الغليظ جواد
هناك أشياء غريبة تقع في هذا الوطن الغريب، مفاجآت من نوع خاص تتمثل في العدوانية التي تصدر عن بعض المواطنين الذين يشغلون بعض المناصب التي تعبر عن شعور داخلي عدواني دفين تجاه الآخر يكشف عن شخصية "أنتي بنادم".
سأحكي لكم واقعتين حقيقيتين عشناها أنا وصديقي عبد المنعم بلحسن أثناء تغطيتنا لبعض الأحداث في الناظور. الحدث الأول يتمثل في اتجاهنا نحو مرجان أثناء افتتاحه لأول مرة، إذ وقفنا إلى جانب الطريق المؤدية إلى سلوان لتصوير الاكتظاظ الذي عرفته آنذاك، حينها تفاجئنا بهجوم مباغت لشخص يعمل كحارس تابع لمرجان والذي يعمل لصالح شركة للحراسة هناك، في الوهلة الأولى نظر إلينا بنظرة البوليس ونطق بلغة خشنة " أشكون نتوما لي كاتصورو هنا،..ممنوع التصوير" واقفا وقفة رجل كأنه شاب في أحد المعسكرات المغربية، وقمت أنا مسائلا إياه، ومن أنت لتسألنا من نكون، وقد قام بالجواب عن سؤالي بسرعة فائقة " السيكوريتي جمع ديك كاميرا راه منوع"، المهم قمنا بتجاوز أوامره وأصررنا على الذهاب للقاء مدير مرجان، لنسأله عن كون مرجان قام أيضا بشراء الطريق المؤدية لسلوان لان الحراس منعونا من التصوير بعيدا عن مرجان أكثر من مائتي متر وفي المجال الترابي التابع لجماعة بوعرك، لكن حراس آخرون منعونا من الدخول إلى المدير متفادين الإحراج الذي قد نسببه للشركة لأنها قامت بتشغيل شخص كان يعمل كحارس سيارات بالناظور، والآن يتقمص صفة الشرطة كناية على لباس الحراسة الذي قد تمكنه من فرض شخصيته العدوانية اتجاه أخيه المواطن المقهور المتمثلة في "التبوليس"، وعلى القهر الذي مورس عليه في الشارع.
واقعة أخرى تمثلت في ذهابنا إلى ملعب شعبي بإحدى أحياء المطار بالضبط قبالة مقر الوقاية المدنية، شركة "فيوليا" المعهود إليها بقطاع النظافة بالناظور قامت باحتلال الملعب بآلياتها المتسخة، وحاويات حديدية مملوءة بالأزبال لم يتم إفراغها بعد وتركت هناك لتلوث ذلك الحي المليء بالأسر التابعة للقوات المساعدة الملكية والوقاية المدنية.
عند شروعنا في تصوير المكان وبنفس الطريقة التي عوملنا بها من طرف ذلك الحارس بمرجان، هاجمنا أحد الأشخاص الذي يبدو أنه ميكانيكيا هذه المرة، سألنا عن من نكون وطلب منا المغادرة على الفور ومسح الصور التي أخذناها، وبدورنا سألناه عن هويته والمنصب الذي يشغله في ذلك المطرح.. !، لكي يأمرنا بتلك الطريقة الهجومية، وقد كان جوابه أن نصب نفسه كممثل للشركة ومسؤول كبير في "فيوليا"، وقد استغربنا لجوابه وقمنا بالانسحاب من المكان لأننا أعتقدناه شخص غير طبيعي، فالمسؤولين بمغربنا العزيز لم نرى يوما أحدا منهم تحت سيارة تابعة له وبلباس الميكانيكي. دائما نائمون في مكاتبهم.
