محمد العلالي | نور الدين جلول
وصف رئيس جمعية الريف للتضامن والتنمية " أريد " عبد السلام بوطيب، غياب رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران وحوالي ستة من وزراء حكومته، عن أشغال اليوم الدراسي التشاوري لمناقشة موضوع " الريف والإمكانيات الإقتصادية والإجتماعية المتاحة" المنظم من طرف الجمعية، يومه السبت 26 ماي الجاري، بالمركب الثقافي بالناظور، بالموقف السياسي وأن ذلك راجع لخلفية حزبية ضيقة، مضيفا أن الجمعية لم تتوصل بأي مراسلة أو اتصال هاتفي يؤكد الإعتذار عن الحضور رغم اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب الإداري لجمعية " أريد " مع مدير ديوان رئيس الحكومة المغربية، معتبرا الأمر إستهتار بمنطقة الريف وأطرها، مبرزا أن الغياب المذكور كشف للجميع بالملموس لامبالات الحكومة تجاه هموم وقضايا وإنتظارات ساكنة منطقة الريف، وهو الأمر الذي لايعكس الإهتمام الملكي الكبير تجاه الريف، معربا في ذات الآن عن تخوفه من تداعيات السياسة التي تنهجها الحكومة الحالية تجاه المنطقة ومن المؤامرات التي تحاك ضدها والتي ستعرقل كل المجهودات المبذولة قصد إخراج هذه الأخيرة من ويلات معاناتها لعقود خلت من التهميش والإقصاء و " الحكرة".
ومن جانب آخر تحدث السيد عبد السلام الصديقي عضو المكتب الإداري لجمعية " أريد " والمكلف بلجنة التنمية الإقتصادية، عن الأهداف التي تتوخاها الجمعية من اليوم الدراسي، والتي تروم أساسا إلى فتح النقاش حول امكانيات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الريف وكذا البحث عن ايجابات حول اشكالات التنمية ودارسة الحلول الممكنة للدفع بعجلة الاستثمار وازالة العوائق والعراقيل التي تحول دون تسريع وتيرة التنمية بكل من اقاليم الناظور والحسيمة وادريوش ودائرة اكنول، وذلك بمشاركة كافة الشركاء والمتدخلين وممثلي الوزارات ووكالات التنمية بالشمال والجهة الشرقية وممثلي المصالح الخارجية للوزارات والمنتخبون ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي الجمعيات المدنية والحقوقية ووسائل الاعلام الوطنية والجهوية والمحلية.
وعقب ذلك فتح المجال لمداخلات المشاركين في اليوم الدراسي التشاوري، والمتمثلين أساسا في مدير التنمية بوكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية السيد عبد الكبير هنو، وممثلي كل من وكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الجالية ومندوبي وزارة السياحة بكل من إقليمي الناظور والحسيمة، وهي المداخلات التي صبت في صلب الموضوع وكانت معززة بمجموعة من الإحصائيات حول واقع وآفاق مختلف المجالات والميادين، قبل أن يتم فتح باب المناقشة.
وعقب استكمال مختلف العروض والمداخلات المندرجة ضمن أشغال اللقاء الدراسي التشاوري، خلص المشاركون الى مجموعة من الخلاصات والتوصيات المتمثلة أساسا في ضرورة القيام بدراسة معمقة لتقييم اثار الحقبة الاستعمارية و تداعياتها السلبية على منطقة الريف، و الاستغلال الامثل للمؤهلات الطبيعية والموقع الجغرافي والاستراتيجي كدعامتين اساسيتين للنهوض بالعملية التنموية بمنطقة الريف، و اعداد تصور دقيق لتجاوز الاثار السلبية للهجرة الكثيفة لابناء المنطقة وعدم الاستفادة من طاقاتهم ومؤهلاتهم، و ضرورة الانكباب على تقوية المرافق الاجتماعية الحيوية في الصحة والتعليم والتكوين والرفع من جودة ادائها، وتقوية وتطوير النسيج الصناعي والخدماتي والرفع من مردوديته وتنافسيته على الصعيد الوطني والدولي، واستثمار الموارد البحرية وتطوير البنية التحتية وربط المنطقة بشبكة الطرق السيارة الوطنية، ووضع مخطط تنموي سياحي عاجل واستغلال المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة في هذا المجال، و تنمية قطاع الفندقة واحداث معاهد للتكوين السياحي والفندقي.
