يوسف بناصرية
استطاعت الانتخابات الأوربية، هذا العام، تجسيد ملامح جديدة لأوربا، مع اختراق الأحزاب الشعبوية، واليمينية المتطرفة، والمشككة في الوحدة الأوربية، النتائج الرسمية الأولية لانتخابات برلمان الاتحاد الأوربي، وتحقيقها مكاسب قوية، وغير متوقعة على حساب الوسط، واليسار.
وشهدت كل دول الاتحاد الأوربي الـ 28، الاقتراع مدة أربعة أيام، منذ الخميس الماضي، حيث فاقت نسبة المشاركة 50 في المائة، وهي الأعلى على مدى عشرين سنة الأخيرة في انتخابات يحق لنحو 436 مليونا التصويت فيها، من أجل اختيار 751 نائبا في البرلمان الأوربي.
وتمكن اليمين المتطرف ممثلا في “التجمع الوطني”، من تصدر نتائج الانتخابات في فرنسا، متفوقا على حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شأنه شأن حزب الرابطة في إيطاليا، كما تصدرها، أيضا، دعاة الخروج من الاتحاد الأوربي في بريطانيا، والقوميون المناهضون للهجرة في المجر بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان. وهو ما ستكون له تداعيات، لا شك في ذلك، على المهاجرين إلى أوربا، من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، باعتبار البرامج السياسية “العنصرية” لهذه الأحزاب، تجاه الأجانب.
وفي هذا الصدد، اعتبر عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في منظمة “إفدي” الدولية لحقوق الإنسان، في حديث مع “اليوم 24″، نتائج الانتخابات الأوربية الأخيرة، “كارثة على أوربا” ستعود سلبا على أقليات معينة، خصوصا بعد اكتساح اليمين المتطرف لها بشكل كبير، موضحا أن “مكونات هذا الأخير تشكل خطرا، ليس فقط على المهاجرين، والمسلمين، وإنما على القيم الأوربية”، التي لخصها في قيم الحرية، والتعايش، وحقوق الإنسان، واحترام الآخر.
ويرى مراري أن اليمين المتطرف سيجهز على العيش المشترك، و”كل المكتسبات، التي حققتها أوربا على مدى سنوات، منذ تأسيس الوحدة الأوربية إلى يومنا هذا”، مشيرا إلى أن منظمة “إفدي” الدولية، حذرت من هذا، ومن تنامي خطاب الكراهية، إلى جانب منظمات حقوقية أخرى، مبديا في الوقت نفسه، توجسا من التشكيلة الجديدة للبرلمان الأوربي، الذي من المتوقع أن يصدر قرارات، يضيف المتحدث، “خطيرة جدا”، من شأنها تعديل قوانين الهجرة، من قبيل نظام “يوروداك” الخاص ببصمات المهاجرين، وطالبي اللجوء، الذي يتم تعديله حسب قوة التوجه المسيطر على المؤسسة.
ويمثل ملف الهجرة والحد منها جزءا رئيسيا في الدعايات الانتخابية لأحزاب اليمين المتطرف في أوربا، حيث تتبنى سياسة متشددة ضد المهاجرين إلى بلدانها، تصل هذه إلى حد مطالبة بعض منها بترحيلهم إلى أوطانهم، وقطع المساعدات الحكومية عنهم، وذلك بالإشارة إلى الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية، في عدد من العواصم الأوربية مثل باريس، وبروكسل، وبرلين، وبرشلونة.
وأكد مراري، المحامي في باريس، في حديثه مع الموقع، أن “النتائج لن تضر المهاجرين، بقدر ما ستضر أوربا اقتصادا، وثقافة، وسياسة”، مشيرا إلى أن من أسماهم “عقلاء أوربا” واعون بهذا الأمر، إذ حذروا بدورهم، عبر كتابات عديدة، من تنامي وهيمنة اليمين المتطرف صاحب خطاب الكراهية، والعنف، وخطاب الإسلاموفوبيا.
ولفت المتحدث نفسه الانتباه إلى أن الفرنسيين مستاؤون من نتائج الانتخابات، موضحا أن تصويتهم على حزب “التجمع الوطني”، الذي تتزعمه “مارين لوبان”، لم يكن حبا في اليمين المتطرف، ولكنه كان عقابا لـ”إيمانويل ماكرون”، وانتقاما منه، معتبرا أنهم اضطروا إلى “اختيار هذا الخيار السيء، دون التفكير في مآلاته، وما سيحصده من نتائج كارثية على فرنسا، وأوربا بصفة عامة”.