هذه السلوكيات التي تصدر عن أشخاص يعانون من نفس القهر المجتمعي والمخزني الذي نعيشه نحن كما أعتقد، فهم مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة تنطلق من حالتهم الغير الطبيعية على الآخر الذي قد يحتك معه، فعوض أن يقوم بمقاومة ذلك القهر المسبب الاضطراب، يقوم بإسقاطه على أشخاص في نفس حالته الاجتماعية البسيطة، فذلك الحارس أو الميكانيكي، لو صادف أن وجد شخصا لابسا لباسا يدل على مكانة ما، لما قام بمهاجمته ومحاولة طرده من المكان الذي وجد فيه، لان انتقاله من حالة القهر إلى نوع من الانفراج الاجتماعي المتمثل في الحصول على عمل معين لم يمنعه من الانتقام بطريقة عدوانية من الآخر الذي يقاسمه نفس الطبقة الاجتماعية. هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المغاربة طبيعتهم النفسية طبيعة عدوانية عنصرية مشحونة بالحكرة.
ترى كيف هي هذه الطبيعة النفسية .
هي نوع من العدوانية المشحونة بالعنصرية والحكرة "الاحتقار"، فرغم أن العدوانية تشمل العديد من الأشكال جسدية لفضية ورمزية، فهي تبقى كسلوك يتعمد مصدرها إلى إيذاء شخص آخر بشكل مباشر أو غير مباشر على غير رضا منه، راجع إلى عدة أسباب نفسية تربوية وأهمها اجتماعية، وهذا السلوك ليس تعبيرا حقيقا عن كراهية الآخر أو احتقاره كما يرى بعض النفسانيون الممثلين للعديد من المدارس، بل من الخوف بالآخر الذي يعتقد أنه يهدده ويرفض التعايش معه مطلقا.
كما ترون مع الأسف فالعديد من المغاربة عفا الله عنهم يقومون بإصدار سلوك مسيء بسبب الخوف من أخيه المواطن وذلك راجع إلى ضعف الشخصية لديهم، إما لافتقارهم إلى الشجاعة، أو إلى المعرفة اللازمة للخوض في أمور معينة، أو إلى عدم قدرتهم على تقبل الآخر.
فالسلوكات التي تضايقنا يوميا في عملنا، في الشارع، والمدرسة، في الأسواق، وحتى في الانترنت نتيجة النقص الذي يحس به الآخر لافتقاره الشديد إلى أشياء في شخصيته، ويقوم بفعل عدواني لدرء الآخر وبدون مبرر.
هناك أشياء غريبة تقع في هذا الوطن الغريب، مفاجآت من نوع خاص تتمثل في العدوانية التي تصدر عن بعض المواطنين الذين يشغلون بعض المناصب التي تعبر عن شعور داخلي عدواني دفين تجاه الآخر يكشف عن شخصية "أنتي بنادم".
سأحكي لكم واقعتين حقيقيتين عشناها أنا وصديقي عبد المنعم بلحسن أثناء تغطيتنا لبعض الأحداث في الناظور. الحدث الأول يتمثل في اتجاهنا نحو مرجان أثناء افتتاحه لأول مرة، إذ وقفنا إلى جانب الطريق المؤدية إلى سلوان لتصوير الاكتظاظ الذي عرفته آنذاك، حينها تفاجئنا بهجوم مباغت لشخص يعمل كحارس تابع لمرجان والذي يعمل لصالح شركة للحراسة هناك، في الوهلة الأولى نظر إلينا بنظرة البوليس ونطق بلغة خشنة " أشكون نتوما لي كاتصورو هنا،..ممنوع التصوير" واقفا وقفة رجل كأنه شاب في أحد المعسكرات المغربية، وقمت أنا مسائلا إياه، ومن أنت لتسألنا من نكون، وقد قام بالجواب عن سؤالي بسرعة فائقة " السيكوريتي جمع ديك كاميرا راه منوع"، المهم قمنا بتجاوز أوامره وأصررنا على الذهاب للقاء مدير مرجان، لنسأله عن كون مرجان قام أيضا بشراء الطريق المؤدية لسلوان لان الحراس منعونا من التصوير بعيدا عن مرجان أكثر من مائتي متر وفي المجال الترابي التابع لجماعة بوعرك، لكن حراس آخرون منعونا من الدخول إلى المدير متفادين الإحراج الذي قد نسببه للشركة لأنها قامت بتشغيل شخص كان يعمل كحارس سيارات بالناظور، والآن يتقمص صفة الشرطة كناية على لباس الحراسة الذي قد تمكنه من فرض شخصيته العدوانية اتجاه أخيه المواطن المقهور المتمثلة في "التبوليس"، وعلى القهر الذي مورس عليه في الشارع.
