العيون تراقب إجازتها وملابسها وابنتها
غادرت رشيدة داتي مقعدها كوزيرة للعدل في فرنسا ولكنها تحلم برئاسة بلدية العاصمة الفرنسية باريس، أخبارها ما زالت تملأ الصحف وتشغل الناس، وبين المجلات الرئيسية الصادرة، هذا الأسبوع، ثلاث تحملن صورها على الغلاف، بينما وزعت وكالة الأنباء الفرنسية خبرا يفيد بسجن شاب من أصل عربي في تولوز، جنوبي فرنسا، لمدة ثلاثة أشهر لأنه أرسل شتيمة إلى الوزيرة السابقة، عبر رسالة نصية على هاتفها المحمول، نقلا عن تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 31-7-2009.
أي مغناطيس لدى رشيدة يجعل المصورين منجذبين إلى مطاردتها؟ ولماذا يهتم الفرنسيون بأخبار إجازتها الصيفية التي أمضت الأيام الخمسة الأولى منها، مع طفلتها زهرة، لأول مرة، في فندق حميم على شاطئ المتوسط؟ وهل صحيح أن الوزيرة السابقة والنائبة الحالية في البرلمان الأوروبي تنوي استكمال إجازتها في المغرب، بلد والدها؟ وما حقيقة ما تسرب عن سفرة خاطفة إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية أو ربما إلى إحدى الجزر الجميلة في اليونان؟
ليس المهم في أي بقعة تسبح رشيدة، بل إن الأنظار، كل الأنظار، تتركز على الصور التي اختلست لها وهي ترتدي لباس سباحة أسود مؤلف من قطعتين مختصرتين وتتجول تحت النخيل، من دون ماكياج ولا حتى خط الكحل الذي لا تستغني عنه فوق جفنيها.
ونشرت مجلة "فواسي" الشعبية صورة "رشيدة بالمايوه البيكيني" على غلاف عددها الأخير، بينما اكتفت مجلة "بوان دو فو" الصادرة أمس الخميس بصور داتي بكامل أناقتها الصيفية وهي تحمل زهرة بين ذراعيها.
ومن يتمعن في الصور يلاحظ أن الهاتف الجوال لم يكن يفارق كف المرأة العنيدة التي سبق لها أن صرحت في برنامج "حياة خاصة، حياة عامة" التلفزيوني، أن من يتصور الخلاص منها بسهولة، لمجرد مغادرتها الوزارة، فهو واهم، فهل يبقي الهاتف صاحبته على اتصال مستمر مع مراكز القرار، خاصة أنها لا تخفي تطلعها إلى المنافسة على منصب رئاسة بلدية باريس، في الانتخابات التي ستجري عام 2014؟ أليست هي المرأة التي تعلمت حمل عدة رمانات في يد واحدة بعد أن أصبحت، بمباركة من الرئيس ساركوزي وحزبه، عمدة للدائرة السابعة من العاصمة.
يوم اتخذ ساركوزي قراره بـ"إبعاد" داتي من مكتبها الملوكي في وزارة العدل الواقعة في ساحة "فاندوم" الفخمة في باريس، إلى مكتب صغير ومتقشف في المفوضية الأُوروبية في ستراسبورغ، راهن النائب المشاكس عن حزب الخضر، دانييل كوهن بندي، على أنها سترفض النيابة لأن مصوري الصحافة والتلفزيون لا يهتمون بالنواب الأوروبيين بينما رشيدة لم تعد تستطيع التنفس بعيدا عن الأضواء.
صحيح أنها خيبت رأيه ودفعته إلى ما يشبه الاعتذار، لكنه لم يكن مخطئا تماما، والحقيقة أن للجفوة التي حدثت بين الرئيس وبين "مريدته" المخلصة وأدت إلى خروجها من الوزارة دوافع لا تخلو من تدخلات وحساسيات من تلك التي تعبق بها أجواء القصور ودوائر الحكم.
ومثلما قيل إن استيزار رشيدة، المرأة العربية الأصل المؤهلة والطموح، كان فكرة همست بها سيسيليا، زوجة ساركوزي السابقة، في أذنه، يقال اليوم إن كارلا، الزوجة الحالية، تقف وراء نفيها إلى ستراسبورغ. إن مرتبها في الوزارة كان يقارب العشرين ألف يورو، مع المخصصات، ويتيح لها أن تشتري ثيابها وحليها من "ديور"، أما مرتب النائب الأوروبي فلا يزيد، في صيغته الموحدة الجديدة، على خمسة آلاف يورو. وحتى إذا أضيفت مخصصات التنقل فلن تسمح لرشيدة بالبحبوحة التي كانت قد تعودت عليها وتآلفت معها وكأنها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وليس في كنف أسرة مهاجرة فقيرة تعول 12 ولدا وبنتا، مع هذا يبقى مرتبها الثاني، كعمدة للدائرة السابعة، منجدا عند الفاقة النسبية التي قد تمر بها.
