الاستقلالي الطاهر التوفالي يعتبر نفسه مُستهدفا لآرائه، ويربط قضيته بملف الحقوقي شكيب الخياري
طارق العاطفي:
دخل الأستاذ الطاهر التوفالي في إضراب مفتوح عن الطعام، مُطالبا الجهات المسؤولة بإيلاء ملفه ما يستحق من عناية، وهو المُعتقل منذ شهر بتهم متنوعة مرتبطة بتكوين عصابة إجرامية والتحريض على الشغب ضمن أحداث الفوضى التي رافقت انتخاب المجلس الجماعي لبلدة بني شيكر بإقليم الناظور، وما أعقبه من تدخل للدرك بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المُتظاهرين واعتقال بعضهم، إذ أوردت مصادر "أخبار اليوم" بأنّ التوفالي، المُتابع إلى جانب أزيد من ثلاثين شخصا، يعتبر نفسه مورّطا في القضية بسبب آرائه الفاضحة للفساد، وأنّ هناك مجهودات لإخراسه، رابطا بين قضيته وقضية المناضل الحقوقي المُعتقل شكيب الخياري المحكوم ابتدائيا بثلاث سنوات سجنا وغرامة تفوق الخمسة والسبعين مليون سنتيم.
وترجع اعتبارات التوفالي، الرئيس السابق للجماعة القروية بني شيكر، والمُنتخب برسم الاستحقاقات الأخيرة عن حزب الاستقلال، إلى كونه شارك ضمن برنامج القناة الفرنسية M6 الفاضح التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من سواحل الناظور، جنبا إلى جنب مع الحقوقي المُعتقل شكيب الخياري، حيث عمل على استقبال طاقم القناة الفرنسية بمقر الجماعة التي كان يرأسها حينئذ، كما صاحب المُعِدّين في جولة ميدانية لمناطق رسُوّ زوارق "الغوفاست"، وشارك مدليا بتصريحات لميكروفون القناة، كانت أقواها على الإطلاق حين صاح بالفرنسية وهو يرى الزوارق تنطلق هربا من عدسة المصوّر: "أَيْنَ هِيَ السُّلُطَات المَغربيَّة؟".
ويرى مُتتبعون وجُود خيوط قوية تجعل من اعتبارات الرأي محركا قويا لاعتقال الطاهر التوفالي، خصوصا وأنّ لجان تفتيش أرسلت إليه من لدن وزارة الداخلية عقب إذاعة البرنامج بالقناة المذكورة وقنوات أخرى اقتنت حقوقه، وانتشاره على شبكة الأنترنيت عبر موقع " دايْلِي مُوشْنْ"، إذ تمّ إيقاف التوفالي من ترأس الجماعة لمدّة شهر واحد، قبل أن يتمّ تحريك مُتابعة قضائية في حقه بناء على مُراسلة من وزارة الداخلية إلى وزارة العدل تتناول سوء تسييره لجماعته بمُعطيات تمسّ خروقات مالية. كما ربط البعض أيضا بين الطاهر التوفالي وبرنامج قناة M6 المُصوّر بالمغرب وقضية الحقوقي شكيب الخياري، إذ في يوم 24 يونيو الماضي، حين كان الحُكم يُنطق بالدار البيضاء في قضية شكيب بثلاث سنوات نافذة وغرامة ثقيلة، كان قاضي التحقيق باستئنافية الناظور يأمر بإيداع التوفالي السجن رهن الاعتقال الاحتياطي، في نفس اليوم، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية، وهو مَا فسّره البعض بالتمكن من مُعَاقبة رجلين "سفّها مَجهودَات الدّولة المغربية في مُحاربة التهريب الدولي للمخدرات"، حيث ستتم متابعة المُعتقلين استنادا لفصول مركّبة، أبرزها 293 من القانون الجنائي المغربي المُعاقب على الإخلال بالأمن العام.
وقد دافعت مفتشية حزب الاستقلال عن منتخبها الطاهر التوفالي بشكل مُحتشم، وهو الذي كان رئيسا سابقا بألوان الاتحاد الدستوري. إذ لم يتعدّ رد فعل حزب الاستقلال إصدار بيان بعد أزيد من عشر أيام على الاعتقال، رابطا بين الحدث ومُحاربة الحزب كي لا يُقدم على تحمل مسؤولية تسير عدد كبير من الجماعات، مع تحميل المسؤولية في تدبير ما وقع، كما أشار إليه البيان بشكل مُخجل، إلى "شخص معروف بالمنطقة"، إذ أوردت صيغة البيان أنّ: "..حزب الاستقلال يعتبر ما جرى يوم تشكيل مجلس جماعة بني شيكر مسا صريحا بالديمقراطية التي تعني تفعيل إرادة الناخبين واختيارهم لممثليهم القادرين على تحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي. فإذا كانت ساكنة جماعة بني شيكر قد أكدت على مواطنتها وقامت بواجبها الدستوري عبر اختيارها لمن يتولى أمور الجماعة التواقة إلى تسلق درجات التنمية فإن تدخل شخص معروف بالمنطقة خلط كل الأوراق مسخرا كل أساليب الترهيب والمال والنفوذ الواسع لخدمة أغراضه الشخصية البعيدة عن المصلحة العامة لساكنة بني شيكر، وهو سلوك يميز نفس الشخص إبان كل استحقاق انتخابي".