ومن وجهة نظر عضو التحالف من أجل الحرية والكرامة (إفدي)، الذي مقره في بروكسيل، فإن الشعوب الأوربية اليوم، تتجه نحو الانتقام من حكوماتها، التي لم تفي بوعودها، ولم تكن لها إنجازات مرضية، إلا أن النتائج، يضيف مراري، ستكون عواقبها كارثية على المستوى الاجتماعي، باعتبار أفكار مكونات أحزاب أقصى اليمين، التي لا يعدو خطابها أن يكون خطاب كراهية ليس إلا، بسبب افتقارها إلى رؤية، وتبنيها لمشروع مبني على الحقد والكراهية، ورفض الآخر إذا لم يكن أوربيا مهما كانت جنسيته.
يذكر أن حزب “الشعب الأوربي” اليميني الوسط، حصل وفق نتائج أولية رسمية، على 178 مقعدا في البرلمان الأوربي الجديد ليحافظ على موقعه كأكبر كتلة فيه، بينما خسر 38 مقعدا، متقدما على تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين، الذي حل ثانيا بـ 152 مقعدا، بعد خسارة 33 مقعدا لتحل أحزاب اليمين المتطرف ثالثة بحصولها على ما لا يقل عن 117 مقعدا، مع إمكانية ارتفاعها إلى 150 مقعدا، بحسب توقع رئيس حزب الرابطة، “ماتيو سالفيني”، وزير الداخلية الإيطالي.
وتتكتل أحزاب اليمين المتطرف ضمن تحالف “أوربا الأمم والحرية”، الذي يتشكل من حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان، وحزب الرابطة بزعامة سالفيني، وتحالف “أوربا من أجل الحرية والديمقراطية المباشرة”، الذي يضم شريك سالفيني في الحكومة الإيطالية، “حركة خمس نجوم” الشعبوية، وحزب “بريكست” البريطاني المنادي بالخروج من الاتحاد الأوربي بزعامة “نايجل فراج”.
استطاعت الانتخابات الأوربية، هذا العام، تجسيد ملامح جديدة لأوربا، مع اختراق الأحزاب الشعبوية، واليمينية المتطرفة، والمشككة في الوحدة الأوربية، النتائج الرسمية الأولية لانتخابات برلمان الاتحاد الأوربي، وتحقيقها مكاسب قوية، وغير متوقعة على حساب الوسط، واليسار.
وشهدت كل دول الاتحاد الأوربي الـ 28، الاقتراع مدة أربعة أيام، منذ الخميس الماضي، حيث فاقت نسبة المشاركة 50 في المائة، وهي الأعلى على مدى عشرين سنة الأخيرة في انتخابات يحق لنحو 436 مليونا التصويت فيها، من أجل اختيار 751 نائبا في البرلمان الأوربي.
وتمكن اليمين المتطرف ممثلا في “التجمع الوطني”، من تصدر نتائج الانتخابات في فرنسا، متفوقا على حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شأنه شأن حزب الرابطة في إيطاليا، كما تصدرها، أيضا، دعاة الخروج من الاتحاد الأوربي في بريطانيا، والقوميون المناهضون للهجرة في المجر بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان. وهو ما ستكون له تداعيات، لا شك في ذلك، على المهاجرين إلى أوربا، من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، باعتبار البرامج السياسية “العنصرية” لهذه الأحزاب، تجاه الأجانب.
وفي هذا الصدد، اعتبر عبد المجيد مراري، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في منظمة “إفدي” الدولية لحقوق الإنسان، في حديث مع “اليوم 24″، نتائج الانتخابات الأوربية الأخيرة، “كارثة على أوربا” ستعود سلبا على أقليات معينة، خصوصا بعد اكتساح اليمين المتطرف لها بشكل كبير، موضحا أن “مكونات هذا الأخير تشكل خطرا، ليس فقط على المهاجرين، والمسلمين، وإنما على القيم الأوربية”، التي لخصها في قيم الحرية، والتعايش، وحقوق الإنسان، واحترام الآخر.