إن كل ما تحتاجه، اليوم، هو أسابيع من الراحة والنقاهة بعد سنة شديدة التوتر في الميدان الإداري والسياسي وحتى العائلي. لقد أنجبت، في سن الثالثة والأربعين، طفلتها الأولى، بولادة قيصرية، وغادرت المستشفى بعد خمسة أيام، عائدة إلى مكتبها في الوزارة رافضة التمتع بما يضمنه لها القانون من إجازة ولادة، وكانت تعمل ليل نهار لكي تثبت استحقاقها المنصب الرفيع الذي شكك كثيرون في أهليتها له، وتمكنت من الاضطلاع بإصلاحات قانونية صعبة وشائكة، وآن لها أن تتنفس نسيم البحر تحت الشمس التي لم تكن تراها وهي في مكتبها.
وفي آخر تصريحاتها الحميمة، قالت رشيدة داتي وكأنها ترد على الشامتين من خصومها "أنا سعيدة حاليا لأنني استعدت حياتي الخاصة وعدت لرؤية معارفي وأصدقائي. إن لدي زهرة ولدي الرجل الذي أحب، إنه رجل استثنائي. وزهرة ستذهب إلى المدرسة، ذات يوم، بصحبتي أو بصحبة أبيها، ونحن لن نتمكن من حمايتها وحجبها عن الأنظار إلى الأبد". هذا ما قالته لإحدى صديقاتها، وأضافت أن شقيقاتها يقلن إن البنت تشبهها كثيرا، وهن متعلقات بها، خاصة أنها تتركها في عهدة خالاتها عندما تكون مشغولة أو على سفر، أما عن صورها التي تظهر فيها مرتدية لباس السباحة، فأكدت أنها لم تلاحظ وجود مصور في المكان.
العربية
غادرت رشيدة داتي مقعدها كوزيرة للعدل في فرنسا ولكنها تحلم برئاسة بلدية العاصمة الفرنسية باريس، أخبارها ما زالت تملأ الصحف وتشغل الناس، وبين المجلات الرئيسية الصادرة، هذا الأسبوع، ثلاث تحملن صورها على الغلاف، بينما وزعت وكالة الأنباء الفرنسية خبرا يفيد بسجن شاب من أصل عربي في تولوز، جنوبي فرنسا، لمدة ثلاثة أشهر لأنه أرسل شتيمة إلى الوزيرة السابقة، عبر رسالة نصية على هاتفها المحمول، نقلا عن تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 31-7-2009.
أي مغناطيس لدى رشيدة يجعل المصورين منجذبين إلى مطاردتها؟ ولماذا يهتم الفرنسيون بأخبار إجازتها الصيفية التي أمضت الأيام الخمسة الأولى منها، مع طفلتها زهرة، لأول مرة، في فندق حميم على شاطئ المتوسط؟ وهل صحيح أن الوزيرة السابقة والنائبة الحالية في البرلمان الأوروبي تنوي استكمال إجازتها في المغرب، بلد والدها؟ وما حقيقة ما تسرب عن سفرة خاطفة إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية أو ربما إلى إحدى الجزر الجميلة في اليونان؟
ليس المهم في أي بقعة تسبح رشيدة، بل إن الأنظار، كل الأنظار، تتركز على الصور التي اختلست لها وهي ترتدي لباس سباحة أسود مؤلف من قطعتين مختصرتين وتتجول تحت النخيل، من دون ماكياج ولا حتى خط الكحل الذي لا تستغني عنه فوق جفنيها.
ونشرت مجلة "فواسي" الشعبية صورة "رشيدة بالمايوه البيكيني" على غلاف عددها الأخير، بينما اكتفت مجلة "بوان دو فو" الصادرة أمس الخميس بصور داتي بكامل أناقتها الصيفية وهي تحمل زهرة بين ذراعيها.