كما خلص ذات اليوم الدراسي والتشاوري إلى ضرورة خلق جامعات مستقلة تتوفر على جميع المسالك والشعب الدراسية من اجل تاهيل الموارد البشرية .وتشجيع البحث العلمي بالمنطقة، وضرورة الاستثمار الامثل للودائع البنكية محليا وجهويا مما يضمن استفادة المنطقة وشبابها من المشاريع التنموية المطلوبة، والتفكير في ربط الصلة مع اطر وكفاءات المنطقة المتواجدة خارج الوطن وتمكينها من المساهمة في الاقلاع التنموي والاقتصادي للمنطقة، و ادماج الامازيغية في المسلسل التنموي الشامل تفعيلا للتنزيل السليم والناجع لبنود الدستور، و اعادة النظر في طريقة تدبير الاستثمار والمشاريع بمنح حق الاشراف عليهما للمؤسسات المنتخبة بدل سلطات الوصاية، و مقاربة جهوية عادلة لحل قضية تشغيل الشباب بالمنطقة، و تفعيل دور وكالات انعاش وتنمية اقاليم الجهة الشرقية واقاليم الشمال بما يضمن نجاعة المشاريع المقترحة في هذا الصدد، و مواصلة مشاريع التاهيل الحضري ورفع الجاذبية الترابية باقاليم المنطقة والرفع من وتيرتها وجودتها، و تفعيل دور المراكز الجهوية للاستثمار بمنطقة الريف والرفع من عدد رخص الاستثمار، و تعميق الشراكات مع المنظمات التنموية الدولية ورصد التمويل اللازم لانجاح المشاريع التنموية، وتوجيه الدراسات والخطط التنموية نحو القطاعات الانتاجية ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
واختتمت أشغال اليوم الدراسي التشاوري لجمعية الريف للتضامن والتنمية " أريد " برفع برقية الولاء إلى السدة العالية بالله صاحب الجلال الملك محمد السادس.
عدسة ناظورسيتي واكبت أشغال اليوم الدراسي التشاوري ورصدت لكم أقوى لحظاته في الربورطاج التالي بالصوت والصورة :
وصف رئيس جمعية الريف للتضامن والتنمية " أريد " عبد السلام بوطيب، غياب رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران وحوالي ستة من وزراء حكومته، عن أشغال اليوم الدراسي التشاوري لمناقشة موضوع " الريف والإمكانيات الإقتصادية والإجتماعية المتاحة" المنظم من طرف الجمعية، يومه السبت 26 ماي الجاري، بالمركب الثقافي بالناظور، بالموقف السياسي وأن ذلك راجع لخلفية حزبية ضيقة، مضيفا أن الجمعية لم تتوصل بأي مراسلة أو اتصال هاتفي يؤكد الإعتذار عن الحضور رغم اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب الإداري لجمعية " أريد " مع مدير ديوان رئيس الحكومة المغربية، معتبرا الأمر إستهتار بمنطقة الريف وأطرها، مبرزا أن الغياب المذكور كشف للجميع بالملموس لامبالات الحكومة تجاه هموم وقضايا وإنتظارات ساكنة منطقة الريف، وهو الأمر الذي لايعكس الإهتمام الملكي الكبير تجاه الريف، معربا في ذات الآن عن تخوفه من تداعيات السياسة التي تنهجها الحكومة الحالية تجاه المنطقة ومن المؤامرات التي تحاك ضدها والتي ستعرقل كل المجهودات المبذولة قصد إخراج هذه الأخيرة من ويلات معاناتها لعقود خلت من التهميش والإقصاء و " الحكرة".
ومن جانب آخر تحدث السيد عبد السلام الصديقي عضو المكتب الإداري لجمعية " أريد " والمكلف بلجنة التنمية الإقتصادية، عن الأهداف التي تتوخاها الجمعية من اليوم الدراسي، والتي تروم أساسا إلى فتح النقاش حول امكانيات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة الريف وكذا البحث عن ايجابات حول اشكالات التنمية ودارسة الحلول الممكنة للدفع بعجلة الاستثمار وازالة العوائق والعراقيل التي تحول دون تسريع وتيرة التنمية بكل من اقاليم الناظور والحسيمة وادريوش ودائرة اكنول، وذلك بمشاركة كافة الشركاء والمتدخلين وممثلي الوزارات ووكالات التنمية بالشمال والجهة الشرقية وممثلي المصالح الخارجية للوزارات والمنتخبون ورؤساء الجماعات الترابية، وممثلي الجمعيات المدنية والحقوقية ووسائل الاعلام الوطنية والجهوية والمحلية.