ويرى مراري أن اليمين المتطرف سيجهز على العيش المشترك، و”كل المكتسبات، التي حققتها أوربا على مدى سنوات، منذ تأسيس الوحدة الأوربية إلى يومنا هذا”، مشيرا إلى أن منظمة “إفدي” الدولية، حذرت من هذا، ومن تنامي خطاب الكراهية، إلى جانب منظمات حقوقية أخرى، مبديا في الوقت نفسه، توجسا من التشكيلة الجديدة للبرلمان الأوربي، الذي من المتوقع أن يصدر قرارات، يضيف المتحدث، “خطيرة جدا”، من شأنها تعديل قوانين الهجرة، من قبيل نظام “يوروداك” الخاص ببصمات المهاجرين، وطالبي اللجوء، الذي يتم تعديله حسب قوة التوجه المسيطر على المؤسسة.
ويمثل ملف الهجرة والحد منها جزءا رئيسيا في الدعايات الانتخابية لأحزاب اليمين المتطرف في أوربا، حيث تتبنى سياسة متشددة ضد المهاجرين إلى بلدانها، تصل هذه إلى حد مطالبة بعض منها بترحيلهم إلى أوطانهم، وقطع المساعدات الحكومية عنهم، وذلك بالإشارة إلى الهجمات الإرهابية في السنوات الماضية، في عدد من العواصم الأوربية مثل باريس، وبروكسل، وبرلين، وبرشلونة.
وأكد مراري، المحامي في باريس، في حديثه مع الموقع، أن “النتائج لن تضر المهاجرين، بقدر ما ستضر أوربا اقتصادا، وثقافة، وسياسة”، مشيرا إلى أن من أسماهم “عقلاء أوربا” واعون بهذا الأمر، إذ حذروا بدورهم، عبر كتابات عديدة، من تنامي وهيمنة اليمين المتطرف صاحب خطاب الكراهية، والعنف، وخطاب الإسلاموفوبيا.
ولفت المتحدث نفسه الانتباه إلى أن الفرنسيين مستاؤون من نتائج الانتخابات، موضحا أن تصويتهم على حزب “التجمع الوطني”، الذي تتزعمه “مارين لوبان”، لم يكن حبا في اليمين المتطرف، ولكنه كان عقابا لـ”إيمانويل ماكرون”، وانتقاما منه، معتبرا أنهم اضطروا إلى “اختيار هذا الخيار السيء، دون التفكير في مآلاته، وما سيحصده من نتائج كارثية على فرنسا، وأوربا بصفة عامة”.
ومن وجهة نظر عضو التحالف من أجل الحرية والكرامة (إفدي)، الذي مقره في بروكسيل، فإن الشعوب الأوربية اليوم، تتجه نحو الانتقام من حكوماتها، التي لم تفي بوعودها، ولم تكن لها إنجازات مرضية، إلا أن النتائج، يضيف مراري، ستكون عواقبها كارثية على المستوى الاجتماعي، باعتبار أفكار مكونات أحزاب أقصى اليمين، التي لا يعدو خطابها أن يكون خطاب كراهية ليس إلا، بسبب افتقارها إلى رؤية، وتبنيها لمشروع مبني على الحقد والكراهية، ورفض الآخر إذا لم يكن أوربيا مهما كانت جنسيته.
يذكر أن حزب “الشعب الأوربي” اليميني الوسط، حصل وفق نتائج أولية رسمية، على 178 مقعدا في البرلمان الأوربي الجديد ليحافظ على موقعه كأكبر كتلة فيه، بينما خسر 38 مقعدا، متقدما على تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين، الذي حل ثانيا بـ 152 مقعدا، بعد خسارة 33 مقعدا لتحل أحزاب اليمين المتطرف ثالثة بحصولها على ما لا يقل عن 117 مقعدا، مع إمكانية ارتفاعها إلى 150 مقعدا، بحسب توقع رئيس حزب الرابطة، “ماتيو سالفيني”، وزير الداخلية الإيطالي.
وتتكتل أحزاب اليمين المتطرف ضمن تحالف “أوربا الأمم والحرية”، الذي يتشكل من حزب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان، وحزب الرابطة بزعامة سالفيني، وتحالف “أوربا من أجل الحرية والديمقراطية المباشرة”، الذي يضم شريك سالفيني في الحكومة الإيطالية، “حركة خمس نجوم” الشعبوية، وحزب “بريكست” البريطاني المنادي بالخروج من الاتحاد الأوربي بزعامة “نايجل فراج”.