واقعة أخرى تمثلت في ذهابنا إلى ملعب شعبي بإحدى أحياء المطار بالضبط قبالة مقر الوقاية المدنية، شركة "فيوليا" المعهود إليها بقطاع النظافة بالناظور قامت باحتلال الملعب بآلياتها المتسخة، وحاويات حديدية مملوءة بالأزبال لم يتم إفراغها بعد وتركت هناك لتلوث ذلك الحي المليء بالأسر التابعة للقوات المساعدة الملكية والوقاية المدنية.
عند شروعنا في تصوير المكان وبنفس الطريقة التي عوملنا بها من طرف ذلك الحارس بمرجان، هاجمنا أحد الأشخاص الذي يبدو أنه ميكانيكيا هذه المرة، سألنا عن من نكون وطلب منا المغادرة على الفور ومسح الصور التي أخذناها، وبدورنا سألناه عن هويته والمنصب الذي يشغله في ذلك المطرح.. !، لكي يأمرنا بتلك الطريقة الهجومية، وقد كان جوابه أن نصب نفسه كممثل للشركة ومسؤول كبير في "فيوليا"، وقد استغربنا لجوابه وقمنا بالانسحاب من المكان لأننا أعتقدناه شخص غير طبيعي، فالمسؤولين بمغربنا العزيز لم نرى يوما أحدا منهم تحت سيارة تابعة له وبلباس الميكانيكي. دائما نائمون في مكاتبهم.
هذه السلوكيات التي تصدر عن أشخاص يعانون من نفس القهر المجتمعي والمخزني الذي نعيشه نحن كما أعتقد، فهم مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة تنطلق من حالتهم الغير الطبيعية على الآخر الذي قد يحتك معه، فعوض أن يقوم بمقاومة ذلك القهر المسبب الاضطراب، يقوم بإسقاطه على أشخاص في نفس حالته الاجتماعية البسيطة، فذلك الحارس أو الميكانيكي، لو صادف أن وجد شخصا لابسا لباسا يدل على مكانة ما، لما قام بمهاجمته ومحاولة طرده من المكان الذي وجد فيه، لان انتقاله من حالة القهر إلى نوع من الانفراج الاجتماعي المتمثل في الحصول على عمل معين لم يمنعه من الانتقام بطريقة عدوانية من الآخر الذي يقاسمه نفس الطبقة الاجتماعية. هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن المغاربة طبيعتهم النفسية طبيعة عدوانية عنصرية مشحونة بالحكرة.
ترى كيف هي هذه الطبيعة النفسية .
هي نوع من العدوانية المشحونة بالعنصرية والحكرة "الاحتقار"، فرغم أن العدوانية تشمل العديد من الأشكال جسدية لفضية ورمزية، فهي تبقى كسلوك يتعمد مصدرها إلى إيذاء شخص آخر بشكل مباشر أو غير مباشر على غير رضا منه، راجع إلى عدة أسباب نفسية تربوية وأهمها اجتماعية، وهذا السلوك ليس تعبيرا حقيقا عن كراهية الآخر أو احتقاره كما يرى بعض النفسانيون الممثلين للعديد من المدارس، بل من الخوف بالآخر الذي يعتقد أنه يهدده ويرفض التعايش معه مطلقا.
كما ترون مع الأسف فالعديد من المغاربة عفا الله عنهم يقومون بإصدار سلوك مسيء بسبب الخوف من أخيه المواطن وذلك راجع إلى ضعف الشخصية لديهم، إما لافتقارهم إلى الشجاعة، أو إلى المعرفة اللازمة للخوض في أمور معينة، أو إلى عدم قدرتهم على تقبل الآخر.
فالسلوكات التي تضايقنا يوميا في عملنا، في الشارع، والمدرسة، في الأسواق، وحتى في الانترنت نتيجة النقص الذي يحس به الآخر لافتقاره الشديد إلى أشياء في شخصيته، ويقوم بفعل عدواني لدرء الآخر وبدون مبرر.