إذكاء هذه المعارك الخاوية من قيم ووسائل النضال الطلابي ، مهما يكن المتورط فيها لم تكن هذه المعارك في مواجهة مخطط ما ، ولا دفاعا عن الحق في التنظيم ولا من أجل ملفات نقابية لشعبة ما ... بقدر ما هي أحداث مفاجئة للرأي العام ، وغريبة عنه يثير احتمال تورط جهات خارج الجامعة في بعدها البوليسي وعمقها المخزني وخلفياتها الحلقية الظلامية ،لذلك تعد سلوكات مرفوضة ما دامت تستهدف الحق في الحياة .
وأمام استشعار الخطر أو الموت القادم إلى جامعة سلوان خصوصا والجامعة المغربية عموما ، فإنه ضروري ضرورة الماء للحياة من تطوير المناهج الدراسية ورد الإعتبار للبحث العلمي وتمكين الجميع من فرص التسجيل ، وتوفير مادة علم الإجتماع والجغرافية والفلسفة ....وتوفير أساتذة أكفاء وإشراك ممثلي الطلبة والإعتراف بأوطم إطارا شرعيا ، وضمان الحق في تعليم شعبي و ديمقراطي موحد يمكن من فرص الشغل القار بدل تهيئ يد عاملة مسخرة لفائدة الباطرونا...
ما العمل يا طلبة سلوان ويا طلبة المغرب ...؟ غير إعادة بناء أوطم ؟
إن استعادة الإطار التاريخي كنقابة تدافع عن المطالب المادية والمعنوية للطلاب مهمة عاجلة ومسؤولية جميع المناضلين في الجامعة أو خارج الجامعة وإعادة بناء أوطم كفيل بتجاوز المظاهر السلبية من ميوعة و " تفلية" ومظاهر العنف التي تنمو وسط الجامعة .
ملاحظة : أعذروني عن الأخطاء النحوية والإملائية ....لأني درست بكلية سلوان .
mohamedsalka@live.fr