وعقب ذلك فتح المجال لمداخلات المشاركين في اليوم الدراسي التشاوري، والمتمثلين أساسا في مدير التنمية بوكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية السيد عبد الكبير هنو، وممثلي كل من وكالة إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة الجالية ومندوبي وزارة السياحة بكل من إقليمي الناظور والحسيمة، وهي المداخلات التي صبت في صلب الموضوع وكانت معززة بمجموعة من الإحصائيات حول واقع وآفاق مختلف المجالات والميادين، قبل أن يتم فتح باب المناقشة.
وعقب استكمال مختلف العروض والمداخلات المندرجة ضمن أشغال اللقاء الدراسي التشاوري، خلص المشاركون الى مجموعة من الخلاصات والتوصيات المتمثلة أساسا في ضرورة القيام بدراسة معمقة لتقييم اثار الحقبة الاستعمارية و تداعياتها السلبية على منطقة الريف، و الاستغلال الامثل للمؤهلات الطبيعية والموقع الجغرافي والاستراتيجي كدعامتين اساسيتين للنهوض بالعملية التنموية بمنطقة الريف، و اعداد تصور دقيق لتجاوز الاثار السلبية للهجرة الكثيفة لابناء المنطقة وعدم الاستفادة من طاقاتهم ومؤهلاتهم، و ضرورة الانكباب على تقوية المرافق الاجتماعية الحيوية في الصحة والتعليم والتكوين والرفع من جودة ادائها، وتقوية وتطوير النسيج الصناعي والخدماتي والرفع من مردوديته وتنافسيته على الصعيد الوطني والدولي، واستثمار الموارد البحرية وتطوير البنية التحتية وربط المنطقة بشبكة الطرق السيارة الوطنية، ووضع مخطط تنموي سياحي عاجل واستغلال المؤهلات التي تتوفر عليها المنطقة في هذا المجال، و تنمية قطاع الفندقة واحداث معاهد للتكوين السياحي والفندقي.
كما خلص ذات اليوم الدراسي والتشاوري إلى ضرورة خلق جامعات مستقلة تتوفر على جميع المسالك والشعب الدراسية من اجل تاهيل الموارد البشرية .وتشجيع البحث العلمي بالمنطقة، وضرورة الاستثمار الامثل للودائع البنكية محليا وجهويا مما يضمن استفادة المنطقة وشبابها من المشاريع التنموية المطلوبة، والتفكير في ربط الصلة مع اطر وكفاءات المنطقة المتواجدة خارج الوطن وتمكينها من المساهمة في الاقلاع التنموي والاقتصادي للمنطقة، و ادماج الامازيغية في المسلسل التنموي الشامل تفعيلا للتنزيل السليم والناجع لبنود الدستور، و اعادة النظر في طريقة تدبير الاستثمار والمشاريع بمنح حق الاشراف عليهما للمؤسسات المنتخبة بدل سلطات الوصاية، و مقاربة جهوية عادلة لحل قضية تشغيل الشباب بالمنطقة، و تفعيل دور وكالات انعاش وتنمية اقاليم الجهة الشرقية واقاليم الشمال بما يضمن نجاعة المشاريع المقترحة في هذا الصدد، و مواصلة مشاريع التاهيل الحضري ورفع الجاذبية الترابية باقاليم المنطقة والرفع من وتيرتها وجودتها، و تفعيل دور المراكز الجهوية للاستثمار بمنطقة الريف والرفع من عدد رخص الاستثمار، و تعميق الشراكات مع المنظمات التنموية الدولية ورصد التمويل اللازم لانجاح المشاريع التنموية، وتوجيه الدراسات والخطط التنموية نحو القطاعات الانتاجية ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
واختتمت أشغال اليوم الدراسي التشاوري لجمعية الريف للتضامن والتنمية " أريد " برفع برقية الولاء إلى السدة العالية بالله صاحب الجلال الملك محمد السادس.
عدسة ناظورسيتي واكبت أشغال اليوم الدراسي التشاوري ورصدت لكم أقوى لحظاته في الربورطاج التالي بالصوت والصورة :