ومن يتمعن في الصور يلاحظ أن الهاتف الجوال لم يكن يفارق كف المرأة العنيدة التي سبق لها أن صرحت في برنامج "حياة خاصة، حياة عامة" التلفزيوني، أن من يتصور الخلاص منها بسهولة، لمجرد مغادرتها الوزارة، فهو واهم، فهل يبقي الهاتف صاحبته على اتصال مستمر مع مراكز القرار، خاصة أنها لا تخفي تطلعها إلى المنافسة على منصب رئاسة بلدية باريس، في الانتخابات التي ستجري عام 2014؟ أليست هي المرأة التي تعلمت حمل عدة رمانات في يد واحدة بعد أن أصبحت، بمباركة من الرئيس ساركوزي وحزبه، عمدة للدائرة السابعة من العاصمة.
يوم اتخذ ساركوزي قراره بـ"إبعاد" داتي من مكتبها الملوكي في وزارة العدل الواقعة في ساحة "فاندوم" الفخمة في باريس، إلى مكتب صغير ومتقشف في المفوضية الأُوروبية في ستراسبورغ، راهن النائب المشاكس عن حزب الخضر، دانييل كوهن بندي، على أنها سترفض النيابة لأن مصوري الصحافة والتلفزيون لا يهتمون بالنواب الأوروبيين بينما رشيدة لم تعد تستطيع التنفس بعيدا عن الأضواء.
صحيح أنها خيبت رأيه ودفعته إلى ما يشبه الاعتذار، لكنه لم يكن مخطئا تماما، والحقيقة أن للجفوة التي حدثت بين الرئيس وبين "مريدته" المخلصة وأدت إلى خروجها من الوزارة دوافع لا تخلو من تدخلات وحساسيات من تلك التي تعبق بها أجواء القصور ودوائر الحكم.
ومثلما قيل إن استيزار رشيدة، المرأة العربية الأصل المؤهلة والطموح، كان فكرة همست بها سيسيليا، زوجة ساركوزي السابقة، في أذنه، يقال اليوم إن كارلا، الزوجة الحالية، تقف وراء نفيها إلى ستراسبورغ. إن مرتبها في الوزارة كان يقارب العشرين ألف يورو، مع المخصصات، ويتيح لها أن تشتري ثيابها وحليها من "ديور"، أما مرتب النائب الأوروبي فلا يزيد، في صيغته الموحدة الجديدة، على خمسة آلاف يورو. وحتى إذا أضيفت مخصصات التنقل فلن تسمح لرشيدة بالبحبوحة التي كانت قد تعودت عليها وتآلفت معها وكأنها ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وليس في كنف أسرة مهاجرة فقيرة تعول 12 ولدا وبنتا، مع هذا يبقى مرتبها الثاني، كعمدة للدائرة السابعة، منجدا عند الفاقة النسبية التي قد تمر بها.
إن كل ما تحتاجه، اليوم، هو أسابيع من الراحة والنقاهة بعد سنة شديدة التوتر في الميدان الإداري والسياسي وحتى العائلي. لقد أنجبت، في سن الثالثة والأربعين، طفلتها الأولى، بولادة قيصرية، وغادرت المستشفى بعد خمسة أيام، عائدة إلى مكتبها في الوزارة رافضة التمتع بما يضمنه لها القانون من إجازة ولادة، وكانت تعمل ليل نهار لكي تثبت استحقاقها المنصب الرفيع الذي شكك كثيرون في أهليتها له، وتمكنت من الاضطلاع بإصلاحات قانونية صعبة وشائكة، وآن لها أن تتنفس نسيم البحر تحت الشمس التي لم تكن تراها وهي في مكتبها.
وفي آخر تصريحاتها الحميمة، قالت رشيدة داتي وكأنها ترد على الشامتين من خصومها "أنا سعيدة حاليا لأنني استعدت حياتي الخاصة وعدت لرؤية معارفي وأصدقائي. إن لدي زهرة ولدي الرجل الذي أحب، إنه رجل استثنائي. وزهرة ستذهب إلى المدرسة، ذات يوم، بصحبتي أو بصحبة أبيها، ونحن لن نتمكن من حمايتها وحجبها عن الأنظار إلى الأبد". هذا ما قالته لإحدى صديقاتها، وأضافت أن شقيقاتها يقلن إن البنت تشبهها كثيرا، وهن متعلقات بها، خاصة أنها تتركها في عهدة خالاتها عندما تكون مشغولة أو على سفر، أما عن صورها التي تظهر فيها مرتدية لباس السباحة، فأكدت أنها لم تلاحظ وجود مصور في المكان.
العربية